لتجاوزها حد الدين المسموح به.. فرنسا و6 دول تواجه إجراءات تأديبة أوروبية
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء أن فرنسا و6 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي ستواجه إجراءات تأديبية لتجاوز حدود العجز في الميزانية. وسيتم تحديد المواعيد النهائية لخفض هذا العجز في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة من قبل الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إلى تقييد أي خطط إنفاق إضافية من قبل الحكومة الفرنسية الجديدة التي ستخرج من الانتخابات المقررة في الفترة من 30 يونيو/حزيران إلى 7 يوليو/تموز المقبل.
ووفقا للقواعد التي تم إصلاحها، لا يجوز للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تراكم ديونا تتجاوز 60% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويتعين على دول الاتحاد المثقلة بالديون والتي تتجاوز مستويات ديونها 90% من الناتج المحلي الإجمالي أن تخفض نسبة ديونها بواقع نقطة مئوية واحدة سنويا، وعلى الدول التي تتراوح مستويات ديونها بين 60% و90% أن تخفض نسبة ديونها بواقع نصف نقطة مئوية.
وهذا من شأنه أن يمنع حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، الذي يتصدر حاليا استطلاعات الرأي، من الوفاء بوعوده بزيادة الإنفاق العام وخفض سن التقاعد.
وأدت الانتخابات المبكرة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب النتائج الضعيفة لحزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي، إلى إدخال فرنسا -ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا- في حالة من الفوضى السياسية. وقد أدى عدم الاستقرار هذا إلى زيادة تكاليف الاقتراض الفرنسية في أسواق السندات.
وتشمل الدول الأخرى التي حددتها المفوضية الأوروبية كلا من بلجيكا وإيطاليا والمجر ومالطا وبولندا وسلوفاكيا.
ويُعزى هذا العجز في المقام الأول إلى تداعيات جائحة كورونا وأزمة أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
إيطاليا تستجيب وتداعيات أوسعوطمأنت إيطاليا، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي والتي تبلغ ديونها مستوى 138% من الناتج المحلي الإجمالي ونموها أقل من 1%، الأسواق بالتزامها بالإدارة المالية المسؤولة.
وقال وزير الاقتصاد جيانكارلو جيورجيتي "نحن ندرك أنه في ظل السياق الذي نجد أنفسنا فيه من الضروري الحفاظ على نهج مسؤول في تخطيط وإدارة سياسة الميزانية".
ويمثل هذا أول استخدام لإجراءات العجز المفرط في الاتحاد الأوروبي منذ تعليقها في عام 2020 بسبب وباء كورونا. ومنذ ذلك الحين، تم إصلاح القواعد المالية لتأخذ في الاعتبار الحقائق الاقتصادية الجديدة المتمثلة في ارتفاع الديون في مرحلة ما بعد الجائحة.
فرنسا وتحديات الميزانيةوبلغ عجز ميزانية فرنسا 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، ومن المتوقع أن يتقلص قليلا إلى 5.3% هذا العام، ولا يزال أعلى من الحد الأقصى للاتحاد الأوروبي البالغ 3%.
وبلغ الدين العام الفرنسي 110.6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 112.4% هذا العام و113.8% بحلول عام 2025، أي ما يقرب من ضعف الحد الأقصى الذي وضعه الاتحاد الأوروبي عند 60%.
وستقترح المفوضية خطة مدتها سبع سنوات على باريس لخفض ديونها، ومن المقرر أن تبدأ المناقشات قريبا. وأشار مسؤول بوزارة المالية الفرنسية إلى أن "أي حكومة سيتم تشكيلها بعد انتخابات السابع من يوليو/تموز المقبل ستواجه التزاما بالعمل مع المفوضية لتحديد إستراتيجية متوسطة المدى".
ومع تقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي، قد يواجه الاتحاد الأوروبي حكومة فرنسية متشككة في جدوى الاتحاد وتسعى إلى تخفيف السياسات المالية.
وأثار موقف لوبان الاقتصادي "فرنسا أولا" مخاوف بين الأسواق المالية القلقة بالفعل بشأن المالية العامة في البلاد.
وحذر ليو بارينكو، الخبير الاقتصادي في جامعة أكسفورد، في حديث لرويترز من أن الأزمة السياسية يمكن أن تعرقل ضبط الأوضاع المالية المخطط له. وقال بارينكو "من غير المرجح أن يتمكن البرلمان المنقسم من الاتفاق على تخفيضات الإنفاق الصعبة سياسيا، مما قد يؤدي إلى عجز أعلى من خط الأساس الحالي لدينا".
