قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «1- 5»

المؤلف: دكتور عبد الله الفكي البشير- عدد فصول الكتاب: سبعة فصول- عدد الصفحات: (664)، الناشر ط1: دار باركود للنشر والتوزيع، الخرطوم، 2021، ويجري العمل حالياً لنشر ط2، عن دار الموسوعة الصغيرة للطباعة والنشر والتوزيع، جوبا، 2024

سمية أمين صديق

المحـــاور:

عن مؤلف الكتاب

مدخل

الحوار حول أطروحة المركز والهامش

مفهوم التهميش عند الأستاذ محمود محمد طه

التوجه العربي للسودان وتعميق التهميش وتعزيز الإقصاء

الأمة الأفريقية والدعوة لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية

الحزب الجمهوري والعلاقات بين السودان ومصر

جنوب السودان والتاريخ الطويل من التهميش

محمود محمد طه هو السجين الأول والوحيد من أجل جنوب السودان

التنقيب عما بعد التاريخ المعلن: ملاحظات حول كتاب الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان

قضايا التعدد الثقافي ونظام الحكم والمعرفة الاستعمارية واستمرار التهميش

الموقف من مؤتمر البجة/ البجا، أكتوبر 1958

تجليات ضعف الانفتاح على الأرشيف القومي عند المثقفين: الدكتور مجدي الجزولي نموذجاً

الدستور وقضايا التهميش

المرأة أكبر من هُمش في الأرض

عن مؤلف الكتاب

الدكتور عبد الله الفكي البشير كاتب وباحث وأكاديمي سوداني تجئ كتاباته ضمن مشروع بحثي ينطلق من رؤية نقدَّية للإرِثِ السِّياسي والفِكْري في السُّودان – بشكلٍ خاص – وفي الفضاء الإسْلامي والإنساني بشكل عام.

كما له بحوث في التاريخ والسياسة والفكر، مع اهتمامات بالشؤون السودانية وقضايا القرن الأفريقي بالإضافة لانشغاله بسرديات القرون الوسطى العربية والإسلامية.

لقد خصص عبد الله جل وقته ونشاطه لمشروع بحثي مفتوح ومستمر موضوعه ومحوره هو الفهم الجديد للإسلام لصاحبه الأستاذ محمود محمد طه، الذي طرح مشروعه في الخرطوم مساء 30 نوفمبر 1951، وأخذ يفصل فيه، ويدعو له حتى صبيحة 18 يناير 1985. وللدكتور عبد الله العديد من الكتب والتي كان أولها سفره الذي حمل عنوان: صاحب الفهم الجديد في الإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، (2013)، وقد أتبعه بعدد من المؤلفات، منها: كتاب بعنوان: المؤسسات الدينية: تغذية التكفير والهوس الديني (20 22). كما حُظيت بعض مؤلفاته: كتب وأوراق علمية، بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية، منها على سبيل المثال لا الحصر، كتاب بعنوان: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حرية محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، 2022. وله عمل مستمر في تقديم المحاضرات، والمشاركة في المؤتمرات والندوات وغيرها من الأعمال التي تصب في ذات المجال.

مدخل

السودان قطر قديم عميق الحضارة، شاسع مترامي الأطراف، متعدد الشعوب والثقافات والديانات واللغات،  عانى ولا زال يعاني من النكبات والنزاعات والصراعات،  والتي تحولت في العديد من أطرافه إلى نزاعات مسلحة، وإن بدت هذه الصراعات والثورات لدي الوهلة الأولى، ظاهرة سلبية؛ إلا أنها  علامة صحة وصرخة مدوية علت وتتعإلى كل حين من أصحاب المظالم والمُهملين تعبيراً عن معاناتهم، في محاولة لإسماع أصواتهم، والمطالبة بحقوقهم، وهي أصوات ومطالب مستحقة ومشروعة  لشعوب مناطق عانت ولازالت تعاني من الإهمال. لم تجد هذه الأصوات المتعالية الاستجابة لها والتفاعل معها، بل وجدت الإهمال من جُل حكومات ما بعد الاستقلال، على اختلاف نُظمها، ديمقراطية كانت أم عسكرية على حد سواء. وعلى الرغم من بعض فترات السلام وبوارق الأمل والإنارات البسيطة هنا وهناك والتي سرعان ما انطفأت ليحل مكانها ظلام اليأس الذي دفع أصحاب المظالم لرفع السلاح من جديد في مواصلة لمحاولاتهم لنيل ح قوقهم وفرض واقع يضمن لهم العيش بكرامة. تلك الإنارات تمثلت في اتفاقية أديس أبابا عام 1972 والتي كانت بين حكومة انقلاب 25 مايو برئاسة جعفر محمد نميري، وحركة أنانيا الأولى بقيادة الفريق جوزيف لاقو، والتي انهارت بعد إصدار حكومة المركز لقوانين سبتمبر 1983 (فيما سُمي بالشريعة الإسلامية)، والتي جعلت من غير المسلم مواطن من الدرجة الثانية. والبارقة أو الإنارة الثانية كانت اتفاقية السلام الشامل في العام 2005 بين حكومة السودان (حكومة المؤتمر الوطني) والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي أعقبها استفتاء وجاءت نتيجته بخيار انفصال الجنوب الذي تم في 15 يناير 2011. لم تقتصر هذه المظالم وهذا الإهمال على جنوب السودان وحده بل عانى غرب السودان بصورة كبيرة من كل أشكال الإهمال والحرمان، والمعاناة التي حرمت إنسانه من أبسط الحقوق التي تكفل له الأمن وبسيط عيش. طال الإهمال إقليم دارفور وجبال النوبة وكذا الحال في الإنقسنا والنيل الأزرق ومناطق شرق السودان وغيرها، كل ذلك كان سبباً في استمرار الصراعات والحروب. وما الحرب الأخيرة التي اندلعت في 15 أبريل 2023 إلا نتيجة طبيعية لسوء إدارة وفشل الدولة والحكومات في إقامة دولة الحرية والعدالة والمساواة.

