ما زالت أودية الحمراء تتدفق فيها المياه نتيجة تشبُّع الأرض بالماء منذ هطول الأمطار التي شهدتها الولاية خلال شهري مارس وأبريل الماضيين وما صاحبها من جريان الأودية والشعاب لأكثر من مرة مما كان له الأثر في اكتظاظها بالسياح والزوار لمشاهدة المناظر الطبيعية والمتمثلة في الأودية والأفلاج والعيون والبرك والأحواض المائية الطبيعية الموجودة في مجاري أودية الملح والمدعام والمزارع والنخر، والتي أوجدت أجواء مشجعة ومواقع خصبة لمحبي التصوير والمحترفين وصناع المحتوى لالتقاط الصور الفوتوغرافية والفيديوهات للمناظر الطبيعية.

كما شكلت ملاذًا للاسترخاء وأماكن للتخييم الأسر والعائلات على ضفاف تلك المجاري خصوصا خلال الفترة المسائية بحثا عن أجواء معتدلة خلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة حيث تبدأ من مجرى وادي الخور وصولا إلى ملتقى الأودية بالقرب من حصاة بن الصلت وهي مسافة تمتد لأكثر من 3 كيلومترات يستطيع فيها السائح أو الزائر الاستمتاع بالأجواء ويستظل بأشجار السدر والسمر التي تحيط بمجرى الوادي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خيران ولاية صور.. خطط للتطوير السياحي والترفيهي

تمثل الخيران الطبيعية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ونُظمها البيئية مناطق جذب سياحية واقتصادية وجمالية وتشمل أخوار رأس الجنز والحجر وجراما وشياع والبطح والرصاغ، وقلهات وطيوي، وهي بمثابة بحيرات شاطئية وبحيرات مد ساحلية تم تضمينها من بين خطط التطوير السياحي لتكون مزارات سياحية طبيعية وترفيهية وبيئية مميزة بالمحافظة التي تحتفل هذا العام بولاية صور عاصمة للسياحة العربية.

وقال سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية إن هناك عددا من المقومات الطبيعية والسياحية بولاية صور، من بينها تلك الأخوار الطبيعية، ولذلك اشتملت خطط التطوير السياحي والتجميلي والترفيهي - التي تشمل عدة مواقع من بينها تلك الأخوار - على إقامة الواجهات البحرية الجميلة، وتعزيز الأنشطة الساحلية، وسياحة الرحلات والتخييم والسياحة البيئية، بما يسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: "تم اعتماد المرحلة الأولى لتطوير خور البطح وتشمل تنظيف وتعميق الخور وتطوير النطاقات السياحية والاستثمارية بالمنطقة المحيطة به، وإنشاء مواقع للاستثمار على جانبي الخور، من بينها إنشاء فنادق وشاليهات ومرافق سياحية، وستشمل المرحلة الثانية إنشاء الخدمات الأساسية"، موضحًا أن المشروع سيفتح آفاقًا واسعة للاستثمار.

ووضح أن خور البطح يعد من أكبر الأخوار الطبيعية بولاية صور، وتبلغ مساحته الكلية حوالي 5 كيلومترات مربعة، وهو بمثابة ميناء تجاري ترسو فيه السفن التجارية وسفن صيد الأسماك بمختلف أنواعها، ويمتد مسافة 4 كيلومترات ابتداء من رأس الميل بمنارته المشهورة حتى منطقة الطينة بوسط المدينة، وتقع على ضفته الشرقية قرية العيجة وعلى ضفته الغربية الحي الرئيسي لمدينة صور القديمة بينما تقع قريتا نسمه وسكيكره على جنوب الخور.

وفيما يتعلق بخور جراما بنيابة رأس الحد فقال سعادته: "يوجد مشروع قيد التطوير، يتضمن إنشاء مرسى تطوير سياحي ورصف الطريق الذي يؤدي إليه، كما توجد دراسة للمشروع من قبل الاستشاري، وتم اعتماد موازنته، وفيما يتعلق بخور الحجر برأس الحد فقد تم إنشاء مرسى على الخور للصيادين".

