في مصنع يقع في مقاطعة شنشي (وسط الصين)، تتجلى مكانة الصين الرائدة في صناعة الطاقة الشمسية العالمية. حيث تتعامل الروبوتات في منشأة "لونغي غرين إنيرجي تكنولوجي" مع شرائح مربعة من البولي سيليكون، وتحولها إلى خلايا شمسية ثم تجمعها في وحدات شمسية. ويستطيع المصنع إنتاج ما يقارب 16 مليون خلية يوميا.

وتهيمن الصين -وفقا لإيكونوميست- على كل مرحلة من مراحل سلسلة توريد الطاقة الشمسية، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية للوحدات إلى ما يقرب من 1000 غيغاوات في العام الماضي، أي ما يقرب من 5 أضعاف ما تنتجه بقية دول العالم مجتمعة، وفقا لشركة وود ماكنزي الاستشارية.

وتقول إيكونوميست إنه منذ عام 2021، تضاعفت قدرة الصين 3 مرات، متجاوزة الطلب العالمي بكثير رغم الجهود التي تبذلها دول أخرى لتعزيز الإنتاج المحلي.

هبوط الأسعار والأرباح

وقد أدى هذا التوسع السريع إلى انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية، مما أفاد المستهلكين ولكنه أدى إلى تقليص الأرباح من هذه الصناعة على ما ذكرته إيكونوميست.

وانخفضت أسعار البولي سيليكون والرقائق والخلايا والوحدات إلى أقل من تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى انخفاض عائدات تصدير الطاقة الشمسية الصينية بنسبة 5.6% في العام الماضي رغم زيادة الكميات.

في حين انخفض سعر سهم لونجي بنسبة 60% منذ بداية عام 2023، مما دفع الشركة إلى الإعلان عن خفض القوى العاملة بنسبة 5% في مارس/آذار الماضي بسبب "البيئة المعقدة والتنافسية بشكل متزايد".

كما شهدت شركات الطاقة الشمسية الصينية الكبرى الأخرى، بما في ذلك ترينا سولار، وجيه إيه سولار، وجينكو باور، انخفاضات كبيرة في أسعار أسهمها وفقا لإيكونوميست.

بينما تضررت الشركات الصغيرة بشكل أكبر، حيث ألغى بعضها خطط التوسع. على سبيل المثال، ألغت شركة "لينغدا"، وهي شركة تصنيع أصغر، مشروع مصنع بقيمة 1.3 مليار دولار.

وتشير يانا هريشكو من شركة "وود ماكينزي" إلى أن الشركات الكبرى يمكنها أن تتحمل انهيار الأسعار بشكل أفضل بسبب عملياتها المتنوعة، في حين تواجه الشركات الصغرى خطر الانهيار الكامل.

أسعار البولي سيليكون والرقائق والخلايا والوحدات انخفضت إلى أقل من تكاليف الإنتاج (رويترز)

 

القدرة الفائضة ودعم الدولة

ولا تظهر مشكلة الطاقة الفائضة في الصين أي علامات على التراجع. ورغم الضغوط المالية الناجمة عن انخفاض الأسعار، تواصل الشركات الرائدة تحديث التكنولوجيا وتوسيع الإنتاج للحفاظ على التكاليف الهامشية التنافسية على ما ذكرته إيكونوميست.

وتتوقع شركة وود ماكنزي أن تصل قدرة صناعة الطاقة الشمسية في الصين إلى ما يقرب من 1700 غيغاوات بحلول عام 2026.

ووفقا لإيكونوميست فإن دعم الدولة يؤدي إلى تفاقم وفرة العرض. حيث تقدم الحكومات المحلية أشكالا مختلفة من المساعدة، بما في ذلك الأراضي المجانية والكهرباء والقروض من دون فوائد والوصول إلى التكنولوجيات المتقدمة.

وتشير تقديرات أوشا هالي من جامعة ولاية ويتشيتا في حديث لإيكونوميست إلى أن مثل هذا الدعم يمكن أن يغطي ما يصل إلى 35% من تكاليف شركة الطاقة الشمسية، ومن المحتمل أن يصل إلى 65% في بعض الحالات.

ويعد هذا الدعم أمرا بالغ الأهمية، خاصة أن الحكومات المحلية تتطلع إلى تعويض خسائر الإيرادات الناجمة عن قطاع العقارات المتعثر.

ومع ذلك، مع مواجهة العديد من المقاطعات الصينية للديون المتضخمة، فإن مثل هذا الدعم السخي قد لا يكون مستداما.

وتتنافس شركات الطاقة الشمسية أيضا على المساعدات الحكومية مع الصناعات الأخرى التي تعاني من الطاقة الفائضة. ووفقا للصحيفة فإن أكثر من 5 الشركات الصناعية الصينية لم تحقق أرباحا في العام الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطاقة الشمسیة

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة يفتتح معرض القاهرة الدولي للجلود بمشاركة 121 شركة

افتتح الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، اليوم الخميس، فعاليات الدورة التاسعة عشر من معرض القاهرة الدولي للجلود، والذي تنظمه غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، بمشاركة 121 شركة محلية وأجنبية تمثل 170 علامة تجارية، ويقام في مركز المؤتمرات بمدينة نصر، خلال الفترة من 23 إلى 25 يناير الجاري، تحت رعاية وزارة الصناعة.

