تحول محتمل للحرب في غزة.. هل أوشك هجوم رفح على الانتهاء؟
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
بعد ستة أسابيع من مهاجمتها رفح، "تقترب إسرائيل من تحقيق أهدافها" في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة والتي تقول إنها المعقل الأخير لحماس، مما يزيد من احتمال دخول العمليات العسكرية إلى مرحلة جديدة "أقل حدة"، وفقا لمسؤولين ومحللين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست".
علامة بارزة بالحرب؟والتحول عن الهجمات البرية والجوية واسعة النطاق التي سوت جزءا كبيرا من القطاع بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الأشخاص، سيمثل "علامة بارزة" في الحرب.
ومن شأن ذلك أن يوفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا أشهر في خط النار، ويسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وربما يهز الجهود الدبلوماسية المتوقفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، حسبما تشير "واشنطن بوست".
نهاية كاملة للحرب؟ولا تلوح في الأفق نهاية كاملة للحرب، وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر معظم كتائب حماس البالغ عددها 24، وألحق أضرارا بالغة بثلاث من الكتائب الأربع المتبقية في رفح.
لكن المقاتلين المنفردين والمجموعات الصغيرة ما زالوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل ويستهدفون القوات، حتى في مناطق قطاع غزة الخاضعة بالفعل لسيطرة إسرائيل إلى حد كبير.
"تفكيك نصف كتائب حماس برفح".. هل اقتربت حرب غزة من النهاية؟ جاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن "تفكيك نصف قوات حماس في رفح"، ليثير التساؤلات حول مدى اقتراب إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن بـ"تدمير الحركة"، واحتمالية نهاية الحرب في قطاع غزة.وأوضحت إسرائيل أنها تنوي الاحتفاظ ببعض القوات داخل غزة، أو على مسافة ضربات سريعة خارج الجيب في إسرائيل، وذلك إلى أجل غير مسمى، بهدف إبقاء حماس تحت السيطرة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير مطلع على العمليات البرية تحدث لـ"واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويته: "إن قتال العصابات لا ينتهي أبدا"، مضيفا" هدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح، ونحن نفعل ذلك".
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الجديدة "غارات مستهدفة ذات وتيرة أبطأ لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها"، وفقا ليوسي كوبرفاسر، العميد المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية.
وسيتم تنفيذ عمليات التطهير المنبثقة هذه من قبل عدد أقل من القوات الإسرائيلية، حسبما يضيف كوبرفاسر.
وقال كوبرفاسر: "إنهم يقتربون أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة"، مضيفا" الأمور ستتغير.. لكنها ليست نهاية الحرب".
ومنذ الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر، باءت المحاولات المتكررة للتوصل الى وقف إطلاق النار بالفشل مع إصرار حماس على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة في حين يرفض نتانياهو إنهاء الحرب قبل القضاء على الحركة المسلحة وإطلاق سراح الرهائن.
فرص جديد للجهود الدبلوماسي؟قال اثنان من المسؤولين الأميركيين، تحدثا لصحيفة "واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إنهما يراقبان الوضع في رفح عن كثب ويأملان أن يفتح الانتهاء الوشيك للعملية فرصا جديدة للدبلوماسية.
أمام "مفترق طرق".. ماذا يريد نتانياهو للموافقة على "صفقة غزة"؟ بين وصفه بـ"غير المتكمل" من جانب، ومحاولة اقناع حلفاءه بقبوله من جانب آخر، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الموازنة بين "قبول مقترح بايدن" وبين "تجنب انهيار حكومته"، وفق ما ذكره مختصون لموقع "الحرة".ويعتقد المسؤولون كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، مستعدين في أواخر شهر مايو للتوقيع على مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الرهائن مع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وسوف يتبع ذلك مفاوضات إضافية بشأن التسوية والتوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار".
وقال كوبرفاسر: "لقد تم الانتهاء من الأمر في رفح الآن لجميع الأغراض العملية، ويمكنهم البدء في مناقشة ما يعنيه بالنسبة لصفقة الرهائن".
