سول "رويترز": وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، الأربعاء تتضمن تعهدا بالدفاع المشترك، وهو أحد أهم تحركات روسيا في آسيا منذ سنوات وقال كيم إنه يرقى إلى مستوى "التحالف".

وجاء تعهد بوتين بإصلاح كامل لسياسة روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إزاء كوريا الشمالية فيما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الآسيويون قياس المدى الذي يمكن لروسيا تعميق دعمها للدولة الوحيدة التي أجرت اختبارا لسلاح نووي هذا القرن.

وأكد بوتين الأربعاء أن موسكو وبوينغ يانغ تحاربان "هيمنة الولايات المتحدة" بينما شدد زعيم كوريا الجنوبية كيم جونغ أون على أن الشراكة بين البلدين تعزز "السلم والاستقرار" في منطقة آسيا والمحيط والهادئ.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله "نقاتل اليوم معا ضد الهيمنة وممارسات الاستعمار الجديد للولايات المتحدة وأتباعها".

ووصف كيم الاتفاق الذي وقّع عليه البلدان بأنه "برنامج عظيم وكبير سيضمن على قاعدة من الإخلاص العلاقات الكورية الروسية على مدى قرن".

وأشار إلى أنه "يساهم بشكل كامل في المحافظة على السلم والاستقرار في المنطقة" وسيمنح "الوضع الامني للبلدين أساسا يمكن الاعتماد عليه بشكل أكبر".

وفي أول زيارة له إلى بيونجيانج منذ يوليو تموز عام 2000، ربط بوتين صراحة تعميق العلاقات الروسية مع كوريا الشمالية بدعم الغرب المتزايد لأوكرانيا، وقال إن بوسع موسكو أن تطور تعاونا عسكريا وتقنيا مع بيونجيانج.

ووقع بوتين وكيم بعد المحادثات اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" قال بوتين إنها تضمنت بندا بشأن الدفاع المشترك ينص على مساعدة البلدين لأحدهما الآخر في صد أي عدوان خارجي.

وقال بوتين "اتفاقية الشراكة الشاملة الموقعة اليوم تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة تعرض أحد طرفي الاتفاقية لعدوان".

وأوضح أن تسليم الغرب أسلحة متطورة بعيدة المدى، بما في ذلك مقاتلات إف-16، إلى أوكرانيا لشن ضربات ضد روسيا ينتهك اتفاقات رئيسية.

وأضاف بوتين "وفيما يتعلق بذلك، لا تستبعد روسيا نفسها تطوير تعاون عسكري تقني مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".

وأشاد كيم بروسيا لاتخاذها ما وصفه بأنه خطوة استراتيجية مهمة للغاية لدعم كوريا الشمالية، التي تأسست عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفيتي السابق.

وقال أرتيوم لوكين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشرق الأقصى الاتحادية الروسية إنه بموجب الصياغة الدقيقة للاتفاق، الذي لم يُكشف عنه النقاب بعد، قد يمثل ذلك تحولا جذريا في الوضع الاستراتيجي بأكمله في شمال شرق آسيا.

ورغم أنه لدى كوريا الشمالية معاهدة دفاعية مع الصين، فإنها لا تقيم تعاونا عسكريا نشطا مع بكين كالذي طورته مع روسيا خلال العام الماضي. كما وقعت كوريا الشمالية معاهدة عام 1961 مع الاتحاد السوفيتي تضمنت تعهدات بالدعم المتبادل في حالة وقوع هجوم.

ولم يصدر بعد رد عن الصين، الداعم السياسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية.

واستقبلت حشود مبتهجة واحتفالات تتسم بالفخامة الرئيس الروسي الأربعاء في بيونجيانج.

واستقبل كيم (40 عاما) بوتين (71 عاما) في المطار.

وفي بداية المحادثات عبر كيم عن "دعمه غير المشروط لكل السياسات الروسية" بما يشمل "دعما كاملا وتحالفا قويا" مع موسكو في حربها مع أوكرانيا.

وقال بوتين القول في مستهل المحادثات مع كيم "نقدر بشكل كبير دعمكم المستمر والثابت للسياسة الروسية، بما في ذلك ما يتعلق بأوكرانيا".

وفرض الغرب على روسيا ما وصفه بأنها أشد عقوبات على الإطلاق ردا على غزوها لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.

ومن المرجح أن تعيد زيارة بوتين تشكيل العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية الممتدة منذ عقود في وقت يواجه فيه البلدان عزلة دولية. وتراقب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الزيارة عن كثب وعبرتا عن قلقهما إزاء تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين.

واصطف حرس الشرف، الذي يضم جنودا، وحشد كبير من المدنيين في الساحة الواقعة على ضفة نهر تايدونج الذي يمر عبر العاصمة الكورية الشمالية في استقبال حافل لبوتين.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن كيم وبوتين توجها بعد ذلك إلى قصر كومسوسان لإجراء محادثات القمة.

وقال بوتين إن روسيا تحارب "سياسة الهيمنة والاستعمار" التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ عقود.

كما نقلت تقارير عن كيم القول إن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا تدخل فترة من "الازدهار الجديد".

