الإرادة السياسية.. والمشروع القومي للتعليم
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تلقيت رسائل عديدة من القراء الأعزاء بشأن ضرورة وجود مشروع قومى للتعليم، للخروج من هذا النفق المظلم الذى تعانى منه العملية التعليمية. وكل الرسائل تهتم اهتماماً بالغاً بأهمية هذا المشروع، لأنه رغم كل الإنجازات الضخمة التى تحققت خلال العشر سنوات الماضية، إلا أن تطوير العملية التعليمية لم يتم التدخل المباشر بشأنها حتى الآن.
مربط الفرس فى هذا الأمر هو التعليم قبل الجامعى الذى يحتاج بالفعل إلى ثورة حقيقية. وكل الرسائل التى وردت إلىّ من المهتمين أو المهمومين بقضية التعليم تؤكد أن هذا الملف بات ضرورياً وحيوياً ويحتاج إلى إرادة سياسية تدفع باتجاه نسف المنظومة التعليمية الحالية واستبدالها بمشروع قومى مهم حتى يتواكب مع كل الإنجازات التى تقوم بها الدولة. وعندما طالبت بمشروع قومى للتعليم فإن الهدف ليس كما يدعى البعض أن يتم عملية ترقيع للمنظومة الحالية الفاشلة، والتى من نتيجتها تقديم طلاب إلى الجامعات فى حاجة إلى تأهيل من جديد، وكلنا يعلم الكارثة الحقيقية فى العام الماضى، للطلاب الذين التحقوا بكليات الطب لحصولهم على مجاميع مرتفعة، ورسبوا فى السنة الأولى للطب، لعدم تأهيلهم لهذه الدراسة. وصحيح أن الطلاب حصلوا على مجاميع عالية، إلا أنهم بسبب سوء العملية التعليمية فى المرحلة قبل الجامعية، كانت النتيجة المرة فى عدم قدرتهم على مواصلة دراسة الطب.
وبالتالى فإن على الدولة خلال السنوات القادمة، وضع منظومة تعليمية جديدة تتمشى مع الواقع الجديد للبلاد، تبدأ من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة. وتعتمد بالدرجة الأولى على التفكير النقدى السليم من أجل تأهيل التلاميذ للالتحاق بالجامعات طبقاً للرؤية الجديدة فى هذا الشأن. ولذلك فإن أى تجربة لتطوير التعليم العالى، لن تؤتى ثمارها لو لم يتم تطوير التعليم قبل الجامعى. ولذلك فإن فكرة المشروع القومى، باتت ضرورة ملحة، وهذا بالطبع يحتاج إلى قوة دفع من المجتمع لتأهيله لتغيير المنظومة المعمول بها حالياً والتى كان من نتائجها خريجون معطلون بالملايين، لا يحتاجهم سوق العمل حالياً.
المستفيد الوحيد من المنظومة الحالية الفاشلة للتعليم، هم فئة قليلة سواء كانوا مؤلفين للكتب الخارجية أو أصحاب السناتر والدروس الخصوصية، إضافة إلى آخرين حوَّلوا المدارس إلى مبان فقط بدون تأهيل المعلمين أنفسهم.. وهؤلاء هم الذين يعرقلون أى تطوير للتعليم قبل الجامعى، وأصواتهم عالية ويبثون الرعب والفزع فى قلوب أولياء الأمور الذين يخافون على مستقبل أبنائهم، ويضطرون للرضوخ أمام المنظومة الفاشلة.. ولذلك يجب على حكومة الدكتور مصطفى مدبولى التى يتم تشكيلها حالياً ضرورة فتح هذا الملف الشائك، وتبنى مشروع قومى للتعليم وفى أسرع وقت بدلاً من خراب مالطا الذى نحياه حالياً، والنهضة الحقيقية لابد أن يواكبها تطوير التعليم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإرادة السياسية د وجدى زين الدين النفق المظلم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مصير بقالى التموين بعد التحول للدعم النقدى.. تعرف عليها
بعد إعلان وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور شريف فاروق عن اتجاه الحكومة لتحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى، كان يجب معرفة مصير البقالين التموينيين بعد التحويل النقدى.
