يمانيون:
2024-06-27@08:54:25 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

يمانيون/ بقلم/ مطهر الأشموري|

منذ انضمام جمهورية الصين الشعبية للأمم المتحدة ودخولها التلقائي في عضوية مجلس الأمن، أقرت الأمم المتحدة مبدأ «الصين الواحدة» وأمريكا تعترف بمبدأ الصين الواحدة.. ولكن!

أمريكا تشجع على انفصال تايوان وتدعم الانفصاليين بالسلاح، غير الدعم السياسي، وهي بكل هذا تدفع تايوان إلى الرفض القاطع للوحدة مع الصين، ورفض مبدأ الصين الواحدة المقر أممياً.

وحين تضمن أمريكا هذا الموقف من تايوان الرافض للوحدة ولمبدأ الصين الواحدة فحينها تقول: إنها لا تعارض مبدأ «الصين الواحدة»، ولكنها ترفض ضم تايوان للصين بالقوة، بل وتؤكد أنه في حال استعمال القوة صينياً لضم تايوان، فأمريكا ستتدخل عسكرياً لمنع توحيد الصين كحرب ومواجهة عسكرية مع الصين، وأياً كانت نتائج وعواقب هذه الحرب.

أمريكا – وليس تايوان- هي من يرفض مبدأ الصين الواحدة، وتهدد بحرب مع الصين وهي حرب عالمية إذا سعت الصين لتطبيق مبدأ الصين الواحدة من طرفها!.

من المعروف أن أشرس وأطول حرب خيطت في أمريكا كانت حرب الحفاظ على الوحدة الأمريكية، وكانت عدد من ولاياتها قد شرعت بل وشرعنت للانفصال، فتصوروا لو أن الصين أو غير الصين تدخلت لتشجيع أو التهديد بحرب من أجل إبقاء انفصال كان فعلاً قد تحقق، فهل من أحد في العالم يذكر أمريكا بهذا؟، وهل تعرف أمريكا أن الصين هي أمة وهي حضارة ولم يستوطن أبناؤها أرض غيرهم، وأن الوحدة الصينية كتاريخ وحضارة وأرض وجغرافيا وأصالة ومعاصرة هي ذات قدسية ومقدسة أكثر من الوحدة الأمريكية وهي بين لفيف من البشر، وهي فرضية استعمارياً أساساً وتأسيساً!.

الموضوع ليس في فرض الوحدة بالقوة صينياً، ولو أن أمريكا لم تتدخل بكل السبل والوجوه وتركت الشعب الصيني للتعاطي مع هذه المسألة، لكانت الصين توحدت منذ زمن وأصبحت تايوان أهم مرتكزات التوحد والوحدة.

المشكلة هي في القوة الأمريكية الداعمة للانفصال والرافضة واقعياً لمبدأ الصين الواحدة، بل وهي تهدد بالحرب إن تحققت وحدة الصين، أو أريد تحقيقها.

هل تثق أمريكا في الانتصار إن وصلت التطورات إلى الحرب التي تهدد بها الصين؟

أجزم أن أمريكا تدرك أنها ستنهزم في حرب كهذه، ولكن نقطة ضعف الصين هي أنها لا تريد الحرب لتحقيق وحدة الصين وتراهن على سلمية تحققها، وأمريكا تضغط على نقطة الضعف –التي ليست ضعفاً- لتمنع تحقق الوحدة الصينية إلى أي مدى، أو بأي سقف زمني ممكن.

أمريكا إذاً بيدها وبمقدورها تعطيل التنفيذ لمبدأ الصين الواحدة، كما بيدها وبمقدورها التهديد بالحرب في حال استعمال القوة لضم تايوان، كما تزعم.

ولكن قرار الحرب لضم تايوان أو لمواجهة أمريكا في آسيا وبحر الصين الجنوبي هو قرار صيني يراقب التطورات، وقد يؤخذ أو يتخذ على ضوء هذه التطورات، وبالتالي فالاستراتيجية وحتى التكتيك الصيني غير الحالة والآلية الأمريكية بابتزاز وخداع واستعمال أوراق.