باتت حالة عدم الاستقرار في السودان والحروب مهدداً لوحدة البلاد ومؤشراً لانتشار الانقسام لدويلات.  هناك العديد من الأوراق والأطروحات والمقالات والكتب التي تناولت حالة الظلم والتهميش لبعض أقاليم وشعوب السودان، في محاولات للإسهام في تعريف الحالة وتشخيصها وخلق حوار حولها نستصحب اليوم كتاب دكتور عبدالله الفكي البشير: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان، والذي يتناول موضوع التهميش وقضاياه ويقدم الحلول لها من رؤية الأستاذ محمود محمد طه. جاء الكتاب في سبعة فصول. وقف الفصل الأول عند: “صورة السودان في المخيلة العربية – الإسلامية (قراءة في سرديات القرون الوسطى العربية– الإسلامية)”. وركز الفصل الثاني على: “مفهوم التهميش: النشأة والتطور”. تناول المؤلف مفهوم التهميش، وبين الفترة التي برز فيها والاهتمام بفكرة الهامش Margin والتهميش Marginalization والتي برزت خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وأصبحت تُناقش اليوم في حقول معرفية متنوعة، من بينها الاقتصاد والتنمية وعلوم الاجتماع، والاقتصاد السياسي، والتحليل النفسي، وتحليل الصراعات، ومشكل الهوية، وبشكل أخص دراسات التنمية، وغيرها. وأوضح المؤلف بأن موضوع الهامش والهامشي احتل مكانة مركزية في علم التاريخ الجديد، الذي ظهر في فرنسا عام 1978. وبيَّن أول ظهور لمصطلح التهميش في العالم، أما عن دخول مصطلح الهامش لأول مرة في السودان، يري عبد الله أن جميع الدراسات السودانية المعنية بقضايا الهامش والتهميش، وكذلك المهتمون بتحليل الصراع الثقافي والسياسي في السودان تلتقي في أن دخول مصطلح الهامش في السودان يعود للمفكر الأفريقي على مزروعي (1968-2014)، عندما تناول مكانة السودان في أفريقيا، وذلك في مؤتمر عقد في الخرطوم عام 1968.

تناول عبد الله أطروحة المزروعي ببعض التفصيل، ويري بأن الأطروحة قد ألقت بظلالها على حوار الهامشية والتهميش ودفعت بالحوار إلى آفاق جديدة. ويذكر عبدالله بأن أطروحة مزروعي مقروءة مع تطور الحوار في العالم عن التهميش والهامش، وتوسع تأثير علم التاريخ الجديد، ساهمت في دخول مفهوم التهميش للتداول في القاموس السياسي والثقافي، وفي تحليل الصراعات في السودان.

بيَّن دكتور عبّد الله بأن استخدام مصطلح الهامشية والتهميش قد ظهر في منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان في بيانها الصادر بتاريخ 31 يوليو 1983، والذي مثل رؤية الحركة لقضايا السودان الجديد، وتضمن تشخيص الحركة لقضايا السودان وكيفية حلها والخروج منها، حيث ظهرت مصطلحات “المناطق المهمشة” و “المجموعات المهمشة” و “المناطق الرعوية الهامشية”. كما وردت الإشارة للمركز “المركز المهيمن سياسياً واقتصادياً وثقافياً”.. وأشار بيان الحركة الشعبية كذلك للظلم الذي وقع على المرأة، وأنها كانت أكثر تهميشاً.

