روسيا تنتظر ردا أميركيا على أفكار عرضتها بشأن تبادل سجناء
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
موسكو "أ.ف.ب": أعلنت روسيا الأربعاء أنها تنتظر ردا من الولايات المتحدة على "أفكارها" بشأن تبادل سجناء، في تصريحات تأتي قبل أسبوع من بدء محاكمة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المسجون منذ 15 شهرا بتهمة "التجسس".
تبدأ محاكمة المراسل في 26 يونيو في يكاترينبورغ. وكانت موسكو قد اعترفت بأنها تتفاوض على صفقة تبادل تتيح الإفراج عن هذا الرجل البالغ 32 عاما والذي تقدمه على أنه جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، وهو ما ترفضه واشنطن وأقارب الصحافي وصحيفة وول ستريت جورنال مشددين على أنه تم القبض عليه أثناء إعداده تقريرا صحافيا.
ردا على اسئلة وكالة الانباء الروسية الرسمية تاس قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الأربعاء إن روسيا عرضت "أفكارا" على الولايات المتحدة بغية تبادل سجناء وتنتظر رد واشنطن.
وأوضح ريابكوف أن "الكرة في ملعب الولايات المتحدة وننتظر ردهم على الأفكار التي اقترحناها" رافضا إعطاء مزيد من التفاصيل. لكنه أكد أن السلطات الأميركية على علم تام بالأمر.
وأكد الدبلوماسي "أتفهم إن كان هناك شيء ما في هذه الأفكار لا يناسب الأميركيين. هذه هي مشكلتهم. نرى أن مقاربتنا مبررة بالكامل ومعقولة ومتوازنة".
تريد واشنطن التوصل إلى الافراج عن إيفان غيرشكوفيتش مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الذي يواجه عقوبة بالسجن 20 عاما لأنه، بحسب نص الاتهام، جمع معلومات لحساب "سي آي ايه" عن شركة صناعة الدبابات أورالفاغونزافود في منطقة سفيردلوفسك حيث أوقف.
وتعد أورالفاغونزافود واحدة من كبرى الشركات المصنعة للأسلحة في روسيا وتنتج الدبابات القتالية تي-90 المستخدمة في أوكرانيا والجيل الجديد من دبابة أرماتا.
واوقف في مارس 2023 خلال قيامه بمهمة صحافية في مدينة يكاترينبرغ. ويرفض غيرشكوفيتش وأقاربه والصحيفة التي يعمل لحسابها والولايات المتحدة بشدة هذه الاتهامات التي لم تقدّم روسيا ما يثبتها، ويقولون إنها قضية ملفّقة.
وكان غيرشكوفيتش يعمل منذ سنوات في روسيا وكان معتمدا كصحافي حسب الأصول المرعية لدى وزارة الخارجية.
سبق أن أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لمبادلة غيرشكوفيتش بفاديم كراسيكوف المسجون مدى الحياة في ألمانيا بتهمة قتل مقاتل سابق في حرب الشيشان، في برلين العام 2019. وتقول السلطات الألمانية إن القاتل كان يعمل لحساب الاستخبارات الروسية.
ومطلع يونيو، أشار بوتين إلى أن الاتصالات "متواصلة" بين روسيا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق.
لكن الجهود للتوصل الى مثل هذا الاتفاق قد تأخذ منحى أكثر تعقيدا منذ وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن في فبراير الماضي والذي كان، بحسب أوساطه، ضمن خطة لتبادل السجناء.
ومنذ احتجازه، يمدّد القضاء الروسي كل شهرين إلى ثلاثة أشهر فترة الحبس الاحتياطي لغيرشكوفيتش في سجن ليفورتوفو الذي يشرف عليه جهاز الأمن الفدرالي الروسي في موسكو.
ومثله، ينتظر بول ويلان، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية الذي يمضي عقوبة بالسجن في روسيا مدتها 16 عاما بتهمة التجسس، إدراجه ضمن أي عملية تبادل مستقبلا.
وقال شقيقه ديفيد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الأربعاء إن "بول محتجز رهينة منذ ألفي يوم لدى الحكومة الروسية" منددا بـ"الوعود الكاذبة" و"الآمال الزائفة" للبيت الأبيض الذي أكد نهاية عام 2022 انه يكثف الجهود لإطلاق سراحه.