وبالتالي فالصين لا تنفعل ولا تمارس مجرد ردود أفعال بقدر أمريكا التي تمدد أو تمطط السقف الزمني لإبقاء هذا الانفصال في الصين والتلاعب بمبدأ الصين الواحدة، فالصين في تقديري قد حسمت أمرها في تحقيق سقف زمني لتحقيق الوحدة سلمياً أو بالقوة، وهذا السقف سيظل سراً غير ما يقال سياسياً وإعلامياً حتى وإن من قبل مسؤولين صينيين، ولا أتصور أن الصين تستطيع تحمل هذا التمديد والتمطيط أمريكياً ربطا بتهديد الصين في البحر الجنوبي وعبر أدوات أمريكية، كما الفلبين والمسألة بضع سنوات وقبل انتهاء العقد الحالي تكون وحدة الصين.

ليس أمام أمريكا إلا أن تنسحب من بر الصين وبحرها، أو تنهزم في بر الصين وبحرها، وعلى كل من يعنى بالتطورات أن يستحضر ويتذكر بسقف بضع سنوات وكما يقال: “من عاش خبر”.

الصين معروفة ومشهورة بالحكمة والحلم والصبر، والمثل يقول: “احذر من صبر الحليم إذا نفد”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما مدى تأثير الحرب في غزة على الانتخابات القادمة في بريطانيا؟

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إن "فلسطين حفّزت المجتمع؛ وتحاول مرشحة محلية تسخير هذه الطاقة وتحدي النائب، ويس ستريتنغ".

ثم قالت إنها حضرت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تجمّع العيد في إلفورد، شرق لندن، و"كانت الاحتفالات مزيّنة بالشارات الفلسطينية. وقام بعض الأطفال بوضع أعلام فلسطين على شكل قلب على ملابس العيد. وارتدى الكبار الكوفية الفلسطينية؛ وفي أحد مهرجانات العيد في حديقة غودمايز، كان هناك علم فلسطين يرفرف في كل مكان، وكشكا لفلسطين". 

وذكرت أنها التقت هناك بنجوى، وهي امرأة فلسطينية مشرقة من منطقة فيرلوب ترتدي خريطة وطنها على قلادة. وقالت إنها بدأت معها المحادثة باللغة الإنجليزية ولكن تحولتا سريعا إلى اللغة العربية، حيث إن نجوى تتحدث بها بفصاحة أكثر. وقالت نجوى للصحفية إنها وصلت منذ ستة أشهر، ولا تزال تتعجب من الدعم والتضامن المحلي الذي لاقته. وتابعت: "لقد وقف الناس معنا في الغرب أكثر من العرب".

وأشارت إلى أن إلفورد تنقسم إلى دائرتين انتخابيتين، جنوبية وشمالية؛ وإلفورد الشمالية هي مسرح لواحدة من أعنف المواجهات حول فلسطين خلال هذه الانتخابات. حيث يواجه النائب الحالي عن حزب العمال، ويس ستريتنغ، تحديا من قبل ليان محمد، وهي امرأة بريطانية فلسطينية تبلغ من العمر 23 عاما، تركت حزب العمال وتترشح الآن مستقلة. 

وتتمثل أولوياتها القصوى في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار على غزة، وتنفيذ حظر بيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. إنها تتمتع بسجلّ من النشاط المحلي المذهل بالنسبة لشخص صغير جدا، كما أنها تتمتع بالدفء والسهولة التي لا يمكن أن يحلم بها العديد من السياسيين الذين يكبرونها في السن والخبرة بعقود.

وأكدت أن ليان تبدو منافسة حقيقية، ليس فقط بسبب هذه الخصال، ولكن لأن ستريتنغ، عضو البرلمان منذ عام 2015، يتمتع بأغلبية تزيد قليلا على الـ 5,000 صوت، بعد أن كانت أقل قليلا من 10,000 صوت في عام 2017. حملة "صوت المسلمين"، وهي حملة وطنية تهدف إلى تعبئة المسلمين للتصويت حول مصالح مجموعتهم، تدعم ليان محمد. وتقدر أن هناك حوالي 25 ألف صوت مسلم، أي ما يشكل أكثر من ربع الدائرة الانتخابية.

