تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في رحاب مكة المكرمة، وعلى أعتاب البيت العتيق، تتجلى قصص إنسانية ملهمة تشع بنور الإيمان والعزيمة.، ليس الحج مجرد رحلة لأداء المناسك الدينية فحسب، بل هو امتحان للصبر وقوة الإرادة. هنا، تحت سماء مكة الصافية، تتلاقى أرواح المؤمنين من شتى بقاع الأرض، يحملون في قلوبهم آمالاً وأحلامًا، ويتحدون الصعاب ليعيشوا تجربة روحية لا تنسى.

في هذا المكان المقدس، تتجلى حكايات حجاج تحدوا المرض والعجز، وأثبتوا أن الإرادة الصلبة يمكنها أن تصنع المعجزات. 

نستعرض قصصاً واقعية لأبطال صغار وكبار، ساروا في دروب الحج بعزيمة وإيمان لا يعرفان المستحيل، ليكونوا مثالاً يحتذى به لكل من يطمح إلى تحقيق أحلامه رغم التحديات.

الحاجة زينب

الحاجة زينب، امرأة مسنة من مصر، تحمل حلم الحج في قلبها منذ سنوات طويلة، كانت تعاني من مشاكل صحية، من بينها مرض السكري الذي أدى في النهاية إلى بتر قدمها، رغم هذه التحديات، لم تتخلَ زينب عن حلمها، بمساعدة أسرتها والجيران، تمكنت من توفير تكاليف الرحلة وتم ترتيب جميع الأمور اللازمة لسفرها.

في مكة، كانت زينب تسير بعكازاتها، ولم يثنها الألم أو التعب عن أداء المناسك، كانت تنظر إلى الكعبة بعيون ملؤها الدموع والفرح، وتدعو الله أن يتقبل منها. كانت ترى في الحج ليس فقط فرصة لتطهير الروح، بل أيضًا لاختبار صبرها وقوة إيمانها.

تعاطف معها الكثير من الحجاج، وقدموا لها المساعدة والعون في التنقل وأداء المناسك. رغم الصعوبات، أكملت زينب جميع المناسك، وكانت تجربتها بمثابة رسالة أمل وصبر للكثيرين، مؤكدة أن الإيمان والإرادة يمكن أن يتغلبا على كل الصعاب.

عندما بدأت الحاجة زينب رحلتها إلى السعودية، لم يكن في خيالها أن تتعرض لمشاكل صحية خطيرة. ومع ذلك، تدهورت حالتها الصحية بشكل مفاجئ يوم عرفة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير، مما أدى إلى إصابتها بضربة شمس وتشكل الغنغرين في قدمها. كونها مريضة بالسكري، أدى ذلك إلى فقدانها للوعي ونقلها إلى مستشفى النور في المملكة العربية السعودية.

في هذا الوقت الحرج، كانت الحاجة زينب مدرجة ضمن قائمة المفقودين في الحرم، وعاجزة عن الاتصال بأسرتها. ولما أدرك المستشفى خطورة حالتها، تواصل مع أسرتها وأخبرهم بالحاجة الماسة لإجراء عملية بتر لقدمها اليسرى حتى الركبة. ووافقت الأسرة على هذا القرار.

بعد إجراء العملية الجراحية، تلقت الأسرة اتصالًا من المستشفى يُخبرهم بأنه بإمكانهم إخراج الحاجة زينب من المستشفى. لكن عند محاولتها العودة إلى مصر، واجهت صعوبة كبيرة. رفض الطيار بدء الرحلة خشية أن يتسبب الضغط في الطائرة في نزيف للحاجة زينب الذي أجريت لها العملية قبل يومين فقط، مما استدعى الهبوط الطارئ للطائرة.

محاولات الأسرة للتواصل مع المرافق الذي ساعد الحاجة زينب في سفرها لم تفلح، إذ اتضح أنه قام بسرقة أموالها ومقتنياتها. وبالرغم من كل هذه العقبات، بذلت الأسرة مجهودًا كبيرًا لإعادة الحاجة زينب إلى مصر، ولكن دون جدوى.

