الأزهر للفتوى: النبي أمرنا بصيانة المرأة وتكريمها
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن سيدنا رسول الله ثلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع: «..أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ..»، [أخرجه الترمذي].
وعند مسلم: «..فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ.
أوضح الأزهر للفتوى، أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بهذه الوصية الغالية أن يحفظ المجتمع كله بصيانة المرأة وتكريمها؛ فهي شقيقة الرجل، وقوام الأسرة المسلمة؛ لهذا خصَّها صلى الله عليه وسلم بالوصية في خطبة الوداع، أكبر وأعرق محفل إسلامي يخص عبادة من أعتق وأعظم العبادات على مر التاريخ.
نظرة الإسلام الراقية للمرأة وللعلاقة الأسريوتابع الأزهر للفتوى: ففي هذه الوصية بيّن النبي صلى الله عليه وسلم نظرة الإسلام الراقية للمرأة، وللعلاقة الأسرية التي اعتبارها آية ونعمة تستوجب الشكر.
وأردف: فذكَّر الأزواج بأن نساءهم أمانات عندهم، وحق الأمانة هو حفظها وصيانتها والقيام على مصالحها، ورَبَط النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته بين المرأة وتقوى الله سبحانه، والتقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.
وقول سيدنا رسول الله: «وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» يدل على أن الميثاق الذي أُحلَّت به علاقة الزوج بزوجته هو ميثاق عظيم غليظ؛ ينبغي أن تكون معاملة الرجل امرأته وحسْن عشرتها على قدر غِلَظ وعِظَم هذا الميثاق.
واختتم الأزهر للفتوى قائلًا: كل هذه أمور أصَّلها الإسلام في نفوس أتباعه، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة وداعه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الأزهر العالمي للفتوى رسول الله خطبة الوداع المراة الأزواج صلى الله علیه وسلم الأزهر للفتوى
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي خطبة الجمعة بمركز المنهاج الإسلامي في أولى فعاليات زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهانجن بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، أكد خلالها أن الإسلام يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين أو عرق أو جنس أو لغة، وهو منهج طالما أكد عليه الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء، ولعل جولات الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب في الشرق والغرب تعكس هذه الرؤية فقد دافع فضيلته مرارا وتكرارا عن قيم العدل والتسامح وقبول الآخر التي تقرها شريعتنا السمحاء.
حضر خطبة الجمعة السفير محمد كريم شريف نائب السفير، والمستشار بوزارة الخارجية أحمد أبو المجد، و أشرف رفعت مسؤول البروتوكولات في السفارة المصرية بالدنمارك.
وأكد الأمين العام خلال خطبة الجمعة أنه من فروض العدالة التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها تمثل قضية أمة هي القضية الفلسطينية وهي قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم، وكل محاولة لتهجير أهلها وإجبارهم على ترك وطنهم جريمة وحشية، وانتهاك واضح لإنسانيتهم وكرامتهم، ينبغي أن يقف ضده عقلاء العالم وأحراره.
القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم.
وتابع الجندي إنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ولذا فإن الأزهر الشريف يدعم المواقف الإنسانية المنصفة التي يتبناها المسلمين وغير المسلمين في الغرب والشرق، إذ هو منارة التسامح والاعتدال، وهو بذلك ينطلق من منطلقات الإسلام الذي يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين، أو عرق، أو جنس، أو لغة، فممارسة التمييز والتحيز يتنافى وتعاليم الإسلام التي تقوم على العدالة بين جميع البشر، والتأكيد على أن التفاضل الوحيد بين الناس يكون بالتقوى والعمل الصالح، كما يعد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، امتدادًا لهذا الإرث العريق، وقد عرف عنه منذ توليه المشيخة، دفاعه الشجاع عن الإسلام وقيمه، مع التأكيد على مبادئ العدل والتسامح وقبول الآخر، ورفض الظلم والاضطهاد.
وأوضح الأمين العام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسس الحضارة الإسلامية على التعايش وقبول الآخر، وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسس المتينة لهذا النهج القويم، ولا يزال التعايش وقبول الآخر من القيم الأساسية التي يجب أن تحكم علاقات المسلمين بغيرهم في العصر الحديث، فالعالم اليوم أحوج ما يكون إلى الحوار والتفاهم، وإلى نبذ العنف والتعصب، وإلى العمل المشترك من أجل تحقيق السلام والازدهار للجميع.
واستطرد قائلًا إن الحرية الدينية في الإسلام قائمة على كفالة حق الآخر في إقامة شعائر دينه، وعدم ازداء معتقده ومقدساته، واحترام مشاعره، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمبادئ عظيمة ترسخ لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة، وتحترم معتقدات الآخرين وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، يقول الله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"، والفكر الإسلامي ينظر إلى الحرية الدينية من باب المسؤولية الاجتماعية وليس من باب الحريات الفردية فقط، وهو باب أكثر سعة ورحابة.
وأشار إلى أنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، إذ المسلمون في المجتمعات الغربية يواجهون بعض التحديات التي لا يواجهها المسلمون في البلدان الإسلامية، لذلك راعت الشريعة الظروف الخاصة لهذه الفئة من خلال فقه خاص يساعدهم على الاندماج في هذه المجتمعات مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، كما أنه لا يوجد تعارض بين تعايش المسلم بفاعلية في مجتمعه، وبين الحفاظ على هويته الإسلامية الأصيلة وتربية أبنائه على تعاليم الدين الحنيف، بل يمكن الجمع بين هذه الجوانب بتوازن وحكمة، مع مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية، إذ الإسلام يحث المسلم على أن يكون فاعلًا وإيجابيًّا في مجتمعه، وأن يسهم في بنائه وتطويره في مختلف المجالات.