الجسارة لغة العقل وليس العضلات .. لكن الروح ايضا لا بد أن تدعم العقل. الأرواح المسلوبة.. مثل «اللبن المأخوذ خيره» لا خير فيها .. باهتة .. لا أحد يهتف بحياة أرواح ميتة.. الأرواح المشعة تضيء الوجود.. يتصاعد فيها الدم، ويأخذها إلى أعلى الذرى. هذا بالضبط هو المفقود فى حياتنا.
تفقد رغبتك فى الاستيقاظ ..تكره التوجه إلى العمل، وأنت توقع فى دفترك تتساءل وأنت تنظر الى ساعتك: متى الفرار من هنا؟ استبداد اللحظة بك يسلبك حتى الشغف .
حالة «التستيف» طالت كل شيء، العام والخاص: المدير والغفير.. الجندى والوزير.. الأب والابن .. الزوج والزوجة.. الزواج والطلاق نفسه صار اجراءات تستيف أوراق!
الأرواح مسلوبة .. من قبلها الجسارة لم يعد لها ضرورة .. بضاعة غير مطلوبة! نقل المشتغلون فى الخليج عن أهلنا هناك جملة تقول «فخار يكسر بعضه» وعملوا بها! زمن فقد فيه الناس الشغف .. فلا الشاب بات يعرف الحب «بتاع زمان.. أيام «جوابات» نجاح سلّام و»ساكن قصادى» يا نجاة.. و«بعيد عنك حياتى عذاب». لم تعد الفتاة مولعة بالاسمرانى مفتول العضلات، وانما يستبد بروحها - المنسحقة - الولد ال «مُزْ» بالبنطلون المقطع وحِجْر ساقط وتسريحة عرف الديك .. وداعًا ترمس وحلبسة الكورنيش.. مرحبًا بعناق بصمة الدم، أو العناق العرفى أو بدون، حتى المستقبل ليس مهما، يتخيلون أنه سيصل «ديليفرى»!
أرواح مأخوذ خيرها .. سجينة .. مسلوبة الإرادة والحرية. هل كان الكواكبى يكتب فى طبائع الاستبداد ويعرف أننا لن ننتبه؟ هل خالد محمد خالد عندما حاور عبدالناصر «من هنا نبدأ» كان يعرف أننا لن نبدأ حتى اليوم؟ تخيلوا؟ آلاف الكتب أهرق حبرها دفاعًا عن الحرية والديمقراطية ورفض الاستبداد، كى لا يأتى يوم يبهت فيه هذا كله على الارواح، فيشرخها ويطبعها نسخًا خاوية من الشغف ..الموت المقيم بمعنى أدق.
الجسارة معادل طبيعى للروح الحية.. ولاستمرار الشغف بالحياة. لا يكفى أن تقول لصاحبك أو حبيبتك إنك تحب الحياة! يحدث ذلك حينما يكون لك رأى وتعبير وعمل ومشاركة وتغيير. دعكم من المتع الصغيرة المسروقة من الزمن .الحياة هى ابتكار مقاومة للتمتع بما فى أرواحنا من جسارة. تستلب إرادتنا فنناضل لاستردادها، نفشل مرات وننجح احيانا. الهزيمة فى معركة النفس الانسانية وقعت لاننا لم ننصت فى داخلنا لكلمات تربينا عليها.. زينا بها حللنا العقلية الانيقة، وبقيت أرواحنا تعوزها الجسارة!