وأضاف ديفيد في الرسالة "يبدو أن قضية بول لا تمثل أولوية".
وفي الأشهر الأخيرة، أوقف مواطنون مزدوجو الجنسية في روسيا من بينهم الروسية-الأميركية كسينيا كاريلينا في فبراير الماضي بتهمة "الخيانة العظمى" بسبب تقديمها تبرعات للجيش الأوكراني.
وقبلها، قبض على الصحافية الروسية-الأميركية ألسو كورماشيفا التي تعمل لحساب إذاعة Radio Free Europe/Radio Liberty التي يموّلها الكونغرس الأميركي، في أكتوبر 2023، واتُهّمت بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي.
الاربعاء قضت محكمة روسية بسجن جندي أميركي بعد إدانته بتهمتي التهديد بالقتل والسرقة.
وسبق ان قامت الولايات المتحدة وروسيا بعدة عمليات تبادل سجناء رغم العلاقات المتدهورة وخصوصا منذ بدأ بوتين هجومه على أوكرانيا.
هكذا، تمت مبادلة بريتني غرينر نجمة كرة السلة الأميركية التي كانت مسجونة في روسيا لأشهر في قضية مخدرات، في ديسمبر 2022 بتاجر الاسلحة فيكتور بوت الذي اعتقل في الولايات المتحدة لعشر سنوات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة تبادل سجناء فی روسیا
إقرأ أيضاً:
ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
الجزائر– حملت زيارة نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف إلى الجزائر دلالات عدة عن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة مع ظهور مؤشرات توتر غير معلن خلال الأشهر الماضية على خلفية وجود قوات فاغنر الروسية ونشاطها في مالي.
ووصف بوغدانوف علاقات بلاده بالجزائر بالجيدة وعلى مستوى إستراتيجي، مؤكدا أن اللقاء الذي جمعه رفقة نائب وزير الدفاع الروسي إيونوس بيك إيفيكوروف، بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية أحمد عطاف، لم يناقش فقط العلاقات الثنائية بل الأحوال في المنطقة ومنطقة الساحل إلى جانب تبادل الرؤى والنصائح، مشيرا إلى استعداد روسيا لمواصلة اللقاءات والتعاون مع الجزائر بما في ذلك النقاش السياسي.
وتأتي زيارة المسؤول الروسي إلى الجزائر بالتزامن مع تقارير إعلامية حول سحب روسيا عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا ونقله إلى ليبيا بعد أيام من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وعقب تجديد الجزائر دعوتها بمجلس الأمن إلى انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الذين يفاقم وجودهم حدة التوترات ويهدد سيادة ليبيا.
الجانبان الجزائري والروسي ناقشا العلاقات الثنائية وعددا من الملفات الإقليمية والدولية (الخارجية الجزائرية) تنشيط بعد فتوريقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية محمد عمرون إن زيارة ممثل الرئيس الروسي إلى الجزائر تُعد "مهمة" إذا ما وضعت في سياقها الإقليمي والدولي الذي يشهد عدة تطورات، منها سقوط نظام الأسد، والأوضاع في غزة، والحرب الأوكرانية الروسية المتواصلة، إلى جانب الوضع المتأزم في منطقة الساحل الأفريقي.
ويؤكد عمرون، في حديثه للجزيرة نت، أن الزيارة تعد مهمة أيضا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين كونها اتسمت بالفتور الأشهر الماضية لاعتبارات عديدة، من بينها وجود قوات فاغنر الروسية في شمال مالي.
وتطرق إلى العلاقات التاريخية التقليدية بين الجزائر وروسيا في جميع المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، مما يجعل روسيا "بحاجة إلى التشاور مع شركائها الموثوقين مثل الجزائر بخصوص التطورات في سوريا، وهو ما سيرفع حالة البرودة والفتور عن العلاقات الجزائرية الروسية".
إعلانواعتبر أن انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الروسية فرصة لترميم الثقة بين الجانبين بعد فترة من الفتور، والتباحث حول واقع منطقة الساحل، ورفع التنسيق والتشاور وتبادل الرؤى في ما يتعلق بمجمل الملفات.
