نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالين تناولا بالتحليل ما دار في مؤتمر نظمته حركة يمينية متطرفة عبر الإنترنت أول أمس الاثنين، يدعو إلى إقامة مستوطنات بمنطقة جنوب لبنان.

في المقال الأول، أعادت مايا ليكر نائبة رئيس تحرير الصحيفة إلى الذاكرة تلك المظاهرة التي نظمها نشطاء من اليمين المتطرف، في أبريل/نيسان الماضي، ودعوا فيها إسرائيل إلى احتلال جنوب لبنان والسماح لليهود بالاستيطان هناك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: القصة المذهلة لكيفية تخطيط نتنياهو لإطالة أمد الحرب على غزةlist 2 of 2لوبوان: الهند تحت مودي تلهث لاستعادة عصر ذهبي هندوسي لم يوجد قطend of list

وقد شارك في تلك المظاهرة حوالي 20 شخصا. وعندما سئل أحدهم عن سبب عدم اكتساب فكرة إقامة مستوطنات في لبنان الكثير من الزخم حتى الآن، قال "ربما لم تخطر الفكرة على بال أحد".

دروس للاستيطان

وبعد مرور شهرين، وتحديدا أول أمس، حضر بضع مئات من الأشخاص مؤتمرا حول هذا الموضوع عبر الإنترنت -من تنظيم حركة "أوري تسافون" (أيقظوا الشمال)- والذي تضمن ندوة بعنوان "نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي ودروس لجنوب لبنان".

ونقلت ليكر وزميلها كاتب العمود بالصحيفة نفسها أنشيل فيفر، في مقاليهما، مقتطفات من تصريحات المتحدثين بالمؤتمر، من بينهم حاجي بن أرتزي شقيق سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال "نحن لسنا متطرفين، ولا نريد مترا وراء نهر الفرات".

وتقول ليكر إن معظم الإسرائيليين يكتمون الضحكة عندما تُعرض عليهم فكرة الانتقال إلى المناطق التي تحتلها إسرائيل جنوب لبنان، كما أنهم "يشعرون بالذعر" من الجدية التي يناقش بها بعض الوزراء وضباط الجيش والحاخامات "إعادة توطين اليهود" في قطاع غزة.

استيطان غزة

وبينما لا يزال معظم الإسرائيليين ينظرون إلى عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على أنه "نزعة هامشية" تحدث في مكان بعيد، فإن تجمعا برلمانيا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يدعو اليهود إلى الاستيطان في قطاع غزة، وفق نائبة رئيس تحرير هآرتس في مقالها.

واقتبست الكاتبة أيضا تصريحا من عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين شدد فيه على ضرورة أن يعود الإسرائيليون "ليس فقط إلى غزة، بل أيضا إلى الجليل الشمالي، على الأقل حتى نهر الليطاني" في لبنان.

وممن شاركوا في الجلسة الأولى، لهذا التجمع البرلماني أمس، وزير الأمن إيتمار بن غفير الذي وعد بأن الحكومة "ملتزمة بالعودة إلى غزة" مشددا على ضرورة أن تترافق إعادة الاستيطان مع "تشجيع هجرة" الفلسطينيين من المنطقة.

أفكار قديمة

وبحسب ليكر، فإن قادة اليمين المتطرف في إسرائيل "الذين يحتكرون قدرا كبيرا من السلطة السياسية في الوقت الراهن" بدوا واضحين جدا بشأن نواياهم وخططهم الداعمة لتوسيع حدود إسرائيل إلى مناطق جديدة، رغم أنهم لا يستطيعون حتى حماية المدنيين في منازلهم، على حد تعبير الكاتبة التي خلصت إلى أن كل من لا يستطيع فهم ما يحدث فلا بد أنه "مُضلَّل".

أما أنشيل فيفر كاتب العمود في صحيفة هآرتس، فيرى أنه -قبل تجاهل أفكار "المتدينين المسيحانيين" الذين ينتظرون قدوم "المسيح" والتي طرحوها في مؤتمرهم الصغير عبر الإنترنت يوم الاثنين وعينهم على استعادة "أرض الله الموعودة"- على الناس أن يتذكروا أن خططهم للاستيطان في الضفة الغربية بدت غريبة بنفس القدر قبل 50 عاما.

ففي ذلك الوقت، أي قبل نصف قرن من الزمان، أنشأت حركة "غوش إيمونيم" الدينية القومية أول مستوطنة في سبسطية، وهي بلدة فلسطينية تقع في محافظة نابلس بالضفة المحتلة.

وتحدثت في المؤتمر عرابة الاستيطان دانييلا فايس، إحدى أشد المستوطنين تطرفا، والتي تتزعم حاليا إحدى المجموعات التي تحاول إعادة بناء المستوطنات في غزة وهي منفتحة على الاقتراحات المتعلقة بلبنان أيضا.