وترى الكاتبة أن الشعور بقوة تجاه فلسطين شيء، ودفع الناس إلى التصرف بناء عليه خلال حملة انتخابية ضعيفة وغير ملهمة شيء آخر. كان لدى حملة "صوت المسلمين" شاحنة خارج الحديقة مباشرة تحمل لافتة إعلانية رقمية تحثّ المارة على التعبير عن إحباطهم، والتسجيل للتصويت. 

ويتمثل التحدي الذي يواجه الحملة في التوفيق بين دافعين: الشعور العالي تجاه غزة، وانخفاض المشاركة في السياسة الانتخابية. لقد أصبحت فلسطين بمثابة إحباط سياسي، ما أدّى إلى إبعاد الناس ليس عن حزب العمل فحسب، بل عن السياسة السائدة بشكل عام. لكن هذه القضية كانت أيضا بمثابة جسر ووسيلة لبناء التضامن والعلاقات بين الأشخاص الذين لا يتمتعون بعلاقات جيدة والذين يشتركون إلى حد كبير في خصائص الأقليات والظروف المعيشية وتجارب عدم الاستقرار.

وقالت إن حملة جمع التبرعات الخيرية التي استفادت من تجمع العيد جسدت هذا الاندماج في المصالح. لقد كانوا يجمعون التبرعات من أجل مزيج من القضايا العالمية والمحلية، من أجل الرعاية الطبية في غزة ولكن أيضا من أجل طالبي اللجوء الذين لا يستطيعون العمل، والأمهات العازبات وأطفالهن. 

كانت أحد العاملات في مؤسسة خيرية منفتحة وكريمة في حديثها، ولكن عندما سألتها كاتبة المقال عن الانتخابات، بدا الجو باردا. وقالت إنها لم تكن تنتمي إلى أي حزب أو مرشح، ولم يثر اسم ليان محمد أي تعليق.  


وعندما ركبت الحافلة عائدة إلى المدينة، قالت لها نجوى إنه لا يمكنها التصويت لأنها ليست مواطنة، ويبدو أن اطلاعها على سباق الانتخابات كان بسيطا، ولكنها مع ذلك، بدأت في تفصيل خدمات المجلس المحلي والتحديات التي كانت تواجهها هي وعائلات أخرى. وأكثر من أي شيء آخر، فهي في حاجة ماسة إلى السماح لها ببدء العمل.

وأكّدت أن هذا الانفصال كان واضحا بين الآخرين في المجتمع الذين صعقتهم غزة، وخذلهم البرلمان، والمنشغلين بكيفية دعم أنفسهم وبعضهم البعض. عدد لافتات التضامن مع فلسطين فاق عدد اللافتات الانتخابية لأي مرشح. وأخبرها أبو بكر ناناباوا، من منظمة صوت المسلمين أن ما رأته في إلفورد لم يكن فريدا في المنطقة. 

وأوضح أنه "في جميع أنحاء البلاد، لا يشعر الكثير من الناس بأن أي شيء سيتغير، وبالتالي فهم ا يرون أن أصواتهم ستحدث فرقا، على الرغم من أنهم غاضبون من حزب العمال. والتهميش الاقتصادي لا يساعد". مضيفا أن "المسلمين في الغالب يأتون من مجتمعات الطبقة العاملة ويرون أن النظام السياسي يخدم مصالح مجموعة صغيرة جدا ومختارة من الناس".

وقالت الكاتبة، إنه مثل مساحات واسعة من شرق لندن الكبرى، بل والبلد ككل، تعد إلفورد مكانا مليئا بالمحلات التجارية الشاغرة والمساحات المجتمعية المتضائلة. يقف متجر ويلكو الفارغ العملاق خارج محطة إلفورد كشاهد على هذه الحال. ويعدّ الشارع الرئيسي موطنا لمحلات المراهنة، وويسترن يونيون (لتحويل النقود) ومتاجر السلاسل الصغيرة بين متاجر البيع بالتجزئة المغلقة. ويكتظ شارع صغير للمشاة خلف المحطة، وهو عبارة عن شريحة صغيرة من المساحة المشتركة، مع مقاعد محدودة ومنطقة لعب للأطفال. هناك، شاركت الكاتبة مقعدا خرسانيا مع جوان البالغة من العمر 87 عاما وهي تدخن آخر سيجارتها.

