لجنة أممية: “إسرائيل” مسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
جنيف-سانا
أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن “إسرائيل” قتلت وتسببت بإعاقة عشرات آلاف الأطفال في قطاع غزة، وهي مسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وخلال اجتماع اليوم حول تقرير اللجنة على هامش الدورة الـ 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف، قالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي: “إن “إسرائيل” استهدفت المدنيين بشكل متعمد في مناطق مكتظة بالسكان”، كما أن “عدد الضحايا المدنيين في غزة والدمار الهائل للبنية التحتية هما نتيجة لسياسة مقصودة تنتهجها “إسرائيل” ” التي منعت وصول المواد المعيشية الأساسية للمدنيين الفلسطينيين واستخدمت ذلك أداة للحرب.
وقالت بيلاي: “نشعر بالصدمة إزاء المعاناة الإنسانية، وطالبنا بوقف فوري لإطلاق النار”، لافتةً إلى أن من المحتمل أن يكون آلاف الأطفال تحت الأنقاض جراء الغارات التي تنفذها “إسرائيل” في غزة.
وأكدت بيلاي أن “إسرائيل” عرقلت التحقيق ومنعت الوصول إلى غزة والضفة الغربية، داعية إلى “وقف كامل للأعمال العدائية ورفع الحصار والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”.
ولفتت بيلاي إلى أن اللجنة سوف تستمر في عملها، فالتحقيق لم ينته بعد، وهو غير كامل لأنه لم يُسمح لها بالوصول إلى غزة والضفة الغربية، علماً أن هناك انتهاكات تقع كل يوم، وأن المحكمة الجنائية الدولية ستعتمد على تقريرها.
وحول جرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، قالت بيلاي: “رصدنا تصاعداً في عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”، مشددةً على أن الاحتلال هو السبب في كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية وأن الفلسطينيين عانوا لعشرات السنين من احتلال أرضهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.
صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.
ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟
صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.
يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.
«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».
صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:
محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.
وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.
فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.
المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».
تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!
ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.
أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.
ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».
(الشروق المصرية)