فينيسيوس.. سلاح "السيليساو" في "كوبا أمريكا"
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
يخوض فينيسيوس جونيور، بطولة كوبا أمريكا في الولايات المتحدة كأفضل لاعب في الوقت الحالي والمرجع الرئيسي للمنتخب البرازيلي، الذي يرغب في استعادة مكانته التي اهتزت في النسخة الماضية في النهائي أمام الأرجنتين.
فينيسيوس.. سلاح "السيليساو" في "كوبا أمريكا"ويعيش المهاجم البالغ من العمر 23 عامًا حالة من التوهج في ريال مدريد، حيث أظهر تطورًا كبيرًا منذ وصوله إلى العاصمة الإسبانية قبل 6 سنوات، لكنه لا يزال بحاجة إلى الفوز بقلوب المشجعين البرازيليين المحبطين.
والحقيقة هي أن الفارق بين الأرقام التي حققها مع ناديه وتلك مع المنتخب الوطني واضحة إلى حد كبير.
وخاض فيني هذا الموسم 39 مباراة مع ريال مدريد في جميع المسابقات، سجل فيها 24 هدفًا وصنع 9 آخرين.
كما كان له دور حاسم مع الفريق "الملكي" لإضافة لقب دوري جديد لخزانته، وكان أحد أبرز النجوم الذين قادوا الفريق للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا الـ15 في تاريخ النادي.
مرشح لجائزة الكرة الذهبية
وبعد الفوز بهدفين دون رد على بوروسيا دورتموند في نهائي "التشامبيونز ليغ" في أول يونيو (حزيران) الماضي على ملعب ويمبلي، عزز لاعب فلامنغو السابق فرصه للفوز بجائزة الكرة الذهبية، وهي الجائزة التي لطالما كانت بعيدة المنال عن النجم البرازيلي نيمار، الذي لم يتمكن من تحقيق الكثير مع منتخب "الكناري".
ويعد فينيسيوس من أبرز المرشحين للجائزة لأنه كان أكثر حسمًا هذا الموسم من الفرنسي كيليان مبابي في باريس سان جيرمان وإيرلينغ هالاند مع مانشستر سيتي، على الأقل في أوروبا.
لكن الوضع مع منتخب "السيليساو" مختلف تمامًا، لأنه نادرًا ما يظهر بنفس المستوى الذي يظهر به في قلعة سانتياغو بيرنابيو.
وخاض فينيسيوس مع البرازيل 30 مباراة وسجل 3 أهداف منذ ظهوره الأول في العاشر من سبتمبر (أيلول) 2019.
وفي المقابل، نجد لاعب مثل إندريك، مهاجم بالميراس صاحب الـ17 عاما وزميل فينيسيوس في المستقبل، قد سجل نفس عدد الأهداف في 6 مباريات مع المنتخب منذ ظهوره الأول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وفي مونديال 2022 في قطر، مر فينيسيوس مرور الكرام في بطولة عادت فيها البرازيل لتخيب الآمال حين سقطت بركلات الترجيح أمام كرواتيا في ربع النهائي.
ولم يستطع فيني أن يفعل الكثير للبرازيل أيضًا في بطولة "كوبا أمريكا 2021"، والتي خسرها منتخب "الكناري" على يد الأرجنتين بهدف دون رد في النهائي، في نسخة لم يسجل فيها مهاجم ريال مدريد أي أهداف أو يقدم حتى تمريرات حاسمة.
وكان ذلك في عهد تيتي، مدرب المنتخب آنذاك الذي لم يتمكن من الاستفادة من قدرات الجناح البرازيلي، وفي ريال مدريد كان في عهد زيدن الدين زيدان، الذي لم يعرف أيضًا كيف يمنحه الثقة الكاملة.
كانت تلك هي الأوقات التي تعرض فيها المهاجم الشاب لانتقادات كثيرة بسبب فرص التسجيل التي أضاعها، لكن الآن الوضع مختلف.
ففي مدريد، هو المتصدر حاليًا، حيث تبلغ قيمته السوقية 150 مليون يورو، وتحتاج البرازيل الآن إلى خليفة لنيمار، الذي لا زال يتعافى بعد كسر في الرباط الصليبي والغضروف المفصلي في ركبته اليسرى.
كما أنه يلعب الآن تحت إمرة مدرب جديد على رأس المنتخب البرازيلي، دوريفال جونيور، الذي أشاد به في عدة مناسبات، لكنه طلب في نفس الوقت عدم إلقاء "المسؤولية بشكل مفرط" على كتفيه.