نتانياهو و"الأسئلة الثلاثة".. متى تنتهي حرب غزة؟ مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس منذ نحو 8 أشهر، تطرح تساؤلات عن موعد وكيفية انتهائها، والسيناريوهات المتوقعة لحكم قطاع غزة بعد الحرب. تحقيق أهداف الحرب؟قال المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير المطلع على عمليات رفح إن الفرقة 162 التي نفذت الهجوم حققت تقدما كبيرا في الأهداف الرئيسية الثلاثة لإسرائيل في المنطقة وهي "مهاجمة آخر كتائب حماس، وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، وقطع إمداداتها من الأسلحة القادمة عبر الأنفاق من مصر".
وأوضح المسؤول أن القتال ضد عناصر حماس "كان أكثر كثافة" في رفح منه في مناطق أخرى، بما في ذلك مدينة غزة.
وأشار إلى أن "وحدات حماس في أقصى الجنوب كان أمامها أشهر للاستعداد وتعلمت دروسا من تكتيكات الجيش الإسرائيلي المستخدمة في أماكن أخرى".
لكن المسؤول قال إن الإسرائيليين تكيفوا أيضا، واستهدفوا الغارات بشكل أكثر دقة واعتمدوا بشكل أقل على القصف الجوي.
وقال المسؤول: "لقد تعلمنا أيضا.. ليست هناك حاجة للاستيلاء على كل مبنى وكل شارع في المدينة".
عسكريا أم أيديولوجيا؟.. معضلة تدمير حماس مرار وتكرار أكدت إسرائيل على هدفها الأول بالحرب في قطاع غزة، والمتمثل في "تدمير حركة حماس" المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، بينما يتجادل مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" حول سبل تحقيق ذلك في ظل اعتماد الحركة على "أيدلوجيا صعب القضاء عليها".لكن على جانب آخر، قال أمير أفيفي، وهو جنرال متقاعد ورئيس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي: "هذا ليس هجوماً واسع النطاق على رفح.. إذا كنت لا تريدهم أن يهربوا، عليك أن تحاصر المدينة وتهاجم من أكثر من جانب".
وأفيفي هو من بين أولئك الذين يقولون إن إسرائيل لا يمكنها إعلان النصر في رفح أو في غزة حتى يتم القبض على أو قتل يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر وزعيم حماس داخل القطاع.
وتسأل أفيفي:" كيف يمكنك القول إننا دمرنا حماس إذا لم نصل إلى قيادتها؟".
عسكريا وسياسيا.. من هم بدائل يحيى السنوار في غزة؟ أثارت التصريحات الإسرائيلية التي أشارت إلى أن حركة حماس، المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى، تبحث عن بديل لقائدها في غزة، يحيى السنوار، عدة تساؤلات عن من هم "بدائل مهندس هجوم ٧ أكتوبر"، ومدى إمكانية توقف الحرب إذا حدث هذا التغيير، وهو ما يكشفه مختصون تحدث معهم موقع "الحرة"واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 37372 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی واشنطن بوست قطاع غزة فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
باحث: ترامب يتحالف مع متطرفي إسرائيل ويصب الزيت على النار في المنطقة
شدد مقال نشره موقع "انترناشونال بوليسي دايجست" على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحالف مع المتطرفين في دولة الاحتلال الإسرائيلي ويدعم أحلامهم بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وذلك بعد دعوته إلى تهجير أهالي قطاع غزة.
وقال الباحث في الشؤون الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، جيمس دورسي، إن ترامب يقوم بصب الكاز على حرائق الشرق الأوسط.
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، على أن ترامب ألقى مرة أخرى قنبلة يدوية على التوازن الدقيق في سياسة الشرق الأوسط، ودعا بشكل علني لنقل 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى مصر والأردن. وبإعلانه عن هذا، فهو يخاطر بقلب العلاقات الأمريكية مع السعودية وغيرها من الشركاء الإقليميين الرئيسيين وتأجيج التوترات في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وربما تفكيك مفاوضات وقف إطلاق النار الهشة في غزة.
وأشار دورسي أن تصريحات ترامب، التي أدلى بها بطريقته التي تستند على فكرة المعاملاتية والصفقات، أرسلت موجات صدمة عبر المنطقة. فتأييده التهجير الجماعي للفلسطينيين يتماشى مع الطموحات التي تؤمن بها الجماعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل، ومع ذلك فإنه يهدد بزعزعة استقرار الأنظمة الاستبدادية وتعقيد المرحلة الانتقالية لما بعد الأسد في سوريا وتمكين الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس في وقت تتضاءل فيه نفوذهما.