يائسا أكتب؟ ربما منبها.. المقاتل علاء سويلم يكتب مقاوما.. كتب عن بطولة المقاتل شطا! عنهما وعن البطولات المصرية المدفونة اتحدث معكم الاسبوع المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيها الدم
إقرأ أيضاً:
بين ترامب وهاريس.. من يقود أمريكا إلى المستقبل في 2024؟
مع اقتراب يوم الانتخابات الأمريكية لعام 2024، يحتدم السباق بين دونالد ترامب وكمالا هاريس، حيث يتساءل الكثيرون من سيقود الولايات المتحدة في السنوات الأربع القادمة. هذا التنافس يعكس رؤى سياسية واقتصادية متباينة لكل من المرشحين؛ فترامب، بشعبيته القوية في أوساط المحافظين ومواقفه المتشددة في مجالات التجارة والهجرة، يسعى للعودة إلى البيت الأبيض بعد رئاسته المثيرة للجدل، مع التركيز على سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الصناعة الأمريكية وتقليل التدخل الخارجي. في المقابل، تهدف هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطية، إلى بناء أجندة تقدمية تشمل دعم البرامج الاجتماعية، تعزيز العدالة البيئية، وتوسيع حقوق العمال والمساواة العرقية.
الاقتصاد وتوجهات النموترامب يركّز في برنامجه على تعزيز الأعمال وتقليل الضرائب، متعهدًا بإعادة التصنيع إلى أمريكا وزيادة عدد الوظائف في القطاع الصناعي. هو يركز على “أمريكا أولًا” كنموذج اقتصادي يهدف إلى تحقيق استقلال اقتصادي أكبر وتقليل الاعتماد على التجارة الدولية. أما هاريس، فتتبنى سياسات تهدف إلى العدالة الاجتماعية، وتعد بتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، مثل دعم التعليم والصحة، مما يوفر حماية أكبر للطبقات الوسطى والفقيرة. كما أنها تدعو إلى فرض ضرائب أعلى على الشركات الكبرى والأثرياء، لضمان تمويل المشاريع العامة والاستثمار في البنية التحتية.
الهجرة والأمن الحدودييمثل موضوع الهجرة نقطة اختلاف رئيسية. ترامب يريد تعزيز ضوابط الهجرة بشكل صارم، ويتعهد ببناء جدار حدودي مكتمل وزيادة عدد رجال الحدود، متعهدًا بإنهاء سياسات اللجوء المفتوحة التي يعتبرها نقطة ضعف أمني. بالمقابل، تركز هاريس على تحسين نظام الهجرة، واقترحت توفير مسارات قانونية أكبر للمهاجرين. كما تدعو إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة من خلال تحسين الأوضاع في دول أمريكا الوسطى بدلًا من تطبيق سياسات صارمة قد تكون ضارة إنسانيًا.
الرعاية الصحية وحقوق المرأةفي مجال الصحة، تعد هاريس بتوسيع برامج التأمين الصحي، خاصةً للطبقات الفقيرة، وتدعو إلى دعم حقوق المرأة في اتخاذ قراراتها الشخصية المتعلقة بالصحة الإنجابية، بما في ذلك الحفاظ على حق الإجهاض. في المقابل، لا يضع ترامب القضايا الصحية ضمن أولوياته بنفس الدرجة، لكنه يرفض أي توجهات لفرض حظر شامل على الإجهاض ويؤكد على حق الولايات في اتخاذ قراراتها الخاصة بهذا الشأن. يرى البعض أن هذا التوجه سيؤدي إلى انقسام أكبر في حقوق المرأة عبر الولايات.
مستقبل السياسة الخارجيةفي السياسة الخارجية، يركز ترامب على تعزيز القوة الأمريكية وتقليل التدخلات الخارجية، مفضلًا سياسات “أمريكا أولًا” التي تهدف إلى إعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن وتقليل النفقات العسكرية في الخارج. هاريس، من جهتها، ترى في التعاون الدولي وسيلة لتحقيق الاستقرار العالمي، وتعد بالعمل مع الحلفاء لتقوية دور أمريكا في حل الأزمات العالمية مثل التغير المناخي ومكافحة الإرهاب.
المنافسة الحاسمة في الولايات المتأرجحةتكتسب المنافسة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا أهمية كبيرة في تحديد الفائز. يعتبر هذا السباق من أكثر السباقات الرئاسية حدة واستقطابًا، حيث ينظر الناخبون إلى ترامب على أنه ممثل للنهج القومي المحافظ، بينما ترى هاريس كواجهة للتغيير الاجتماعي والتعددية.