أحد عشر عامًا مرت على ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، هذه الثورة العظيمة التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت بداية لتحرير البلاد وإنقاذها من أتون الحرب الأهلية التي كادت تعصف بكل شيء.

أحداث جسام، تطورات خطيرة، وقائع عديدة، عاشتها مصر، منذ وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم فى البلاد، حالة من الفوضى والانقسام، والأزمات المتتالية التى باتت تهدد وجود الدولة من الأساس.

. حتى وصف المصريون هذه الفترة بأنها من أشد فترات التاريخ الحديث «ظلامية وسوادًا».

عمَّت التظاهرات البلاد رافضة حكم الإخوان، منذ البدايات الأولى لوصولهم إلى السلطة وممارساتهم المعادية للجميع، وسعى الإخوان فى المقابل إلى فرض سطوتهم وجبروتهم بهدف كسر إرادة الجماهير وتركيع مؤسسات الدولة لتصبح تابعة لمكتب الإرشاد، تأتمر بأوامره، وتنفذ تعليماته.

وقد كان انحياز الجيش المصري للثورة هو العامل الرئيسي في تحقيق أهدافها، وإعادة بناء الدولة على أسس دستورية وقانونية، حيث التزم القائد العام للجيش في هذا الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتنفيذ خارطة الطريق التي أعلن عنها في الثالث من يوليو وجرى بمقتضاها تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد، ثم جرى وضع دستور والاستفتاء عليه، ثم انتخاب حر لرئاسة الجمهورية، ثم انتخابات مجلس النواب، ثم بدء مشروع النهضة والبناء الذي تحقق على يد القيادة السياسية، في الفترة من 2014 إلى 2024، وبالرغم من التحديات الجسام التي عاشتها مصر ولا تزال، فإن وحدة الشعب المصري خلف القيادة كانت من أهم عوامل النجاح، حيث تكاتفت الجهود الشعبية والتنفيذية لإنجاز آلاف المشروعات التي ستظل شاهدًا على إرادة المصريين وعزمهم.

النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب

وقد تحمل الكاتب والبرلمانى المصري، مصطفى بكري، مسئولية التأريخ لهذه الفترة بكل أمانة وموضوعية، فأصدر العديد من الكتب المهمة التى رصدت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها، فأصدر كتب: «الجيش والثورة»، و«الجيش والإخوان»، و«سقوط الإخوان»، و«الصندوق الأسود لعمر سليمان»، وغيرها.

وفي ذكرى الثلاثين من يونيو، تنشر «الأسبوع»، بعض ما رصده الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في كتابه الصادر عن دار «سما» للطباعة والنشر حول أخطر عشرة أيام هزت مصر.

كتاب عشرة أيام هزت مصر1- الأزمة تتصاعد

كان كل شىء يمضى إلى النهاية، حلم الاستقرار تبدد، الخوف يعم النفوس، الإخوان والجماعات يفرضون سطوتهم فى كل مكان، يشعر المصريون بالغربة والاغتراب، الوجوه مكتئبة، الابتسامة غائبة، حتى السخرية التى تميز بها المصرى، لم تعد تصلح أمام هول الأحداث.

كان الكثيرون يشعرون بنهاية التاريخ، لكننى كنت على يقين من أن الشمس حتمًا ستشرق من جديد، وأن هذا الظلام سيتبدد، وأن حكم الإخوان إلى مزبلة التاريخ.

مضيت فى شوارع القاهرة القديمة، كأننى أنعش الذاكرة بتاريخ الوطن، كانت الساعة قد بلغت العاشرة من مساء الخميس العشرين من يونيو 2013، وكنت أسأل نفسى: متى تقترب اللحظة؟ وكيف ستكون مصر فى الثلاثين من يونيو؟

كانت أجواء القاهرة والمحافظات الأخرى تنذر بالعاصفة الكبرى، وكانت كل السيناريوهات مطروحة.

كانت المعارك تندلع فى كل مكان، شهيد فى الفيوم، وآخر فى المحلة الكبرى، وإحراق لمحلات فى مركز فوه بكفر الشيخ، ومشاكل فى المحلة والمنصورة والقاهرة والعديد من المحافظات الأخرى، طارق الزمر يعلن من مليونية رابعة العدوية أن من سيخرجون فى الثلاثين من يونيو سيُسحقون جميعًا، عاصم عبد الماجد يحدثنا عن رؤوس أينعت وحان قطافها، أما محمد مرسى فقد أعلن فى حديث لأخبار اليوم يوم السبت 22 يونيو 2013 «أنه لن يمر وقت طويل حتى يكشف عن حقائق جديدة تتعلَّق بما أسماه بالمؤامرات التى تحاك ضد مصر».

وراح الأستاذ محمد حسنين هيكل الكاتب والمؤرخ الكبير (رحمة الله عليه) يوم الخميس 20 يونيو 2013 يحذر وينذر فى حديثه مع الإعلامية لميس الحديدى على شاشة قناة «سى. بى. سى» أن أيام النظام الحالى باتت معدودة، وأن أحدًا لن يستطيع أن يتصدى ويواجه حركة الجماهير التى تنذر بالثورة.

ونجحت حركة «تمرد» فى هذا الوقت فى جمع ملايين التوقيعات التى تطالب بضرورة تلبية مطالب الشعب المصرى وتعلن تضامنها مع المطالب الداعية إلى مظاهرات عارمة فى الثلاثين من يونيو، والتى كان أبرزها ضرورة إجراء استفتاء شعبى على مقترح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإقالة الحكومة والنائب العام المعين المستشار طلعت عبد الله.

لم يكن أحد حتى هذا الوقت، يظن أن الأمور ستمضى إلى منتهاها، ولكن كان هناك إصرار قوى على تجاوز هذه المرحلة وإسقاط حكم الإخوان مهما كان الثمن.

وكان المصريون لديهم قناعة كبيرة -خصوصًا فى هذه الفترة- بالمقولة التى كانت تتردد «لن يأتى رمضان ويكون هناك إخوان»، لا تعرف على أى أسس استند الناس إلى ذلك، فكل شىء كان فى قبضة الإخوان فى هذا الوقت، أضف إلى ذلك قوة عناصرهم وحلفائهم الذين كانوا منتشرين فى مفاصل الدولة وأرجائها.

ثورة 30 يونيو

لقد كان الرهان على الجيش قويًا، ويبعث الأمل فى النفوس، وكانت كلمات السيسى تعطى إشارات واضحة بأن الجيش لن يسمح بسقوط الدولة أو المساس بالشعب وتطلعاته المشروعة.