رسائل وتوضيحاتوأشار أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية إلى أن ممثل الرئيس الروسي قد حمل دون شك مجموعة من الرسائل من الرئيس بوتين إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضاف إلى قضايا التعاون وكيفية تقريب وجهات النظر، وتتعلق بتقديم تفسيرات وتوضيحات من الجانب الروسي، خصوصًا فيما يتعلق بمنطقة الساحل، والاستماع للرؤية الجزائرية في هذا السياق.
وبخصوص إذا ما حملت هذه الزيارة تطمينات للجزائر، يقول إن الجزائر أثبتت عدة مرات أنها قادرة على حماية أمنها القومي بنفسها، مما يجعل مسألة التطمينات الروسية فيها نوع من المبالغة.
وأشار إلى أن الجزائر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُستبعد من ترتيبات منطقة الساحل لاعتبارات كثيرة، كما أن الرؤية الجزائرية القائمة على ضرورة الحوار والتعاون، ورفض التدخلات العسكرية، ورفض اللجوء إلى القوة لحل الأزمات، تعتبر في كثير من الأحيان رؤية صائبة، مما يجعل روسيا مطالبة بالتنسيق بشكل أكبر مع الجزائر.
من جانبه، توقع الخبير في القضايا الجيوسياسية والأمنية وقضايا الهجرة، حسان قاسمي، أن يكون ملف فاغنر قد طوي نهائيا بعد ردود الفعل القوية للطرف الجزائري على نشاط القوات الروسية في مالي، مؤكدا أن روسيا بلد حليف للجزائر، ولو كان هناك عدم توافق في بعض الأحداث التي تطورت على حدود الجزائر.
قواعد روسية بليبياواعتبر قاسمي، في حديثه للجزيرة نت، أن الأخبار المتداول لوسائل إعلام غربية حول نقل القواعد العسكرية الروسية بسوريا إلى ليبيا هي محاولات مغرضة لنقل الصراع إلى ليبيا، لعدم وجود لتهديد مباشر للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، مع إمكانية تطور الصراعات الجيوسياسية في المستقبل.
إعلانومع ذلك، اعتبر أن نقل روسيا المحتمل لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا لا يمكن أن تشكل تهديدا لأمن الجزائر كونها ليست عدوا لها، مما يفرض التنسيق والتشاور مع الجزائر بالموضوع إلى جانب الأطراف الأخرى على غرار السلطة الليبية ومصر.
وقال الخبير حسان قاسمي إن التطورات التي حدث في مالي مع وجود قوات فاغنر الروسية هناك لا يمكن أن تتكرر في ليبيا.
ويرى المحلل السياسي علي ربيج أن موقف الجزائر واضح جدًا فيما يخص القواعد العسكرية في منطقة الساحل أو في منطقة المغرب العربي بشكل عام، كونها رفضت أن تكون هناك قواعد عسكرية على ترابها، أو في ليبيا أو تونس أو مالي، لتأثير مثل هذه التجارب على أمن البلدان بتحولها لمدخل مباشر للانتشار العسكري للقوات الأجنبية.
ويقول ربيج، في حديثه مع الجزيرة نت، إن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، مما قد يجعله أحد النقاط الخلافية بينها وبين روسيا، التي ربما ترغب في إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، معتبرا أن هذا قد يزيد التوتر بين الجزائر وروسيا، وبين أي دولة أخرى تريد إقامة قواعد عسكرية في المنطقة.
بالنسبة للرسائل التي قد يحملها الطرف الروسي بالنسبة للجزائر في القضية الليبية، اعتبر أنها لن تخرج عن محاولة إقناع الجزائر لتغيير موقفها، فروسيا لا يمكنها التنازل عن وجودها في ليبيا.
وأشار إلى أن الجزائر ستبقى صامدة ومتمسكة بموقفها كونها تؤمن بنظرية واحدة، وهي أنه "لا يمكن الخروج من الأزمة الليبية إلا عن طريق جلوس الأخوة الليبيين معًا، والليبيين فقط، لإجراء حوار ومفاوضات وتقديم تنازلات فيما بينهم من أجل التوصل إلى حل يفضي إلى إجراء انتخابات دون تدخل أجنبي".