تغيير مسار التاريخ

ومع ذلك، فإن كاتب العمود في مقاله يعتقد أن ثمة شعورا بأن هذا المؤتمر لم يكن حقا حدثا يستحق التغطية، ربما لقلة عدد من نظموه وشاركوا فيه، ذلك أنهم "قبل كل شيء مجموعة من المتدينين المسيحانيين" الذين يناقشون موضوعا يبدو منفصلا عن الواقع حتى أنه لم يشاهده، في ذروة انعقاده، على قناته في منصة يوتيوب سوى 280 شخصا.

ويعتقد الكاتب أن المشاركين الذين تحدثوا في مناقشة "نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي ودروس لجنوب لبنان" لم يكن لديهم أي خبرة أو نظرة ثاقبة في تاريخ لبنان أو طبوغرافية هذا البلد، لكن كانت لديهم حجة أن بإمكان مجموعة صغيرة تغيير مسار التاريخ الإسرائيلي "بعزم وإصرار".

ويقول أيضا إن هؤلاء المتطرفين "إسرائيليون يعيشون بيننا ويتطلعون إلى الشمال ويحلمون بوطن في لبنان".

طوفان الأقصى

ومن بين من تحدثوا في المؤتمر الباحث في نصوص التوراة البروفيسور يوئيل إليتسور الذي يؤمن بأن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان "معجزة جلية" و"رسالة إلهية" وحث المستمعين على فهم ما يطلبه الرب منهم.

واقتبس المتحدث نصوصا كثيرة من العهد القديم أو "التناخ" (الكتاب المقدس لدى اليهود) وأسماء أماكن لإثبات أن لبنان جزء من أرض الميعاد التي وردت في سفر التكوين، سواء في إطار "الوعد المحدود" -الذي يصل إلى خليج الإسكندرون في تركيا، ويشمل كل لبنان وغرب سوريا– أو "الوعد الموسع" الذي يشمل الأرض الواقعة جنوب الفرات، وكل سوريا وغرب العراق.

ووفقا لكاتب العمود، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها اليمين المتصهين عن بناء المستوطنات جنوب لبنان، فقد سبقته في ذلك حركة "غوش إيمونيم" التي كانت تدعو إلى العودة إلى "وطن قبيلة أشير" عام 1982 عندما اندلعت حرب لبنان الأولى.

وأشير هو ثامن أبناء النبي يعقوب عليه السلام، وأحد الأسباط العشرة المفقودة، وفقا لليهود.

واختتم الكاتب مقاله في صحيفة هآرتس بأن المتطرفين المتدينين والقوميين أثبتوا بالفعل أن أوهام اليوم هي سياسة إسرائيل في الغد، وستصبح في اليوم التالي هي الواقع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخطف لبنانياً يعمل مع "يونيفيل"

خطفت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، مواطناً لبنانياً خلال توجهه إلى عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل".

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، تقدمت آليات الجيش الإسرائيلي عبر وادي الحجير في جنوب لبنان، وقامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة .

وأشارت الوكالة أنه "إثر توغل جيش الاحتلال بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة، الجنوبية، نزح منها الأهالي إلى بلدة الغندورية الجنوبية.

وخطفت قوة من الجيش الإسرائيلي أثناء توغلها في وادي الحجير، مواطناً من بلدة تبنين الجنوبية، خلال توجهه إلى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ "اليونيفيل"، في بلدة عدشيت القصير في جنوب لبنان.

وأقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءاً من مركزه عند جسر قعقعية الجسر، فيما تجولت دبابات "ميركافا" في الوادي، بالتزامن مع تمشيط كثيف.

ومن جانبها أكدت قيادة "اليونيفيل" في بيان أن "أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهشّ يجب أن تتوقف".

وأضاف البيان:"أكّد كل من إسرائيل ولبنان التزامهما التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان الى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثاً على النحو المتفق عليه في التفاهم.تستمر اليونيفيل في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام".

وقالت اليونيفيل "هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701. وسوف يواصل جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها".

الوكالة الوطنية للإعلام - "اليونيفيل": قلقون إزاء استمرار تدمير القوات الإسرائيلية المناطق السكنية جنوبًا https://t.co/6ERbIBaNTf

— National News Agency (@NNALeb) December 26, 2024

ودخل قرار وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتخرق إسرائيل الاتفاق منذ سريانه بشكل يومي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدمر نفقاً لحزب الله في جنوب لبنان
  • ‏الحوثيون: استهدفنا اليوم السبت قاعدة نيفاتيم في جنوب إسرائيل بصاروخ فرط صوتي
  • إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • ميقاتي: لم نُبلغ بنية إسرائيل التراجع عن الانسحاب من جنوب لبنان  
  • «يونيفيل» تدعو لانسحاب إسرائيل من لبنان في الوقت المحدد
  • صحيفة تكشف المدة... إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
  • الجيش اللبناني: إسرائيل تتمادى في خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تخطف لبنانياً يعمل مع "يونيفيل"
  • إسرائيل قد تبقى في لبنان.. إقرأوا آخر خبر!