كتاب محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان الحوار حول أطروحة المركز والهامش

تناول دكتور عبد الله أطروحة المركز والهامش في إطار دراسته لمواقف الأستاذ محمود محمد طه من قضايا التهميش، وهي قضايا التنمية والدستور والشريعة الإسلامية / التشريع الإسلامي ونظام الحكم والفشل في إدارة التعدد الثقافي، ودور المعرفة الاستعمارية، وعروبة السودان، والثقافة العربية الإسلامية، والمرتكز الحضاري للسودان، وأزمة الهُويَّة والذاتية السودانية. وفي هذا تطرق الدكتور عبد الله الفكي البشير لطرح كل من دكتور محمد جلال هاشم، ودكتور أبكر إسماعيل، ومدى تفاعل النقاد والمحللين والباحثين مع طرحهما وعن ذلك كتب: “حظي طرح كل من محمد جلال هاشم، منهج التحليل الثقافي: صراع الهامش والمركز، وطرح أبكر إسماعيل: جدلية المركز والهامش: قراءة جديدة في دفاتر الصراع في السودان، ببعض النقاش والنقد إلا أن الطرح لم يجد ما يستحقه من الحوار والنقد”.

مفهوم التهميش عند الأستاذ محمود محمد طه

خلص المؤلف من خلال دراسته لمشروع الأستاذ محمود محمد طه، من خلال كتبه ومحاضراته وأحاديثه. إلى أن الأستاذ محمود محمد طه لم يستخدم مصطلحات الهامش والتهميش والمهمشين ومشتقاتها، وإنما وردت عنده مصطلحات: “المستضعفون “، و “الذين استضعفوا ” و “المظلومين “، “و المغلوبون”، و”المهضومين “، و و “المساكين “، و “الفقراء “، و “المسترقون”، و”المستعبدون”، و “المُستذلون”. كما أن جميع هذه المصطلحات جاءت بتكرار متفاوت، منذ إعلان مشروعه الفهم الجديد للإسلام، في 30 نوفمبر عام 1951، في كتبه، ومقالاته، ومحاضراته، ورسائله، واللقاءات الصحفية معه. كما أشار إلى شرائح المستضعفين/ المهمشين، ومنهم العمال والفلاحون والأطفال والنساء والرجال. وأما المرأة، فهي عند الأستاذ محمود، أكبر من  أُستضعف  في الأرض . وأكد دكتور عبد الله أن جُل هذه المصطلحات واردة إما في القرآن الكريم أو السنة النبوية.

ويري دكتور عبّد الله أن معنى الاستضعاف والذي يعني القهر والذل، والمستضعفين، التي وردت في القرآن الكريم، والتي استخدمها الأستاذ محمود محمد طه، والتي وردت كثيراً عنده، هي كمصطلح، أشمل وأدق  في التعبير عن حالة الدونية (التي  يعمل الجميع على وصفها ومن ثم معالجتها) من مصطلح المهمشين .والذي يعطي معني الإهمال  والعزل وعدم إعطاء الأهمية أو الاهتمام المباشر. اختار دكتور عبد الله الأخذ بمصطلح المهمشين، وسبب ذلك بقوله : “وبما أن الأمر في مصطلحي (المستضعفين) و(المهمشين) يتصل بالوصف لوضعية والتشخيص لواقع، والتعبير عن حالة الدونية والقهر والذل والعزل والإهمال ، فإننا؛ ولغرض الدراسة والتحليل في هذا الكتاب ، سنأخذ بمبدأ التطابق في المعنى بين مصطلحي (المستضعفين) و(المهمشين) وما يشتق منهما ، وتطابق كذلك مصطلح (المظلومين)”.

محمود محمد طه: “العمل في نصرة المظلومين عبادة”

يقول دكتور عبد الله: “أوضح محمود محمد طه أن مشروعه: الفهم الجديد للإسلام، جاء (لنصرة المظلومين)، وكذلك جاءت في رواية أخري (لنصرة المهضوم والمظلوم)”. وذكر المؤلف مع بعض التفصيل بأن العمل في نصرة المظلومين والمستضعفين والمهمشين، عند الأستاذ محمود محمد طه، هو عبادة، ذلك لأنها استجابة لداعي الله، وذلك استناداً لقول الله تبارك وتعإلى :( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا). ويرى عبد الله بأن: “نصرتهم تجد الاهتمام الشديد، عنده، تتويجاً للمجهود البشري الذي ظل عبر تاريخه الطويل، يسعى إلى إنصاف المستضعفين، والمهمشين والمظلومين على الأرض، بالقضاء على أسباب التفرقة، والتناحر، وإقامة العدل، والمحبة”. ظل الأستاذ محمود محمد طه يعمل على نصرة المستضعفين والمظلومين/ والمهمشين، منذ بداية إلزامه لنفسه الدفاع عنهم، منذ قيام حزبه، الحزب الجمهوري، في العام 1945، ثم مروراً بإعلانه عن مشروعه، الفهم الجديد للإسلام/ الرسالة الثانية من الإسلام، وظل يعمل في سبيل ذلك حتى يوم تجسيده لمعارفه على منصة الإعدام صبيحة 18 يناير 1985.

