خطاب الكراهية… و«الزينوفوبيا»
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
خطاب الكراهية… و«الزينوفوبيا»
فيصل محمد صالح
المتابع للسوشيال ميديا السودانية والمصرية يلحظ نمو خطاب كراهيةٍ متزايد، ربما لم يصل لمرحلة الظاهرة، من حيث الانتشار والتمدد، لكنَّه يمثل نذيرَ خطر ينبغي الانتباه له ومواجهته بما يستحق. ويتمحور الخطاب حول شعور متزايد، ينم التعبير عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، من بعض المدونين المصريين، عن الضيق من انتشار الوجود السوداني في مصر، خاصة بعد الحرب التي اشتعلت العام الماضي، وتحميله كل ما يحدث في مصر من ارتفاع الأسعار، ويصل للضيق من الممارسات الاجتماعية للسودانيين التي قد لا تتقيد بالواقع المصري المختلف.
ويتطور الخطاب من هذا الشكل المبسط ليعبر عن الضيق كون السودانيين أسَّسوا مطاعمَهم وبقالاتهم، بل بعض مدارسهم ومصانعهم، وهم بالتالي ينقلون حياتهم السودانية كاملة إلى مصر، بدلاً من أن يتأثروا بالثقافة والحياة الاجتماعية المصرية. مثل هذا الخطاب المجرب في بلدان أخرى، يمكن أن يلعب دور المحرض ضد القادمين، وهم هنا السودانيون، وربما الأفارقة بشكل عام، ويساهم في خلق وإيجاد ظاهرة الزينوفوبيا (العداء للأجانب) التي قد تجد لها حواضن اجتماعية وسياسية تستثمر فيها، حتى تصل إلى حالات العنف البدني ضد الأجانب.
وقد يستغرب المرء إن عرف أن بلداً مثل جنوب أفريقيا يعدّ من الدول التي برزت فيها هذه الظاهرة بشكل كبير، وقد تصاعدت حملة العداء للأجانب (زينوفوبيا) عام 2008، ووصلت إلى مرحلة إشعال النار في المساكن المؤقتة التي يعيش فيها المهاجرون في أطراف المدن، فاحترقت أعداد منهم، واحترقت مساكنهم وممتلكاتهم. قاد الحملة العمال أعضاء النقابات الذين تضرروا من وجود العمالة الأجنبية الرخيصة التي تعمل في ظروف صعبة وبأجور زهيدة ودون ضمانات، ما دفع أصحاب المصانع والمحلات الكبرى لتفضيلهم على العمال الجنوب أفريقيين الذين ينضوون تحت نقابات قوية وكبيرة تحفظ لهم حقوقهم، واتجه فقراء المدن في جنوب أفريقيا لتفريغ غضبهم في بني عمومتهم المهاجرين، بحجة أنهم يسرقون منهم فرص العمل ويضايقونهم في لقمة العيش.
وحمَّلوا المهاجرين الأجانب، وكلهم أفارقة، وزر كل مصيبة في البلد، فهناك نيجيريون مسؤولون عن انتشار وبيع واستجلاب المخدرات، والعطالة سببها القادمون من زيمبابوي وموزمبيق، ومضايقة التجار في السوق سببها سيطرة الصوماليين والإثيوبيين على بعض الأسواق.
خرج نيلسون مانديلا من عزلته التقاعدية ليخاطب الأمة، يعبر عن خجله وإدانته لما حدث، ويذكر مواطنيه بالعون والسند الذي قدمته الشعوب الأفريقية، وفي مقدمتها زيمبابوي وموزمبيق، لنضالهم ضد التفرقة العنصرية، ويتحشرج صوته وهو يقول: «هل نسيتم ذلك…؟ هل نحن أمة بلا ذاكرة…؟! إنني أشعر بالعار».