في هذه الأثناء، تواصلت الحاجة زينب مع عائلتها من مصر، معربة عن رغبتها في العودة بسرعة بسبب حالتها الصحية الهشة. تعاني من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، بالإضافة إلى العملية الجراحية الأخيرة التي أجريت لها في السعودية.

الحاج الإندونيسي

الحاج أحمد، من إندونيسيا، يعاني من مشاكل صحية خطيرة منذ سنوات، حيث كان لديه ثقب في الأمعاء ونزيف مستمر، ورغم حالته الصحية الحرجة، أصر أحمد على أداء فريضة الحج، وكان يعلم أن رحلته قد تكون محفوفة بالمخاطر، ولكنه كان يعتقد أن الله سيوفر له القوة والإرادة اللازمة.

خلال أداء مناسك الحج، بدأت حالة أحمد تتفاقم وازداد النزيف، وتم نقله إلى المستشفى حيث تلقى العلاج اللازم، لكن الأطباء نصحوه بالراحة وعدم استكمال المناسك، رفض أحمد الاستسلام، وأصر على العودة واستكمال ما بدأه، بمساعدة طبية ومرافقة فريق من المتطوعين، تمكن أحمد من استكمال مناسكه.

كان مشهد أحمد وهو يكمل الطواف بالكعبة على كرسي متحرك محاطًا بأصدقائه وأفراد الفريق الطبي مؤثرًا للغاية، كانت قصته مصدر إلهام للكثيرين، حيث أثبت أن الإيمان والقوة الداخلية يمكن أن يساعدا الإنسان على تجاوز أكبر التحديات الصحية.

تلك القصص الإنسانية تظهر مدى عظمة الإيمان والقوة الداخلية لدى الأفراد، وكيف يمكن للحج أن يكون تجربة روحانية وإنسانية عميقة تتجاوز بكثير حدود المناسك الدينية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البيت العتيق الحاجة زینب

إقرأ أيضاً:

سكة حديد هرات خواف مشروع إستراتيجي لتعزيز اقتصاد أفغانستان

كابل- تشكل سكة حديد "هرات – خواف" جزءا أساسيا من المبادرات التي تتبناها حكومة أفغانستان لتحسين البنية التحتية للنقل، وتعزيز الروابط التجارية مع دول الجوار.

يهدف المشروع، الذي يربط مدينة هرات (غربي أفغانستان) بمدينة خواف (شرقي إيران)، إلى تسهيل حركة التجارة بين أفغانستان ودول المنطقة، ويُتوقع أن تكون له تأثيرات اقتصادية إيجابية على المدى الطويل.

سياق تاريخي

بدأ مشروع سكة حديد "هرات – خواف" في عام 2007 عندما كانت الحكومة الأفغانية تسعى إلى تطوير بنية تحتية للنقل تسهم في تسهيل التجارة وتعزيز الروابط الاقتصادية مع الدول المجاورة، وفي ذلك الوقت، كانت أفغانستان بحاجة ماسة إلى تحسين شبكات النقل، خاصةً في ظل تزايد الضغط على المرافق الموجودة وارتفاع تكلفة النقل البري.

وتم توقيع اتفاقية بين أفغانستان وإيران في عام 2012 لتطوير خط سكة حديد يربط بين مدينة هرات ومدينة خواف، كجزء من خطة كبرى لربط أفغانستان بشبكة السكك الحديدية الإقليمية والدولية.

وبدأت الأعمال في بناء الخط الحديدي عام 2016، وتم افتتاح الجزء الأول في عام 2018، بعدها بدأت الحكومة بتوسيع المشروع عبر التعاون مع شركات دولية، مستكملة الترتيبات المالية اللازمة لذلك.

إعلان بناء الجزء التكميلي

وقّعت الحكومة الأفغانية في مارس/آذار 2024 عقدا لبناء الجزء التكميلي من خط السكك الحديدية بتكلفة إجمالية 53 مليون دولار. ويتعلق العقد بالمرحلة الثانية من الجزء الرابع من خط "خواف – هرات" الذي يمتد على 47 كيلومترًا.

ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع خلال عامين، ومع اكتمال هذا الجزء، ستُربط مدينة هرات بشكل كامل بشبكة السكك الحديدية والموانئ الإيرانية، ما سيسهل حركة البضائع والركاب بين أفغانستان ودول المنطقة، ويسهم في تعزيز التبادل التجاري بين آسيا الوسطى والجنوبية.

يُعد هذا الجزء من المشروع آخر خطوة في ربط ولاية هرات بشبكة النقل الإقليمية، ما سيؤدي إلى تسريع نقل السلع وتعزيز القدرات الاقتصادية للمنطقة.

تطوير المشروع

تولي الحكومة الأفغانية اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية للنقل، وخاصة مشروع سكة حديد "هرات – خواف".

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حاكم هرات، محمد يوسف سعيدي لـ(الجزيرة نت): "وصلت شحنة تجارية عبر خط السكك الحديدية هرات – خواف إلى محطة روزنك، وتشمل 26 عربة قطار، 20 منها تحتوي على سكر من الإمارات، و6 عربات تحتوي على إسمنت، وقد وصلت إلى محطة روزنك في ولاية هرات".

وأضاف أن "هذه واحدة من العديد من الشحنات التي نشهدها عبر سكة حديد هرات-خواف، ما يعكس دور الخط في تسهيل الحركة التجارية وتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الأشغال العامة الأفغانية، محمد أشرف حق‌ شناس لـ(الجزيرة نت): "نحن نركز على تعزيز التعاون مع إيران في مجال السكك الحديدية، وقد شهدنا زيادة في حركة النقل عبر هذا الخط".

وأكد أن "تعزيز القدرات الفنية في هذا المجال مهم جدا لضمان تنفيذ عمليات النقل بكفاءة عالية، ونحن نبحث عن فرص استثمارية مشتركة مع إيران وشركاء آخرين، لتحسين البنية التحتية للسكك الحديدية في أفغانستان".

وفي تصريحات سابقة، أكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد أن "إيران تلتزم بتوسيع مشروع سكة حديد خواف – هرات ليشمل مناطق إضافية مثل بدخشان وصولًا إلى الصين. هذا المشروع سيجعل هرات مركزا اقتصاديا وتجاريا رئيسيا في المنطقة ويعزز من مكانة أفغانستان على الصعيدين الإقليمي والدولي".

"فرصة كبيرة"

يقول الخبير الاقتصادي الأفغاني، شمس الرحمن أحمدزي لـ(الجزيرة نت) إن المشروع يمثل فرصة كبيرة لأفغانستان لتعزيز مكانتها الاقتصادية في المنطقة؛ فلا يقتصر على تسهيل حركة التجارة، بل يسهم في تطوير بنية أفغانستان التحتية للنقل، وبالتالي تزيد القدرة على جذب الاستثمارات الخارجية.

إعلان

ويضيف أنه من خلال تسهيل عملية النقل، ستتوفر للمستثمرين طرق أسرع وأرخص للوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، متوقعا أن يسهم الخط الحديدي في خفض التكاليف، وبالتالي تسريع النمو الاقتصادي، كما أنه يتيح فرصًا تجارية جديدة في القطاعات الزراعية والصناعية.

