الجزيرة:
2025-04-24@09:58:02 GMT

الملاريا.. دراسة ترصد تاريخ المرض وكيفية انتشاره

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

الملاريا.. دراسة ترصد تاريخ المرض وكيفية انتشاره

باستخدام الحمض النووي القديم المستخرج من الهياكل العظمية البشرية، تمكن فريق دولي من الباحثين الذين يمثلون 80 مؤسسة و21 دولة من الكشف عن كيفية وتاريخ انتشار الملاريا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كيفية وصول المرض لأول مرة إلى الأميركيتين.

ففي الدراسة التي نُشرت يوم 12 يونيو/حزيران الجاري بمجلة نيتشر العلمية، حدد الفريق أول حالة معروفة للملاريا المنجلية (P.

falciparum) في موقع تشوكوباني المرتفع في جبال الهيمالايا (حوالي 800 قبل الميلاد) في نيبال، على ارتفاع 2800 متر فوق مستوى سطح البحر.

تجار ومسافرون معاصرون في منطقة موستانغ العليا في نيبال (دراسة الباحثة "ميغان ميشيل") الفاشية الغامضة

الملاريا واحد من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، وتُسببها عدة أنواع من الطفيليات وحيدة الخلية التي تنتقل عن طريق لدغة بعوضة الأنوفوليس المصابة. والملاريا غامضة بشكل خاص لأن العدوى الطفيلية تسبب أعراضا شائعة لمجموعة واسعة من الأمراض، وعندما تقتل فإنها لا تترك أي علامات جسدية على العظام البشرية ليتمكن علماء الآثار من العثور عليها.

لكن التقدم في أخذ عينات الحمض النووي القديمة على مدى العقد الماضي، مكّن العلماء من استعادة الحمض النووي المسبب للمرض من الهياكل العظمية البشرية التي يبلغ عمرها آلاف السنين؛ إذ تبقى آثار مسببات الأمراض التي غزت دم الشخص -بما في ذلك الطفيليات المسببة للملاريا- مغروسة في عظامه وأسنانه بعد الموت.

وفي الدراسة الجديدة، تمكن الباحثون من دراسة اثنين من الطفيليات المسببة للملاريا هما "المتصورة المنجلية" (Plasmodium falciparum) و "المتصورة النشيطة" (Plasmodium vivax).

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة "ميغان ميشيل"، وهي باحثة دكتوراه في جامعة هارفرد ومعهد ماكس بلانك للتطور البشري في ألمانيا: "من منظور البيولوجيا التطورية تُعد الملاريا واحدة من أكثر مسببات الأمراض إثارة للاهتمام للنظر فيها بسبب تأثيرها العميق في الجينوم البشري".

وأضافت الباحثة في حديث مع "الجزيرة نت" أن هناك عدة نسخ أو متغيرات من الجينات المشاركة في تكوين خلايا الدم الحمراء -حيث تتكاثر طفيليات الملاريا- والتي يمكن أن توفر مقاومة للمرض. وتعد هذه المتغيرات أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين عاش أسلافهم في مناطق ترتفع فيها معدلات الإصابة بالملاريا. وتقول: "إن استخدام الحمض النووي القديم يسمح لنا بالعودة بالزمن وإلقاء نظرة خاطفة على الشكل الذي كانت عليه جينومات مسببات الأمراض هذه في الماضي وكيف تطورت جنبا إلى جنب مع مضيفيها من البشر".

إعادة تمثيل فني لحياة فرد كان يعاني من الملاريا ودفن في موقع تشوخوباني في نيبال عام 800 قبل الميلاد (دراسة الباحثة "ميغان ميشيل") فحص الحمض النووي

ولمعرفة كيفية انتشار هذه الطفيليات في جميع أنحاء العالم، فحص الباحثون الحمض النووي من بقايا 36 فردا تمتد أعمارهم إلى 5500 عام وينحدرون من خمس قارات. ومن خلال مقارنة جينومات طفيليات البلازموديوم التي أصابت هؤلاء الأفراد، تتبع الباحثون متى وكيف انتقلت الملاريا من منطقة إلى أخرى.