وأدت حالة عدم اليقين السياسي إلى بيع المستثمرين الأصول الفرنسية، مما تسبب في أن تشهد عوائد السندات الفرنسية أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ عام 2011 وانخفاض أسهم البنوك.
ومن المرجح أن يكون ضغط المستثمرين حاسما في ضمان التزام الحكومات بمسارات الدمج المتفق عليها مع المفوضية.
وقد أشارت السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إلى أنها لن تفرض عقوبات على الأهداف المفقودة. ومع ذلك، من الناحية النظرية، قد يؤدي الفشل في توحيد الموارد المالية إلى انقطاع أموال الاتحاد بعد الوباء وغيرها من أشكال الدعم المالي، والتي قد تصل إلى مليارات اليوروات.
صرح مسؤولون في الاتحاد الأوروبي بأنه بسبب العجز وارتفاع الديون الناتجة عن الصدمات الخارجية وليس فشل السياسات الفردية، فإن إمكانية فرض غرامات على الحكومات لا تنطبق حاليًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من الناتج المحلی الإجمالی فی الاتحاد الأوروبی فی عام
إقرأ أيضاً:
صناعة الشيوخ : مصر تحظى باهتمام ودعم كبيرين من الاتحاد الأوروبي
أكد المهندس محمد المنزلاوى وكيل لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس الشيوخ أن مصر تحظى باهتمام ودعم كبيرين من الاتحاد الأوروبي فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مثمناً موقف قبرص الداعم لمصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة 4 مليارات يورو جاء باعتبار أن الاتحاد الأوروبي شريك تجاري واقتصادي وسياسي منذ أمد طويل.
وقال " المنزلاوى " فى بيان له أصدره اليوم : إنه نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة، ومصر تحديدا، خاصة بعد الحرب في غزة، والصراع الدائر على باب المندب، وتوتر حصيلة قناة السويس من النقد الأجنبي، فإنه تم رفع هذه الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية منذ أشهر قليلة، وبالتالي التزم الاتحاد الأوروبي، نظرا لأن مصر بالنسبة للاتحاد الأوروبي تقوم بدور مهم جدا ، خاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية من خلال البحر المتوسط إلى أوروبا.
مشيراً إلى أن مصر لديها 9 ملايبن نازح من السودان وغيرها من الدول المجاورة، وبالتالي تقديرا من الاتحاد الأوروبي لدور مصر في تقليل عدد النازحين ومنع النازحين، وتحمل هذا العبء الثقيل، مع تداعيات ما يدور في العالم بصفة عامة، فلذلك تم رفع الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا ، وتم رصد 7.4 مليار يورو بما يعادل 8.1 دولار بسعر الصرف السائد منها 5 مليارات يورو قروضا لمصر وبها قروض ميسرة في شروطها، والبقية 1.8 مليار دولار، تعتبر ضمانات يقدمها الاتحاد الأوروبي إذا ما لجأ القطاع الخاص إلى استيراد أي سلعة من الاتحاد الأوروبي ، فإنه يحتاج إلى ضمانه ، ولكل نقلل الضمانات على وزارة المالية ، لأن القطاع الخاص لن يجد من يضمنه في هذه الحالة.
وأكد المهندس محمد المنزلاوى أن القطاع الخاص هو من سيستفيد من قيمة 1.8 مليار دولار قيمة الضمانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر ما يذلل كافة العقبات حتى يستطيع الاستيراد بأسعار فائدة ميسرة، طالما هناك ضمانات موجودة ، وهناك 600 مليون يورو تعتبر منحة منها 200 مليون يورو لتحمل عبء بعض النازحين من الدول الأفريقية المجاورة، و400 مليون يورو تقدم للحكومة المصرية والقطاع الخاص أيضاً مؤكداً أن مصر اصبحت لها مكانة كبيرة فى عهد الرئيس السيسى إقليمياً وأوروبياً وعالمياً.
وكان وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي قد أشاد خلال اتصال هاتفي مع "كونستانتينوس كومبوس" وزير خارجية قبرص، بالعلاقات "المصرية - القبرصية" المتميزة والتعاون المشترك على مختلف المستويات.
ويأتي الاتصال الهاتفي في إطار التنسيق والتشاور الدوري لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأعرب الوزير عبدالعاطي، خلال الاتصال، عن التطلع لتطوير العلاقات في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذا تطوير التعاون في مجال توظيف العمالة المصرية في قبرص.
وأكد وزير الخارجية تقدير مصر لموقف قبرص الداعم لها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبى بما في ذلك دعم الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية إلى مصر بقيمة ٤ مليارات يورو.
كما أكد الوزيران أهمية مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والحرص على تكثيف الجهود المشتركة لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.