أثارت الزيارة التي قامت بها رئيسة الحزب الجيد السابقة، ميرال أكشينار، للمجمع الرئاسي للقاء رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، وزيارة الأخير لحزب الشعب الجمهوري، ردا على زيارة رئيس هذا الحزب أوزغور أوزل لحزب العدالة والتنمية، علامات استفهام حول مستقبل التحالفات في السياسة التركية بما فيها التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

كما فتحت الصورة التي نشرها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، عشية لقاء أردوغان وأوزل، الأبواب على مصراعيها أمام التكهنات.

الصورة التي نشرها بهتشلي في حسابه بمنصة إنستغرام، كانت تحتوي يده وهو يمسك ملفا ويرتدي خاتما مكتوب عليه باللغة التركية: "الله يكفيني". وذهبت تفسيرات إلى أن رئيس الحركة القومية بعث من خلال تلك الصورة رسالة مفادها أنه ليس بحاجة إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية ولا مع حزب الشعب الجمهوري، كما ادعت أخرى بأن بهتشلي يهدد أردوغان ويقول له إن لديه ملفات قد تحرجه أمام الرأي العام إن أقدم على تفكيك تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية.

ذهبت تفسيرات إلى أن رئيس الحركة القومية بعث من خلال تلك الصورة رسالة مفادها أنه ليس بحاجة إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية ولا مع حزب الشعب الجمهوري، كما ادعت أخرى بأن بهتشلي يهدد أردوغان ويقول له إن لديه ملفات قد تحرجه أمام الرأي العام إن أقدم على تفكيك تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية
حزب العدالة والتنمية شكل مع حزب الحركة القومية تحالف الجمهور قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت في صيف 2018، وعلى وقع محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها جماعة غولن في 16 تموز/ يوليو 2016. وبالتالي، تتجاوز أهداف هذا التحالف فوز مرشحيه في الانتخابات، وتأتي حماية الأمن القومي واستقلالية البلاد ومصالحها العليا على رأس تلك الأهداف.

حزب الحركة القومية برئاسة بهتشلي كان يعارض حزب العدالة والتنمية، ودعم في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في صيف 2014، مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكمل الدين إحسان أوغلو، إلا أنه أيقن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة أن تركيا مستهدفة وأن التصدي للمؤامرات التي تحاك ضد البلاد يتطلب التحالف مع حزب العدالة والتنمية، ودعم مرشحه للانتخابات الرئاسية، وبفضل ذاك الدعم فاز أردوغان برئاسة الجمهورية في 2018 و2023.

محاولة الانقلاب الفاشلة شكلت نقطة تحول في مسيرة حزب الحركة القومية الذي وقف ضد الانقلابيين، ولعب دورا هاما في إفشال المحاولة، نظرا لنفوذه في أجهزة الأمن والاستخبارات. وكانت جماعة غولن تسعى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة إلى إقصاء الموالين لحزب الحركة القومية من مناصبهم وتهميشهم في أجهزة الأمن والاستخبارات لتفسح المجال أمام رجالها، الأمر الذي خلق خصومة وعداء بين الطرفين.

وقوف حزب الحركة القومية ضد محاولة الانقلاب منع الانقلابيين من الاستفراد بحزب العدالة والتنمية، سواء على الصعيدين العسكري والأمني أو على الصعيدين السياسي والاجتماعي، إلا أن الحزب دفع ثمن تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، وتعرض لمحاولات تهدف إلى شق صفوفه، بعد أن فشلت محاولات السيطرة عليه، وأسس المنشقون منه الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشينار.

هناك قضايا وطنية كثيرة يدعم فيها حزب الحركة القومية الحكومة بلا حدود، مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية، على رأسها حزب العمال الكردستاني، كما يدعمها في سياستها الخارجية، دون أن يشارك في التشكيلة الحكومية. بل ودعا بهتشلي إلى تعديل الدستور ليتمكن أردوغان من الترشح لرئاسة الجمهورية لفترة ثالثة في الانتخابات القادمة. هناك قضايا وطنية كثيرة يدعم فيها حزب الحركة القومية الحكومة بلا حدود، مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية، على رأسها حزب العمال الكردستاني، كما يدعمها في سياستها الخارجية، دون أن يشارك في التشكيلة الحكومية. بل ودعا بهتشلي إلى تعديل الدستور ليتمكن أردوغان من الترشح لرئاسة الجمهورية لفترة ثالثة في الانتخابات القادمة. إلا أن هناك نقاط اختلاف أيضا بين الحليفينإلا أن هناك نقاط اختلاف أيضا بين الحليفين، كموقفيهما من تخفيض النسبة الضرورية لانتخاب رئيس الجمهورية من "50%+1" إلى "40%+1"، على سبيل المثال، وهو ما يعارضه بهتشلي، فيما يراه أردوغان أمرا لا بد منه كيلا تبقى الأحزاب الكبيرة رهينة الأحزاب الصغيرة.