وكان عبد الله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز، وهانى مكى، سكرتير الشعبة، عقد اجتماعا مع وزير التموين والتجارة الداخلية بديوان عام وزارة التموين والتجارة الداخلية بالعاصمة الإدارية.
وأكد الوزير أنه في الفترة المقبلة سوف يتم إعادة هيكلة منظومة الدعم بهدف تحقيق النفع لجميع المواطنين المستفيدين من منظومة الدعم وبمشاركة أصحاب المنشآت التموينية بما فيها المطاحن والمخابز وبدالو التموين ومنافذ مشروع جمعيتي، والتي تعمل جميعها في خدمة المواطن المصري صاحب الحق الأصيل في هذه المنظومة.
وتحرص الدولة ممثلة في وزارة التموين بالتعاون مع جميع الشركاء المعنيين بمنظومة الخبز، على الارتقاء بمستوى الخدمات التموينية المقدمة للمواطنين، وفي مقدمتها الارتقاء بجودة رغيف الخبز المنتج للمواطن، والتأكيد على استمرار عمل المخابز البلدية بشكل منتظم ومستقر.
وقدمت الشعبة العامة للمخابز مقترحات تستهدف الحفاظ على جميع أطراف المنظومة بمن فيهم أصحاب المخابز بصفتهم مقدمي خدمات المواطنين أصحاب البطاقات التموينية وحصولهم على الخبز بجودة عالية، وهو الهدف الاستراتيجي الذي تسعي إليه دائماً الدولة ممثلة في وزارة التموين والحفاظ على المكتسبات التي تحققت للمواطن المصري وصاحب المخبز منذ تطبيق منظومة الخبز البلدي المدعم.
وقد تضمنت أهم المطالب والمقترحات التي تقدمت بها الشعبة العامة للمخابز تحسين جودة الدقيق لضمان إنتاج رغيف خبز مطابق للمواصفات، والتأكيد على شركات البطاقات الذكية بتحسين مستوى الخدمات الذكية المقدمة من جانبها، بما يساهم في انتظام عمل المنظومة بالسرعة والكفاءة المطلوبة لضمان تقديم الخدمة للمواطنين بكل سهولة ويسر، فضلاً عن تفعيل دور لجان التظلمات بمديريات التموين للنظر في أي طلبات أو تظلمات يتقدم بها أصحاب المخابز والتي تم تشكيلها برئاسة وكيل وزارة التموين مدير المديرية بالمحافظة وكذلك رئيس شعبة المخابز في كل محافظة.
كما تضمنت المطالب أهمية زيادة التوعية المشتركة بين مفتشي التموين وأصحاب المخابز، حيث إن الهدف هو ليس توقيع العقوبات بل الحد من حدوث المخالفات حتى يمكن التعاون المشترك بين جميع الأطراف لتقديم خدمة متميزة للمواطنين.
وشدد الوزير على أن هناك رقابة مشددة على جميع المطاحن في القطاعين العام والخاص لضمان إنتاج دقيق مطابق للمواصفات ولجميع المعايير المعتمدة من أجل إنتاج رغيف خبز ذي جودة عالية مع أهمية المحافظة على الوزن والسعر المقرر.
كما شدد علي تفعيل دور لجان التظلمات الخاصة بأصحاب المخابز بمديريات التموين والنظر في أي طلبات أو تظلمات تقدم بكل جديه ومراعاة حرص الجميع على حل أي معوقات قد تظهر أثناء تطبيق القرارات والتوجيهات الوزارية المنظمة للعمل، وأن هدف الوزارة الأساسي هو تنظيم واستقرار عمل منظومة الخبز البلدي المدعم ورفع الوعي لدى جميع المتعاملين في هذه المنظومة.
وتحرص الوزارة دائماً على تنظيم العمل بتحديد المسئوليات والحقوق والواجبات بين جميع أطراف منظومة الخبز، والتي تشمل الصوامع والمطاحن والمخابز، بهدف الحصول على رغيف الخبز البلدى المدعم بالأوزان والمواصفات والأسعار المقررة بما يضمن تحقيق استقرار الحالة التموينية والوصول إلى أكبر قدر من الرضا من قبل المواطنين عن الخبز المنتج.