رغم ما بذلته دعاية الاحتلال من سردية كاذبة تهدف إلى مساواة المقاومة الفلسطينية بالحقبة النازية، فإن الإخفاق الذي واكبها وصل إلى ذروته بعدم توجيه الدعوة للاحتلال لحضور الاحتفالات التي تشهدها ألمانيا هذه الأيام للإطاحة بالعهد النازي، ما أفسح المجال لبث خيبة الأمل في الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية.



عراد نير مراسل الشؤون الدولية في القناة 12 العبرية، ذكر أن "اجتماع زعماء العالم نهاية الأسبوع على شواطئ نورماندي على الجانب الأوروبي من القناة التي تفصل بريطانيا عن فرنسا، جاء لإحياء الذكرى الثمانين لغزو قوات التحالف في 6 يونيو 1944، وهي العملية العسكرية الأبرز في تاريخ الحرب العالمية الثانية، ما أسهم في تغيير اتجاهها، وإخضاع الغزو النازي. وقد التقى هذا العام على هامش الاحتفالات الرئيس جو بايدن برئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، دون دعوة ضيفين لافتين، وهما فلاديمير بوتين رئيس روسيا، ويتسحاق هرتسوغ رئيس دولة الاحتلال، وغني عن القول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تتم دعوته أيضًا".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "كان يمكن أن يكون وجود أحدهما هناك سيعطي للكثيرين حول العالم منظورًا مختلفًا للحرب التي يخوضها الاحتلال اليوم في غزة، تحقيقا لمزاعم الاحتلال بمقارنة حماس بالنازيين، لكن من المؤسف أن القادة الإسرائيليين لم يتواجدوا في ذلك الاحتفال، وهو مصدر خيبة أمل كبيرة".

يهودا شاروني الكاتب في موقع واللا، أكد أن "مقاطعة دولة الاحتلال وصلت بالفعل، وهي في طريقها لتصبح روسيا المنبوذة من قبل العديد من دول العالم، ما يجعلها غير قادرة على التعامل مع المقاطعة العالمية الآخذة في الاتساع، وتمثلت آخرها في إعلان حكومة المالديف حظراً على دخول الإسرائيليين إليها، لأننا أصبحنا بالنسبة لهم ضيوفاً غير مرغوب فيهم، وصولا إلى إعلان سلسلة مطاعم Pret A Manger الدولية، التي كان يفترض أن تعمل في إسرائيل، ولها 40 فرعا، عن إلغاء ترخيص صاحب الامتياز بسبب الحرب على غزة، قبل سلسلة مطاعم ماكدونالدز السويسرية التي انسحبت جزئيًا من إسرائيل".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تمدد المقاطعة وصل إلى حدّ إعلان بعض السلاسل الدولية مثل "نستله" السويسرية التي جاءت هنا بعد اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، لكن الغريب أن ذات العاصمة أوسلو تحولت من عاصمة صديقة إلى بؤرة تركيز بسبب هجمات نشطاء المقاطعة، مع أن الأمر لم يعد يقتصر على مقاطعة العلامات التجارية العالمية للأغذية، أو ماركات الأزياء أو العلامات التجارية الخاصة، بل وصل الأمر الى حدّ إعلان معرض الأسلحة الدولي يوروساتوري في باريس عن حظر مشاركة الشركات الإسرائيلية، ما يعدّ ضربة لعشرات الشركات الناشئة نتيجة الحرب في غزة".

وأكد أن "شركة النفط الوطنية في أبو ظبي ألغت خطتها لشراء 50% من مشروع نيو ميد بالشراكة مع شركة بريتيش بتروليوم، مما يشكل ضررا مباشرا على قطاع الطاقة الإسرائيلي، وليس من الواضح عدد الشركات العالمية التي ستستجيب لطلب وزارة الطاقة طرح مناقصة لتوزيع تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في دولة الاحتلال، وكل ذلك سيلقي بأضراره على اقتصادها الكلي، ويزيد من تكاليف المعيشة".


فضلا عن ما تقدم، فإن الغريب في تطورات حركة المقاطعة أن تمدّدها يمر فوق رؤوس وزراء حكومة الاحتلال دون طرح نقاش جدي في وزارتي الاقتصاد والمالية حول عواقبها الوخيمة، ولا يسألون ما الذي يمكن فعله، وما إذا كان من الممكن مساعدة الأعمال التي تتم مقاطعتها، وما الخطوات العملية التي يجب اتخاذها لمنع تفاقم الوضع، على العكس من ذلك فإن سلوك نتنياهو المنشغل بقضايا وجودية تخصّه بشكل مباشر يفسح المجال لأن "تحترق" الدولة، التي تفشل فعلياً في المجال الأمني والعسكري، ويمتد فشلها إلى عقم التعامل مع تبعات حركة المقاطعة الدولية المتصاعدة، وما تسفر عنه من تدهور تكاليف المعيشة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال المقاومة الفلسطينية المقاطعة المانيا الاحتلال المقاطعة المقاومة الفلسطينية الحقبة النازية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تظاهرة غاضبة تجوب شوارع عمّان

عمّان - صفا

انطلقت مسيرات تضامنية حاشدة في أغلب المدن الأردنية بعد صلاة الجمعة، دعماً لقطاع غزة، ومنددة بالعدوان المستمر على فلسطين، وما يرتكبه الاحتلال من مجازر بحق أهل شمال غزة، ورافضين لسياسات الاحتلال بضم الضفة الغربية.

ونظّم الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، بالتعاون مع الحركة الإسلامية وفعاليات شعبية وحزبية، مسيرات انطلقت من أمام المسجد الحسيني في وسط العاصمة الأردنية عمّان ومدينة الزرقاء ومدن أخرى مثل جرش والطفيلة ومعان وإربد بعد صلاة الجمعة حملت جميعها شعار "ضم الضفة الغربية إعلان حرب على الأردن".

وأكد المشاركون في المسيرات رفضهم لأي شكل من أشكال الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني، والذي تمثل وكالة "الأونروا" الشاهد الأخير عليه، معبرين عن استنكارهم للصمت العربي والدولي تجاه الجرائم المرتكبة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

مقالات مشابهة

  • تظاهرة غاضبة تجوب شوارع عمّان
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • محليات كفرالشيخ تزيل 35 إعلانًا بالحامول لعدم وجود ترخيص
  • سعود بن صقر: تبني أفضل الممارسات العالمية يتيح لنا رسم ملامح مستقبل أكثر تنوعاً
  • حاكم رأس الخيمة: التعاون مع قوانغدونغ الصينية يتيح رسم مستقبل أكثر تنوعاً وكفاءةً
  • حاكم رأس الخيمة يطلع على مسيرة التنمية المستدامة في قوانغدونغ الصينية
  • السوداني يدعو لعدم الالتفات إلى الشائعات التي تحاول إفشال التعداد بالعراق
  • إعلان حالة التأهب الجوي في عدة مقاطعات أوكرانية
  • كشف مضامين رسالة 4 قيادات عراقية نخبوية لأمريكا بشأن التهديدات الإسرائيلية
  • كشف مضامين رسالة 4 قيادات عراقية نخبوية لأمريكا بشأن التهديدات الإسرائيلية- عاجل