عادت بى الذاكرة إلى الأحد الثامن والعشرين من أبريل من العام 2013، حين وجَّهت الشئون المعنوية للقوات المسلحة دعوةً إلى عدد من الأشخاص ورؤساء التحرير من أصحاب المواقف المعادية لجماعة الإخوان لحضور احتفال الجيش بأعياد تحرير سيناء بمسرح الجلاء.

وفى هذا اليوم، جاء مكانى إلى جوار اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام فى هذا الوقت، وخلف الفريق أول عبد الفتاح السيسى مباشرة، فبادرته بقولى: «طمنا على مصر يا سيادة (الفريق)»، فقال لى بلغة هادئة: «لا تخافوا على مصر، جيش مصر لن يترك الدولة تسقط أبدًا».

وعندما وقف «السيسى» وسط الحاضرين ليتحدث خلال الاحتفال، قال للحاضرين: «لا تقلقوا، لازم يكون عندنا أمل وثقة كبيرة فى بكره، بكره هتشوفوا مصر أم الدنيا، وهتبقى أد الدنيا».

بدت كلماته قوية، حاسمة، واثقة، دوَّت القاعة بالتصفيق وعمَّت الفرحة وجوه الجميع، شعرنا فى هذا اليوم أن القائد العام يلقى إلينا بطوق النجاة، وهو يقول: «لما جيش مصر نزل حماكم، يده لم تمتد، خلوا بالكم من هذا الكلام، تُقطع أيدينا قبل أن تمسكم».

واستكمل حديثه: «منذ 3 أسابيع أقسمت قسمًا ياريت تكونوا سمعتوه، أنا قلته علشان كل مصرى قاعد فى بيته يكون مطمئن رغم كل الشوشرة المقصودة»، وأضاف: «كان هناك 150 ألف ضابط وجندى فى الشارع، احنا كنا بنناضل حتى لا يُؤذَى أى مصرى ونحارب علشان مصر تفضل مصر، وهتفضل مصر».

سالت الدموع من عيون الحاضرين، بكت الفنانة آمال ماهر، قال الفنان محمد فؤاد: «خلى بالك من مصر يا فندم»، فرد عليه السيسى بالقول: «الضباط اللى انتوا شايفينهم دول، والطلبة الحاضرين معانا اليوم، الدم اللى فى عروقهم بيحب مصر، بيحب مصر، بيحب مصر».

ثورة 30 يونيو

لقد خرجت الصحف فى اليوم التالى تزف البشرى إلى المصريين، وتقول «إن جيش مصر سيبقى مدافعًا عن الوطن، مهما كانت التحديات، ولن يمس شعب مصر بأى سوء مهما كانت الأوضاع».

كانت كلمات «السيسى» رسالة موجهة إلى كل من يهمه الأمر، أدرك الإخوان معنى الرسالة، اجتمعوا وناقشوا ما جرى، وبدأوا الاستعداد لما هو قادم، ولكنهم اعتبروا أن الأمر لا يخرج عن كونه مجرد كلمات، لن تحقق نتائج على الأرض.

وفى دهشور، حيث تمت دعوة وفد من الصحفيين والإعلاميين والفنانين والشخصيات العامة إلى المنطقة القريبة من محافظة الجيزة لحضور «تفتيش الحرب على الفرقة التاسعة مدرعات»، كان جوهر المعنى لا يختلف كثيرًا.

بعد وصولنا إلى هناك بقليل، وصل الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وبرفقته الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان فى هذا الوقت، ضجت المنصة بالتصفيق، ووقف الحاضرون تحية لجيش مصر العظيم وقائده النبيل.

بعدها بقليل مضينا مع القائد العام إلى حيث كتائب الفرقة، كان هناك حشد مذهل من المدرعات والرجال، ساعتها انفعل الفنان أحمد بدير وراح يهتف: «الجيش والشعب حاجة واحدة»، رددنا من خلفه الهتاف، بينما راح البعض يغنون لمصر وسط هذا الحشد الكبير.

وعندما عدنا إلى المنصة مرة أخرى، تحدث السيسى، واستبعد فى كلمته الانقلاب العسكرى أو النزول إلى الشارع ليكون طرفًا فى معركة ينأى الجيش بنفسه عن الدخول فيها، وقال بشكل واضح: «مفيش حد هايشيل حد، ولا يجب أن يفكر أحد أن الحل بالجيش، وعليكم ألا تغضبوا، إن الوقوف 10 ساعات أو 15 ساعة أمام صناديق الانتخابات أفضل من تدمير الجيش»، وقال: «إن البديل فى منتهى الخطورة، ومع كل التقدير لكل من يقول الجيش ينزل الشارع، خلاص لو حصل ده، لن نتكلم عن مصر لمدة 30 سنة أو 40 سنة للأمام».

وقال القائد العام منبهًا الجميع: «أقول لكم فى هذه المرحلة التى نمر بها من مراحل الثورة، لابد من وجود صيغة للتفاهم فيما بينكم، فهذا الجيش نار لا تلعبوا به، ولا تلعبوا معه، لكنه ليس نارًا على أهله، ولذلك لابد من صيغة للتفاهم بيننا».

وأمام حالة الإحباط التى سادت بعض الحاضرين فى هذا الوقت قال السيسى وبلغة حاسمة: «احنا اللى عارفين قواتنا، وعارفين قدراتها»، وهنا أشار إلى مئات المدرعات والدبابات المحتشدة، وقال: «هذه القوات المصطفة هى جزء صغير من الجيش وفيه غيرها كتير»، ثم نظر إلى جموع الحاضرين وقال: «لا أحد يفكر بنزول الجيش».

وعندما تحدث المحامى الشهير رجائى عطية، أعرب عن مخاوفه من انهيار الدولة فى ظل حيادية الجيش، هنا رد عليه القائد العام بالقول: «إن موقف الجيش وحياديته ليس بسبب وجود مخاوف ومحاذير محلية أو دولية، ولكن لإدراك خطورة نزوله إلى الشارع فى بلد بلغ عدد سكانه 90 مليونًا، وقال: «ده خطر شديد جدًا لأن الأصل فى الموضوع الأمن والدولة والحفاظ على الدولة».

لقد ترك البعض هذه العبارة الخطيرة ودلالتها، وراحوا يروِّجون أن الجيش قد تخلى عن الشعب فى تلك المرحلة الخطيرة التى تمر بها مصر، وقالوا: «إن السيسى أعلنها صريحة أنه لا نزول للجيش إلى الشارع مرة أخرى».