هامشية السودان وتهميش المجموعات والثقافات والمناطق

وصف الدكتور عبد الله  التهميش في السودان  أنه مُركب،  تعيش فيه بعض الثقافات والجماعات والمجموعات الإقصاء والتهميش، كما أن  السودان نفسه قد خيم عليه التهميش من قبل محيطه العربي الإسلامي. وقد سمى بعض الباحثين هذا الوضع بهامشية السودان. فعلى الرغم من أن السودان كان مركزاً للحضارات منذ عهد كوش (350م-750 ق.م) إلا أنه قد أصبح مهمشاً من قبل محيطه العربي والإسلامي. ويُرجِع عبد الله جذور ومنبع ذلك التهميش إلى نحو ثلاثة عشر قرناً، عندما قدم الرحالة والجغرافيون العرب المسلمون، صورة سلبية في وصفهم للسودان وأهله في كتاباتهم، التي كانت أول نصوص تكتب باللغة العربية. ثم تسربت تلك الصورة السلبية إلى المخيلة العربية/الإسلامية، ولا تزال تلك الصورة السلبية حية وفاعلة وتظهر بصور مختلفة. وقد فصَّل عبدالله في ذلك، ضمن الفصل الأول: “صورة السودان في المخيلة العربية- الإسلامية (قراءة في سرديات القرون الوسطى العربية– الإسلامية)”، من كتابه.

أما عن الطرف المُشرق والأمل المستبشر للسودان ومستقبله، يحدثنا المؤلف عن رؤية الأستاذ محمود محمد طه تجاه السودان والأمل المرتقب، من خلال محور في الكتاب، جاء موسوماً بـ: “السودان: من الهامشية إلى مركز دائرة الوجود”.

السودان: من الهامشية إلى مركز دائرة الوجود

محمود محمد طه: “عند مُنقلب الرِعاء، تسبق الشاة العرجاء”

أوضح دكتور عبد الله بأن تعريف السودان عند الأستاذ محمود محمد طه، يختلف عما درج الناس عليه، فكتب عبدالله، قائلاً:

“إن تعريف السودان عند محمود محمد طه، لا يُلتمس من طبيعة علاقته بمحيطه العربي الإسلامي أو الأفريقي، ولا يُشخص من خلال ارتكازه على مُرتكز حضاري أو ثقافي خارجي، كالمرتكز العربي والإسلامي أو غيره، وإنما يتم تعريف السودان انطلاقاً من ذاتيته. فالسودان، عند محمود محمد طه، باعتبار دوره المُرتجى، هو مركز دائرة الوجود على الكوكب، فهو يقول: أنا زعيم بأنّ الإسلام هو قِبلةُ العالم منذُ اليوم وأن القُرآنَ هو قانُونُه وأنَّ السّودان إذ يُقدّم ذلك القانون في صورِتِه العمليّة المُحقِّقة للتّوفيق بين حاجة الجّماعةِ إلى الأمنِ وحاجةِ الفردِ إلى الحّريّة الفرديّة المُطلقة هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب”.

وفي توضيحه للإسلام الذي هو قبلة العالم والذي يُرتجى منه تقديم تلك الصورة العادلة والمُشرقة للسودان وللعالم يواصل دكتور عبد الله مبيناً، فكتب، قائلاً: “فالإسلام الذي هو قبلة العالم، والمنتظر من السودان تقديم قانونه في صورته العملية، ليس هو الإسلام كما يفهمه الناس اليوم، وإنما هو الإسلام بفهم جديد. فقد طرح محمود محمد طه الفهم الجديد للإسلام منذ عام 1951. وبين معالمه، وفصله، وحدد غاياته، وأهداه إلى الإنسانية”.

وهذه الدعوة هي دعوة لمدنية جديدة إنسانية دستورها (القرآن) في مستوي آيات الأصول وهي (الآيات المكية) ، وهو المستوى الذي يصلح لمواجهة تحديات العصر وحاجة الإنسان، حيث التوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن وحاجة الفرد للحرية الفردية المُطلقة، حيث الإسماح والسلام والخطاب الكوكبي، وهي آيات تخاطب الناس كافة (يا أيها الناس)، وهو مستوى أرفع من القرآن في مستوى (الآيات المدنيّة ) آيات الفروع ، حيث الإكراه وتشريع القرن السابع الهجري، فهي قد كانت تناسب طاقة ذلك الوقت. ويوضح عبد الله بأن هذه المدنيّة الجديدة الإنسانية عند الأستاذ محمود، تري “أن الأسرة البشرية وحدة وأن الطبيعة البشرية حيث وجدت فهي بشرية وأن الحرية و الرفاهية حق مُقدس طبيعي للأسود والأبيض والأحمر والأصفر”، كما يوضح أن الإسلام عند الأستاذ محمود محمد طه، فكر متطور ولا يجمد على صورة واحدة، لا في التشريع ولا في الأخلاق، إلا حين تعجز العقول عن الانطلاق معه. ولهذا كان تطوير التشريع أحد مرتكزات الفهم الجديد للإسلام.