ويعتقد الباحثون أن هذه البيانات يمكن أن تساعد العلماء؛ ليس فقط في كشف تاريخ الملاريا،ولكن أيضا في التعامل بشكل أفضل مع المرض اليوم. وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة: "يمكننا استخدام هذه البيانات لفهم ليس فقط علم الأمراض، ولكن أيضا المسار التطوري للملاريا، وربما حتى طرقا جديدة للتغلب عليها. ففي نهاية المطاف إنها واحدة من أعظم القتلة في عصرنا، حيث تقتل الملاريا أكثر من 600 ألف شخص في جميع أنحاء العالم كل عام".

كما أسفر البحث عن التوصل إلى الكيفية التي وصلت بها الملاريا إلى الأميركيتين من خلال تحليل الحمض النووي لفرد عاش في أعالي جبال الأنديز في بيرو في موقع يسمى لاغونا دي لوس كوندورس منذ نحو 500 عام. وتشير أوجه التشابه بين سلالة "المتصورة النشيطة" التي أصابت هذا الفرد والسلالات الأخرى السائدة في أوروبا في ذلك الوقت، إلى أن المستعمرين الأوروبيين جلبوا الملاريا إلى العالم الجديد، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك آلارت".

وقالت ميشيل: "هذا أمر مثير لأنه يخبرنا كيف وصلت مسببات الأمراض إلى الأميركيتين. تلك السلالات التي انتقلت في وقت مبكر من عملية الاستعمار نجت، ووجدنا أدلة جينومية تربطها بالطفيليات التي تنتشر في المنطقة اليوم".

وبشكل غير متوقع وجد الفريق أيضا أدلة على وجود الملاريا في المناخات الباردة، إذ أظهر هيكل عظمي عمره 2800 عام من تشوخوباني، وهو موقع مرتفع في جبال الهيمالايا، علامات عدوى المتصورة المنجلية – وهو اكتشاف مهم لأن تشوكوباني مرتفع جدا وبارد وجاف، ولا يتمكن البعوض الذي يحمل الملاريا من البقاء فيه على قيد الحياة.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الشخص ربما أصيب بالمرض في منطقة منخفضة بالطريقة نفسها التي ينقل بها المسافرون المعاصرون مسببات الأمراض حول العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مسببات الأمراض الحمض النووی فی الدراسة

إقرأ أيضاً:

