برلين – نُشرت تقارير متعددة في الصحافة الألمانية منذ بدء الحرب على غزة، حول مضايقات تتعرض لها مطاعم إسرائيلية في البلد، حسب وصفها. ومن حين لآخر، تتحدث الصحف الألمانية مع ملاك بعض هذه المطاعم حول "اعتداءات" يتعرضون لها، في غياب إحصائيات من جهات مستقلة تؤكد حجم الضرر ونوعية هذه الحوادث وعدد المطاعم التي تعرضت لها.

ويعدّ التضامن مع إسرائيل في ألمانيا أمرا شائعا، ورفعت جل البلديات الألمانية الأعلام الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واستمر ذلك لعدة أسابيع. في المقابل، يبدو الصوت الألماني، سواء في الحكومة أو الأحزاب الكبرى ضعيفا جدا في التضامن مع الجانب الفلسطيني، لدرجة احتشام مطالب وقف إطلاق النار في قطاع غزة رغم عشرات الآلاف من الضحايا في القطاع.

في ألمانيا لا توجد دعوة لمقاطعة مطاعم إسرائيلية لمجرد أن أصحابها إسرائيليون (الفرنسية) مطاعم مغلقة

ونشر موقع قناة "زد دي إف" الأسبوع الماضي عن معاناة عدد من المطاعم الإسرائيلية من تراجع المداخيل، والتهديدات المستمرة، والحاجة الدائمة لحماية الشرطة. واستشهدت القناة بقرار مطعم "بليبيرغس" في برلين الذي أعلن ملاكه إغلاقه بشكل دائم بسبب "أحداث السابع من أكتوبر".

وذكرت صفحة المطعم على فيسبوك، في وقت سابق، أن المطعم أضحى خاليا من الزبناء، كما أعلنت نهاية العام الماضي إغلاقه لأجل الإصلاحات، لكنها ذكرت في الأسابيع الماضية أنه سيغلق، ثم أعلنت لاحقا عن حملة تبرعات لأجل عودة المطعم إلى العمل.

كما تم الاستشهاد في تقرير القناة الألمانية بمطعم آخر، هو "دوداس ديلي" الذي غيّر مكانه من حي إلى آخر في برلين، قرب كنيس يهودي، لأجل حماية أكبر. ويقول أصحاب المطعم إن السبب الذي دفعهم للانتقال هو وضعهم لصور المختطفات الإسرائيليات في غزة، في يوم عيد المرأة، مما جعل بعض المارة يرمون عليهم قنينات البيرة، فضلا عن أن هناك من كتب على إحدى طاولات المطعم: "تبا لإسرائيل.. الحرية لغزة".

"مقاطعة المطاعم الإسرائيلية ظاهرة جديدة، وسببها الرئيسي هو ما يحدث في غزة من قتل وتدمير، خصوصا أن استطلاعات الرأي تؤكد أن جزءا كبيرا من سكان ألمانيا ضد الحرب على غزة"، يقول جورج رشماوي، عضو المكتب التنفيذي للجالية الفلسطينية في ألمانيا، للجزيرة نت.

ويستدرك رشماوي، وهو كذلك رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا "هذا النوع من المقاطعة خطوات شخصية، ونحن لا نطالب بها، فملاك هذه المطاعم هم مواطنون يسكنون في ألمانيا، لهم حقوق وواجبات، بغض النظر عن دينهم وجنسياتهم الأصلية، ومن حقهم أن يكون لهم نشاط اقتصادي" مشددا أن هذا النوع من المقاطعة "لا يفيد القضية الفلسطينية ولا يجلب لنا التضامن المطلوب".

لا للتواطؤ

ويؤكد دوريس غنام، من فرع حركة مقاطعة إسرائيل، (بي دي إس)، في ألمانيا أنه لا توجد أيّ دعوة من طرف الحركة عبر العالم لمقاطعة المطاعم الإسرائيلية لمجرد أن أصحابها إسرائيليون، بحكم أن هذا الشكل من المقاطعة لا يدخل ضمن المعايير التي تعمل بها الحركة.