وعلى أي حال، ستكون بطولة "كوبا أمريكا" التي تنطلق غدًا في الولايات المتحدة، بمثابة فرصة عظيمة لإثبات نفسه مع المنتخب الوطني، مع توجيه الأنظار أيضًا نحو كأس العالم 2026، حيث من المنتظر أن يكون قد وصل فينيسيوس إلى مرحلة نضوج كامل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: کوبا أمریکا ریال مدرید
إقرأ أيضاً:
ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟
الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتحاد الأوروبي ضربت بقوة دوله الـ 27 المُنقسمة ما بين من يُريد الدخول في لعبة القبول أو التحدّي بشكل فردي أو جماعي، وأولئك الذين يعتزمون اقتحام صراع القوى لإقناع الآخرين بفاعلية أحدث الأسلحة التي بحوزتهم، والتي تُماثل في ساحة المعركة الاقتصادية الردع النووي: أداة مكافحة الإكراه.
منذ نهاية عام 2023، أصبح لدى الاتحاد الأوروبي الوسائل القانونية للضرب بقوة على الصعيد الاقتصادي، ولكن هل تُخاطر دوله بالتصعيد ضدّ مُستأجر البيت الأبيض. فقد تمّ اعتماد هذه الأداة كقانون في ديسمبر (كانون الأول) 2023، ولم يتم استخدامها مُطلقاً. لكنّها تسمح بتفعيل التدابير المُضادة ضدّ أعمال القيام بإجراءات تهدف إلى إجبار دولة ما على الامتثال، وبالتالي التدخل في "خياراتها السيادية المشروعة".
Donald Trump a annoncé, mercredi 2 avril, des droits douanes sur les produits de nombreux pays dans le monde. Les Européens seront taxés à 20%. Tous les produits étrangers sont visés par un droit de douane plancher de 10%. Voici la liste des pays concernés. pic.twitter.com/pcHf9sfDJx
— Le Figaro (@Le_Figaro) April 3, 2025وكان المثال الأبرز للإكراه الاقتصادي هو ما عانت منه ليتوانيا، فبعد موافقتها على افتتاح مكتب تمثيلي تايواني، شهدت فجأة توقف كل تجارتها الثنائية مع الصين في عام 2022، وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي يرفع دعوة ضدّ بكين في منظمة التجارة العالمية. كما رفعت بروكسل الدعم الذي كانت تتمتع به شركات صناعة السيارات الصينية، والتي أصبحت الآن خاضعة للضرائب الزائدة (35%). كما قامت أيضاً بإزالة بعض مُقدّمي الخدمات الصينيين من المُشتريات العامة.
À lire - «Il faut montrer qu’on est prêt à l’utiliser» : cette arme de dissuasion que l’Europe peut dégainer face aux droits de douane de Trumphttps://t.co/Zur6hEo6XX
par @Le_Figaro
الكاتبة والمحللة الاقتصادية الفرنسية في "لو فيغارو" بيرتيل بايارت، تُوضح أنّ اعتماد أداة مكافحة الإكراه أظهر بالفعل التحوّل العقائدي في الاتحاد الأوروبي، الذي اعترف تدريجياً بأنّه سيضطر إلى ممارسة لعبة الحرب الاقتصادية. وكان قانون الاستثمار الأجنبي المباشر هو القطعة الأخيرة من اللغز التنظيمي في هذا الصدد.
وقد تسارع هذا التطور بفعل الأزمات الأخيرة، بدءاً من جائحة كوفيد، التي كشفت اعتماد القارة العجوز على الصين، إلى الحرب في أوكرانيا. ولكن من المؤكد أنّ ترامب هو الذي أثار التفكير في أداة مُضادة للإكراه. ويعود هذا إلى ولايته الأولى، حيث استخدم كل أدوات السيادة الإقليمية الأمريكية، باستثناء الرسوم الجمركية، لثني الأوروبيين عن الانخراط في بناء وتشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.
Alors qu’il reçoit à l’Élysée les représentants des entreprises françaises touchées par les nouveaux droits de douane américains, Emmanuel Macron a estimé que la décision de son homologue Donald Trump est «brutale et infondée». →https://t.co/WSBMk5kjdN pic.twitter.com/fqU6nyTOu5
— Le Figaro (@Le_Figaro) April 3, 2025وتتساءل بايارت "هل يتّجه الأوروبيون إلى مواجهة ترامب الثاني؟" فقد أثبت الرئيس الأمريكي منذ شهرين أنّه لا يلعب نفس اللعبة التي مارسها خلال ولايته الأولى.
