تحذير إسرائيلي: إخفاقاتنا الاستخبارية خلال العقود الأخيرة قابلة للتكرار في المستقبل
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
ما زال الإسرائيليون يتجرّعون مرارة إخفاقات الاستخبارات والجيش في عامي 1973 و2023 التي تبدو واضحة للعيان، وسط هواجس مفادها فقدان أجهزة الأمن للأهلية الإدارية والمهنية، مما يستدعي التركيز على الفحص الواقعي للإخفاقات كي لا تتكرر مستقبلا، مع العلم أن التوجه الإسرائيلي في نقاشاتهم العلنية حول أداء كبار المسؤولين في الجهاز الأمني، واعتبارهم مذنبين بوقوع تلك الأحداث الخطيرة، يضرّ بالقدرة على الفهم الصحيح للظروف التي أدت لهجوم حماس ونتائجه الكارثية.
ييغال كيبنيس الخبير الأمني الإسرائيلي ذكر في صحيفة "معاريف" العبرية، أن "ما حصل يوم السابع من أكتوبر، وما تلاه من أحداث، يضرّ بقدرة أجهزة الأمن على منع أو تقليل احتمالية وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل، لذلك، عند دراسة تلك الأحداث لابد من تجاوز المصلحة الشخصية، والتركيز على الجانب النظامي، والعلاقات المتبادلة بين المستوى السياسي ورؤساء الأجهزة الأمنية، لأن هجوم حماس لم يأت فجأة، بل جاء امتدادا لإخفاق أكبر قبل خمسين عاما، مثّل حينها "ذروة فشل التحليل السياسي"، وأسفر عن حرب أكتوبر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "لابد من التمييز بين الظروف التي أدت لحربي 1973 و2023، نتيجة سلوك غير صحيح سياسيا وأمنيا، وبين نتائجها الوخيمة التي تنقسم المسؤولية عنها بين المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية، أما الظروف التي أدت للحرب الأخيرة، فهي السياسة التي أملاها نتنياهو أمام حماس، والامتناع عن التصرف بما يكفي من معارضة خططها، واستعداداتها لمهاجمة المستوطنات المحيطة بغزة، مما يعني أن المسؤولية عن الظروف التي أدت لذلك الهجوم هي مسؤولية مطلقة".
وأشار إلى أن "هذا ما كان عليه الحال بداية عام 1973 عندما تناولت غولدا مائير الخطوط العريضة التي وضعها نيكسون وكيسنجر للمفاوضات مع مصر بهدف التوصل إلى اتفاق إطار للسلام بحلول سبتمبر، ووصفت ذلك بـ"نكتة كيسنجر" واختارت انتظار الحرب بسبب إمكانية منعها، وهو ما لا يتطلب فشل المخابرات في تقييم احتمال وقوع هجوم من جانب حماس في 2023 دليل على ذلك، مثل فشلها فيما يتعلق بالهجوم المصري والسوري عام 1973".
وأوضح أنه "في عام 1973، كان من المناسب للجنة أغرانت للتحقيق في إخفاقات تلك الحرب أن تقدمه كتفسير لمسألة كيف حدث هذا لنا في 2023، لكن ليس صحيحا في الحالتين، لأنه بغض النظر عن تقييم ضباط المخابرات أو رئيس الأركان بشأن المصريين والسوريين، أو بعد نحو خمسين عاما، بشأن حماس، فإن المهم هو كيف كان التقييم، وكيف تصرف المستوى السياسي، رغم أن رئيس الوزراء لديه اعتباراته المبنية على معلومات أكثر ورؤية أوسع، فضلا عن أسبابه الأيديولوجية والسياسية والحزبية".
وأكد أن "سياسة نتنياهو في 2023 تجاه غزة تجعله يتحمل وحده المسؤولية عن فشلها، فالجيش لا يشرع في حرب استباقية إلا بناء على طلب من المستوى السياسي الذي استفاد منه نتنياهو، وفي عام 1973 أيضًا دفعت الاعتبارات السياسية والداخلية غولدا مائير إلى اتخاذ قرار الانتظار أكثر من ساعتين للتحرك العسكري المضاد باتجاه المصريين، وعدم تعبئة الاحتياط بالقدر المطلوب، مما جعل الدولة متروكة وعرضة للخداع والمفاجأة والأخطاء، وبالتالي للفوضى التي سادت أجهزة صنع القرار العسكري السياسي".
