المبعوث الأمريكي للبنان يدعو إلى وقف الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
بيروت- دعا المبعوث الأميركي عاموس هوشستاين، الثلاثاء 18 يونيو 2024، إلى وقف "عاجل" لتصعيد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة.
وقال المبعوث الرئاسي أثناء زيارة لبيروت إن "الصراع... بين إسرائيل وحزب الله استمر لفترة طويلة بما فيه الكفاية".
"من مصلحة الجميع حل هذه المشكلة سريعًا ودبلوماسيًا - وهذا أمر قابل للتحقيق وعاجل."
وكثفت حركة حزب الله القوية المدعومة من إيران، والمتحالفة مع حركة حماس الفلسطينية، هجماتها على شمال إسرائيل الأسبوع الماضي بعد أن أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل أحد كبار قادتها.
وبالتزامن مع زيارة المبعوث وما أسماه حزب الله "التهديدات الإسرائيلية بالحرب ضد لبنان"، نشرت الجماعة المدعومة من إيران مقطع فيديو مدته أكثر من تسع دقائق يظهر لقطات بطائرة بدون طيار يُزعم أن الحركة التقطتها فوق شمال إسرائيل، بما في ذلك أجزاء من المدينة والميناء. حيفا.
وحدد الفيديو، الذي لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه بشكل مستقل، بدقة ما قال حزب الله إنها منشآت عسكرية ودفاعية ومنشآت طاقة إسرائيلية، فضلا عن البنية التحتية المدنية والعسكرية.
والتقى هوشستاين برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، بعد يوم من إجراء محادثات في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال هوشستاين: "أجرينا أنا والرئيس بري نقاشاً جيداً جداً".
وأضاف "ناقشنا الوضع الأمني والسياسي الحالي في لبنان وكذلك الاتفاق المطروح على الطاولة الآن فيما يتعلق بغزة والذي يوفر أيضا فرصة لإنهاء الصراع عبر الخط الأزرق" في إشارة إلى الخط الفاصل بين البلدين. إسرائيل ولبنان.
وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي مقترحا لهدنة قال هوشستاين إنها ستؤدي في النهاية إلى "إنهاء الصراع في غزة".
- 'لحظة حاسمة' -
وأضاف المبعوث أن "وقف إطلاق النار في غزة أو التوصل إلى حل دبلوماسي بديل يمكن أن ينهي الصراع عبر الخط الأزرق" ويسمح بعودة المدنيين النازحين إلى جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وقال هوشستاين في وقت لاحق بعد لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي "هذا وقت جدي ولحظة حرجة"، واصفا مباحثاتهما بـ"الممتازة".
وأضاف: "ما نعمل معًا (للقيام به) هو محاولة تحديد طريقة للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد".
وقال ميقاتي إن "المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وعودة الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية".
وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه إن "التهديدات الإسرائيلية المستمرة" لن تصرف لبنان عن السعي إلى التهدئة.
كما التقى هوشستاين بقائد الجيش اللبناني جوزف عون.
وأثناء زيارة المبعوث الأمريكي، أعلن حزب الله عن أول هجوم له منذ أيام، قائلاً إنه استهدف دبابة إسرائيلية بـ "طائرة هجومية بدون طيار".
وتواصلت الضربات الإسرائيلية على المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، بما في ذلك ضربة يوم الاثنين أسفرت عن مقتل مقاتل من الحركة الشيعية.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن "طائرة بدون طيار معادية استهدفت سيارة في جنوب لبنان".
وقال حزب الله الأسبوع الماضي إنه نفذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، أي اليوم التالي لهجوم حماس الذي أشعل الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ولطالما قالت الجماعة اللبنانية إن إنهاء الحرب في غزة وحده هو الذي سيوقف هجماتها عبر الحدود، والتي تقول إنها تنفذها دعما لحماس وسكان غزة.
وأدى العنف إلى مقتل ما لا يقل عن 473 شخصاً في لبنان، معظمهم من المقاتلين، لكن بينهم أيضاً 92 مدنياً، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 15 جنديا و11 مدنيا قتلوا في شمال البلاد.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الاستعدادات متواصلة ليوم تشييع نصرالله والمجلس الشيعي الاعلى يدعو إلى أوسع مشاركة
تتجه الأنظار الى يوم الأحد المقبل الذي سيشهد حفل تشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية في بيروت، حيث تستمر التح ضيرات على قدم وساق.
وواصل "حزب الله" استكمال التجهيزات اللوجستية في مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث ستُقام مراسم التشييع، بدءاً من رفع صور نصرالله وصفي الدين الكبيرة على جدران المدينة الرياضية، باتجاه العاصمة بيروت، إضافة إلى وضع مئات الكراسي في الباحة الخارجية لتستوعب المشاركين. كما رفع المنظمّون الأعلام اللبنانية وأعلام "حزب الله"، إضافة إلى صور لعدد من قادة الحزب العسكريين الذين تمّ اغتيالهم في الحرب الإسرائيلية على لبنان. ويقول "حزب الله" إنه يترقب وصول الوفود المشاركة من خارج لبنان، من أكثر من 70 دولة، غالبيّتهم من دولتَي العراق وإيران. ورصدت عمليات استقدام لبنانيين وعراقيين عبر العراق خصوصاً. وكانت مصادر في قطاع النقل العراقي، أفادت بأنّ الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت تكاد تكون محجوزة بالكامل هذا الأسبوع، مع زيادة عدد الرحلات اليومية إلى العاصمة اللبنانية قبل أيام من التشييع. ورجّح مسؤول عراقي أن يحضر مسؤولون بينهم نواب المراسم في بيروت بصفتهم الشخصية.
