كثيرا ما كنا نسمع عن تشابه الأسماء وما يمثله من مشاكل وازمات كبيرة لأصحابها، وكان المبرر دائما انها اخطاء مطبعية، لكن عندما نكون فى عصر الدولة الرقمية وفى القرن الواحد والعشرين، فمن العيب ان نتحدث عن هذه الكارثة التى تسيء للدولة، فليس معقولا ان يقف مواطن فى كمين ليفاجأ انه مطلوب القبض عليه فى عدة قضايا لمجرد تشابه اسماء، وحتى يتمكن من اثبات انه برىء يتعرض لكل انواع الألم والتعب، وربما المهانة على اعتبار انه مجرم ، وليس مقبولا ان أستاذا جامعيا محترما او طبيبا او مهندسا عائدا لمصر من الخارج يتم إيقافه فى المطار لاتهامه فى قضايا لا يعرف عنها شيئا بل وربما لم يكن فى البلاد وقت ارتكابها، والسبب تشابه اسماء ومطلوب منه ان يثبت ذلك او يعامل كمجرم، والاخطر انه قد يكون تشابه الاسماء مع احد عناصر الجماعة الارهابية فتكون الكارثة.
تشابه الأسماء أحد أكثر الملفات حساسية وخطورة وتشكل تحديا كبيرا لوزارتى الداخلية والعدل، صحيح أنها لا تقتصر على مصر وحسب وانما تنتشر فى دول عربية عديدة، لأسباب اجتماعية وموروث ثقافى لتفضيلات بعض الأسماء وما ينتج عنها من تشابه الاسم الرباعى، فيترتب على ذلك نتائج تتدرج فى كارثيتها بداية من مشاكل الأحوال المدنية وانتهاء بقضايا الإرهاب.
هذه القضية تحتاج حلولا جذرية وعاجلة، حماية لمواطنين يتعرضون لأذى كبير دون ذنب، وكل ما يمكن ان يسمعه بعد كل ذلك، احنا متأسفين، واحيانا لا يسمع حتى الأسف.
ومن المعروف لنا جميعا ان إجراءات اثبات حقيقة تشابه الاسماء طويلة ومعقدة وتستغرق الكثير من الوقت وحسب طبيعة الحالة موضع المشكلة، فعندما تتشابه الأسماء فى قضايا تنفيذ الأحكام على سبيل المثال تقدم طلبا لرئيس النيابة المختصة وتستخرج شهادة تصرفات من قسم الشرطة وتستلم تأشيرة من النيابة ثم تسلم الطلب للمباحث ثم ترفع معارضة بالحكم، أما بالنسبة للأحكام الجنائية فإنك تحتاج إلى شهادة تصرفات من مديرية الأمن التابع لها الحكم.
إن هذه الإجراءات المطولة إلى جانب ما تتسبب فيه من ضرر نفسى بالغ فهى ايضا تهدر الوقت والمال.
هذا طبعا بجانب تأثيراتها فى ملفات أكثر خطورة سبق لنا ذكرها.
اعتقد ان هذه الظاهرة تتطلب تحركا لتوظيف التقنيات الحديثة المستخدمة فى المعامل الجنائية العالمية كنظم الجينوم البشرى وتحليل سلاسل DNAوربطها بقيد الأفراد وتكوين قاعدة بيانات وطنية للحمض النووى المصرى ضمن مشروع ينقلنا نحو الجمهورية الجديدة، واثق تماما فى قدرات وإمكانية وزارة الداخلية لايجاد حل جذرى لأزمات تشابه الأسماء والحفاظ على حقوق الأبرياء من هذه المشكلة التى يدفع البعض ثمنها دون ذنب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تشابه الأسماء عنها شيئا تشابه الأسماء
إقرأ أيضاً:
الدومنيكاني: الكاردينال خوان أنطونيو الفلبيني الأقرب لخلافة فرنسيس
كشف الأب جون جبرائيل الدومنيكاني، المتخصص في اللاهوت العقيدي، عن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان الراحل، وذلك بالتزامن مع قرب انطلاق عملية انتخاب البابا الجديد في السادس من مايو المقبل، عقب انتهاء فترة الحداد التي تستمر تسعة أيام بعد مراسم الجنازة.
وفي مداخلة من بلجيكا عبر تطبيق "زووم"، خلال برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، أوضح الأب جبرائيل أن:"عدد الكرادلة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات البابوية يبلغ 135 كاردينالاً، بشرط ألا يكونوا قد تجاوزوا سن الثمانين، حيث يُستثنى من التصويت من تجاوز هذا العمر، بينما يُسمح لهم بالترشح فقط".
وأشار جبرائيل إلى أن الشائعات والتوقعات تشير إلى أن هناك خمسة إلى ستة كرادلة يعتبرون من أبرز الأسماء المطروحة، لكنه أكد أن:"الاختيارات البابوية لا تسير دومًا وفق التوقعات، وغالبًا ما تحمل مفاجآت".
وأوضح أنه في حال قرر الكرادلة السير على نهج البابا فرانسيس، في كسر المركزية الأوروبية، فإن الكاردينال خوان أنطونيو تاغلي من الفلبين يُعد المرشح الأقرب: حيث تم اختياره قبل عامين من قبل البابا فرانسيس مسؤولًا عن الدائرة الفاتيكانية المعنية بالإرساليات. كما أنه يطلق عليه البعض لقب "البابا فرانسيس الآسيوي".حيث يُنظر إليه كامتداد روحي وفكري لنهج البابا الراحل.
أما على مستوى أوروبا، فرجّح جبرائيل أن يكون أقرب المرشحين هو أمين سر دولة الفاتيكان، أي بمثابة رئيس الحكومة الفاتيكانية.
وعن إمكانية اختيار بابا أفريقي، قال جبرائيل:"دائمًا ما تحمل الانتخابات البابوية مفاجآت غير متوقعة، ولا يُستبعد ظهور مرشح من خارج الأسماء المتداولة، خاصة من القارة الأفريقية".