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الشراكة بين البلدين هي "محرك لتسريع بناء عالم جديد متعدد الأقطاب" وإن زيارة بوتين تظهر قوة ومتانة الصداقة والاتحاد بينهما.

وتستغل روسيا علاقاتها الجيدة مع كوريا الشمالية لإزعاج واشنطن، في حين حصلت بيونجيانج التي تخضع لعقوبات مشددة على دعم سياسي ووعود بالدعم الاقتصادي والتبادل التجاري من موسكو.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاء لها إنهم يخشون أن تقدم روسيا المساعدة لبرنامجي كوريا الشمالية الصاروخي والنووي، المحظورين بموجب قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واتهموا بيونجيانج بتقديم صواريخ باليستية وقذائف مدفعية استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا.

وتنفي موسكو وبيونجيانج تبادل الأسلحة.

ويتضمن جدول أعمال زيارة بوتين الأربعاء حفلا موسيقيا وحفل استقبال رسميا وعرضا لحرس الشرف وتوقيع وثائق والإدلاء ببيان لوسائل الإعلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

روسيا تستأنف حركة قطارات الركاب مع كوريا الشمالية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، الأربعاء، أن روسيا ستستأنف حركة قطارات الركاب المباشرة مع كوريا الشمالية في يوليو المقبل، بعد توقفها لأربع سنوات بسبب جائحة فيروس كورونا.

ونقلت الوكالة عن أوليج كوزيمياكو، حاكم منطقة بريمورسكي كراي في شرق روسيا، والمتاخمة لحدود كوريا الشمالية، قوله، إن القطارات ستسير من مدينة فلاديفوستوك إلى ميناء راسون في كوريا الشمالية.

ونسبت الوكالة إلى كوزيمياكو قوله، خلال افتتاح مهرجان للبضائع الكورية الشمالية في فلاديفوستوك: "عند الانطلاق من فلاديفوستوك، سيذهب الناس مباشرة إلى كوريا الشمالية للاستمتاع بالجمال والطبيعة والثقافة هناك، والتعرف على العادات والتقاليد".

وتتقارب روسيا مع آسيا وإفريقيا سعياً لإقامة علاقات اقتصادية وأمنية ودبلوماسية من بعد غزوها لأوكرانيا في عام 2022 والعقوبات التي فُرضت عليها لاحقاً من حلفاء كييف.

وزار الرئيس فلاديمير بوتين كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2000 لتعميق علاقات موسكو مع بيونج يانج وتوقيع اتفاق ثنائي يتضمن تعهداً بالدفاع المتبادل. وأثار هذا الاتفاق قلقاً لدى القوى الغربية التي تنظر بعين التوجس لهذا التقارب المتسارع بين البلدين.

وعقب زيارته إلى بيونج يانج، قال بوتين إنه "لا يستبعد" احتمال إرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية، مؤكداً أن إرسال كوريا الجنوبية أسلحة إلى أوكرانيا سيكون "خطأً كبيراً".

وسبق أن هدد الرئيس الروسي، في بداية يونيو الجاري، بإرسال أسلحة إلى دول أخرى، رداً على قيام الدول الغربية بتزويد كييف أسلحة والسماح لها باستخدام صواريخ غربية في استهداف الأراضي الروسية.

وقال بوتين للصحافيين خلال زيارة إلى فيتنام: "نحتفظ بحق إرسال أسلحة إلى مناطق أخرى في العالم، مع اخذ اتفاقاتنا مع كوريا الشمالية في الاعتبار. ولا استبعد هذا الاحتمال".

كذلك، حذر بوتين، كوريا الجنوبية، من تزويد أوكرانيا بالسلاح، بعدما أعلنت سول أنها "ستراجع" سياستها التي تمنعها من القيام بذلك، رداً على توقيع اتفاق دفاعي الأربعاء بين روسيا وكوريا الشمالية.

وأضاف أن "تسليم أسلحة فتاكة في منطقة الحرب في أوكرانيا سيكون خطأً كبيراً. آمل ألا يحصل ذلك. إذا حصل، علينا اتخاذ قرار مناسب لن يروق على الأرجح للمسؤولين الكوريين الجنوبيين".

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا: اتفاقية الشراكة مع كوريا الشمالية ليست موجهة ضد دول ثالثة
  • لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟.. أستاذ أمن قومي يوضح
  • لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟.. أستاذ أمن قومي يوضح (فيديو)
  • لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية.. أستاذ أمن قومي يوضح (فيديو)
  • روسيا تمارس ضغوطا على أمريكا في أربعة أماكن حول العالم
  • روسيا تستأنف حركة قطارات الركاب مع كوريا الشمالية
  • عودة إلى الحرب الباردة..مخاوف أمريكية من التحالف الروسى الكورى
  • أمريكا وكوريا الجنوبية تعقدان جولة رابعة من محادثات تقاسم تكاليف نشر القوات الأمريكية
  • الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وكوريا الشمالية ليست موجهة ضد جارتها الجنوبية
  • موسكو: نعوّل على سيئول في تقبّل اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع بيونغ يانغ "بتفهّم وعقلانية"