شهد افتتاح المعرض حضور المهندس عصام النجار رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود، ، د. محمد الشريف رئيس شركة بيراميدز للمعارض الدولية، الوزير المفوض عصام النجار رئيس هيئة المعارض والمؤتمرات، يحيي أبو حلقة وأحمد الألماني وكيلا الغرفة، و اعضاء مجلس إدارة الغرفة م. محمد محمود و م. محمد زلط وكريم ملوك و محمد بطة و مصطفى علام و م. رأفت الخياط ونادر الكبير،  و محمد عاطف المدير التنفيذي لشركة بيراميدز.

وأشاد محافظ القاهرة خلال جولته بمعرض القاهرة الدولي للجلود، بجودة المنتجات المعروضة، و بالتطور الملحوظ الذي شهدته صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً في الوقت ذاته على تقديم الحكومة لكافة أوجه الدعم للمصانع المحلية لضمان استمرار عجلة الإنتاج وتعميق التصنيع المحلي بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي والحد من الواردات.

ومن جانبه قال جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود إنه للعام الثالث على التوالي تركز الغرفة في معرضها السنوي على التصدير في المقام الأول وجذب بعثة مشترين قوية لإبرام تعاقدات تصديرية مع الشركات المحلية المشاركة في المعرض وهو ما ترتب عليه إحداث طفرة في صادرات القطاع خلال السنوات الأخيرة لترتفع من 2.4 مليون دولار في عام 2019 إلى 80 مليون دولار بنهاية العام الماضي.

وأوضح السمالوطي أنه يشارك في معرض القاهرة الدولي للجلود هذا العام أكبر بعثة مشترين في القطاع تضم 200 مشتري أجنبي من 9 دول عربية وأوروبية وأفريقية، بهدف زيادة صادرات قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية لهذه الدول وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

ووجه رئيس غرفة صناعة الجلود الدعوة لجميع صناع الأحذية والمنتجات الجلدية والمستلزمات لزيارة المعرض خلال أيامه الثلاثة بهدف التكامل الصناعي بين الشركات وتبادل الآراء والخبرات لتطوير هذه الصناعة العريقة التي تتواجد في مصر منذ الفراعنة وحتى الآن وتضم حالياً ما يقرب من 17600 منشأة، مشيرا إلى أن مجلس إدارة الغرفة سيكون متواجد على مدار فعاليات المعرض لتذليل أي عقبات تواجه الشركات العارضة و مساعدتها على تسعير منتجاتها وعرضها بشكل مميز لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المشاركة.

الصندوق السيادي السعودي يجمع 4 مليارات دولار في أول طرح سندات دولية هذا العامسعر الدرهم الإماراتي بالبنوك اليوم الخميس 23-1-2025

وأشار إلى أن هناك 5 شركات شحن تشارك في المعرض هذا العام لتسهيل عملية التصدير للشركات.

وقال الدكتور محمد الشريف رئيس شركة بيراميدز للمعارض، إنه من المتوقع أن يزور المعرض 15 ألف زائر من تجار الأحذية والمنتجات الجلدية، مؤكداً أهمية المشاركة في المعارض في هذا التوقيت لتسويق المنتجات المصرية في الأسواق العالمية وزيادة التبادل التجاري بين مصر والدول الشقيقة وزيادة المبيعات بالأسواق المحلية.

وأوضح الشريف أنه تم تخصيص قاعة للقاءات الثنائية خلال فعاليات المعرض بين الشركات المصرية العارضة و بعثة المشترين الأجانب التي تزور المعرض، حيث تضم البعثة وفوداً من الأردن، الجزائر، السعودية، العراق، اليمن، فلسطين، لبنان، ليبيا، وتركيا.

وأشار إلى أن الشركة تبذل جهوداً كبيرة من خلال المعرض لمساعدة المصانع المحلية على فتح أسواق جديدة في الأسواق العالمية وزيادة صادراتها.


وقال المهندس عصام النجار رئيس هيئة المعارض والمؤتمرات، إن المصنوعات الجلدية المعروضة في معرض القاهرة الدولي للجلود ذات جودة عالية جدا وتلبي احتياجات المستهلكين في السوق المصرية بما يساهم في خفض الاعتماد على الاستيراد، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من المعارض لدعم الصناعة المحلية.

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ: التوسع في إنشاء محطات الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء
  • محافظ كفرالشيخ: التوسع في إنشاء محطات الطاقة الشمسية
  • شركة رأس لانوف تعيد تشغيل خط إنتاج البولي إيثيلين بعد توقف دام 12 عامًا
  • محافظ القاهرة يفتتح معرض القاهرة الدولي للجلود بمشاركة 121 شركة
  • أوروبا تولد كهرباء من الطاقة الشمسية أكثر من الفحم
  • إندونيسيا تسعى لتكون رائدة في صناعة الطاقة الشمسية وسط النزاع الأمريكي-الصيني
  • فيلم The Brutalist المرشح للأوسكار استخدم الذكاء الاصطناعي في الإنتاج
  • “أدنوك للتوزيع” و”إيميرج” تتعاونان لتزويد محطات خدمة أبوظبي بالطاقة الشمسية
  • وزير الكهرباء: إنجاز 40% من مشاريع الطاقة الشمسية
  • عرقاب يُناقش تبادل الخبرات بين الشركات الجزائرية والألمانية