من التفشي إلى الانحسار.. نتائج حاسمة في قضاء المملكة على الملاريا

عانت المملكة قبل ثلاثة عقود من تفشي مرض الملاريا، وكانت معظم مناطقها موبوءة وتمثل بؤرة للمرض، فقد سجلت في عام 1998، ما زاد على 40 ألف حالة ملاريا محلية، كانت تمثل تهديدًا لحياة 12 مليون شخص، هم السكان المعرضون لخطر الإصابة بالمرض آنذاك، خصوصًا في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة.
وفي عام 2019 أعلنت وزارة الصحة السعودية أن نسبة التغطية بعلاج الملاريا وصلت إلى 100% ، مع الوقاية الكاملة لكل السكان المعرضين لخطر الإصابة، وذلك من خلال مكافحة البعوض الناقل لمرض الملاريا، وتوزيع العلاج الوقائي للمسافرين إلى مناطق أو دول متوطن فيها المرض.
أخبار متعلقة عمرها 21 شهرًا.. معرض في طوكيو لرسوم أصغر فنانة في العالمللعمالة المنزلية.. خطوات إصدار تصريح دخول مكة المكرمة عبر أبشر .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من التفشي إلى الانحسار.. نتائج حاسمة في قضاء المملكة على الملارياتجربة رائدةكانت لتجربة المملكة الناجحة في مجال مكافحة الملاريا، والانخفاض الكبير في الحالات خلال السنوات الأخيرة دافع لتبني منظمة الصحة العالمية توثيق تجربة المملكة، وتعميمها على بقية الدول للاستفادة منها، إذ تعاونت المنظمة مع الوزارة لتأليف كتاب (برنامج القضاء على الملاريا بالمملكة قصة نجاح)، واعتمدته في 2019.
ويتحدث الكتاب الذي أصدرته وزارة الصحة ممثلة في الإدارة العامة لنواقل المرض والأمراض المشتركة بوكالة الصحة العامة في2019، عن التجربة الناجحة للقضاء على مرض الملاريا بالمملكة ، والمراحل التي مر بها البرنامج ، والخطط والإستراتيجيات التي نُفذت وأدت إلى القضاء على مرض الملاريا في جميع أنحاء المملكة، كما يحتوي على الدعم المالي الكبير الذي قدمته المملكة لبرنامج الملاريا على مدى عقود عدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أرامكو ترش مادة (دي دي تي DDT) أرامكو ترش مادة (دي دي تي DDT) var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وبحلول يناير 2024، وفي إنجاز جديد، تمكن فريق بحثي بـ"مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" بالتعاون مع باحثين من جامعة "كاوست" من تحديد جين مسؤول عن تكاثر طفيليات الملاريا داخل كريات الدم الحمراء.
وأثبت الباحثون أن طفيليات الملاريا لا تستطيع التكاثر داخل خلايا الدم الحمراء بالشكل المعتاد عند إيقاف عمل الجين المسؤول عن تكاثر طفيليات الملاريا، وأن تعطيل عمل الجين يحد من اختراق طفيليات الملاريا لخلايا أخرى في الدم، ما يؤدي إلى تخفيف أعراض المرض والحد من انتشار العدوى.
ويتيح هذا الاكتشاف ابتكار أدوية ذات فعالية أكبر لعلاج الملاريا المتصورة المنجلية التي تتسبب في وفاة أكثر من نصف مليون إنسان سنويا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أرامكو ترش مادة (دي دي تي DDT) فريق مكافحة الملاريا بأرامكو أثناء قيامه بفحص المياه الراكدة في الدمام للقضاء على يرقات البعوض عام 1948 var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });القضاء على الملايا.. من المملكة للعالملم يقتصر محاربة الملاريا على السعودية فقط، بل امتدت أيادي المملكة البيضاء لتقديم المساعدات في محاربة المرض في اليمن، إذ نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منظومة مشروعات لمكافحة مرض الملاريا.
وذلك امتداداً للجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة لمساعدة الجمهورية اليمنية في مكافحة مختلف الأوبئة والأمراض الفتاكة ومنها مرض الملاريا، الذي عانت منه الجمهورية اليمنية سنوات طويلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مركز الملك سلمان يكافح الملاريا في اليمن
ووقعت المملكة ممثلة بالمركز وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية برنامجًا تنفيذيًا بقيمة تزيد على 10.5 ملايين دولار أمريكي لمكافحة وباء الملاريا والوقاية منه في اليمن لمدة تصل إلى 18 شهرا تغطي كافة المحافظات اليمنية الموبوءة بالمرض، وتضمن المشروع أكثر من 50 نشاطاً و يستفيد منه 7 ملايين فرد في كافة المحافظات اليمنية المصابة.
وفي ديسمبر 2022، افتتح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة عدن المبنى الجديد للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بعد إعادة تأثيثه وتوفير المعدات الطبية والدوائية اللازمة له، وذلك ضمن مشروع مكافحة مرض الملاريا في اليمن المنفذ عبر منظمة الصحة العالمية.
وفي مايو 2023، وقع الصندوق السعودي للتنمية، اتفاقية منحة كريمة متعددة السنوات بقيمة 39 مليون دولار مقدمة من المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية لصالح الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مركز الملك سلمان يكافح الملاريا في اليمـن
وفي يناير 2024، سلّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات طبية لوزارة الصحة السنغالية لمكافحة وباء الملاريا والوقاية منه، التي ستسهم، بإذن الله، في دعم القطاع الصحي والحدّ من الوفيات هناك.
وفي مارس 2025، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة الصحة العالمية؛ لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع مكافحة وباء الملاريا والوقاية منه في اليمن بقيمة إجمالية تبلغ 12 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • يعزز ذكاء المراهقين.. دراسة ترصد تأثير النوم المبكر على تطور الدماغ
  • من التفشي إلى الانحسار.. نتائج حاسمة في قضاء المملكة على الملاريا
  • دراسة حديثة تكشف إمكانات علاجية جديدة لسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • 22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • قراصنة الإنترنت يطاردون حمضك النووي.. تهديد جديد في عالم الجينات!
  • دراسة تكشف تفوق الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض السل بالموجات فوق الصوتية
  • مفاجأة علمية.. تاريخ ظهور القطط المنزلية في العالم بدأ من تونس