أزمات الاقتصاد في قلب منافسات انتخابات إيران الرئاسية
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تشتد الحملة الانتخابية، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في 28 من الشهر الجاري، بين المرشحين الستة المتنافسين الذين يختلفون حول إستراتيجية إنعاش الاقتصاد المتضرر من العقوبات الغربية المشددة.
وبدأ المنعرج الأخير للحملة مع أول مناظرة، من بين 5 مناظرات متلفزة، بين المرشحين الستة مساء الاثنين.
يأتي ذلك بعد فترة هدوء شابت حملة الانتخابات التي تم تنظيمها على عجل لاختيار خلف للرئيس إبراهيم رئيسي الذي قضى في تحطم مروحية في مايو/أيار الماضي.
وعلى مدى 4 ساعات، عرض المرشحون بالتفصيل حلولهم للمشاكل الاقتصادية، وهي الشغل الشاغل للناخبين الذين يواجه الكثير منهم صعوبات لتغطية نفقاتهم.
ويواجه الإيرانيون البالغ عددهم نحو 85 مليون نسمة تضخما مرتفعا يصل إلى 40%، وارتفاع معدلات البطالة وانخفاضا قياسيا في قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار.
ورغم ذلك، تشيد الحكومة بنسبة النمو الاقتصادي الجيدة الذي حققته بمستوى 5.7% خلال الـ12 شهرا المنتهية في مارس/آذار الماضي، وتتوقع تسجيل 8% لهذا العام بفضل زيادة صادرات المحروقات.
وقال المرشح رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف خلال المناظرة "أعد العمال والمتقاعدين بأننا سنعزز الاقتصاد" من أجل "مكافحة التضخم.. والحفاظ على قدرتهم الشرائية".
وفي غياب استطلاعات الرأي، يعتبر الخبراء هذا المحافظ أحد المرشحين الثلاثة الأوفر حظا في الانتخابات، مع سعيد جليلي المفاوض المحافظ السابق في الملف النووي، ومسعود بيزشكيان النائب عن تبريز (شمال غرب) ووزير الصحة السابق.
الإيرانيون على موعد مع انتخابات رئاسية جديدة (رويترز) رفع العقوباتوحظي مسعود بيزشكيان بدعم شخصيات بارزة معتدلة وإصلاحية، من بينها الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، المهندس الرئيسي للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الدولية الكبرى.
وخلال المناظرة المتلفزة، دعا 3 من المرشحين الستة، ومن بينهم قاليباف وبيزشكيان، إلى إعطاء الأولوية لرفع العقوبات التي تؤثر على الاقتصاد منذ انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق النووي عام 2018.
وتفرض واشنطن خصوصا حظرا على المنتجات البترولية وقطاعي الطيران والتعدين، كما تمنع استخدام الدولار في المعاملات التجارية مع إيران.
ورأى المرشح الإصلاحي أنه "من المستحيل تحقيق هدف النمو بنسبة 8%" من دون إعادة إرساء علاقات اقتصادية طبيعية "مع الدول الأخرى" ومنها الدول الغربية التي هجرت شركاتها إيران بالكامل في الأعوام الأخيرة.
وقدّر مرشح آخر، هو المحافظ أمير حسين غازي زاده هاشمي، حجم الاستثمارات المطلوبة بـ"250 مليار دولار"، خاصة لتحديث القطاعات الرئيسية لإنتاج النفط والغاز.
أزمة ورؤى
وقال رجل الدين الوحيد المرشح للانتخابات الرئاسية مصطفى بور محمدي إنه بسبب العقوبات "أصبحت التحويلات المالية مستحيلة، واقتصادنا متوقفا".
لكن بالنسبة لمنافسه علي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران المحسوب على التيار المحافظ المتشدد، فإن "مشاكل الاقتصاد الإيراني ليست مرتبطة بالعقوبات الأميركية القاسية"، واقترح "تعزيز استقلال البلاد"، لا سيما من خلال "التخلص من الدولار في الاقتصاد".
وخلال سنوات رئاسته الثلاث، اتبع إبراهيم رئيسي سياسة انفتاح "على الشرق"، لا سيما من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وروسيا، مع ترميم العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية.
في الوقت نفسه، استمرت العلاقات مع الدول الغربية في التدهور، خاصة منذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خبير: قمة العشرين تسلط الضوء على أزمات عالمية وتراجع التعاون الدولي
أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن قمة العشرين المنعقدة في البرازيل تسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه العالم في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن هذه التحديات تشمل قضايا كونية مثل تغير المناخ وجائحة كورونا، إضافة إلى أزمات سياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتوترات إقليمية أخرى.
وأوضح أن هذه المشكلات تعكس "وضعاً متدهوراً للنظام العالمي" الذي يعاني من حالة ضعف شديدة.
غياب العمل الجماعي الدوليوفي مداخلة هاتفية لبرنامج “الساعة 6” مع الإعلامية “عزة مصطفى” على قناة الحياة، انتقد الدكتور أحمد سيد، حالة التراجع في العمل الجماعي الدولي، مشيرا إلى أن الدول الكبرى لم تظهر التكاتف اللازم لمواجهة هذه التحديات.
ونوه بأن "الأنانية السياسية والاقتصادية" التي تتبعها هذه الدول ساهمت في تفاقم الأزمات العالمية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتعميق الفجوة بين الشمال والجنوب.
وأشار إلى أن قمة العشرين تأتي وسط أجواء مشحونة بالتوترات، معتبرا أنها فرصة لتحقيق تقدم ملموس إذا أسفرت عن مخرجات تليق بمستوى التحديات التي تواجه العالم.
السياسات الأمريكية وتأثيرها على النظام الاقتصادي الدوليوفي سياق متصل، استعرض الدكتور أحمد تأثير سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على النظام الاقتصادي العالمي، مشيرا إلى أن سياساته خلال فترة رئاسته الأولى، التي تضمنت الحماية الاقتصادية وفرض الحواجز الجمركية والحروب الاقتصادية، أثارت توترات واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وشركائها، بما في ذلك الصين وأوروبا.
واعتبر أن هذه السياسات ساهمت في تعميق التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم.
الرئيس السيسي ودور مصر في القمةتطرق الدكتور أحمد أيضاً إلى أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة، مشيراً إلى أنها ستتناول التشخيص الدقيق للتحديات التي تواجه الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بالفجوة الاقتصادية بين الشمال والجنوب.
وأوضح أن مصر تعبر عن مصالح الدول النامية وتتبنى نهج الاعتدال في التعامل مع التحديات العالمية، مشيراً إلى أهمية دورها في دعم جهود مواجهة تغير المناخ ومساعدة الدول الجنوبية على مواجهة هذه التحديات.
آمال كبيرة معلقة على القمةتأتي قمة العشرين وسط تطلعات لتحقيق توافق دولي يعزز من التعاون الجماعي في مواجهة الأزمات العالمية.
ويأمل المشاركون أن تسهم القمة في صياغة حلول عملية تعالج التفاوت الاقتصادي بين الدول وتقدم دعمًا حقيقيًا للدول النامية في ظل الأزمات الراهنة.