ونسوا فى هذا الوقت أحاديثه التى رددها فى مواقف سابقة من أن «الجيش المصرى هو جيش الشعب، وأنه سيحمى البلاد واستقرارها فى مواجهة خطر الفوضى والانفلات ومحاولات تفكيك الدولة وإسقاط مؤسساتها».

لقد تناسوا كلماته التى ضمَّنها البيان المهم الذى أصدره فى الثامن من ديسمبر 2012 بعد أحداث الاتحادية والذى قال فيه: «إن الجيش لن يسمح بسقوط الدولة واستمرار الخلافات»، وتعمَّد البعض أن يتجاهل مقولة الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان التى أدلى بها فى فبراير 2012 عن أن «الجيش المصرى مستعد للنزول إلى الشارع بعد ثانية واحدة إذا استدعاه الشعب».

بعد انتهاء الكلمات التى قيلت على المنصة، دعانا القائد العام إلى مائدة الغداء، وهناك تم فتح الباب للمتحدثين، الذين تبادلوا الكلمات والعتاب للقائد العام، خاصة مقولته: «إن الجيش لن ينزل الشارع مرة أخرى»، فكان رده واضحًا: «متستعجلوش، متستعجلوش».

وكان لتلك العبارة مفعول السحر عند الكثيرين، إلا أن جماعة الإخوان لم تنتبه لأبعادها، وظنوا أن الأمر قد حُسم وأن الجيش أعلن وقوفه خلف الجماعة وحكمها.

ثورة 30 يونيو

فى هذا اليوم، وبعد انتهاء زيارتنا لموقع المدرعات، استقلينا عددًا من الباصات للعودة إلى المنصة، وكان مقعدى فى الباص الموجود فيه الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان، وقد سألته فى هذا اليوم.. امتى هتخلصونا يا فندم؟، رد علىّ الفريق صدقى صبحى بالقول: «نحن مع الشرعية»، صمتُّ ولم أعلِّق، وبعد انتصار الثورة بعدة أشهر التقيت الفريق صدقى صبحى فى أحد الأفراح وكنت أجلس إلى جواره، وقال لى: «هل تتذكر يوم أن سألتنى فى الأتوبيس عن موقف الجيش، وقلت لك: نحن مع الشرعية؟»، قلت له: «نعم أتذكر، وهل هذا يُنسى»، فقال لى الفريق صدقى: «إن الشرعية التى كنت أقصدها هى شرعية الشعب المصرى، والتى تعلو على أى شرعية أخرى».

كنت أعرف منذ البداية أن القوات المسلحة لا تسعى إلى تأزيم الموقف، بل إلى إنهاء حالة الاحتقان التى تفاقمت بفعل إصرار محمد مرسى وجماعته على فرض سطوة الجماعة على الشعب المصرى وطمس هوية الدولة الوطنية، بدليل محاولات القائد العام الفريق أول السيسى المستمرة لوقف التصعيد الذى كانت تقوم به جماعة الإخوان، ودعوة كافة القوى السياسية إلى الحفاظ على الكيان الوطنى ومؤسساته فى مناسبات مختلفة، والتحذير من خطورة استمرار الخلافات.

كانت الأوضاع تمضى نحو الانهيار الكامل فى البلاد، فالأوضاع الاقتصادية تتأزم والخدمات تكاد تتوقف، وانقطاع الكهرباء والمياه فى حالة استمرار أثارت الضجر والغضب، أما عن الأمن والاستقرار فحدث ولا حرج، فالبلاد باتت وكأنها على شفا حرب أهلية، بينما فى المقابل كانت الجماعة تمضى نحو طمس هوية الدولة والتغلغل فى مفاصلها والتفريط فى ترابها الوطنى، وكان الأخطر خلال هذه الفترة هو محاولة توريط الجيش المصرى فى الحرب ضد النظام السورى.

وفى هذا الوقت خرج خالد القزاز مستشار «الرئيس» مرسى للشئون الخارجية بتصريح خطير قال فيه: «إن المصريين الذين يقاتلون فى سوريا، من حقهم المشاركة فى القتال، ولن تتم محاكمتهم لدى عودتهم إلى بلادهم».

وقال إن: «حرية السفر مفتوحة لكل المصريين»، مشيرًا إلى أن «الحكومة لن تعاقب المصريين على ما يقومون به فى دول أخرى»، وقال بشكل واضح: «إن الرئاسة لا ترى أن المصريين الذين يقاتلون فى سوريا يهددون أمن مصر».

وكان هذا التصريح بمثابة جواز مرور علنى لكل من يرغبون فى القتال إلى جانب العناصر الإرهابية فى سوريا ضد الدولة والحكومة السورية، ورغم تحذيرات الجيش إلا أن الرئيس مرسى وجماعته رفضوا الانصياع إلى هذه التحذيرات.

وقد كشف «صفوت حجازى» أحد العناصر المقربة من الإخوان فى هذا الوقت، أن رابطة علماء أهل السُّنة ترسل السلاح إلى سوريا منذ أكثر من عام ولا تخاف أحدًا.

وكان الجيش فى حالة غضب شديد من جراء هذه التصريحات التى كانت تنطلق على ألسنة كبار المسئولين بالرئاسة وبعض المقربين منها، وكان على يقين بأن الأمر جد لا هزل فيه.

ثورة 30 يونيو

ففى الخامس عشر من شهر يونيو 2013، كان مكتب الإرشاد قد وجَّه الدعوة إلى نحو 20 ألفًا من الإسلاميين المتشددين لحضور مؤتمر نصرة سوريا فى الصالة المغطاة بالاستاد الرياضى، وكان فى مقدمة هؤلاء: يوسف القرضاوى والشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان والعديد من القيادات السلفية الأخرى فى مصر والعالمين العربى والإسلامى.

ومع بداية اللقاء طاف مرسى محييًا الحضور، ممسكًا بعلم المتمردين والإرهابيين السوريين، حيث استقبل الحاضرون مرسى بالهتاف «سمع هس، تعظيم سلام، الرئيس مرسى آخر تمام»، «زنقة.. زنقة، دار.. دار، بكره ندوسك يا بشار».

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هناك من راح يحذر وينذر المتظاهرين الذين ينوون الخروج فى 30 يونيو، حيث وجهوا إليهم الإهانات واتهموهم بالكفر والخروج على الحاكم، وقد دعا الشيخ محمد عبد المقصود -نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح- بالهلاك على معارضى مرسى الذين سينزلون ويشاركون فى مظاهرات 30 يونيو، وكفَّر كل الذين ينوون المشاركة فيها، وقال: «إن التركة ثقيلة على سيادة الرئيس الذى يرى ما لا نرى ويعرف ما لا نعرف».