أردوغان في تعليقه على وضع تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية، ذكر أنهم لن يقعوا في فخ المثيرين للفتنة، ولن يمنحوهم فرصة لفتح ثغرات في جدار حزب العدالة والتنمية ولا جدار تحالف الجمهور، كما صرح بهتشلي بأن تحالف الجمهور سيستمر وأنه "صخرة صلبة غير قابلة للتشقق والانكسار". وكان رئيس حزب الحركة القومية أكد أيضا أنهم يؤيدون لقاءات أردوغان مع رؤساء الأحزاب الأخرى لتخفيف التوتر في الساحة السياسية التركية. وتشير هذه التصريحات إلى أن الزعيمين ما زالا يريان ضرورة استمرار تحالف الجمهور وحماية مكتسباته.

هناك محاولات خارجية وداخلية لاستهداف "الذئاب الرمادية" وتجريمه بهدف ضرب تحالف الجمهور المؤيد للحكومة التركية والرئيس أردوغان، بالتوازي مع محاولات توسيع الشرخ بين قيادة حزب العدالة والتنمية وكوادره وقاعدته الشعبية. وإن سمح حزب العدالة والتنمية بشيطنة حزب الحركة القومية، فإن المؤكد أن الدور سيأتي عليه ليقول حين ذلك بلا جدوى: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان التحالفات الحركة القومية بهتشلي تحالف الجمهور تركيا تركيا أردوغان الحركة القومية تحالفات بهتشلي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محاولة الانقلاب الفاشلة مع حزب العدالة والتنمیة حزب الشعب الجمهوری تحالف الجمهور فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

تحالف عربي لتعزيز التعاون العلمي والارتقاء بتشخيص وعلاج أورام الثدي والنساء

عُقدت جلسة نقاشية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السابع عشر لأورام الثدي والنساء، المعقدة بالقاهرة. جمعت بين ممثلي جمعيات أورام عربية ومنظمات دولية، لمناقشة التحديات التي تواجه البحث العلمي في مجال سرطان الثدي بالدول العربية، والسبل اللازمة لدعم القدرات البشرية والارتقاء بهذا المجال الحيوي.

وشهدت الجلسة توقيع اتفاقية لتشكيل تحالف عربي يضم عدداً من جمعيات الأورام في الدول العربية، تحت إشراف ودعم من منظمات دولية اتحاد مجالس البحث العلمي بجامعة الدول العربية، بهدف تعزيز التعاون العلمي والارتقاء بتشخيص وعلاج أورام الثدي والنساء.

 الجلسة ركزت على أهمية دراسة وفهم أسباب الأورام في المنطقة العربية، لا سيما بين السيدات صغيرات السن، مشيراً إلى أهمية مبادرات الكشف المبكر.

من جانبه، أكد الدكتور ناجي الصغير، رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، على أهمية تطوير الأبحاث التشخيصية والعلاجية في مجال الأورام في الدول العربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، من خلال تطوير البنية التحتية للمستشفيات وتعزيز قدراتها البحثية.

وأشار الدكتور الصغير إلى أن بناء القدرات البحثية يحتاج إلى تمويل مادي كبير، داعياً الأنظمة الحكومية إلى دعم البحث العلمي من خلال تخصيص ميزانيات مستقرة لتمويل الأبحاث، مشددا على أهمية استقطاب الأطباء والخبراء العرب المقيمين في الخارج للتدريس والتدريب في الجامعات والمستشفيات المحلية.

وأضاف أن تحسين بيئة العمل البحثية والمادية للأطباء والعاملين في القطاع الصحي أمر حيوي لوقف نزيف الكفاءات إلى الخارج، مؤكداً على ضرورة تشكيل لجان أخلاقيات للأبحاث العلمية في المستشفيات والجامعات لتعزيز الثقة بين المواطنين والقطاع الطبي، مما يساعد في جذب مزيد من التبرعات، لا سيما من شركات الأدوية والمستوردين.