ويؤكد دكتور عبد الله، بإن الإيمان بالسودان عند الأستاذ محمود محمد طه، لا حد له، فالسودان إذ يقدم الفهم الجديد للإسلام للإنسانية، لن يعاني من الهامشية، فبالإضافة إلى كونه مركز دائرة الوجود، فإنه سيصبح من الروافد التي تضيف إلى ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح وغذاء الفكر إذا آمن به أبناؤه.

نلتقي في الحلقة القادمة.

الوسومالإسلام الهامش د. عبد الله الفكي البشير سمية أمين صديق محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلام الهامش السودان فی د الله بأن قراءة فی والذی ی من خلال

إقرأ أيضاً:

نظرات في كتاب: (مبدعون من افريقيا) لمؤلفه الموسيقار: طارق علي الدخري

++ حدثنا الاستاذ طارق ساس عن عملاق الادب الأفريقي ( النور عثمان ابكر) احد مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء في الادب السوداني.. من مواليد مدينة كسلا التي صنعها خيال شعرائها (ابو امنة حامد / الحلنقي / كجراي / وهلاوي) :
++ محمد عثمان وردي فنان أفريقيا علي حد وصف مؤلف كتاب مبدعون من أفريقيا / طارق ساكس.
++ وردي في رحاب اسحق الحلنقي رئيس جمهورية الحب ؟!!
++ الحلنقي في رحاب الفنان الراحل / محمد الامين في ( شال النوار )
++ واذكر في مبدعي افريقيا الفنان شرحبيل آحمد:
++ ومسك الختام : مريم ماكبا.. وحليمة الصومالية.. ( شيدبا شا هيني كونا ) .. كلامك مفهوم يا حليمة؟!!!

(١)
تفضل الموسيقار / طارق علي الدخري المشهور ب (طارق ساكس ) .. تفضل مشكورا بإرسال نسخة من كتابه الجديد ( مبدعون من افريقيا) الى عنوان منزلي المتواضع بمدينة نيوبورت بمقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة .. مصحوبا بإهداء خاص وتوقيع كريم منه . ولعل الذي دفع الاستاذ طارق ساكس لإهداء كتابه الي هو علمه باني متيم بعشق افريقيا واحد معتنقي الأفريكانية .. ويتحدث (لغة صنغي ) وهي لغة مملكة صنغي التي يتحدثها الناس في دولة مالي الحالية والنيجر وبوركينافاسو وجنوب الجزائر. ويكتب بها الشعر الأفريقي..خاصة في مواجهة غلاة المستعربين والاسلامويين .. الناكرين لذاتهم الافريقية. فأفريقيا بالنسبة لي هي (ارض بقرتي ) التي نال أسلافي (الامبررو ) خلال آلاف السنين حقوقا مكتسبة (غير قابلة للنزع) هي حق التنقل معها من اجل الكلأ والماء عبر منطقة السافنا من أكرا حتي مصوع (بالقرن الافريقي) مثل طيور مصطفى سيد احمد لا بتعرف ليها خرطة ولا في أيدها جواز سفر .. ونحن نعشق عبارة (القرن الأفريقي) لان المشبه به المحذوف لزوم التورية هو (البقرة التي من لوازمها القرون . وكذلك نال أسلافي المسلمون حقوقا مكتسبة في العبور راجلين عبر طريق الحج التاريخي لحجاج غرب أفريقيا المتجهين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لاداء الحج والعمرة.. وقد كانت رحلة الحج ذهابا وإيابا تستغرق في الماضي عاما كاملا .. وخلال هذه المدة يرحب سكان سودان وادي النيل بإخوانهم الحجاج خاصة الذي يحفظ القرآن كاملاً وصحيح مسلم ويصلي الصبح حاضرا في جماعة وكانوا لا يترددون في تزويجهم من بناتهم وأخواتهم بهدف تطويل مدة إقامتهم خاصة في رحلة العودة بعد أن يكون الحاج قد أدّي الفريضة.

(٢)
تناول مؤلف كتاب مبدعون من أفريقيا- الأستاذ طارق ساكس في كتابه الموسوعي الذي يتكون من حوالي 500 صفحة تناول عدداً ضخما من المبدعين الأفارقة الذين خلقوا وأنتجوا (الثقافة) وتميزوا في مجالات الفن والشعر والرواية والموسيقى الأفريقية.. اقول (خلقوا ) وليس صنعوا.. لان المبدع (خلاق ) ورباني ويحوز علي قدر كبير من صفات الله خالق الشعوب ومانح المواهب الربانية .. لذلك فان كلمة (صناعة) غير مستساغة في مجال الابداع.. والكلمة المفضلة (موهوب) .. والواهب هو المولي عز وجل. وعلى صلة فإن كلمة الابداع ممقوتة في الثقافة العربية والاسلامية خاصة القريبة من المذهبين الحنبلي والشافعي - اهل الحديث- لأن الابداع قرين التجديد ومناهض بطبعه للجمود والثبات. ومن خلال شخصية المبدع النور عثمان ابكر ومكان ولادته (كسلا ) .. ومن خلال مدرسة الغابة والصحراء سوف اتناول قطاعا معتبرا من مبدعي افريقيا من الشعراء والفنانين السودانيين:

(٣) الشاعر النور عثمان أبكر مبتكر الإسم الثقافي (مدرسة الغابة والصحراء) .. المولود في مدينة كسلا : كسلا (هبة الابداع والشعر الغنائي السوداني) :

تناول كتاب مبدعون من افريقيا الشاعر السوداني النور عثمان ابكر المولود في مدينة كسلا ذات التعددية السكانية والتنوع الثقافي.. فاذا كانت مصر هي (هبة النيل) .. فان( كسلا هي هبة الابداع والشعر الغنائي السوداني بصورة خاصة ) .. من خلال الانتاج الادبي الرائع كما وكيفا للشاعر الغنائي الخلاق (اسحاق الحلنقي) في رائعته (حبيت عشانك كسلا ) التي تغني بها الفنان الكبير (التاج مكي ) .. لقد نجح الحلنقي من خلال هذه الأغنية في تسويق وبيع مدينة كسلا للشعب السوداني كله كمدينة للجمال وللسياحة .. ومارس الحلنقي الاغراء التجاري لكسلا ومعالمها السياحية التاكا وتوتيل حين قال (أسقيك مياه توتيل عشان تعود ليا ) .. ليس كفاية فقط انك تسوح لكسلا فحسب .. ولكن الاهم انك تعود لي توتيل .. وهذه هي الفائدة السياحية الرابحة (العودة إلى كسلا وتوتيلها ). لقد نجح شعراء كسلا في السمو بمياه توتيل لدرجة ارفع من مياه النيل وأقل من مياه زمزم بقليل.
مرة اخرى.. اكتسبت مدينة كسلا صناعتها السياحية من انتاج (مبدعي كسلا ) عبر الشعر الغنائي.. والتزاما مني بروح فكرة كتاب (مبدعون من أفريقيا ) .. فلن تضيق مساحة مقالي والذي استمد كل كلمة فيه من روح ونفس كتاب (مبدعون من أفريقيا) ومن روح الأستاذ طارق ساكس المبدعة والملهمة بالتوثيق للمبدعين.. ومن محاسن الترتيبات الالاهية اننا في كارديف وجنوب ويلز نترقب حضور المؤلف طارق ساكس في رحلة فنية برفقة الفنان القامة / عمر احساس يوم السبت المقبل الموافق ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ .. لن تضيق مساحة مقالي عن ذكر بعض مبدعي كسلا والشرق : (ابو امنة حامد .. محمد عثمان كجراي .. عبدالوهاب هلاوي .. اسحق الحلنقي رئيس جمهورية الحب كما وصفه احد المعجبين به / وهو: احمد كرار علي الفيسبوك ) لأنه اكثر من غني للحب وردد كلماته الغنائية التي تمجد الحب وفي بعض الاحيان تمجد الكراهية الناتجة عن الحرمان من الحب فالشعب السوداني بفطنته يدري انها ليست كراهية حقيقية وانما هي (حب باللفة) .

(٤) محمد عثمان وردي فنان افريقيا بجدارة:
احتفي مؤلف كتاب مبدعون افريقيا بالفنان محمد وردي وأطلق عليه فنان افريقيا.. وعن بطاقته التعريفية يقول الاستاذ طارق ساكس: (ولد محمد عثمان حسن وردي كاشف الشهير ب (محمد وردي) في ١٩ يوليو ١٩٣٢ في قرية صواردة الواقعة جنوب عبري بشمال السودان وهي قرية من قرى النوبة الشمالية.. نشأ يتيما بعد وفاة والديه وهو في سن مبكرة.. فتربي في كنف عمه وأحب الأدب والشعر والموسيقى منذ نعومة أظفاره) ص ٣٩٢ / ٣٩٣ من كتاب مبدعو افريقيا .
خلق محمد وردي مع الشاعر اسماعيل ثنائي شهير ومن خلال هذا الثنائي انجز وردي اهم أعماله الفنية التي أظهرت قدراته المتفردة كفنان عظيم خرج من محيطه النوبي الضيق ليصير (فنان افريقيا) ومن هذه الأغاني ( القمر بوبا - نور العين - لو بهمسة - بعد إيه؟- الحنين يا فؤادي ) .. الخ

٥) وردي في رحاب إسحق الحلنقي رئيس جمهورية الحب :

.. ردد كلمات الحلنقي الملايين من ابناء وبنات الشعب السوداني ودول الجوار من خلال راديو هنا أمدرمان بصوت الفنان القامة/ محمد وردي فنان أفريقيا كما وصفه كتاب مبدعون من أفريقيا ( قطر الندي .. يا ناسيا.. هجرة عصافير الخريف.. ويا اعزالناس.. الخ . وليلة القدر بالنسبة لاي شاعر هي تلك الليلة التي يوافق فيها الفنان محمد وردي ان يترنم بكلماته ويقدمها لجمهوره العريض بمساحة خط العرض في القارة الافريقية.. .وهكذا ساهم الفنان محمد وردي فى تتويج الحلنقي رئيسا لجمهورية الحب من خلال انتشار كلماته باداء فنان أفريقيا محمد وردي .