وعندما تحدث «مرسى» بعد سيل من الكلمات التحريضية، راح يعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ويطالب المجتمع الدولى بإقامة منطقة حظر جوى فيها، وقد وجَّه الدعوة للدول العربية والإسلامية بمساندة من أسماهم بالمعارضين السوريين المسلحين وصولًا إلى إسقاط نظام الأسد، ودعا إلى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة الأزمة السورية، قائلًا: «إن حرائر سوريا ينادوننا الآن، ونحن نقول: «لبيك يا سوريا»، وكررها ثلاث مرات».

وقال: «لن يهنأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن حتى نرى السوريين الأحرار يقيمون دولتهم على كامل ترابهم الذى روته دماء أطفالهم ونسائهم وشبابهم».

ووجَّه مرسى خطابه إلى الجيش المصرى، قائلًا: «إن الجيش المصرى والشعب المصرى لن يظلا متفرجين على ما يجرى فى سوريا»، أى أن النية تتجه للتدخل العسكرى المصرى فى مواجهة النظام السورى.

أدرك قادة الجيش المصرى فى هذا الوقت أن هناك محاولة جادة للزج بالجيش المصرى فى الحرب ضد الجيش السورى ونظام الحكم القائم فى البلاد، مما أثار حفيظتهم ولذلك صدر بيان عسكرى فى اليوم التالى يعبر عن رفض الجيش لدعوة محمد مرسى وجماعته.

لقد أكد البيان الصادر عن مصدر عسكري، أن «جيش مصر لن يكون طرفًا فى الصراع الدائر فى سوريا، وأن القوات المسلحة لن ترسل أى قوات لمساندة المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد»، وقال المصدر: «إن الجيش المصرى له مهام محددة فى حماية الأمن القومى داخليًا وخارجيًا، وهو غير معنى على الإطلاق بالأمور الداخلية لدول الجوار».

وأوضح المصدر أن «رجال القوات المسلحة يرفضون بشكل قاطع توجيههم نحو القيام بأى عمل عسكرى ضد الجيش السورى»، وقال المصدر: «إن الدعوة للجهاد فى سوريا تستهدف فى المقام الأول توريط الجيش المصرى فى مستنقع من الصراعات المسلحة وحرب العصابات التى تمولها جهات عديدة داخل الأراضى السورية».

لقد صمم قادة الجيش فى هذا الوقت على رفض محاولة توريط القوات المسلحة فى هذه الحرب، وكان هذا البيان الصادر بموافقة القائد العام إنذارًا موجهًا لمرسى وجماعته بأن جيش مصر لن يكون طرفًا فى صراعات إقليمية أو طائفية، وأن مهمة الجيش المصرى الوحيدة هى حماية الأمن القومى للبلاد.

قبل هذا اليوم كنت فى زيارة إلى الزميل ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم»، فى هذا الوقت، حيث كان محتجزًا بمستشفى السلام الدولى بالمعادى من جراء إصابته بأزمة قلبية، وقد التقيت فى هذا اليوم اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام الفريق أول «عبد الفتاح السيسى» فى هذا الوقت، ومعه العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى، وبعد انتهاء الزيارة، تحدثت مع اللواء عباس كامل على انفراد وقلت له: «الشعب غاضب وثورة الشعب قادمة ضد الإخوان، ولكن علينا من الآن أن نفكر فى البديل، والبديل هو الفريق أول عبد الفتاح السيسى»، ابتسم اللواء عباس كامل والتزم الصمت فى هذا الوقت، غير أنه كان لدىَّ إيمان عميق بأن الثورة ستنتصر وستنهى حكم الإخوان بمساندة القوات المسلحة.

وفى اليوم التالى، السبت 15 يونيو، شاركت فى حفل زواج نجل مأمور سجن مزرعة طرة السابق اللواء سمير عبد الغفار، حيث عرفته عن قرب أثناء سجنى فى عام 2003 بسبب قضية نشر، وبعد بدء حفل الزواج بقليل، جاء إلىَّ الضابط «وليد»، وكان عضوًا بمجلس إدارة نادى ضباط الشرطة ودعانى إلى اجتماع لمجلس إدارة النادى الذى كان قد خصص اجتماعه لبحث موقف رجال الشرطة من مظاهرات 30 يونيو.

وبالفعل توجهت إلى الاجتماع الذى كان منعقدًا بالقاعة الرئيسية المقامة إلى جوار صالة الفرح الذى كنت أحضره فى نادى الشرطة بمدينة نصر.

مضيت إلى هناك، وجدت حشدًا كبيرًا من الضباط بقيادة اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة النادى العام، وقد دار حوار بينى وبين أعضاء مجلس الإدارة حول موقف الشرطة من مظاهرات 30 يونيو، وقد أبلغنى اللواء صلاح زيادة أن النادى سيُصدر بيانًا قويًا يؤكد فيه على موقف رجال الشرطة من المظاهرات المتوقعة.

وبالفعل، فى اليوم التالى أذاعت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نص البيان الذى قال حرفيًا: «أكد ضباط الشرطة المشاركون فى أول اجتماع لمجالس إدارات أندية الشرطة المنتخبة عدم حمايتهم لمقار جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، أو أية أحزاب أخرى خلال مظاهرات 30 يونيو الجارى، وشدد ضباط الشرطة خلال الاجتماع الذى حضره مئات الضباط بنادى الشرطة بمدينة نصر مساء اليوم السبت على حمايتهم الكاملة للمتظاهرين السلميين فى تلك المظاهرات، مؤكدين تصديهم لمحاولة أى فصيل أو تيار سياسى الاعتداء على المتظاهرين وتكدير الأمن العام».

وشدد المجتمعون -وفقًا للبيان- على وقوف رجال الشرطة على مسافة متساوية من كافة التيارات والقوى السياسية، مؤكدين أن الشرطة خارج المعادلة السياسية، وأن شغلها الشاغل هو تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن المصرى دون النظر إلى انتماءاته السياسية أو الدينية أو العقائدية.

أما اللواء صلاح زيادة رئيس مجلس إدارة النادى العام لضباط الشرطة، فقد أكد فى تصريحاته للوكالة «أن مصر لن تسقط أبدًا وستظل شامخة بفضل جهود المؤسسات الوطنية القائمة، ومن بينها القوات المسلحة والشرطة والمواطنون الشرفاء»، مشددًا فى الوقت نفسه على عدم تدخل رجال الشرطة فى مجريات الحياة السياسية وانشغالهم فقط بتحقيق الأمن فى الشارع المصرى.