وشدد على أن "هذه الإخفاقات والأخطاء تشير الى أن دولة الاحتلال هي الدولة التي كثيرا ما تعين رؤساء فاشلين للجهاز الأمني, ولعل التوجه للتركيز على النظام العسكري والعامل الفردي فيه يخفي حقيقة أن الفشل نظامي ومتعمد، والاستخبارات لا تعرف ماذا سيحدث، هي فقط تقوم بعمل تقييمات استخبارية، لكن النتيجة هو مزيد من التوجهات الفاشلة، ولو في بعض الأحيان دون وعي، والخطأ في تكييف التقييم الاستخباراتي مع نهج المستوى السياسي، رغم أن التقييم الاستخباراتي لا يجب أن يحجب حقيقة أن المقيّم الأعلى هو رئيس الوزراء".
تشير هذه الاعترافات أن إخفاقات الاستخبارات والجيش في دولة الاحتلال عامي 1973 و2023 واضحة للعيان، وإن حدوث هذه الإخفاقات في عمل أجهزة الأمن والاستخبارات في الماضي، يجعل من المحتمل أن تستمر في المستقبل، على اعتبار أن هذه الأجهزة الأمنية جزء لا يتجزأ من النشاط العسكري الحالي، لكن الاضطرابات تتفاقم بينها وبين المستوى السياسي، حين يمتنع،
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس غزة الاحتلال فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستوى السیاسی التی أدت عام 1973
إقرأ أيضاً:
وزير الري يبحث استعدادات وجاهزية أجهزة الوزارة خلال أجازة عيد الفطر
بحث وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم مع عدد من قيادات الوزارة ورؤساء الإدارات المركزية للموارد المائية والري بالمحافظات، استعدادات وجاهزية كافة أجهزة الوزارة خلال أجازة عيد الفطر المبارك.
وقال وزير الري، وفقا لبيان الوزارة، إن أجازة العيد الحالية تتزامن مع الاستعدادات الجارية لفترة أقصى الاحتياجات المائية المقبلة، والتي تتطلب بذل الكثير من الجهود ومواصلة المتابعة من كافة العاملين في مختلف المحافظات لضمان استيفاء كافة المناسيب والتصرفات المائية المطلوبة، حيث يتم تنفيذ أعمال تطهير الترع والمصارف، والتنسيق مع أجهزة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وروابط مستخدمي المياه للتأكد من قيام المزارعين بتطهير المساقي الخصوصية، وقيام أجهزة الوزارة بمتابعة صيانة وإحلال محطات الرفع والمنشآت المائية بمختلف المحافظات.
ووجه الدكتور سويلم برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بكافة المحافظات لضمان حسن سير العمل بكافة الإدارات على مستوى الجمهورية، واستمرار التواصل الهاتفي بين كافة القيادات والمسئولين بالوزارة على كافة المستويات الوظيفية خلال أيام الأجازة، واتخاذ الإجراءات الاستباقية لمواجهة أية أزمات محتملة قد تؤثر على المنظومة المائية.
كما وجه الوزير بمتابعة أجهزة الوزارة المعنية للمناسيب والتصرفات المارة في الشبكة على مدار الساعة واتخاذ كافة الإجراءات لضمان الاستقرار المائي بالشبكة ومنع حدوث أي ازدحامات، وتوفير كافة الاحتياجات المائية، وتحقيق الدرجات والتصرفات الآمنة لمحطات مياه الشرب المطلوبة خلال فترة الأجازة، والمرور على الطبيعة لمتابعة الالتزام بمناوبات الري وخطط توزيع المياه المقررة خلال أيام العيد، ومتابعة أعمال التطهير الجارية، والاطمئنان على قطاعات وجسور المجاري المائية، والتشديد على جاهزية الحفارات وغيرها من المعدات للتعامل مع أي طارئ، وجاهزية جميع محطات الرفع وخطوط التغذية الكهربائية المغذية لها، مع تجهيز وحدات الطوارئ النقالي للتعامل مع أي طوارئ.
وشدد سويلم على استمرار المتابعة على مدار الساعة لرصد أي شكل من أشكال التعديات على نهر النيل والترع والمصارف، والتصدي الفوري لها وإزالتها في مهدها، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة فى هذا الشأن، بهدف الحفاظ على المجارى المائية وضمان حسن إدارة وتشغيل وصيانة المنظومة المائية.
اقرأ أيضاًوزير الري يبحث الموقف المائي وحالة الري بنطاق محافظة أسوان
وزير الري يتابع تطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي
وزير الري يؤكد ضرورة التزام كل إدارة ري بالحصص المائية المقررة لها