تسبب في وفاة مئات الحجاج.. ما هو “الإجهاد الحراري”؟
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
قضى ما لا يقل عن 550 حاجا خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، لأسباب مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة والإجهاد الحراري، فما هي تلك الحالة؟ وكيف يمكن أن تكون “قاتلة”؟
الإنهاك أو “الإجهاد” الحراري، هي حالة تحدث عند تعرض الجسم للحرارة الزائدة.
ويحدث “الإنهاك الحراري”، عندما تزداد حرارة الجسم بصورة بالغة بسبب الطقس الحار؛ حيث يشعر المصاب بالتعب والضعف، والدُّوَار، والصداع، أو زيادة وسرعة في ضربات القلب، وقد يحدث له الجفاف ونقص كمية البول بعد التعرض للحرارة المرتفعة، وفق وزارة الصحة السعودية.
وقد يكون الإنهاك الحراري ناتجا عن فقد الجسم كمية كبيرة من الماء أو الأملاح، ويحدث ذلك عادةً بسبب التعرق المفرط أو الإصابة بالجفاف، وفق “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
ويمكن أن يبدأ فجأة أو يتطور بمرور الوقت، ويحدث عادةً بعد العمل أو ممارسة الرياضة أو اللعب في الطقس الحار.
وقد تشمل أعراض “الإجهاد الحراري”، التعرق بغزارة وتسارع نبضات القلب، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة، وأخفها التقلصات الحرارية وأشدها ضربة الشمس، وفق موقع “مايو كلينك”.
تشمل أسباب الإنهاك الحراري التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع في درجة الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاق.
ويحدث “الإجهاد الحراري” عندما يفشل الجسم في التحكم في درجة حرارته الداخلية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وينتج عن حرارة الجسم المقترنة بحرارة البيئة المحيطة ما يسمى بدرجة الحرارة الداخلية للجسم.
يحتاج الجسم إلى تنظيم اكتساب الحرارة في الطقس الحار أو فقدان الحرارة في الطقس البارد للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية الطبيعية بالنسبة إليك.
ومتوسط درجة الحرارة الداخلية للجسم هو 37 درجة مئوية.
في الطقس الحار، يبرد الجسم نفسه بشكل أساسي عن طريق التعرق، وينظم تبخر العرق درجة حرارة الجسم.
ولكن عندما تمارس التمارين الرياضية بقوة أو تُجهِد نفسك في الطقس الحار والرطب، تقل قدرة الجسم على تبريد نفسه بكفاءة.
يعد الإجهاد الحراري السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأمراض الكامنة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والصحة العقلية والربو، وفق “منظمة الصحة العالمية”.
ويمكن أن يزيد “الإجهاد الحراري” من خطر الحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية.
وفي حالة عدم علاجه، قد يؤدي “الإنهاك الحراري” إلى الإصابة بضربة الشمس والتي “قد تُسبب الوفاة”.
وتحدث الوفاة بسبب “ضربة الشمس” عند وصول درجة حرارة وسط الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أعلى.
يتزايد عدد الأشخاص المعرضين للحرارة الشديدة بشكل كبير بسبب تغير المناخ في جميع مناطق العالم.
وزادت الوفيات المرتبطة بالحرارة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بنسبة 85 بالمئة تقريبا حول العالم، حسبما تشير “منظمة الصحة العالمية”.
بين عامي 2000 و2019، تظهر الدراسات أن ما يقرب من 489000 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة تحدث كل عام، 45 بالمئة منها في آسيا و36 بالمئة في أوروبا.
وفي أوروبا وحدها، في صيف عام 2022، حدث ما يقدر بنحو 61672 حالة وفاة زائدة مرتبطة بالحرارة.
وسوف يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة موجات الحر، وسوف يتطلب الأمر تطوير مجموعة من التدابير، بما في ذلك تحسين الإسكان، وإدارة الأمراض المزمنة، والرعاية المؤسسية للمسنين والضعفاء، للحد من التأثيرات الصحية، وفق “معاهد الصحة الوطنية”.
والإثنين، بلغت الحرارة 51.8 درجة مئوية في مكة المكرمة، بحسب المركز الوطني السعودي للأرصاد.
ويتأثر الحج بشكل متزايد بتغير المناخ، وفق دراسة سعودية نشرت الشهر الماضي قالت إن درجات الحرارة في المنطقة التي يتم فيها أداء الشعائر ترتفع بنسبة 0,4 درجة مئوية كل عقد.
خلصت دراسة أجرتها جورنال أوف ترافل آند ميديسين في 2024 إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يتخطى ما تتحسب له استراتيجيات التعامل مع الحرارة.
وقالت دراسة أجرتها جيوفيزيكال ريسيرش ليترز في 2019 إنه مع ارتفاع درجات الحرارة في السعودية بسبب تغير المناخ، فإن الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج سيواجهون “خطرا شديدا”.
وشارك في موسم الحج هذا العام نحو 1.8 مليون حاج، منهم 1.6 مليون من الخارج، بحسب السلطات السعودية.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الإنهاک الحراری الإجهاد الحراری فی الطقس الحار درجات الحرارة درجة الحرارة الحرارة فی درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
الفلفل الحار علاجاً للآلام العصبية؟
الجديد برس|
تعدّ الآلام العصبية من أصعب الحالات التي تواجه الطب الحديث، إذ يعيش المرضى مع إحساس دائم بالحرق أو الوخز الذي يعوق حياتهم اليومية. في خطوة مبتكرة، قدم الأطباء استخدام الكابسيسين، المستخلص من الفلفل الحار، كحل جديد لهذه المشكلة المزمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «تاغيس تسايتونغ» الألمانية.
آلية العلاج: الألم يعالج الألم!
تُستخدم لاصقات تحتوي على نسبة مركزة من الكابسيسين (8%) توضع على المنطقة المصابة لمدة تراوح بين 30 إلى 60 دقيقة. خلال الجلسة، يعاني المريض إحساساً حارقاً يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. لكن هذا الألم المؤقت يؤدي إلى «إرهاق» الأعصاب الحسية، ما يقلل من حساسيتها للألم بشكل ملحوظ.
أحد المرضى الذين خضعوا للعلاج وصف تجربته قائلاً: «شعرت وكأنني أضع صلصة الفلفل الحار على جرح مفتوح، لكن بعد الجلسة، تحسنت حالتي بشكل كبير وتمكنت من تقليل استخدام المسكنات».
نتائج تدوم طويلاً
أظهرت الدراسات أنّ تأثير العلاج يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار الجلسات عند الحاجة. كما يتيح هذا العلاج تقليل الاعتماد على المسكنات التقليدية التي غالباً ما تسبب آثاراً جانبية.
تحديات أمام الانتشار
رغم النتائج الواعدة، لا يزال العلاج بالكابسيسين غير واسع الانتشار بسبب نقص الوعي العام به والحاجة إلى تجهيزات طبية خاصة للإشراف على الجلسات. كما يمكن أن يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم بسبب شدة الألم خلال الجلسة.
إعادة التفكير في علاج الألم
يمثّل العلاج بالكابسيسين خطوة جديدة في مكافحة الآلام المزمنة، حيث يعتمد على خصائص الفلفل الحار لتحسين حياة المرضى. وبينما قد تكون البداية صعبة بسبب الألم المؤقت، فإن النتائج طويلة الأمد تجعل هذا العلاج حلاً واعداً للكثيرين.