وعقب اجتماع طارئ للنادى فى 20 يونيو لمتابعة تنفيذ قرارات الجمعية العمومية التى عُقدت فى 15 يونيو، شدد البيان الصادر على حيادية الجهاز الأمنى، واضطلاع الشرطة بتأمين المتظاهرين السلميين، وعدم تأمين أى منشآت حزبية، والتصدى بكل قوة وحزم لأى معتدٍ، سواء على المواطنين أو المنشآت المهمة والشرطية.

ثورة 30 يونيو

فى هذا الوقت كانت جماعة الإخوان تُعِدُّ خطة «جهنمية» هدفها إعطاء المبرر لمحمد مرسى لفرض حالة الطوارئ فى البلاد قبل حلول العشرين من يونيو 2013، حتى يتمكن من القبض على كافة المناوئين من النشطاء السياسيين والإعلاميين والقيادات التى تحرض على التظاهر بهدف إثارة حالة من الخوف والفزع تقطع الطريق أمام المظاهرات المتوقع حدوثها فى الثلاثين من يونيو.

وفى 17 يونيو، وصلتنى تفاصيل الخطة التى أُطلق عليها «الخطة العملية لوأد الثورة المضادة»، وهى خطة تم إعدادها بواسطة خيرت الشاطر وعدد محدود من قيادات اللجان النوعية لجماعة الإخوان.

وبعد أن قرأت الخطة جيدًا، وقارنتها بالوقائع التى كانت تجرى فى هذا الوقت، تأكدت من مصداقيتها، خاصة أننى كنت واثقًا من المصدر الذى كان يمدنى بالمعلومات من داخل جماعة الإخوان فى هذا الوقت.

فى هذا الوقت، كان الحديث يدور عن خطة «خداعية» تزعم أن جماعة الإخوان تسعى إلى تحقيق المصالحة مع قادة جبهة الإنقاذ والأحزاب السياسية المعارضة بناء على اتفاق مع «الرئيس» محمد مرسى، وبالفعل أجرى مرسى اتصالًا برئيس حزب الوسط المقرب من الإخوان «أبو العلا ماضى» وطالبه بالتحرك سريعًا لتحقيق المصالحة، وعلمت من حمدين صباحى -أحد قادة جبهة الإنقاذ- أنه تلقى بالفعل اتصالًا من «أبو العلا ماضى» لعقد لقاء سريع لبحث خطة المصالحة، ولم يكن يعلم أن هذا جزء من المخطط.

وبعد أن وصلتنى وثيقة المخطط، كان علىّ أن أسرع الخطى لإذاعتها وكشفها أمام الرأى العام لقطع الطريق على تنفيذها، وبالفعل كتبت مقالًا فى صحيفة «الوطن» أشرت فيه إلى المخطط دون نشر التفاصيل الكاملة، وبعد النشر أدركت أن المسألة أخطر مما هو متوقع، ولذلك سعيت إلى إذاعة المخطط كاملًا على شاشة إحدى القنوات الفضائية.

فى هذا الوقت اتصلت بالناشطة السياسية والإعلامية المعادية للإخوان «ريهام نعمان» وحدَّثتها عن المخطط وخطورته، وطالبتها بتسليم الوثيقة إلى الإعلامى «توفيق عكاشة» صاحب قناة «الفراعين» لإذاعتها مساء ذات اليوم.

كانت الساعة نحو السابعة مساء، وكان موعد البرنامج هو العاشرة مساء، وكانت ريهام تسكن فى مدينة نصر بالقرب من سيتى ستارز، وأرسلت لها بمندوب سلمها المظروف، فتوجهت على الفور إلى مدينة الإنتاج الإعلامى رغم خطورة الأوضاع فى هذا الوقت.

ظللت أتابع ريهام نعمان حتى وصلت إلى القناة وسلَّمت الخطة إلى توفيق عكاشة قبل خروجه على الهواء بخمس دقائق تقريبًا، وعندما اطلع عليها سريعًا، راح يعلن على شاشة القناة أنه سيكشف بعد قليل أخطر خطة لجماعة الإخوان لإعلان حالة الطوارئ فى البلاد.

ظللت أتابع القناة بقلق شديد حتى جاءت الحادية عشرة والنصف مساء، ليبدأ فى إذاعة الخطة بكافة تفاصيلها، حيث تضمنت الهدف وآليات التنفيذ، ونصت على الآتى:

1- يجب إخلاص النية لله تعالى واعتبار الأمر دفاعًا عن شرع الله.

2- هذه خطة نوعية مخالفة لما جرت عليه الأحداث السابقة.

3- لكنها تتسق مع ما قبلها من أحداث، وتستمد مقوماتها من الواقع العملى.

4- الخطة ليس فيها دماء بإذن الله.

5- الاعتماد فى نجاح الخطة -بعد توفيق الله تعالى- على دقة ومهارة وسرعة التنفيذ.

6- يجب التركيز على أى سقطات إعلامية من قيادات أو أفراد جبهة الإنقاذ أو حركة تمرد أو البلاك بلوك أو الكنيسة لتوظيفها فى خدمة الخطة (أقصد مقاطع فيديو أو تصريحات صحفية).

7- لا يجب إطلاع القوات المسلحة ولا حتى القائد الأعلى لها (وزير الدفاع) على تلك الخطة.

8- بدون أدنى شك يجب ابتعاد جهاز الشرطة بالكامل عن معرفة وفهم أحداث الخطة من البداية حتى النهاية.

9- يجب أن نتذكر أنه لم يتم استثمار إقالة طنطاوى وعنان ولا نجاح الاستفتاء على الدستور على الوجه الواجب لتحقيق مطالب الثورة.

10- كل شخص له دور محدد فقط ولا يطلع على باقى الخطة ولا أدوار أو شخصيات باقى الأفراد.

11- يُستحسن ألا يعلم منفذو الخطة الهدف الخاص منها، بل عليهم أن ينفذوا دورهم بصدق وشفافية مطلقة.

12- هناك شخص واحد فقط من الحرية والعدالة يدير العملية كلها مع الرئاسة أو وكيلها.

13- مطلوب جدًا الحرفية الشديدة من الأشخاص الحركيين بالخطة.

14- الاستفادة من قوة الحدث فى تحقيق باقى متطلبات ثورة 25 يناير وإنهاء الثورة المضادة.