وقالت إنها لم تكن تصوت ولم تكن تعرف حتى من كان يترشح أو في أي دائرة انتخابية كانت تنتمي. لقد عاشت في سكن المجلس المحلي في المنطقة لأكثر من 50 عاما وشهدت تدهور حال البناية التي تعيش فيها من حيث الإدارة والصيانة. معظم أصدقائها وزوجها "صعدوا إلى الطابق العلوي". لكنها كانت تستمتع بقضاء الوقت مع أبناء امرأة سريلانكية محلية كانت جوان ترعاهم وهم أطفال. الآن وقد أصبحوا كبارا، يقومون بزيارتها ويأخذونها معهم في أشغالهم ويدعونها إلى المناسبات العائلية.

وعلقّت بأن هناك شيئا غطى عليه كل هذا الضجيج والغضب بشأن الهجرة والاندماج والاحتجاجات حول غزة، المجتمع الذي ينشأ حول المناطق ذات الأقليات الكبيرة والأسر الكبيرة وتقاليد الجوار. 

ويبدو أن التضامن مع فلسطين امتداد لذلك، وهو الاهتمام الذي أدى إلى إقامة علاقات أوثق بين الأشخاص الذين تم التخلي عنهم خلال سنوات من تخفيضات ميزانيات المجالس المحلية والتقشف بعد أن تخلت الحكومة المركزية عن دور توفير النسيج الضام، الخدمات والمساحات التي توفر الرعاية التي تُشكل الانتماء.

وتستنتج أن الانسحاب من السياسة الوطنية والاستثمار في الجهود المحلية العضوية ليس أمرا طبيعيا فحسب، بل إنه أمر لا مفر منه أيضا، حيث أصبحت المشاركة السياسية على نحو متزايد حكرا على أولئك الذين لديهم مصلحة اقتصادية. وتوقع تقرير في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن تكون هذه الانتخابات هي الأكثر تفاوتا منذ 60 عاما، حيث من المرجّح أن يصوت الأشخاص ذوو الدخل المرتفع وأصحاب المنازل وخريجو التعليم العالي.


وقالت إنه عندما قامت برحلة العودة إلى المنزل، وهي رحلة استغرقت جولة واسعة في شرق لندن عبر ريدبريدج وإيست هام ونيوهام ودوكلاندز، كان الطريق يمر من الشوارع الرئيسية لتلك المناطق والتي كانت متشابهة من حيث المتاجر المغلقة. وفي نهاية الرحلة، ظهرت كناري وارف في الأفق.

بالنسبة للكثيرين، فإن الانتخابات يبدو أنها تركز على البلاد التي تمثلها أبراجها المجمعة من البنوك الاستثمارية، وشركات الاستشارات الإدارية، ومجمعات التسوق. وقفت تلك الأبراج عالية تلتقط آخر شمس المساء، وتنشر أشعتها فوق مباني المدينة المنخفضة في الأسفل.

مقالات مشابهة

  • تايوان: رصد 35 طائرة حربية صينية حول الجزيرة
  • الصين تتهم الولايات المتحدة بالسعي لتدمير تايوان لهذا السبب
  • ما مدى تأثير الحرب في غزة على الانتخابات القادمة في بريطانيا؟
  • السفير الأميركي في بكين: الصين تثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة
  • موعد مباراة الأرجنتين القادمة في كوبا أمريكا عقب الفوز على تشيلي والقنوات الناقلة
  • الخارجية الصينية: مسألة تايوان خط أحمر لا يمكن تجاوزه دون عواقب
  • الصين: مسألة تايوان خط أحمر لا يمكن تجاوزه دون عواقب
  • تايوان تصد تهديدات الصين بفرض عقوبة الإعدام على "الانفصاليين" ورئيسها يؤكد: لا يحق لبكين معاقبتنا
  • رئيس تايوان: الصين ليس لها الحق في معاقبة شعبنا بسبب آرائه
  • رئيس تايوان: الصين ليس لديها الحق في معاقبتنا