وأفادت مصادر «البناء» عن حشود غفيرة من خارج لبنان من دول عربية وإسلامية وأجنبية عدة ستصل خلال اليومين المقبلين إلى بيروت وتقدر بعشرات الآلاف للمشاركة في التشييع، كما أفادت بأن الجمهورية الإسلامية في ايران ستتمثل بوفد رفيع.
وأفيد أنه من المرجّح حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري التشييع يوم الأحد ممثلاً الدولة اللبنانية الرسمية، وإلقاؤه كلمة في هذه المناسبة الوطنية. كما سيكون خلال الحفل كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وعلم أن الأجهزة الأمنية كافة ستتخذ يوم الأحد إجراءات مشدّدة في كامل أنحاء بيروت لا سيما في الضاحية الجنوبية والمدينة الرياضية لمواكبة مراسم التشييع وضبط الأمن.
وقد توّج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس في بيان الدعوات إلى الاحتشاد في يوم التشييع، إذ دعا "اللبنانيين عامة وأبناء الطائفة الشيعية خاصة، إلى أوسع مشاركة" في مراسم التشييع، واعتبر "هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيداً جامعاً على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكاً حازماً بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية".
أما في الجانب السياسي الآخر، فكان لافتاً اصدار الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً وجّه عبره "التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات". وشدّد على "روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم".
وكتبت" الاخبار": لم يكن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية بالشكل الذي يبدو عليه قبل القرار باستخدامه لمراسم التشييع. المشهد اليوم نتيجة «ورشة تأهيل طويلة على صعيد تنظيف الكراسي من الصدأ، صيانة الحمامات والمداخل، تركيب الإنارة...»، كما يقول المشرف العام على مراسم التشييع علي ضاهر لـ«الأخبار»، متعهّداً لمجلس إدارة المدينة بـ«تسليمه أفضل مما كان عليه، وعدم إلحاق الضرر بالعشب».
وقد أنجزت الفرق المسؤولة الأمور اللوجستية من نصب الرايات واللافتات وتركيب ست شاشات في حرم المدينة بشكل يسمح بالاستفادة من كل زاوية في الملعب. ومع ذلك، لا يتوقع ضاهر أن يستوعب المكان كلّ الحضور، لكنه يبتعد عن لغة الأرقام في تقدير العدد الإجمالي، ويقول: «خلي تحكي الصورة»، لافتاً إلى أن «القدرة الاستيعابية القصوى للملعب تصل إلى 65 ألف شخص، قمنا برفعها إلى ما بين 80 و85 ألفاً».
وفي خريطة انتشار الحشود، تقدّر اللجنة العليا للتحضير لمراسم التشييع أن تستوعب أرضية الملعب 23 ألف شخصٍ، والجانب الأيمن من المدرجات المخصّص للرجال 20 ألفاً، فيما الجانب الأيسر الذي يتسع لـ 30 ألفاً سيُخصص للسيدات. وبعد امتلاء المدرجات، توجّه النساء إلى مساحة مجاورة تتسع لـ 15 ألفاً، والرجال إلى موقف السيارات الذي يتسع لـ 30 ألف شخصٍ. «ويمكن إفساح المجال للجلوس على الأرض، مع الحرص على ترك مساحة فارغة لتأمين خروج الناس».
قبل أن تبدأ مراسم التشييع عند الواحدة بعد الظهر، «سنقوم بإشغال الحاضرين منذ التاسعة والنصف صباحاً ببرنامج من الأنشطة المرتبطة بالمناسبة». ثم تنطلق المراسم بتلاوة جماعية للقرآن الكريم عبر فرقة «آيات»، وتلاوة النشيد الوطني ونشيد حزب الله عبر الفرقة المركزية لكشافة الإمام المهدي. بعدها، «يدخل النعشان في آلية مخصّصة بحجم القاطرة والمقطورة ومقفلة بالزجاج من خلف السّتار، وتدور حول أرضية الملعب لـ 10 دقائق على صوت الشهيد نصرالله وفقرة وجدانية»، على أن تلي ذلك كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
السيناريو الذي يتوقعه حزب الله لما بعد مراسم التشييع في المدينة الرياضية أن لا تكون هناك مسارات للمشي في التشييع نظراً إلى العدد الضخم الذي سيملأها كلها، «الناس سيخرجون إلى الطرقات منذ الصباح، وستملأ السيدات خط «BHV» والرجال خط السفارة الكويتية مع جميع متفرعات الخطين». لذلك، «سينصب الشباب حواجز لتأمين مرور آلية نقل الجثمانين الثانية، والأكبر حجماً، بين الناس إلى مكان الدفن»، وقبل وصولها، سيُحمل النعشان على الأكتاف. كلّ هذه المراسم ستقوم اللجنة الإعلامية بتأمين «النقل المباشر لها بأربع لغات: العربية، الإنكليزية، الفارسية والتركية، وباستخدام 96 كاميرا».
على الصعيد الأمني، «نسّقنا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وستنتشر عناصرهم إلى جانب عناصر الانضباط في حزب الله لحفظ الأمن». وستكون هناك مضائف شعبية في أماكن التّجمعات ومواقف السيارات والمسارات الرديفة غير الأساسية المؤدية إلى مكان التشييع. أما عن تأمين وصول الناس من المناطق البعيدة، فستشرح اللجنة العليا لمراسم التشييع في المؤتمر الصحافي اليوم، عن الطرقات التي ستكون مقفلة أو مفتوحة أمام الحضور، علماً أن هناك مبادرات فردية لتأمين نقل الضيوف من المناطق البعيدة ومبيتهم، كما «ستُفتتح مؤسسات ومجمّعات ومدارس خاصة لاستقبال الحاضرين مساء غد السبت».