سودانايل:
2024-12-27@10:45:08 GMT

الطريق للسلام

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

abuza56@gmail.com

مقال
الطريق للسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
الطريق للسلام
كيف نبني جبهة للسلام ونحاصر الحرب وتجارها
لماذا يتحدثون عن الحرب ولا أحد يتحدث عن السلام، لماذا لا نحاصرهم بالسلام وكلما يتحدث احدهم عن القتل والدمار للبنية التحتية وازهاق ارواح المدنيين كانتصار لماذا لا يحدثونا كم عدد الارواح التي انقذوا وكم مستشفى افتتحوا وكم مدرسة تمت صيانتها، لماذا لا نفكر في تغيير كل قصة الحرب لتكون قصة للسلام والأمان والأمن والطمأنينة.

نحن كشعب فقط نستطيع اجبارهم بالسلام وفرضه كمجتمع على كل الاطراف المتقاتلة بتغيير كل المحتوى للمجال السياسي والاجتماعي فبدلا ما نقول لا للحرب نقول فقط "السلام" واي شخص يتحدث او يقول بخطاب سياسي نحاصره بأن يحدثنا عن السلام لا كم عدد من قتل ودمر، فكيف الوصول للسلام بعد كل هذا الدمار، لماذا لا يكتب كل كاتب وكل مثقف عن السلام بدل هذا الإنقسام العمودي المجتمعي لدعم احد اطراف معسكري الحرب، فهل يمكن ان نبني جبهة ثالثة وطريق ثالث للسلام ويكون هو الأمل فنحاصرهم بالسلام بدل التعبئة للحرب التي وقودها الشباب وضحيتها الجيمع.
اي امرأة او رجل ودولة وقائد عليه ان يفهم ما هو مفهوم الأمن القومي الوطني الذي هو منظومة متكاملة للسلام المجتمعي و الطمأنينة تبدأ من فتح المدراس الى تامين الماء والطعام لتأمين الحدود وتأمين قوت المجتمع وامنه وسلامه وتنميته ورفاهيته، فلا احد يتحدث عن ذلك، بل كل الخطاب عن كم قتلوا وكم انتصروا في معارك في مناطق مختلفة وهزموا كل الشعب، فبعد مرور اكثر من عام على الحرب اللعينة ما زالوا يحدثونا عن انتصار هذا او ذلك ولم يدروا ان الطرفين مهزومين وفشلوا في تأمين السلام المجتمعي لملايين السودانيين.
عندما اندلعت الحرب كان فشل قيادي للطرفين المتحكمين في القوة العسكرية وفشل سياسي واصبح الصراع على اشده الى ان وصل الجميع لطريق مسدود فبدل من حل الخلاف بالتفاوض حينها فبدأوا يحلونه بالبندقية ولا يهتمون ماذا يحدث لملايين الاطفال والمدنيين وكبار السن بعد مرور عام وما زالوا يتحدثون عن انتنصارات زائقة في عقولهم وهزموا الجميع. فهذه اكبر محنة يتعرض لها الشعب السوداني حيث اصبح الجميع بين نازح داخلي او لاجيء خارجي وضاقت بنا الدول وتم التضييف علينا من الجميع. فما هو الحل فهل الحل في "البل" كما يحلو للبعض ولماذا فشل هذا الحل لاكثر من عام وما زال مطار الخرطوم والقصر الجمهوري في حالة اغلاق في اطار الصراع بين الطرفين وفشل اي احد منهم في السيطرة الكاملة. لذلك علينا مستقبلا ابعاد الجيش والمليشيات من السياسة وتكوين جيش قومي واحد وكل من يريد ان يمارس عمل سياسي عليه انشاء حزب سياسي.
فماذا نحن فاعلون كشعب وكمواطنين وكمتعلمين وكمثقفين فكيف نخرج من ثنائية مع وضد لطريق ثالث هو السلام ونرفض الحديث عن الحرب او نكون جزء من ادواتها او من تعبئتها او دعمها وكل من يتحدث عن القتل والدمار نحتج ونتظاهر ضده ليأتينا بخططه للسلام، السلام المجتمعي والامن والطمأنينة وفتح المدارس وارجاع اللاجئين والنازحين وارجاع الشرطة والخدمة المدنية والزراعة، فاذا لاكثر من عام لم تنتصر فكم عام تريد، كنا نتوقع من يتحدث عن الحرب ايضا يتحدث ويخبر الشعب كم عام يريد وكيف يحل مشاكل المواطنين طوال الفترة التي يريد ان يحارب فيها وكيف يحل مشاكل الملايين من مدراس وعلاج وتنمية وتشريد فلا يمكنك الحديث عن الحرب دون ان تأمن حياة الناس فهل عندهم حلول، فالشعارات لا تحل مشكلة فبدلا من الحديث عن كم كيلومتر تم تحريرها حدثنا عن كم روح تم انقاذها وكم مريض تم توفير الدواء له، وبهذه الطريق يمكننا محاصرة الحرب واجرامها. تخيلوا لو استمرت هذه الحرب لسنوات طويلة فسوف نتحول لصومال وسوف تضيع اجيال كاملة ومن منظور امن قومي فهذه ام الكوارث فلا احد يهتم والكل غارق في الجهل ووالغرور والخيلاء والزائقة بانتصارات متخيلة.
على الجميع التفكير في بناء عملية سياسية تبدأ بوقف دائم لإطلاق النار وتأمين حياة المدنيين وارجاع الشرطة وفتح المدراس واورجاع النازحين واللاجئين وخروج كل الجيوش من كل الاطراف من المدن والقرى، ويبدأ الامر باستقالة الطرفين القياديين الفاشلين الذين ادخلونا في هذه الحرب اللعينة. وربما يبدو هذا الامر مثاليا وعندها نحتاج لوحدة عسكرية قبل الوحدة السياسية لانها اساس الأمن، ومن التاريخ هنالك نماذج مثل نموذج ابراهام لنكولن، فبعد ان تم اقرار تحرير الرقيق حيث عارض الجنوب الامريكي واندلعت الحرب الاهلية الامريكية فقاد الجنرال المعركة وهزم الجنوب ووحد الجيش اولا ومن ثم تم بناء خطوط سكك حديد وطريق واتصالات ومباديء دستور كانت النواة لاستقرار امريكا، لذلك ارى البداية اذا فشل نموذج السلام التفاوضي فريما يكون الحل في ان نجد ابراهام لنكولن سوداني يزيح الطرفين ويوحد الجيوش اولا ومن ثم بداية عملية سياسية ولكن سوف يكون ذلك مكلفا وياخذ وقت طويل.
فكيف نبني جبهة للسلام بدل جبهات الحرب ونبدأ من جذور المجتمع من اسفل لاعلي ومن اعلي لاسفل وعبر القوى السياسية والمجتمعية، فلماذا لا نتفق على اساس بسيط للسلام على اسس:
• الإتفاق على تكوين جبهة للسلام من تقدم والجذريين والجميع ماعدا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته بفكرة بسيطة كيفية بناء السلام وبدء عملية سلام وتأجيل الخلافات السياسية لمؤتمر دستوري مستقبلي والتركيز على اطفاء الحريق ويمكن ان تسمى "جبهة السلام" وسوف يجد الجميع انفسهم في ذلك كطريق ثالث.
• تبني فكرة وقف دائم لاطلاق النار والضغط السياسي على الطرفين والعمل لايجاد جهات دولية للمساعدة الفنية في الفصل بين القوات.
• تشكيل حكومة وحدة وطنية حكومة خبراء في مجال السلام والتنمية والادارة لمدة عام مهتمها السلام بكل معانيه.
• وضع برنامج سلام و تنمية واعادة النازحين واللاجئين واعادة الشرطة والخدمة المدنية.
• وضع اسس لجيش وطني قومي وايجاد حلول لكل هذه الجيوش عبر تصورات يضعها خبراء متخصصون.
• خلال هذه الفترة يمكن قيام مؤتمر قومي دستوري والتفكير في رسم مستقبل البلاد عبر دستور وانتخابات والجيش وكل التفاصيل.
وضع السودان والسودانيين اصبح لا يسر عدو لا صديق ولابد من تحرك الجميع من اجل السلام وتحويله لواقع يمشي بين فقراء السودانيين الذين اعيتهم الحرب، فلا احد يريد الحرب والكل يريد السلام، فهل يمكن ان نبني جبهة للسلام ونحاصر الحرب وتجارها، فهذا او الطوفان.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عن الحرب یتحدث عن لماذا لا