ويوضح للجزيرة نت "نحن نستهدف التواطؤ، وليس العرق. على سبيل المثال، إذا قام مطعم ما بجمع الأموال للجيش الإسرائيلي لدعم الإبادة الجماعية في غزة، فإن المطعم متواطئ على هذه الجريمة، وبالتالي يكون هدفا محتملا للمقاطعة كما حدث لمجموعة ماكدونالدز".

ويصف الإعلام الألماني مقاطعة المطاعم الإسرائيلية بأنها شكل من أشكال معاداة السامية، خصوصا أن البرلمان الألماني مرّر قبل سنوات قرارا يجرّم حركة "بي دي إس". ومن المبرّرات هي المقارنة بين دعوات مقاطعة إسرائيل وبين سلوكيات قديمة انتشرت في عهد النازية تطالب بعدم الشراء من التجار اليهود لمجرد أنهم يهود، لكن أحكاما قضائية متعددة في ألمانيا رفضت تجريم الحركة، لا سيما منع أفرادها من إقامة أنشطتهم الداعمة لفلسطين.

ويوضح دوريس غنام، أن "مقاطعة المطاعم الإسرائيلية لا تدخل في إطار معاداة السامية، إلا إذا كان سبب هذه المقاطعة، بشكل واضح، هو أنه تتم إدارتها من طرف يهود، فحينئذ يمكن لهذه المقاطعة أن تكون ما يطلق عليه الناس معاداة للسامية".

وتعرف ألمانيا حضور أكبر جالية فلسطينية في أوروبا، بأكثر من مئتي ألف شخص، كما تشهد قرابة 20 ألف إسرائيلي، لكن رقم الحاصلين منهم على الجواز الألماني أكبر، ويتجاوز حسب تقديرات 100 ألف. والعام الماضي لوحده وضع حوالي 9 آلاف إسرائيلي طلب الحصول على الجنسية الألمانية، فيما يعدّ عدد اليهود في ألمانيا مساويا تقريبا لعدد الفلسطينيين.

من إحدى المظاهرات الداعمة لغزة ببرلين (الأناضول) استيلاء ثقافي

ومقارنة بالمطاعم العربية المشرقية، يبقى عدد المطاعم الإسرائيلية قليلا في ألمانيا. لكن هناك مطاعم مشتركة بين الجانبين، يرى أصحابها أنها تشكل جسرا للسلام وتقليل التوتر، ومن ذلك مطعم "كنعان" في برلين الذي يستفيد من تغطية إعلامية كبيرة.

كما تشهد ألمانيا حضورا قويا لليهود والإسرائيليين اليساريين الذين يرفعون أصواتهم دفاعا عن الفلسطينيين، مما جعلهم عرضة لمضايقات من الشرطة في ألمانيا، وهناك من تعرض منهم لاتهامات بـ"معاداة السامية" من طرف ألمان مسيحيين داعمين بقوة لإسرائيل.

و يرتبط بالمطاعم الإسرائيلية نقاش آخر، لا علاقة له بشكل مباشر بالحرب على غزة، هو ما تقدمه من أطباق، فإلى جانب أكلات يهودية، تقدم بعض هذه المطاعم أكلات ذات أصول عربية وفلسطينية منها وجبة الفلافل الشهيرة، التي سبق للجانب الإسرائيلي أن اعتبرها أكلة وطنية، رغم أن الطبق مشهور في المنطقة العربية منذ قرون، وكثيرا ما يتم تقديم الفلافل والحمص والشكشوكة (عجة البيض بالطماطم) في المطاعم الإسرائيلية دون الإشارة إلى أصلها الحقيقي.