وأضاف سعادته: إن المحافظة تعمل حاليًا على تنفيذ مشروع تجميلي خاص بتطوير منطقة الطينة بجبل عيد بولاية صور في نهاية امتداد خور البطح، بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ويشمل المشروع مسارًا للمشي والدراجات بطول 1.2 كيلومتر، ومسرحًا مفتوحًا ومواقف للاحتفالات ومظلات ومنطقة لألعاب الأطفال وجلسات، ومساحات مشجرة بالإضافة إلى مخزن لاستئجار الدراجات الهوائية.

من جانبه قال حمود بن حمد الغيلاني الكاتب والباحث في التاريخ البحري: إن الأخوار التي تقع على امتداد ساحل ولاية صور ابتداء من رأس الجنز على بحر العرب حتى نيابة طيوي على ساحل بحر عمان نشأ بعضها نتيجة انخفاض المنطقة المجاورة للبحر مثل أخوار جراما والحجر والبطح، وبعضها نشأ نتيجة النحت العميق في الأودية المتجهة إلى السواحل، أو نتيجة تداخل السلاسل الجبلية لجبال الحجر الشرقي.

وأضاف: "أغلب تلك الأخوار استخدمت تاريخيًا موانئ ومرافئ ومراسي وملاذات من الرياح والامواج، وأن خور رأس الجنز من خلال المكتشفات الأثرية التي أجرتها وزارة التراث والسياحة، وتم اكتشاف الكثير من المعالم الأثرية التي تدل على وجود ميناء ومركز تجاري في تلك المنطقة ترسو فيه السفن القادمة من حضارات وادي السند والهيرابا وملوخا وكذلك القادمة من مصر الفرعونية، كما عثر على بقايا لصناعة السفن وبعض الأدوات التي تدل على استخدامها في صناعة السفن مثل عصي الخيزران والبوص ومادة القار، وهذا الخور يعود إلى حضارة مجان في الألف الرابعة قبل الميلاد".

وأوضح أن خور الحجر كان يستخدم كميناء ومرسى تصل إليه السفن خاصة من حضارة ملوخا في حركة تبادل البضائع وتم العثور على العديد من الآثار التي تدل على النشاط التجاري في المنطقة التي يخدمها هذا الخور، كما تم العثور في مواقع خور جراما على مقابر ومنازل تعود إلى العصر البرونزي وكانت مرافئ الخور ومياهه نشطة تجاريًا في القرن التاسع عشر الميلادي واستخدم موقعًا لتخزين المحروقات للقوات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية وذلك في الجزيرة الصغيرة الموجودة في الخور وهي مخازن موجودة آثارها حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • الحضيري يكشف عن الجدول الزمني لاستكمال مصفاة الجنوب
  • الأكاديميات الرياضية في رفحاء وجهة الصغار في الإجازة الصيفية
  • استعد للراحة من جديد.. موعد إجازة مولد النبي 2024
  • خيران ولاية صور.. خطط للتطوير السياحي والترفيهي
  • محاولة علمية لزرع «ذكريات» للسجناء عن جرائمهم من وجهة نظر الضحية
  • سجن المستقبل.. عالم يريد زرع ذكريات للسجناء عن جرائمهم من وجهة نظر الضحية
  • ايلام الفيلية.. وجهة سياحية تجذب العراقيين برحلة تستغرق ساعتين فقط  (صور)
  • خلال يونيو.. 235 شكوى على منظومة "صوتك مسموع" ببني سويف
  • ‎إدراج المملكة وجهة سياحية معتمدة لـ الصينيين
  • خلال يومين.. الكشف وتوفير العلاج لأكثر من 1300 مواطن في بني سويف