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يفتتح «المؤتمر الأول للسلام والتنمية»

افتتح رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، المؤتمر الأول للسلام والتنمية الذي أقيم في مدينة بنغازي تحت شعار “السلام ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح العقوري، في كلمته، “أن ليبيا لديها كثير من الفرص الواعدة، مضيفاً أن هذا المؤتمر فرصة للتعريف بالاستقرار ومسيرة الإعمار التي بدأت في البلاد، ومؤكداً على دعم مجلس النواب لعملية التنمية من خلال إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا لتولى مهام الإعمار ولتجاوز الانقسام السياسي، وأن قضية التنمية تعتبر أولوية لمجلس النواب، مشيراً إلى جهود القوات المسلحة العربية الليبية في محاربة الإرهاب و التطرف من أجل تحقيق الاستقرار وهو شرط أساسي للتنمية”.

وكشف العقوري، “أن مسيرة التنمية ستتواصل وتشمل أيضا تعزيز النمو الاقتصادي و قضايا الشباب ومحاربة الفقر”، مؤكاد “أهمية الاستفادة من خبرات دول الجوار والدول المتقدمة لتعزيز التنمية في البلاد”.

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان: مسار السلام، التعقيدات والتحديات
  • مع اقتراب 2025.. أمنيات السلام ووقف الحرب في السودان تراود المبدعين والرياضيين 
  • عام آخر والناس في متاهة الحرب أين الطريق ؟
  • مجلس النواب يفتتح «المؤتمر الأول للسلام والتنمية»
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • باحث: الاستهداف في فلسطين يشمل الجميع من مختلف الديانات
  • البطريرك بيدروس يترأس قداس الميلاد في وسط بيروت: لانتخاب رئيسٍ يعملُ للسلام
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس
  • ميناسيان ترأس قداس الميلاد: لننتخب رئيسًا يعمل للسلام
  • مئات المسيحيين يتظاهرون فى دمشق.. رفض للطائفية ودعوة للوحدة الوطنية