فيما، أكد الدكتور متعب الفهيدي، استشاري أورام الثدي ورئيس الجمعية السعودية للأورام، أن المملكة العربية السعودية تبذل جهودًا كبيرة لمكافحة السرطان، تشمل الوقاية من خلال حملات توعية للحد من التدخين وتعزيز نمط الحياة الصحي، إضافة إلى إدراج برامج غذائية بالمناهج الدراسية. كما تولي المملكة اهتمامًا بالتشخيص المبكر عبر توفير الفحوصات مجانًا وتنفيذ برامج للكشف عن سرطانات الثدي والقولون وعنق الرحم.

وأضاف الفهيدي أن المملكة أنشأت مراكز متخصصة لعلاج الأورام، توفر أحدث العلاجات، مثل العلاج المناعي والإشعاعي، مع دعم البحث العلمي عبر مراكز متخصصة وتقديم منح تشجع الابتكار في هذا المجال.

 

وفي وقت سابق، عُقدت جلسة نقاشية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السابع عشر لأورام الثدي والنساء، جمعت بين ممثلي جمعيات أورام عربية ومنظمات دولية، لمناقشة التحديات التي تواجه البحث العلمي في مجال سرطان الثدي بالدول العربية، والسبل اللازمة لدعم القدرات البشرية والارتقاء بهذا المجال الحيوي.

وشهدت الجلسة توقيع اتفاقية لتشكيل تحالف عربي يضم عدداً من جمعيات الأورام في الدول العربية، تحت إشراف ودعم من منظمات دولية اتحاد مجالس البحث العلمي بجامعة الدول العربية، بهدف تعزيز التعاون العلمي والارتقاء بتشخيص وعلاج أورام الثدي والنساء.

وصرّح الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز أبحاث جامعة عين شمس ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، بأن جلسة شهدت حضوراً واسعاً من دول العالم، بما في ذلك الجمعية الأمريكية للأورام، والجمعية الأوروبية للأورام، والصين، وروسيا، والمكسيك. كما شاركت الوكالة الدولية لبحوث السرطان والدول العربية في إعلان التحالف العربي لمكافحة السرطان.

وأوضح الدكتور الغزالي أن الجلسة ركزت على أهمية دراسة وفهم أسباب الأورام في المنطقة العربية، لا سيما بين السيدات صغيرات السن، مشيراً إلى أهمية مبادرات الكشف المبكر.

وأشار الغزالي إلى أن الجمعية الأمريكية للأورام ستستضيف هذا التحالف العربي في مؤتمرها القادم في يونيو المقبل، لاستعراض نتائج هذا التعاون وتوسيع نطاقه، مؤكداً أن هذا التحالف يشمل جميع الجمعيات العربية الكبرى، وليس محصوراً على أشخاص أو مؤسسات بعينها.


كما أوضح أن هذا التحالف سيحقق تأثيراً إيجابياً كبيراً على التعليم الطبي والتعاون مع منظمات القطاع الخاص وغير الهادفة للربح، إضافة إلى دعم الحكومات، مشيرا أن اتحاد مجالس البحث العلمي بجامعة الدول العربية قد يدعم هذا التحالف مادياً، كما دعمت سابقاً مبادرات مشابهة مثل البنوك الحيوية.

مقالات مشابهة

  • تحالف الفتح يدعو حكومة السوداني إلى إيقاف تهريب النفط من قبل حكومة البارزاني
  • هل يتمكن أردوغان من إقامة صداقة مع ترامب؟
  • رئيس تحالف دعم الدولة: تهم “طارق البرقعاوي” غير مؤدبة وسنتخذ إجراءات قانونية
  • تحالف دول الساحل.. قوة عسكرية موحدة وجواز سفر موحد لإعادة رسم خريطة الساحل الإفريقي
  • أردوغان يوجه تحذيرًا بعد كارثة بولو
  • العدالة والتنمية يتهم أخنوش بإهانة برلمانية ويطالب باعتذار رسمي
  • وزراء الطاقة بالسعودية والعراق وليبيا يبحثون استقرار الأسواق
  • تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير
  • مصدر يكشف كواليس تحالف الـ12 بمجلس ذي قار وعلاقته بـنوري المالكي
  • تحالف عربي لتعزيز التعاون العلمي والارتقاء بتشخيص وعلاج أورام الثدي والنساء