15- إذا تعطل جزء من الخطة يجب الانتقال للبديل المناسب أو إلى الخطوة التالية مباشرة.

16- الأفضل الاستعانة فقط بأعضاء من الحرية والعدالة لتنفيذ المهام الحركية.

17- أكرر يجب عدم الاستعانة ببلطجية فى الأجزاء الحركية من الخطة.

18- من الأفضل عرض الخطة على خبير أمنى ليراجع مواطن الضعف -إن وُجدت- ويتداركها.

19- بعد نجاح الخطة وتمرير الهدف منها تتم التغطية على الحدث وإسقاطه إعلاميًا، وذلك من خلال قوة الأحداث التابعة له.

20- تاريخ التنفيذ: لابد أن يكون قبل 2013/6/20م.

21- عدد منفذى الخطة الرئيسيون: 3 قياديين.

22 ـ عدد الأشخاص الحركيون: 25 شخصًا تقريبًا.

23- مكان التنفيذ: القاهرة.

ثورة 30 يونيوملخص الخطة:

1- فى اجتماع بين م.أبو العلا ماضى ود.محمد البلتاجى واثنين (أو واحد) من قادة جبهة الإنقاذ يتعرض الجميع لهجوم شرس بالضرب الشديد من ملثمين يرتدون ملابس سوداء بالكامل.

2- يتم خطف ماضى والبلتاجي لمكان مجهول.

3- يصدر إعلان مكتوب من المختطفين باستنكارهم لاجتماع الإخوان برعاية الوسط مع الإنقاذ.

4- تهديد الخاطفين بقتل المخطوفين.

5- تقوم الشرطة ومعها بعض العناصر الإسلامية بالهجوم على إحدى الشقق النائية.

6- يتم تكسير معظم محتويات الشقة نتيجة الصراع مع الحراس.

7- هروب الخاطفين أو اعتقال بعضهم.

8- الرئيس يتحدث للشعب فى خطاب قصير وهادئ وحاسم ويدعو لإعلان حالة الطوارئ فى عموم البلاد لمدة (3) شهور.

9- يجتمع مجلس الشورى ويوافق على قرار الرئيس بأغلبية أعضائه طبقًا للمادة (148) من الدستور.

10- يجب الاتفاق سلفًا على تعيين وزير للشرطة ذى شخصية قوية.

11- يتم تشكيل وزارى جديد برئاسة جديدة وخروج الوزراء المشكوك فى نزاهتهم.

12- يجب ضم عناصر من أحزاب النور والبناء والتنمية والوسط والراية وجبهة الإنقاذ للتشكيل الجديد.

13- يعلن وزير الداخلية الجديد (حسب اتفاق مسبق) عن البدء الفورى فى تطهير جهاز الشرطة والاعتذار للشعب عن الممارسات السابقة للجهاز.

14- يواكب ذلك ويلاحقه صدور قانون السلطة القضائية بتخفيض سن التقاعد للقضاء.. .. إلخ.

15- يحرص الجميع على عدم إقحام ذكر حركة تمرد فى الأمر ولا أحداث 30 يونية، باعتبارهما أقل أهمية من حدث الخطف وما ترتب عليه.

السيناريو التفصيلى:

1- يتلقى د.محمد البلتاجى اتصالًا هاتفيًا من رئاسة الجمهورية يفيد تكليفه بمهمة عاجلة.

2- بناء على تلك المحادثة يتصل د.محمد البلتاجى على المحمول الخاص لـ«م. أبو العلا ماضى» يطلب فيه الأول من الثانى مقابلة عاجلة لشرح خطة لتفادي البلاد مصادمات 30 يونية، حيث يشعر الرئيس والإخوان بالخطورة الشديدة للموقف.

3- يتم اللقاء بعيدًا عن وسائل الإعلام تمامًا فى مكان محايد.

4- يطلب البلتاجي من ماضي التوسط فى إبرام لقاء واتفاق يضم عنصرين من قادة جبهة الإنقاذ وليكن بين (صباحى- البدوى- أبوالغار- موسى).

5- يقوم ماضى بالتفاهم مع عنصرى الجبهة موضحًا وجهة نظر الرئاسة والإخوان للخروج من الحالة الراهنة للبلاد وتقديمهم بعض التنازلات وقبولهم بمشاركة فعلية للجبهة -متمثلة فى عنصرى الاجتماع- فى الرئاسة والحكومة مقابل تفكيك الجبهة وخلخلة استعدادات 30 يونية.

6- يتم اللقاء برعاية م.ماضى بين عنصرى الجبهة (أو عنصر واحد) ود.البلتاجى فى مكان بعيد عن الأضواء والصحافة (لتحقيق أعلى معدلات السرية).

7- يؤكد د.البلتاجى جدية ونضج عرض الإخوان الذى نقله م.ماضى عند التنسيق للقاء.

8- أثناء تناول العصير والشيكولاته يتم الهجوم على مقر اللقاء وبطريقة همجية ويتعرض الجميع للضرب المبرح، وربما السحل، وربما لبعض الإصابات المباشرة والجروح.

9- الأفراد المهاجمون يرتدون ملابس وأقنعة سوداء ويتكلمون قليلًا جدًا.

10- الأفراد المهاجمون يهددون المجتمعين بأسلحتهم النارية ويطلقون عدة رصاصات من مسدسات كاتمة للصوت لإحداث رعب لهم وبدون إحداث جلبة بالمكان.

11- تنتهى عملية الهجوم سريعًا بتقييد وتكميم وتغمية كل من: د.البلتاجى وم. ماضى وجرِّهما للخارج وخطفهما فى سيارة بدون لوحات معدنية.

12- يُسمح لشخص أو أكثر بتصوير الهجوم من محموله الخاص.

13- فى ثانى أو ثالث منعطف يتم تغيير السيارة وتنطلق لمكان مجهول تمامًا، ويُستحسن تغيير السيارة بعد مسافة أخرى.

14- السيارة الأولى التى بدأت الهجوم تكمل سيرها بسرعة لتختفي تمامًا من الوجود (يتم نسفها بالكامل).

15- أيضًا يتم إخفاء السيارة أو السيارتين الناقلتين الأخريين فى مكان مُعد مسبقًا تتوفر فيه أعلى درجات السرية والأمان.

16- عملية الهجوم والضرب والخطف تتم بسرعة متناهية وفى مدة لا تتجاوز ثلث الساعة.

17- بعد مضىّ فترة مناسبة من الواقعة وقلق أسرتَىِ البلتاجى وماضى، تتسرب بعض المعلومات عبر الإنترنت عن الحادثة.