وضاعف ترامب من تأثير كلماته، عندما رفع في الوقت نفسه التعليق الذي فرضته إدارة بايدن على مبيعات القنابل التي تزن الواحدة منها 2,000 رطل إلى إسرائيل واستثناها من تعليق المساعدات الخارجية الأمريكية الذي أعلنه لمدة 90 يوما ودعم تأخير إسرائيل الانسحاب من لبنان، وهي خطوات تشجع بشكل جماعي المتشددين الإسرائيليين وتزيد من تنفير العالم العربي.
وأوضح الكاتب أن الأمر الأكثر إلحاحا هي أن تصريحات ترامب تعرض الحملة الهادئة التي تقودها السعودية لدفع الولايات المتحدة نحو دعم الدولة الفلسطينية كجزء من صفقة أوسع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل للخطر. وبالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان من المفترض أن تكون هذه لعبة دبلوماسية كبرى: الاستفادة من تفضيل ترامب للمفاوضات عالية التكلفة لاستخراج دولة فلسطينية في مقابل التطبيع السعودي الإسرائيلي.
ولكن ترامب، وفقا للمقال، حطم هذه الآمال وتحالف بشكل كامل مع حلفاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من القوميين المتطرفين حتى أنهم ربما لم يحلموا بمثل هذا الدعم الصريح. ورغم أن نتنياهو نفسه تجنب التأييد العلني للطرد الجماعي للفلسطينيين، مدركا تماما للعاصفة الجيوسياسية التي قد يشعلها ذلك، فقد اندفع ترامب إلى الأمام.
وفي حديثه إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب: "أنت تتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن فقط نقوم بتطهير هذا الشيء بالكامل... لا أدري، لابد أن يحدث شيء ما، ولكن (غزة) هي حرفيا موقع هدم الآن. لقد هدم كل شيء تقريبا، والناس يموتون هناك، لذلك أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية ونبني مساكن في موقع مختلف حيث أعتقد أنهم قد يعيشون فيه بسلام للتغيير".
وزاد ترامب من مخاوف الفلسطينيين من الترحيل القسري الذي وضعه على الطاولة، بقوله إن الترحيل المحتمل في الدول العربية "قد يكون مؤقتا" أو "قد يكون طويل الأمد". وزعم ترامب أنه أثار الفكرة مع الملك الأردني عبد الله الثاني وكان ينوي مناقشتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقد رفضت الدولتان منذ فترة طويلة أي خطة من هذا القبيل، لإدراكهما التام أن التواطؤ في طرد الفلسطينيين من شأنه أن يجعلهما منبوذتين في العالم العربي. بالنسبة للفلسطينيين، يستحضر الاقتراح صدمة نكبة عام 1948، عندما تم تهجير حوالي 750,000 فلسطينيا قسرا. ولا يريد أي زعيم عربي أن يرتبط بما قد ينظر إليه على أنه تكرار حديث لتلك الكارثة، حسب المقال.
وقبل أيام قليلة من تصريحاته المذهلة، حدد ترامب سعرا لزيارة محتملة إلى السعودية من 450 مليار دولار إلى 500 مليار دولار من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته.
وسارع محمد بن سلمان، الحريص على الحفاظ على انتباه ترامب، إلى التعهد بمبلغ 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات - متجاوزا طلب ترامب. لكن ترامب، صانع الصفقات دائما، رفع الرهان على الفور، داعيا السعودية إلى "إكمال" التعهد ورفعه إلى تريليون دولارا.
ومع ذلك، من خلال الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين، ربما يكون ترامب قد نسف الزيارة التي كان من الممكن أن تختم تطلعاته المالية.