وكما يوضح ماتثو دوشاتيل، مدير الدراسات الدولية في معهد مونتين الفرنسي، فإن ترامب يستخدم تهديداته بفرض رسوم جمركية لدعم مطالب أخرى كتغيير المواقف في قضايا السياسة الخارجية. ففي المكسيك، يدعو إلى نشر القوات على الحدود، وكندا يرغب بضمّها. فيما يُطالب كولومبيا باستعادة مُهاجريها، ويُهدد بالاستيلاء على غرينلاند. وهو يُطالب أيضاً بتفكيك لوائح شركات التكنولوجيا الكبرى في الاتحاد الأوروبي. وقد دخلت هذه القضايا الأخيرة أجواء الحرب التجارية، وشكّلت رمزاً لاستراتيجية الإكراه الاقتصادي. لن نسمح لترامب بالتحكم في أوروبا..قيادي في البرلمان الأوروبي: 2 أبريل يوم أسود - موقع 24طالب رئيس كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي مانفريد فيبر، الاتحاد الأوروبي بالوقوف في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في النزاع التجاري.
وبالتالي فإن أداة مكافحة الإكراه تكتسب معناها الكامل، "إنّها الوحيدة في ترسانة بروكسل، والتي لا تتبع منطق المُعاملة الصرفة بالمثل"، كما يوضح دوشاتيل. وبعبارة أخرى، فهي تسمح بضرب المكان المؤلم بقوة.
وبحسب كل من النائب عن حزب النهضة الفرنسي ديفيد أميل والخبير الاقتصادي شاهين فالي، فإن استمرارية النهج الأوروبي في ردود فعل متكافئة، ستصل إلى طريق مسدود، حيث تستورد أوروبا سلعاً أقل بكثير من الولايات المتحدة مُقارنة بما تُصدّره لها. لذا، يجب الاستعداد لتوسيع نطاق الصراع من خلال تفعيل آلية مكافحة الإكراه.
ويصف خبراء اقتصاديون هذه الأداة بأنها سلاح قادر على توجيه ضربات اقتصادية عميقة. وقد أعطى الاتحاد الأوروبي نفسه الحق في تقييد الوصول إلى أسواقه، وفرض القيود على حقوق الملكية الفكرية واستغلالها، أو على الاستثمارات المباشرة.
باختصار، يمُكن للاتحاد الأوروبي أن يحظر، مثلاً، منصّة بث مباشر أو شبكة اجتماعية من أراضيه. وبشكل أساسي، فإنّ مُكافحة الإكراه تسمح بالابتعاد عن الإطار التقليدي لقوانين منظمة التجارة العالمية.
رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي بيرند لانغ، يقول، "في بعض الأحيان يكون من المهم أن يكون هناك سلاح على الطاولة"، كأداة ردع حتى وإن كان ينبغي عدم استخدامها.
أما عضو البرلمان الأوروبي عن تكتل التجديد السياسي ماري بيير فيدرين، فتقول "لكي يكون رادعاً، يتعيّن علينا أن نُظهر أننا مُستعدّون لاستخدامه". فإذا قرر ترامب تكثيف الضغوط على الدنمارك بفرض رسوم جمركية، فلن يكون أمام الاتحاد الأوروبي خيار سوى تفعيل هذه الآلية.
لا مُحرّمات أوروبيةكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد صرّحت مؤخراً "لا نرغب بالضرورة في اتخاذ تدابير انتقامية، ولكن لدينا خطة مُحكمة للقيام بذلك إذا لزم الأمر". أما وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتن، فأكد أنه "سيتعين على أوروبا الرد حتى تتمكن من الحفاظ على توازن القوى، وهذا ما يجب أن يكون".
وتُعد باريس من بين العواصم التي تسعى إلى وضع مُبادرة سلاح الردع على الطاولة ضدّ تصعيد ترامب. وحسب مصدر مُقرّب من السلطة التنفيذية فإنّه "لا يوجد أيّ مُحرّمات". لكن تكمن مشكلة أداة مكافحة الإكراه في عدم استخدامها من قبل، لذا "يجب التعامل معها بأقصى درجات الحذر لضمان فعاليتها" حسب سيسيليا مالمستروم، المفوضة الأوروبية السابقة للتجارة.
بالمُقابل يرى محللون أنه "من المُحتمل، أن يرتجف الإصبع الأوروبي عند الضغط على زر تفعيل هذه الأداة"، وهي عملية، على عكس أدوات السياسة التجارية الأخرى، لا تقع في أيدي المفوضية الأوروبية وحدها. كما أن الدول الـ27 تُبدي اختلافاتها بشأن أفضل السُّبل للردّ على هجوم الرئيس الأمريكي الذي يلعب أيضاً على خطوط الصدع داخل الاتحاد، في حين يقوم إيلون ماسك بالترويج للأحزاب المُتردّدة في أوروبا من خلال منصّة "إكس".