18- على صفحة إلكترونية أو حساب إلكترونى يعلن الخاطفون أن المخطوفين فى عهدتهم وسيعلنون عن هدفهم فى وقت لاحق، لكن مع توضيح أن هدفهم سياسى لصالح مصر.

19- فى بيان الخاطفين يتم الخلط بعناية بين الألفاظ الإسلامية (بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله وسلم، تطبيق الشريعة.. .إلخ) وبين الألفاظ العلمانية (مدنية الدولة، تحقيق الديمقراطية بمفهومها الأوربى الراقى).

20- التهاب الشارع السياسى بالشائعات المتناثرة.

21- يُسمح بتسريب أول مقطع فيديو يصور الحادثة ويُظهر بطريقة مشوشة الضرب الذى تعرض له د.البلتاجى وم. ماضى.

22- يتبين من الفيديو أن الخاطفين مصريون، لوضوح لهجتهم.

23- يتصدى د.عصام العريان أو د.سعد الكتاتنى أو غيرهما للتعليق على الحدث بتخبط وعدم حرفية.

24- يصدر البيان الثانى للخاطفين وبطريقة مغايرة للأولى، ويعلن البيان عن اسم المجموعة التى تتبنى عملية الخطف وليكن اسمها (مثلًا) «اتحاد الثورة ضد الخونة».

25- الخاطفون فى بيانهم الثانى الإلكترونى يمهلون الرئيس (3) أيام لا غير.

26- فى مفاجأة، يعترف أحد حراس الخاطفين بالموقع الذى يختبئ فيه الخاطفون مع المخطوفين، ويتم تسريب ذلك.

27- تتم مهاجمة الموقع بواسطة الشرطة وبتعاون كامل من أبناء الحرية والعدالة وباستعمال الغاز المسيل للدموع والطلقات النارية.

28- يتم تحرير المختطَفَين.

29- كلما كانت الأحداث المصاحبة لعملية تحرير المختطَفَين أكثر صخبًا وإطلاقًا للرصاص كان أفضل، مع ملاحظة سلامة الأرواح.

30- يجب تصوير عملية الاقتحام والتحرير بالفيديو وليس قنوات كأن يُسمح للمارة والجيران بالتصوير.

31- يجب أن تتم عملية الاقتحام والتحرير ليلًا وفى إضاءة خافتة (مراعاة ذلك عند اختيار المكان مسبقًا).

32- يتم القبض على واحد أو اثنين من الخاطفين، ويتم التحفظ عليهما فى سجن خاص.

33- يخرج المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ويلقى بيانًا يوضح نجاح عملية التحرير وأن المعلومات الأولية تشير لوجود مخطط كبير لإدخال مصر فى فوضى عارمة.

34- يخرج رئيس الجمهورية لإلقاء بيان مقتضب مباشر للشعب يعلن فيه عن بدء سريان قانون الطوارئ طبقًا للمادة (148) من الدستور.

35- يجتمع مجلس الشورى خلال أسبوع ويوافق على قرار رئيس الجمهورية بأغلبية كبيرة ولمدة (3) أشهر.

36- يقوم الرئيس بإعلان تشكيل وزارى جديد يخرج فيه د.هشام قنديل ووزير الإعلام وأيضًا كل الوزراء المشكوك فى ولائهم للنظام، والهدف تحقيق أكبر قدر من تكميم أصوات المعارضة وزلزلة موقفهم وكسب الرأي العام الآخر.

37- يكون رئيس الوزراء من أحد كبار قيادات الحرية والعدالة (تحتاج إعادة نظر) ويضم التشكيل الوزارى الجديد أحزاب الوسط والبناء والتنمية وجبهة الإنقاذ والراية والنور.

38- يتم التنسيق بين الأحزاب المذكورة أعلاه وتخييرها بين حقيبة وزارية ومنصب مستشار رئاسى.

39- يشرع فى هذه الأثناء وزير الداخلية الجديد (المنوط به تنفيذ مهمة تطهير الداخلية) فى تنفيذ مهمته بالخروج على الفضائيات والاعتذار للشعب المصرى عن ممارسات الشرطة فى الفترة السابقة.

40- لا يلزم أن يكون وزير الدخلية أحد رجال الشرطة، بل يجب أن يكون قوى الشخصية نافذ البصيرة مؤمنًا بفكرة التطهير.

41- من أوائل مهام وزير الداخلية الجديد التنسيق مع الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس الشورى، لإلغاء جهاز الأمن الوطنى.

42- فى نفس الأحداث ومزامنة للتغيير الوزارى يتم إقرار قانون السلطة القضائية بمجلس الشورى، وتتوالى الإجراءات الدستورية والقانونية لتنفيذه.

43- يتم القبض على بعض المشتبه فيهم على ذمة التحقيقات ويجب اختيارهم ليخرجوا فى فترة الحجز الاحتياطى.

44- القبض على بعض قادة جبهة الإنقاذ إذا رأى مدير الخطة ذلك.

سيناريو مرحلى بديل:

فى حال عدم التمكن من الهجوم علي مقر الاجتماع بسبب وجود حراس شخصيين لعنصرى الجبهة، يتم السيناريو السابق بعد انتهاء اللقاء ومغادرتهما للاجتماع.

أحدثت إذاعة الخطة حالة من الارتباك الشديد لدى مجموعة خيرت الشاطر، وتساءل مرسى: كيف جرى تسريبها؟!، وبدأت قيادة اللجان النوعية فى إجراء تحقيق حول ما جرى، إلا أن النتيجة الأهم فى كل ذلك، كانت إفشال خطة إعلان حالة الطوارئ فى البلاد للقبض على النشطاء والمعارضين والحيلولة دون اندلاع التظاهرات وفرض حظر التجول فى البلاد.

وفى هذا الوقت كانت قيادة الجيش والأجهزة الأمنية تتابع التطورات أولًا بأول، خوفًا من إقدام جماعة الإخوان على خطوات من شأنها تهديد استقرار البلاد، وجرى تشكيل غرف عمليات فى المؤسسات المعنية لوضع تصورات أولية لكيفية حماية البلاد من دعوات الاحتشاد فى الميادين العامة لمواجهة أى مظاهرات تندلع ضد الجماعة ومندوبها فى القصر الرئاسى.