لدى أفغانستان طموحات اقتصادية من تنفيذ خط سكك حديد "هرات – خواف" (الفرنسية) فوائد مرجوة تعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية: يُعدّ المشروع جزءا أساسيا من شبكة النقل التي تسهم في تسهيل حركة التجارة بين أفغانستان ودول الجوار، مثل إيران، وتركيا، والإمارات، والهند، ويسرع نقل البضائع وتقليل تكاليف النقل، ما يعزز قدرة أفغانستان على تصدير منتجاتها مثل الفواكه والخضروات والمنتجات الصناعية الأخرى إلى الأسواق العالمية. تقليل كلفة النقل: يُعدّ النقل عبر السكك الحديدية أكثر كفاءة من حيث التكلفة والوقت مقارنة بالنقل البري؛ فمن خلال سكة حديد "هرات – خواف"، يمكن نقل كميات كبيرة من البضائع بتكلفة منخفضة مقارنة بالشاحنات البرية، ما يعزز تنافسية المنتجات الأفغانية في الأسواق العالمية، وهذا التوفير قد يؤدي إلى خفض أسعار المنتجات المحلية، ما يعزز القدرة الشرائية للمواطنين. تحفيز الاستثمار الأجنبي: يسهم تحسين البنية التحتية للنقل في زيادة جاذبية أفغانستان للمستثمرين الأجانب، ويعد المشروع مثالًا على التعاون الإقليمي بين أفغانستان وإيران، ويمكن أن يكون بوابة لجذب المزيد من الاستثمارات في قطاعات مثل التجارة، والصناعة، والزراعة، كما أن وجود شبكة نقل متطورة يزيد من فرص أفغانستان في استقطاب الشركات العالمية التي تبحث عن طرق أسرع وأرخص لتوزيع منتجاتها في المنطقة. تعزيز التبادل الاقتصادي بين دول المنطقة: يسهم المشروع في تعزيز التكامل الاقتصادي بين أفغانستان ودول الجوار، مما يعزز التعاون في مجالات التجارة والنقل، من خلال تسهيل حركة البضائع والركاب، ويعزز المشروع العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وأفغانستان، مع إمكانية توسيع نطاق التعاون ليشمل دولا أخرى مثل تركيا وبلدان آسيا الوسطى. إعلان التحديات المحتملة

على الرغم من الفوائد المتوقعة لمشروع سكة حديد "هرات – خواف"، فإن ثمة تحديات قد تواجه تنفيذ المشروع بشكل كامل، ومن أبرز هذه التحديات:

التمويل: رغم أن التعاقدات مع الشركات الدولية وخاصة من روسيا قد توفر التمويل اللازم، فإن التحديات الاقتصادية الداخلية، مثل التضخم والعقوبات، قد تؤثر على القدرة على تأمين التمويل المستدام. التعاون الإقليمي: على الرغم من التعاون الجيد بين أفغانستان وإيران، قد تواجه الحكومة الأفغانية تحديات في تعزيز التعاون مع دول أخرى في المنطقة بسبب التوترات الجيوسياسية. العوائق الجمركية: قد تشهد حركة التجارة عبر سكة حديد "هرات – خواف" بعض التأخير بسبب العوائق الجمركية، وقد تؤثر القوانين والإجراءات الجمركية على سرعة نقل البضائع، حيث إن التعقيدات الجمركية قد تؤدي إلى زيادة التكاليف، وتباطؤ عمليات التصدير والاستيراد، مما يؤثر على الكفاءة المتوقعة من المشروع. أبعاد اجتماعية

يمكن لمشروع سكة حديد "هرات – خواف" أن يكون له تأثير اجتماعي إيجابي على المجتمع الأفغاني؛ فمن خلال توفير فرص العمل في مجالات البناء والصيانة، سيحسن المشروع من مستوى معيشة السكان المحليين في المناطق التي يمر بها الخط الحديدي.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسهم المشروع في تحسين الظروف الاجتماعية عبر توفير فرص اقتصادية جديدة، وخفض البطالة، وتعزيز المستوى المعيشي.

مقالات مشابهة

  • سكة حديد هرات خواف مشروع إستراتيجي لتعزيز اقتصاد أفغانستان
  • "شفيق" يجري جولة تفقدية لمستشفى دار صحة المرأة والطفل بالسويس
  • في رحاب الشام يزور درعا للتعرف على مساجدها وكنائسها العتيقة
  • كانت تستعد لزفافها.. مصرع شاب وفتاة بقليوب وإصابة 4 آخرين بحادث تصادم
  • في لفتة أبوية إنسانية.. الرئيس السيسي يقابل ابنة الشهيد رقيب أحمد حبيب "بناء على رغبتها"
  • دعاء شهر شوال لقضاء الحاجة
  • الأمن السوري يطوق منطقة السيدة زينب في دمشق
  • ورود وبالونات.. لفتة إنسانية في مستشفى رأس البر بدمياط خلال عيد الفطر
  • السعدني: أكتر حاجة كانت مفرحاني دعاء الناس لأبويا و اقتران اسمي باسمه
  • محافظ القاهرة يزور مستشفى المنيرة بالسيدة زينب لمتابعة خدماتها الطبية في أول أيام العيد