(٦) الحلنقي في رحاب الفنان الراحل محمد الآمين:

جمع الابداع بين اسحق الحلنقي وصوت الفنان المبدع محمد الامين في رائعته (شال النوار ) التي تمني شاعر كسلا الكبير عبدالوهاب هلاوي ان يكون هو (هلاوي) الذي كتبها .. وانا لا استحي بل افخر بدعوة القراء لمشاهدة حلقات (أماسي الحلنقي ) علي اليوتيوب وبصورة خاصة الحلقة الخامسة التي تناول فيها الحلنقي اغنية شال النوار التي كتب كلماتها بناءا على طلب الهرم الفني محمد الآمين .

.. واتحمل مسؤولية اضافة الشاعرة روضة الحاج المولودة في كسلا.. والتي ساهمت في تعريف العالم العربي بمدينة كسلا .. وهي ليست شاعرة غناء ولكنها شاعرة سودانية رفعت راس الانسان السوداني في مهرجانات دبي الشعرية وهي آخر وزيرة اعلام تم تعيينها في عهد الإنقاذ.. ورفعت مدينة كسلا مسقط راسها..انها مبدعة.. والابداع في شرعنا من فصيلة (الحب الغير مشروط ) لا تصاحبه ذرة من الكراهية.. فنحن نكره الإنقاذ مصدر الشرور ولكننا نحب المبدع حسين خوجلي صاحب قناة أمدرمان خاصة في الحلاقات الرائعة مع الفنانة والشاعرة والمهندسة إنصاف فتحي التي تغنت فيها بحضور عبداللطيف ود الحاوي الملحن الكبير بأغنيتي لو لحظة من وسن للشاعر القامة الفيتوري .. غناء وردي كما تغنت أنصاف فتحي بقمة إبداعات الفنان ابراهيم عوض - اغنية (غاية الامال ) كلمات الشاعر عوض احمد خليفة.. والتحية للصديق هاشم عتيق في كارديف الذي جعلني أدمن أشعار عوض احمد خليفة.

وقديما تغني الراحل المقيم عبدالكريم الكابلي بكلمات الشاعر توفيق صالح جبريل لمدينة كسلا وقال عنها كلمات حفظها الشعب السوداني.: (كسلا أشرقت بها شمس وجدي وهي في الحق جنة الإشراق.) ..والتحية لكسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة بلد الشاعر عبدالوهاب هلاوي مؤلف اغنية فراش القاش التي تمني اسحق الحلنقي ان يكون هو مؤلفها.. والتحية لرموز الطيبة من إخوانا واخواتنا الجمهوريين والجمهوريات ابناء وبنات مدينة كسلا : عبدالرحيم هلاوي وسلوي هلاوي ويحي الحسن ودكتور محمود احيمر ود خليفة محمد خير.. والمنشدة الجمهورية/ محاسن محمد خير التي تملأ تسجيلاتها موقع الفكرة الجمهورية alfikra.org والبقية من الملائكة من اصحاب الجلاليب البيضاء وصاحبات العفة والحشمة والثياب البيضاء الغير شفافة من اخواتنا الجمهوريات . والتحية لأولاد دفعتنا في كلية القانون جامعة الخرطوم : (مولانا عبدالمجيد ادرس.. ومولانا محمد احمد الطاهر .. وعلي آدم -أفريكانو) .. فقد شربنا من طيبتهم وما ارتوينا .

(٧) الشاعر النور عثمان ابكر كما قدمه مؤلف كتاب مبدعون من افريقيا :

( ولد النور عثمان ابكر في عام ١٩٣٨ في مدينة كسلا في شرق السودان، وتلقى تعليمه الاولى والأوسط بكسلا، وبورتسودان ثم حنتوب الثانوية.. فكلية الآداب جامعة الخرطوم التي تخرج فيها عام ١٩٦٢ وبعد التخرج هاجر إلى المانيا لتغيير حياته حيث جمعته العناية الإلاهية بزوجته الالمانية مارجريت التي انتقلت معه للسودان وعاشت كخبيرة بمعهد جوتا الألماني وانجبت له ثلاث بنات .. وفي عام ١٩٧٠ سافر النور إلى بريطانيا ليدرس في جامعة ليدز وحصل على دبلوم تعليم اللغة الانجليزية كلغة ثانية وعاد للسودان وعمل بوزارة التربية والتعليم معلما للغة الإنجليزية.. في عام ١٩٧٥ اشتغل مترجما صحفياً ومستشارا لشؤون السودان بسفارة المانيا الغربية بالسودان حتى عام ١٩٧٩ .. ثم هاجر النور إلى دولة قطر وعاش فيها حتى تاريخ وفاته في عام ٢٠٠٩ . (منقول بتصرف من كتاب مبدعون من افريقيا ص 432 )

(٨) وعودة الي مدرسة الغابة والصحراء :

( مدرسة الغابة والصحراء هي حركة شعرية ثقافية تاسست في عام ١٩٦٢ من القرن الماضي، وتعد من ابرز تيارات الحداثة الثقافية في السودان في القرن العشرين. رأت في مفهوم التمازج العربي الذي رمزت له بالصحراء والأفريقي ودلت عليه بالغابة كخطاب لمسألة الهوية) منقول من كتاب مبدعون من افريقيا ص ٤٣١ . وتجدر الإشارة إلى أن عضوية هذه الرابطة الثقافية التي تأسست في جامعة الخرطوم قد ضمت بعض طلابها وخريجيها وفي طليعتهم :
١- محمد عبدالحي ٢- عبدالله شابو ٣- محمد المكي إبراهيم ٤- النور عثمان أبكر (وهو الذي ابتكر التسمية ) ٥ - يوسف عيدابي. ) انتهى. المصدر : كتاب مبدعون من أفريقيا .

الجدير بالذكر أن استاذ النور عثمان ابكر ينتمي من حيث الجذور إلى شعب البرنو العظيم الذي أسس اعظم امبراطورية في افريقيا ( سنة 700 الي 1893 ) .. وساهم شعب البرنو في تشكيل الهوية لمناطق أواسط سودان وادي النيل من خلال تأسيس السلطة الزرقاء ودولة سنار ١٥٠٤ الي ١٨٢١ وقد تغنى لها الاستاذ محمد عبدالحي (احد رواد مدرسة الغابة والصحراء) في قصيدته العودة الي سنار .. وقد كانت هذه العودة هي حلم الاخوان المسلمين في السودان. (سنار موعدنا ) كما في أناشيدهم.

(٩) واذكر في مبدعي افريقيا فنان الجاز / شرحبيل احمد الذي جسد الغابة والصحراء بطريقته الخاصة حين خلط ومزج وعجن الجاز الأفريقي بالكلمة العربية الفصحى وبذلك وضع شرحبيل احمد بصمته الخاصة في فن الغناء السوداني.

(١٠) ومسك الختام في الحديث عن مبدعي افريقيا كما قدمهم لنا الاستاذ/علي ساكس : حليمة الصومالية ومريم ماكبا.. وما ادراك ما حليمة الصومالية ومريم ماكبا ؟!! تعرفنا عليهما من خلال برنامج من الشرق والغرب في اذاعة هنا أمدرمان كل يوم جمعة في زماننا الجميل.. وحفظنا اغانيهما وأدركنا معانيها بوجداننا الأفريقي السليم (شيدبا شا هيني كونا ) - كلام مفهوم لا يحتاج إلى شرح .. الله يجازي محنك يا طارق ساكس.. جمعت بين صبر المحبين وصبر العلماء فأنتجت لنا هذه الموسوعة الرائعة.
أجزل الشكر والامتنان للمرة المليار للأستاذ طارق ساكس على تحفته الملهمة (مبدعون من افريقيا) وعلى خدمته الكبيرة للثقافة من خلال هذا الكتاب الموسوعي الرائع بحق .
ابوبكر القاضي
نيوبورت / ويلز / UK
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤

Sent from my iPad

 

aboubakrelgadi@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • حكاية شارع «الجبرتي» بالإسكندرية.. سبب تسميته باسم صاحب كتاب «عجائب الآثار»
  • الكشف وتوفير العلاج لــ 1115حالة بقافلة طبية بقرية العجرة مركز ببا
  • اليوم الموالي لإعلان وقف العدوان على غزة.. قراءة في كتاب
  • نظرات في كتاب: (مبدعون من افريقيا) لمؤلفه الموسيقار: طارق علي الدخري
  • محمود علي حسن قارئا.. نقل شعائر صلاة الجمعة الدقهلية بعد قليل
  • لجنة التراث تقيم احتفالية لإحياء ذكرى معركة وادي ماجد بمكتبة مصر العامة بمطروح
  • فوز باحثتين في مسابقة الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع بجامعة القناة
  • تعيين السفير الباكستاني سهيل محمود سكرتيرا لمنظمة الدول الثماني النامية
  • الهوسا في السودان .. وجود وحقوق
  • هل تعيد الدبلوماسية الثقافية البديلة تأسيس الهوية العربية؟ قراءة في كتاب