تقديم أطباق فلسطينية وعربية على أساس أنها إسرائيلية "أمر يحدث طوال الوقت، وهو شكل من أشكال الاستيلاء الثقافي، بل وحتى النهج الاستعماري"، يقول دوريس غنام للجزيرة نت، مؤكدا أن "كل حركة استعمارية استيطانية لديها أيديولوجية لجعل ثقافة السكان الأصليين تختفي، كما لو أنهم لم يكونوا هناك من قبل".

وفي رأي جورج رشماوي، فإن جانب الأطباق هو "جزء من الصراع، وإن الطرف الإسرائيلي يريد صقل هويته على حساب الثقافة الفلسطينية، ما يعد سرقة"، ويشير إلى أن الأمر لا يخص فقط الأكل، بل جوانب ثقافية أخرى، إذ ترتدي مضيفات شركات الخطوط الإسرائيلية أثوابا بتطريز فلسطيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

عرض شعبي لـ 25 ألفا من خريجي دورات طوفان الأقصى بعمران

وخلال العرض الذي نظمته التعبئة العامة في المحافظة عمران لخريجي الدورات العسكرية من أبناء مديريات عمران وجبل يزيد وعيال سريح والمكاتب التنفيذية والجامعات والقطاع الصحي، بحضور مستشار المجلس السياسي الأعلى الفريق أول علي بن علي القيسي ووزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، ومحافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان، أشاد أمين عام المجلس المحلي للمحافظة صالح المخلوس بمستوى التدريب والتأهيل والمعنويات العالية لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة.

وأكد جهوزية أبناء المحافظة لمواجهة التحديات والمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن، وكذا مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي الذي يمعن في ارتكاب الجرائم والمجازر البشعة وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وأشار المخلوس إلى أن ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة أنقذت الشعب اليمني من الوصاية والارتهان والهيمنة الخارجية واستعادت القرار السيادي لليمن.. منوها بما حققته هذه الثورة المباركة من منجزات أهمها بناء جيش قوي متسلح بالعقيد الإيمانية والهوية الإيمانية المنبثقة من المشروع القرآني الذي أعاد الأمة إلى مسارها الصحيح والتولي الصادق لله ورسوله وأعلام الهدى.

وحذر من الانجرار وراء الأصوات النشاز النفوس الحاقدة والعميلة التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار.. مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ومعها كل الشرفاء من أبناء الشعب اليمني يقفون صفا واحدا لإفشال هذه المؤامرات.

وفي العرض الذي حضره مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة سجاد حمزة، ووكلاء المحافظة ورئيس جامعة عمران، ومدير أمن المحافظة العميد نايف أبو خرفشة، ومديرو المكاتب التنفيذية وقيادات التعبئة والشخصيات الاجتماعية، رفع الخريجون اللافتات ورددوا الشعارات المعبرة عن العداء للكيان الصهيوني والأمريكي والاستعداد لمواجهتهم والتنكيل بهم وتطهير الأراضي المحتلة من دنسهم.

وأكدوا جهوزيتهم العالية لخوض المعركة المباشرة مع العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. لافتين الى أن من أهم أهداف ثورة 21 سبتمبر الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأقصى الشريف.

وجسد المشاركون في العرض ما تلقوه من تدريب وتأهيل ومهارات قتالية ووعي خلال التحاقهم بالدورات العسكرية المفتوحة.

وجددوا تفويضهم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ كافة الخيارات خلال المرحلة الخامسة من التصعيد للتنكيل بالعدو الصهيوني المجرم نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ودعما للمجاهدين في غزة والضفة وحزب الله في لبنان.

تخلل العرض المهيب قصيدة للشاعر نشوان الغولي جسدت عظمة الثورة المباركة.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • دعوات للنفير العام في الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ357 من "طوفان الأقصى"
  • القسام تزف القيادي في حزب الله محمد سرور
  • تطورات اليوم الـ357 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • »طوفان الأقصى« معركة الأمة الإسلامية
  • تطورات اليوم الـ356 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ355 من "طوفان الأقصى"
  • عرض شعبي لـ 25 ألفا من خريجي دورات طوفان الأقصى بعمران