30 يونيو.. موعد أول إجازة رسمية بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك

طريق 30 يونيو طرف الخيط للإيقاع بـ سفاح التجمع| كيف كشفت «الكارتة» ما يدور في الحي الراقي؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصطفى بكري 30 يونيو ثورة 30 يونيو ذكرى ثورة 30 يونيو الفریق أول عبد الفتاح عبد الفتاح السیسى اللواء عباس کامل الحریة والعدالة حالة الطوارئ فى القوات المسلحة وزیر الداخلیة جماعة الإخوان الشعب المصرى القائد العام فى هذا الیوم رجال الشرطة مجلس الشورى حکم الإخوان إلى الشارع هذه الفترة مصطفى بکری بعد انتهاء الإخوان فى مجلس إدارة القبض على فى البلاد محمد مرسى یونیو 2013 الذى کان فى سوریا إن الجیش جیش مصر وفى هذا العام ا مکان م یجب أن ثورة 30 فى هذه رئیس ا د محمد مصر لن

إقرأ أيضاً:

وقفة تأمل فى ذكرى ٣٠ يونيو

فى ذكراها الحادية عشرة تظل ثورة ٣٠ يونيو علامة مضيئة غيرت تاريخ مصر وأحبطت مخططات خارجية وداخلية لإسقاط أم الدنيا، رمانة الميزان فى الوطن العربى والشرق الأوسط.

شاء الله ألا تسقط مصر فى براثن الإرهاب والتطرف وقوى الشر التى حاولت تغيير هويتها من السماحة إلى التشدد والتزمت، شاء الله ألا تدخل مصر النفق المظلم، لتظل وطنًا للتسامح والوسطية والاعتدال، وباءت كل محاولات تغيير مفاصل الدولة وتمكين العشيرة فى كل القطاعات بالفشل.

ثورة ٣٠ يونيو كشفت عن زيف جماعة ظلت لسنوات تعمل فى الظلام وهى ترتدى ثوب الفضيلة والتدين والسماحة، وعندما ظنت أنها تمكنت كشفت عن وجهها القبيح ونهجها الدموى فى التعامل مع الرعية، ورفعت شعار من ليس معنا فهو ضدنا والويل لمن يعترض على قرارات الجماعة التى تملك مفاتيح الجنة.

وصول الإخوان إلى حكم مصر كشف عن كذبهم وخداعهم وفقدوا تعاطف المخدوعين الذين كانوا ينظرون إليهم باعتبارهم مسلمين مناضلين تضطهدهم السلطة عبر العصور، لأنهم يرفعون شعار «الإسلام هو الحل».

نعم سقط القناع عن الكاذبين فأصدروا الإعلان الدستورى لمزيد من السيطرة، وحصلت تيارات الإسلام السياسى على الأغلبية فى البرلمان رغم وعودهم بالمنافسة على ٣٠٪ فقط من مقاعد البرلمان، ثم دفعوا بمرشح للرئاسة رغم تعهدهم بعدم ترشيح أحد.

ثورة ٣٠ يونيو أكدت على أصالة معدن الجيش المصرى والشرطة المدنية، حيث انحاز الجيش للشعب واستبسل فى الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن، وسقط مئات الشهداء من الجيش والشرطة وهم يدافعون عن مصر وشعبها فى أشرس معركة ضد قوى الشر والمرتزقة من كافة أنحاء العالم، وخرجنا من المعركة منتصرين وأكثر قوة وترابطاً لتبدأ مرحلة البناء والتنمية على يد الرئيس السيسى.

فى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو نقف طويلًا أمام حدث مذهل لنرى هل تحققت أهدافها؟

لا ينكر إلا حاقد ما تحقق من مشروعات تنموية فى أغلب القطاعات، وما كانت لتتحقق لولا الإرادة السياسية وإصرار الرئيس على بناء جمهورية جديدة تختلف تمامًا عن العهود السابقة، وتحققت إنجازات على أرض الواقع منها مشروعات المدن الذكية والطرق والكبارى ومترو الأنفاق والمناطق الصناعية، ومشروعات حياة كريمة التى بعثت الروح فى القرى والنجوع فى أغلب المحافظات، والقضاء على فيروس سى وغيرها من المبادرات الرئاسية فى قطاع الصحة والتى استفاد منها ملايين البسطاء.

ولا يفوتنا أن نشير إلى جانب آخر مضىء وهو الشعب المصرى العظيم الذى وقف مع وطنه ضد الشائعات وأحبط بفطنته ووطنيته كافة المخططات، وتحمل تبعات الأزمة الاقتصادية، وعانى كثيرًا نتيجة رفع الدعم تدريجيًا، وارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة، أملًا فى خروج مصر من عنق الزجاجة وتحسن الأحوال المعيشية، وهو الآن ينتظر من الرئيس السيسى وحكومة مدبولى الثانية الكثير والكثير، ينتظر المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ينتظر إعادة هيبة الدولة فى السيطرة على الأسعار ومراقبة الأسواق ومواجهة الفاسدين والجشعين والمحتكرين، ينتظر إيجاد حل لأزمة الأدوية التى اختفى بعضها من الأسواق وارتفعت أسعار أخرى بصورة مفزعة، ينتظر إنشاء وتشغيل المزيد من المصانع ودعم المنتج المحلى لتشغيل آلاف الشباب، والحد من الاستيراد.

الشعب المصرى وقف مع رئيسه ودعمه وبارك كل خطواته نحو بناء الجمهورية الجديدة.. تحمل وعانى وما زال، أملًا فى مستقبل أفضل داخل دولة جديدة تقف شامخة بين الأمم، سماتها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ليعيش فيها حياة كريمة.

يا سادة مصر وشعبها يستحقان الكثير.

 

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عيسى: 30 يونيو أعظم أيام مصر
  • 30 يونيو.. وكيل “الصحفيين” الأسبق يكشف عن تاريخ الإخوان في صاحبة الجلالة
  • وقفة تأمل فى ذكرى ٣٠ يونيو
  • ذكري ميلاده.. اللحظات الأخيرة في حياة حسن مصطفى
  • 30 يونيو
  • مصطفى بكري: القائد الذي انتصر لإرادة الشعب في 30 يونيو قادر على مواجهة الأزمات
  • مصطفى بكري: «30 يونيو» جاءت لتصحيح مسار الدولة.. والفترة المقبلة ستشهد الكثير من الخير
  • د. منجي علي بدر يكتب: ثورة 30 يونيو وسنوات البناء وتحديات المستقبل
  • بحضور مصطفى بكري.. ندوة عن«ثورة يونيو وبناء الدولة» للهيئة العامة للاستعلامات بقنا
  • أيام ثقيلة على الجيش الإسرائيلي.. مقترح قانون جديد لتمديد الخطة الاحتياطية في صفوفه