في بلاد أخرى، قد تكون هناك سياسات حكومية تشجع التضييق على الأجانب، وتلعب على أوتار العنصرية والعصبية والتعصب القومي، فتقدمهم كبش فداء للمشاكل التي تعاني منها البلد.
لكن في حالة جنوب أفريقيا لم تكن الحكومة ولا شعبها مسؤولين عمّا حدث، فقد خرجت مظاهرات شعبية منددة بهذه الحوادث ومعبرة عن تعاطفها مع العمال المهاجرين. وشهادات السودانيين المقيمين في مصر تقول إنهم لم يجدوا ممارسات كثيرة على الأرض وفي المجتمع تعكس هذا الاتجاه، ومعظمهم لم يحس بهذا الأمر.
غاية الأمر أن مثل هذا الخطاب، وإن صغر، يجب الانتباه له ومواجهته في المهد، وهناك مسؤوليات على القطاعات المختلفة في المجتمعين السوداني والمصري، وخصوصاً مجتمعات المثقفين والمفكرين والقيادات السياسية والاجتماعية والدينية، عليهم مواجهة مثل هذا الخطاب وفضحه. والسودانيون الموجودون في مصر، بمختلف قطاعاتهم، عليهم أيضاً مسؤوليات كبيرة، أولاها ضرورة مراعاة التقاليد والعادات المصرية واحترامها، فكثير من الاحتكاكات قد يكون سببها تصرف خاطئ من هنا أو هناك. السودانيون مغرمون بالحياة الاجتماعية الصاخبة والتلاقي في المناسبات المختلفة بأعداد كبيرة، قد يكون هذا مناسباً في السودان، حيث المنازل الواسعة ذات «الحوش» الكبير، لكنَّها لا تصلح لساكني الشقق. رغم علاقات الأخوة وروابط التاريخ والجغرافيا واللغة والدين، فإنَّ مصر ليست السودان، والسودان ليس مصر بالضرورة.
ربما نحتاج نحن السودانيين، سواء كنا في مصر أو كمبالا أو الخليج، أن نتذكر أننا نعيش ضيوفاً على هذه البلاد، ونزاحم أهلها في مواردها، وعلينا أن نتحمل بعض علامات ضيقهم، التي ربما كنا نمارسها على ضيوف السودان من اللاجئين، ومن واجبنا أن نراعي كثيراً من الحساسيات الاجتماعية والثقافية، وأن نحترم عادات وتقاليد هذه الشعوب.
* نقلاً عن الشرق الأوسط
الوسومالخليج الزينوفوبيا السودان الشرق الأوسك جنوب أفريقيا خطاب الكراهية فيصل محمد صالح كمبالا مصر نيجيريا نيلسون مانديلاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخليج السودان جنوب أفريقيا خطاب الكراهية فيصل محمد صالح كمبالا مصر نيجيريا نيلسون مانديلا جنوب أفریقیا فی مصر
إقرأ أيضاً:
خطاب النصر واجتماع كان لا بد منه!؟؟
يمانيون ـ الشيخ حسين علي حازب*
رغم ثقتنا وتسليمنا لحنكة وحسن تصرف قائد الثورة “يحفظه الله” وقيادتنا السياسية والعسكرية والأمنية في إدارة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لإخوتنا في غزة ودفاعا عن بلدنا ضد العدوان الأمريكي، فإن اجتماع مجلس الدفاع الوطني اليوم برئاسة رئيسه رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط كان ضرورة لا بد منها وجاء في وقته ليس لأجل الخارج الصديق والعدو ولكن لأجل الشعب اليمني الصامد طرف الثنائي العظيم القائد والشعب كما أسماه ووصفه الرئيس، فرغم ثبات شعبنا في المواجهة وإصرارهم عليها إلا أن ذلك يعني ضرورة وأهمية أن يطلعوا من أعلى الهرم القيادي عن المعركة والمواجهة مع العدو الأمريكي ومن معه وخلفه وبجانبه الذي يستهدف الإنسان اليمني والحياة وامكانات وضرورات الإنسان اليمني.