وقال الكاتب إن موقف ترامب يقوض رؤية ولي العهد السعودي على المدى الطويل: وهي صفقة كبرى يكون فيها التطبيع السعودي الإسرائيلي مشروطا بإقامة الدولة الفلسطينية. وعلى النقيض من ذلك، فموقف ترامب يدفن فعليا حل الدولتين ويخاطر بزيادة تطرف الرأي العام العربي والإسلامي ويعزز الأصوات التي تزعم أن الدبلوماسية مع إسرائيل غير مجدية.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة في سبع دول عربية، بما فيها فلسطين، إلى أنه على الرغم من أهوال حرب غزة، لا يزال هناك استعداد هش لقبول دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
ووجد استطلاع آخر للرأي أجري بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، أن الأغلبية لا تزال تفضل الحل التفاوضي للصراع. وسجلت هذه النتائج قبل تصريحات ترامب الأخيرة. وإذا ما ترجمت تصريحاته إلى سياسات، فقد يؤدي ذلك إلى محو ما تبقى من أمل ضئيل للدبلوماسية، حسب المقال.
ويشير رئيس المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي إلى أن القضية الفلسطينية تجاوزت الآن التضامن العربي والإسلامي وأصبحت قضية حقوق إنسان عالمية. وتشير الاحتجاجات العالمية ضد حرب غزة والإجراءات القانونية الدولية التي تستهدف إسرائيل والعزلة الدبلوماسية المتزايدة التي تعيشها إلى ديناميكية متغيرة.
وقال البرغوثي: "لو وافقت كل الدول العربية التطبيع مع إسرائيل، فإن هذا لن يوقف النضال الفلسطيني. لن نتوقف فليس هناك الكثير لنخسره".
وفي الوقت نفسه، تستغل حماس المد والجزر المتغير لصالحها. في نهاية الأسبوع الماضي، نظمت المجموعة بعناية استعراضا للقوة في ميدان فلسطين بمدينة غزة، ونظمت تسليم أربعة جنديات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر الدولي. وتم تصميم العرض المنسق للغاية - والذي يضم مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في زي عسكري أنيق ومسلحين بأسلحة آلية، ويتحركون في مركبات جيدة الصيانة، لمواجهة رواية إسرائيل بأن المجموعة على وشك الانهيار.
وقال دورسي إن قدرة حماس على تنفيذ مثل هذه المناورة العلنية تؤكد على حقيقة قاتمة: إن جهود إسرائيل للقضاء على الجماعة كانت، في أحسن الأحوال، غير مكتملة. وحذر الصحافي الإسرائيلي عاموس هرئيل، في مقال كتبه في صحيفة "هآرتس"، من أن اتفاق وقف إطلاق النار الجاري لا يعمل إلا على تسريع عودة حماس إلى الظهور.
وقال إن "تنفيذ اتفاق [وقف إطلاق النار] لا يعمل إلا على تعزيز حماس في الوقت الحاضر وتسريع استيلائها المتجدد على القطاع، كما بدأ الوضع يخدم بشكل غير مباشر استعادة قوتها العسكرية".
وأشار كاتب المقال ن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل وقف إطلاق النار أظهرت أن شعبية حماس انخفضت إلى 17% فقط في غزة والضفة الغربية. ولكن تأييد ترامب لطرد الفلسطينيين قد يغير ذلك. فمن خلال تعزيز التصور بأن الدبلوماسية غير مجدية، قد يدفع ترامب عن غير قصد المزيد من الفلسطينيين نحو تأييد نهج حماس المسلح.
ولم يتردد دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، في الحديث عن العواقب، قائلا إن "ترامب يشعل حرائق الشرق الأوسط، فدعم الطرد يغذي خيالات نتنياهو ولكنه السيناريو الأسوأ في المنطقة. إن الأمور ستتجه نحو الأسوأ من هنا إذا أصر ترامب. إنني أشعر بالرجفة إزاء ما قد ينتظرنا في المستقبل".
وإذا كان التاريخ دليلا، فتصريحات ترامب، مهما كانت غير رسمية، قد تخلف عواقب وخيمة ودائمة، وفقا للمقال. فمن خلال الانحياز بشكل لا لبس فيه إلى الأصوات الأكثر تطرفا في دولة الاحتلال، فإنه لا يصب الزيت على النار في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المشتعل بالفعل فحسب، ولكنه يعيد تشكيل الحسابات الجيوسياسية لمنطقة بأكملها. والآن بدأت النيران في الاشتعال.