وهذا ما أدركته قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية لعقد هذا الاجتماع التاريخي والاستثنائي لتقديم صورة عن الوضع وعن الحالة العسكرية والأمنية وتطمين الشعب الذي تعتبر المعركة معركته، هذه الصورة التي لا ضبابية فيها نقلها إلى الأمة والعالم والعدو والصديق.
رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن..رئيس مجلس الدفاع
في كلمته التي ألقاها في الاجتماع والذي كان موفقا كما عهدناه بوضع النقاط على الحروف
بداية بتطمين الشعب والأصدقاء بأن الوضع العسكري كما يحبوا وتأكيد هزيمة العدو قبل أن يبدأ وتأكيد موقفنا الأخلاقي مع غزة وأن ما يقدمه شعبنا من تضحيات بشرية ومادية
ضريبة مقبولة الدفع إسنادا لشعب يذبح على الهواء مباشرة أمام العالم وفي المقدمة العرب والمسلمين الذي تقوم اليمن نيابة عنهم بعد أن خذلوا غزة وأهلها أن هذا الاجتماع الذي كان الظهور فيه لتلك الوجوه الوطنية والإيمانيّة الشجاعة معركة في حد ذاته، ثم ذلك الخطاب للمشير المشاط وكلام الرائد الذي لا يخذل أهله.. والذي أعتبره وأقول بقناعة وثقة في الله سبحانه وقائدنا وقيادتنا: كان خطاب واجتماع النصر ليس لليمن فحسب ولكن لغزة وكل أحرار العالم !!؟
فهزيمة أمريكا هنا تعني أن ترامب اللعين سيضطر لإيقاف قائده النتن ياهو عن عدوانه وجرائمه على غزة مكرهً غير راض.
شكرا أيها القائد الحبيب السيد عبدالملك الحوثي وشكرا أيها الرئيس الكفوء، وشكرا أيها الأبطال والمجاهدين أعضاء مجلس الدفاع الوطني على إدراككم لحاجة الناس لهذا الاجتماع وتوقيتكم المناسب لهذا الظهور الشامخ والرجولي الذي سيكون له ما بعده والذي كان بلسما شافيا لحراج الشعب والصديق، وكان صواريخ ومسيرات على العدو والخونة والعملاء وبائعي الوطن، إنه إعلان وخطاب النصر والثبات والهزيمة للعدو وخطاب الادانة التاريخية التي لا تشبهها ادانة للعرب والمسلمين على مواقفهم من الإبادة الجماعية لأهل غزة بل والمشاركة في الجريمة أو تأييدها والسكوت عنها وخذلان أهل غزة والتآمر عليها وعلينا وعلى المقاومة.
إنه خطاب واجتماع الثبات على الموقف، إنه خطاب واجتماع التطمين والتأكيد لأهل غزة باننا لن نخذلهم، إانه خطاب واجتماع التحدي للعدو ومن يساند العدو،والخطاب العابر للقارات وصولا إلى الشعب الأمريكي، إنه خطاب الرسائل المشفرة وغير المشفرة لمن يريدوا السير في طريق الشيطان، إنه خطاب كشف الحساب للعملية العسكرية، إانه خطاب واجتماع الإيمان كله ضد الكفر كله.
إنه خطاب واجتماع والتسليم لقائد الثورة الحبيب عبدالملك الحوثي قائد هذه المنازلة وصاحب القرار الشجاع، إنه الخطاب والاجتماع الذي نؤيده ونباركه ونؤكد وقوفنا إلى جانبه واعتباره
خطاب شعب يمن الإيمان إلى العالم كله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله والحمد لله أولا وأخيرا.
عاشت قيادتنا والنصر لشعبنا ولكل المؤمنين الذين يواجهون طواغيت الأرض.
والله الموفق.!
* عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام