إسرائيلي درس مع ابنة جمال عبد الناصر يكشف تفاصيل اعتقاله داخل "أبو زعبل"
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
كشف عميل سابق للجيش الإسرائيلي لأول مرة عن عملية أسره على يد الأمن المصري في ستينيات القرن الماضي، وأدعى أنه تعرض للتعذيب داخل معتقله.
وقال عوفاديا يروشالمي، في مقابلة خاصة مع موقع " hidabroot" (هايدابروت) الإخباري الإسرائيلي، إنه تعرض لعمليات تعذيب وانتهاكات حتى خروجه من مصر.
ويقول عوفاديا يروشالمي: "كنت جالسا في منزلي في القاهرة عندما كاد طرق قوي لباب منزلي أن يكسره، فطويت الجريدة، ونهضت من الكرسي، ونظرت بخوف من خلال عدسة الباب وكان اثنان من عملاء المخابرات المصرية المسلحين ينتظرانني في الخارج".
وقال الموقع العبري إنه منذ اللحظة التي فتح فيها الباب حتى ترحيله من مصر عام 1969، مرت سنتان متتاليتان من التعذيب والانتهاكات. فقد تم إلقاؤه في سجن أبو زعبل، وهو أحد أكثر السجون وحشية في مصر، وحشره مع سجناء آخرين في زنزانة صغيرة ذات رائحة كريهة لأيام وليال.
وأضاف الموقع أن يروشالمي، 79 عامًا، من سكان مستوطنة "حولون"، كان من مواليد القاهرة.
وقال يروشالمي للموقع العبري: "كانت اليهودية المصرية من أقدم الطوائف اليهودية، لقد ازدهر مجتمع الطائفة واندمج في الحياة الاجتماعية والتجارية العامة، حتى عشية قيام إسرائيل - ثم انقلب كل شيء رأساً على عقب".
ودرس يروشالمي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتذكر ذلك خلال حديثه قائلا: "منى، ابنة الرئيس عبد الناصر، كانت تدرس معي في الفصل، لم يكن بيننا سوى السلام لا أكثر، وبعد أن أعلن والدها عام 1967 إغلاق مضيق تيران أمام مرور السفن الإسرائيلية - وهو الإعلان الذي أدى إلى اندلاع حرب الأيام الستة (التسمية العبرية لحرب عام 1967) - بدأت أصرح علناً أن علي أن أبعد نفسي عنها، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي جعلتني من بين جميع أفراد عائلتي الشخص الوحيد الذي تم اعتقاله".
ووفق موقع hidabroot ، مع اندلاع الحرب، بدأ النظام المصري سلسلة من الاعتقالات في صفوف العملاء اليهود في البلاد.
وعن صباح يوم اعتقاله الذي لن ينساه يروشالمي- وفق الموقع - قال يروشالمي: "كانت الساعة العاشرة صباحًا، عندما طرق رجلان من المخابرات المصرية باب منزلنا، في ذلك الوقت كنت في المنزل مع والدتي فقط، وطلب الاثنان مني أن أرافقهما، وذهبوا إلى مركز الشرطة للتأكد من هويتي، وكانت والدتي قلقة على مصيري وأرادت ترتيب حقيبة لي، لكنهم قالوا لها: إنها مسألة 5 دقائق فقط وسيعود إلى المنزل ".
وتابع: "أخذني رجال المخابرات إلى مركز الشرطة، وبدأ كبير الضباط باستجوابي، وطرح أسئلة لا تعد ولا تحصى عني وعن حي اليهود في منطقة الجمالية، محاولًا انتزاع معلومات مني، وأثناء التحقيق، أشعل سيجارة وقال لي: "بحلول الوقت الذي أنتهي فيه من التدخين، سيكون الجيش المصري قد وصل إلى تل أبيب"، لقد كنت في حالة صدمة كاملة"، حسب وصف يروشالمي.
واستطرد قائلا: "بعد ثلاثة أيام في مركز الشرطة، تم اعتقالي بوحشية ووضعي في شاحنة مفتوحة مع يهود آخرين، وبدأ السائق القيادة بسرعة نحو جهة مجهولة، سألت الشرطي إلى أين نتجه، فأجابني بهذه الكلمات: (سوف تكونون وقودًا للمدافع في قناة السويس، وحينها بدأ جميع اليهود يرتجفون من الخوف وبدأوا في الصراخ .. هذه لحظات لن أنساها أبدًا".
وتابع: "بعد رحلة طويلة ومرهقة، توقفت الشاحنة عند مدخل مركز احتجاز أبو زعبل الواقع على مشارف القاهرة.. لقد أرسلنا عبد الناصر لتلقي سلسلة من أعمال التعذيب المروع دون محاكمة، لمجرد أننا يهود، ثم تم إلقاؤنا، وكنا حوالي 72 يهوديا، في زنزانة لا يتجاوز حجمها 30 سم، وكان الاكتظاظ مروعا، وكل ليلة كان علينا أن نطوي أرجلنا لنستلقي للنوم".
وردا على سؤال هل عرفت عائلاتك أين أنت؟، أجاب يروشالمي: ""في الشهر الأول، لم يعرفوا على الإطلاق ما كان يحدث لنا وأين اختفينا، وخلال هذا الوقت، كان علينا الاكتفاء بمجموعة الملابس الوحيدة التي وصلنا بها إلى مركز الاحتجاز، وبدون الحد الأدنى من الملابس ومنتجات النظافة وأدوات العناية بالجسم. وفيما يتعلق بالأدوية والأطباء - بالطبع لم يكن هناك ما نتحدث عنه على الإطلاق. طلبنا من ضباط مركز الاحتجاز إحضار كراسي لكبار السن بيننا على الأقل، فرفضوا، ووعدنا مرات عديدة بأن يأتي إلينا ممثل من الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة، لكن لم يأت أحد".
وتابع وصوته يرتعش، وظهر عليه أن الانتهاكات الجسيمة تركته يعاني من صدمة شديدة – حسب وصف الموقع العبري - وراح يتذكر بعد صمت طويل: "كان الضباط يضربوننا بأحزمتهم حتى الموت، وفي بعض الأحيان كانوا ينشرون الرمال على الأرض، ويجبروننا على الزحف عليها مثل الثعابين، كان الألم شديدا للغاية، وانهار عدد لا بأس به من كبار السن".
وأضاف: "كان الطعام سيئًا للغاية، كل صباح كانوا يرمون لنا يخنة البازلاء، وفي فترة ما بعد الظهر الجبن الذي كان حامضًا لدرجة أن كان من المستحيل تناوله، وكل بضعة أيام كانوا يرمون لنا قطعة من اللحم لا يستطيع حتى الكلب أن يقترب منها ولكن لم يكن لدينا خيار، أكلنا كل شيء فقط من أجل البقاء."
وأضاف : "كان هناك ضابط يدعى عمر كان يقوم كل يوم بإخراج عدد من السجناء والتحقيق معهم بوحشية، وفي أحد الأيام أمسك بي وسألني أين أدرس، أجبته أنني درست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعد لحظة عانيت من الضرب طوال حياتي، فقد شك أنني عميل أمريكي أرسلت للتجسس في مصر"
ومن بين المعتقلين اليهود في سجن أبو زعبل، كان كبير حاخامات الإسكندرية، الحاخام يعقوب نفوسي زطال، وقال يروشالمي : "لقد حلق الضباط لحيته وضربوه بشدة".
وبحسب يروشالمي، فإن ضباط مركز الاحتجاز لم يقيدوهم دينياً، وعلاوة على ذلك، لم يكن لديهم كتب صلاة، وكان هناك عدد قليل من الذين يحفظون الصلاة بأكملها تقريبًا، والباقون ينضمون إليهم كل يوم.
وقال : "لن أنسى أبدًا كيف أنه عندما كنا نصل كل يوم لحضور صلاة الشما، كان علينا أن نقول كلمة (إسرائيل) بهدوء، كنا خائفين من أن يظن الضباط أننا ندعو لدولة إسرائيل لتأتي وتنقذنا، وهذا من شأنه أن يدفعهم إلى الإساءة إلينا أكثر، وكان هناك سجينان يهوديان يعتديان عليهما بشكل خاص: أحدهما اسمه إسرائيل، والثاني اسمه الأخير ديان - مثل اسم عائلة وزير الدفاع في ذلك الوقت موشيه ديان."
وأضاف: "كجزء من صفقة تبادل الأسرى، التي تمت بعد حرب الأيام الستة، أطلقت إسرائيل سراح 5500 أسير مصري مقابل إطلاق سراح أسرى من الجيش الإسرائيلي، وكان السجناء الآخرون الذين تم إطلاق سراحهم هم رجال "البرشا" - اليهود الذين تم القبض عليهم كجزء من عملية بدأتها المخابرات الإسرائيلية في مصر في أوائل الخمسينيات، وهي العملية التي فشلت حينها عندما كشفتها المخابرات المصرية.
وقال يروشالمي، لقد صرح وزير الدفاع في ذلك الوقت موشيه ديان أنه لا توجد أي صلة بين أسرى الجيش الإسرائيلي واليهود المصريين الذين تم اعتقالهم، وبالتالي لم يتدخل أي حزب سياسي في محاولة إطلاق سراحنا.
وأكد: "من ناحية أخرى، كان هناك العديد من العوامل الخارجية التي تدخلت، ولكن ليس على الجميع، فكان هناك ضغوط من بعض الدول الأجنبية على عبد الناصر للإفراج عن المعتقلين اليهود من حاملي الجنسيات الأجنبية، وعمل ممثل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على إطلاق سراح المعتقلين اليهود من دون جنسية".
وعن المواطنين اليهود الحاملين للجنسية المصرية؟، قال يروشالمي: "لقد أعلن عبد الناصر أنهم مواطنون مصريون وليس من حق الأمم المتحدة التدخل في هذا الأمر، ولمدة ثلاث سنوات متتالية تعفننا في المعتقل، ولم يطلق سراحنا إلا بعد تدخل فرنسا، وكان بطل الصفقة هو السفير الإسباني في مصر آنذاك أنجيل ساجاس، الذي تجاوز تعليمات وزارة الخارجية الإسبانية وأصدر مئات جوازات السفر الإسبانية للمعتقلين اليهود وعائلاتهم".
وبعد إطلاق سراحه المفاجئ، فر يروشالمي إلى مطار القاهرة حيث التقى بوالديه، وقال: "خططت للسفر إلى باريس، ومن هناك الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية،واستقبلتني الجالية اليهودية في باريس بحفاوة واستضافتني في أحد الفنادق لعدة أيام. وبدأت في هذه الأيام التخطيط لانتقالي إلى الولايات المتحدة والتنظيم لذلك، ولكن قبل انتقالي مباشرة، أرسلت الوكالة اليهودية ممثلًا عنها إلى باريس لإحضار اللاجئين المصريين إلى إسرائيل، والتقيت بالممثل واستمعت إليه محاضرة، وغيرت كل خططي، وكانت تلك لحظات مثيرة اتخذت فيها قرارًا بأنني لن أذهب إلى الولايات المتحدة بل سأهاجر إلى إسرائيل".
وعن عودته مرة أخرى لمصر قال يروشالمي: "لقد عد مرة أخرى قبل حرب يوم كيبور (حرب عام 1973) وتأقلمت في قاعدة بات يام، لقد وضعني الجيش الإسرئايلي أمام قناة السويس، ولو أن جنود الجيش المصري قبضوا علي لقتلوني على الفور".
وهناك شيء آخر تذكره عن العودة مرة أخرى إلى مصر، فقال يروشالمي: "العودة إلى مصر، هذه المرة كرئيس لمكتب الاقتصاد في القناة التلفزيونية الإسرائيلية العربية".
ويختتم حديثه قائلاً: "في أوائل الثمانينيات، تم إرسالي إلى مصر لتغطية معرض القاهرة الدولي للكتاب، لقد كانت تجربة إيجابية بالنسبة لي أن أعود إلى مصر بفخر بجواز سفر إسرائيلي، ليس كلاجئ، وليس كمعتقل، ولكن كمواطن في إسرائيل".
المصدر: hidabroot
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google عبد الناصر أبو زعبل کان هناک إلى مصر لم یکن فی مصر
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يكشف حقيقة ما يثار بشأن بيع بنك القاهرة.. مدبولي: هناك استشاري يقوم بعمل الفحص النافي للجهالة لتحديد قيمة البنك وتحديد النسبة التي سيتم طرحها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق مدبولي: توجيه من الرئيس بتشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع صياغة ورؤية مستقبلية واضحة للإعلام والدراما المصرية.. لن نقيد بأي حال من الأحوال حرية الإبداع والفكر
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، مُنوهاً إلى حضور وزير المالية للمؤتمر الصحفي اليوم، لعرض ما تم إنجازه على الأرض فيما يخص حزمة الحماية الاجتماعية التي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالبدء في تنفيذها قبل بداية العام المالي القادم، والتي سبق الإعلان عنها.
بدأ مدبولي حديثه، باستعراض أبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال هذا الأسبوع، قائلاً: كلنا تابعنا للأسف، تصاعد التوترات في المنطقة، والتصعيد الأخير الذي حدث في قطاع غزة، مع الغارات الجوية الإسرائيلية التي بدأت خلال اليومين الماضيين، مما أدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين من أهالينا في قطاع غزة، وهذا الموضوع يعد عودة مرة أخري للتوتر بعد الجهود الكبيرة جداً التي بُذلت والتي نجحنا من خلالها فى وقف إطلاق للنار لمدة شهرين نتيجة للوساطة المصرية القطرية الأمريكية، وبالتالي يمثل هذا الأمر تهديدا كبيرا جداً بعودة التصعيد داخل المنطقة.
وتابع قائلاً: شهدنا أيضاً، تحديداً في منطقة جنوب البحر الأحمر، الضربات الأمريكية للحوثيين في اليمن، والتي تلقي أيضاً ظلالا من عدم اليقين على الوضع في المنطقة بصفةً عامة، وفي هذا الأمر نود توضيح، أنه لن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا من خلال التهدئة والتفاوض، وهو ما نؤكد عليه مرةً أخرى، وأن الحلول العسكرية أثبتت كل التجارب أنها لا تكون حاسمة على الإطلاق لأي مشكلة أو صراع، ولنا عبرة فيما يحدث حولنا في العالم من صراعات، وبالتالي نأمل من كل الأطراف الاستجابة بمشيئة الله لكل النداءات المُطالبة بوقف إطلاق النار والعودة مرةً أخرى لما تم التوافق عليه من قبل، وتفعيل المراحل المُختلفة لعملية وقف إطلاق النار، تمهيداً للوصول إلي اتفاق دائم لعملية السلام والاستقرار، وتمكين تنفيذ خطة إعادة الإعمار الخاصة بقطاع غزة خلال المرحلة القادمة.
وفي سياق استعراض أبرز الأنشطة والفعاليات التي شهدها هذا الأسبوع، قال رئيس الوزراء: كان هناك فعاليات مهمة جداً لرئيس الجمهورية، سواء زيارته لأكاديمية الشرطة، وأيضاً حفل إفطار القوات المسلحة المصرية بالتزامن مع ذكري العاشر من رمضان، وكانت هناك رسائل مهمة جداً قالها الرئيس.
ولفت رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أفرد في حديثه خلال إفطار القوات المسلحة المصرية، مساحة مهمة لشرح موقف الاقتصاد المصري، وتناول عدداً من المؤشرات الإيجابية، التي تعكس بدء الأوضاع الاقتصادية في التحسن بصورة كبيرة، وذلك في إطار الحرص على أن يتم بصورة دائمة عرض الموقف الاقتصادي بمنتهى الوضوح.
واتصالاً بذلك، عرض رئيس الوزراء أبرز المؤشرات الاقتصادية الإيجابية الراهنة، مُشيراً إلى إتمام المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي، وبدء مُعدل التضخم في الانخفاض بصورة كبيرة، إلى جانب استقرار مُؤشر مديرى المشتريات لمدة شهرين متتالين في الجانب الإيجابي، فضلاً عن ارتفاع الاحتياطيات من النقد الأجنبي في البنك المركزي، وكذا التصاعد الذي تشهده تحويلات المصريين في الخارج، كما أشار إلى المؤشرات الايجابية التي تحققت لعوائد قطاعي الصادرات المصرية والسياحة، وكذا نسب التطور والنمو التي تتحقق في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث إن هناك حُلماً دائماً بأن تكون مركزاً اقتصادياً وصناعياً ولوجيستياً كبيراً، والذي يشهد التنفيذ بالفعل على الأرض، حيث تمثل مصر حالياً مركزاً إقليمياً لصناعة التعهيد، وصناعات تكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى اللقاء الذي تم اليوم مع الرئيس بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشهد استعراض تفاصيل مبادرة "الرواد الرقميون" Digilians، التي تهدف لتأهيل وتدريب الشباب في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، لافتاً إلى أنه من المقرر أن يعرض مع وزير الاتصالات تفاصيل هذه المبادرة المهمة، خلال المؤتمر الأسبوعي القادم، والتي يتبناها الرئيس وتدعمها الدولة، لتأهيل خريجين على أعلى مستوى في كافة قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اعتباراً من منتصف العام الحالي.
على جانب آخر، أكد مدبولي، أنه يتم العمل حالياً على تبسيط الإجراءات وتحسين مناخ الاستثمار، حيث يتم عقد جلسات للجان الاستشارية المختلفة، وشهد هذا الأسبوع تحديداً عقد لقاء مُجمع لوزراء المجموعة الاقتصادية لتبسيط الإجراءات فيما يخص إصدار الرخص والرسوم، وهناك خطوات سيتم الإعلان عنها تباعاً في هذا الصدد خلال الفترة القادمة.
ولفت إلى أنه يتم في ملف السياحة بحث سبل تبسيط الإجراءات فيما يخص إصدار الرخص السياحية، والرسوم الخاصة بهذا الشأن، مشيراً إلى أن هناك تكليفاً لوزير السياحة والآثار بسرعة عرض تصور كامل لهذا الموضوع خلال الأسابيع القادمة، من أجل إعلانه وتقديمه لقطاع السياحة، موضحا أن كل ذلك يتم بناء على الطلبات والمقترحات المقدمة من خلال اللجنة الاستشارية للتنمية السياحية، حيث يتم تلقي الأفكار التي تقدمها اللجان الاستشارية والعمل على تنفيذها كمسئولين تنفيذيين، وسيتم الإعلان تباعاً عن مجموعة من القرارات التنفيذية التي تستهدف حل المشاكل التي يعاني منها القطاع الخاص في تنفيذ مشروعاته خلال الفترة القادمة.
وتحدث مدبولي عن بدء اجتماعات اللجنة العليا لإعداد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؛ مشيرا إلى أنه تم عقد أولى جلسات اللجنة هذا الأسبوع، وستبدأ بصورة دورية كل خطوات هذا الملف المهم للغاية، بالتزامن مع تطوير المنطقة المحيطة والإعداد للاحتفالية خلال الفترة المقبلة.
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن أنه راجع مع وزيري الإسكان والمالية، موقف صندوق الإسكان الاجتماعي، مُنوهاً إلى أنه سيتم البدء في تنفيذ المبادرة التي وجه بها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عقب إجازة عيد الفطر مُباشرة، من خلال طرح 400 ألف وحدة سكنية جديدة خلال الفترة القادمة للفئات المختلفة من محدودي الدخل ومتوسطي الدخل، وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه المبادرة بعد انتهاء إجازة العيد مباشرة.
وقال : هناك موضوعان سأتحدث عنهما، الأول عما يثار حول بيع بنك القاهرة، لافتاً في هذا الأمر إلى أن الحكومة كانت قد أعلنت عن برنامج الطروحات، وبيّنا أن ضمن خطط الطرح هناك بنكان هما: المصرف المتحد، وبنك القاهرة، مُوضحاً أن ما يتم حاليا يتمثل في أن هناك استشارياً يقوم بعمل الفحص النافي للجهالة لبنك القاهرة، أي ما يعني تقييماً لبنك القاهرة لتحديد قيمته، أما ما أثير حول تقييمه بقيمة بمليار دولار، وأنه كان قد سبق تقييمه بأكثر من ذلك، فهو حديث عار تماما عن الصحة، وما يتم الآن هو تقييم للبنك بوضعه الحالي بعد مرور الوقت الذي تم فيه التقييم السابق؛ حيث يتم تحديث هذا التقييم في ضوء المستجدات الواقعة حاليا، وبناء على ذلك ستقوم الدولة والبنك المركزي بتحديد النسبة التي سيتم طرحها من هذا البنك؛ سواء كانت لمستثمر استراتيجي، أو طرح في البورصة، مُؤكداً أن هذا ما يتم الآن بكل وضوح.
وتطرق رئيس الوزراء إلى ما أثاره الرئيس، بشأن الموضوع الذي لمسناه من كل ردود أفعال الأسر المصرية، تعليقا على المسلسلات والأعمال الدرامية، التي تعرض في شهر رمضان الكريم، حيث لفت نظرنا جميعا أن هناك تعليقات عن أن الأعمال التي عرضت خلال الشهر لا تعبر بأي حال من الأحوال عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري الحقيقي، حيث يتم تصدير المشهد كما لو كان المجتمع المصري هو ما يظهر بتلك الأعمال، ولذا فهناك توجيه من فخامة الرئيس سنعمل على تنفيذه فورا، يتمثل في تشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع صياغة ورؤية مستقبلية واضحة للإعلام والدراما المصرية، بما يسهم في تعزيز رسائلها الإيجابية تجاه الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن هذه المجموعة ستضم كل الجهات المعنية بملف الإعلام والدراما في مصر، وهي وزارة الثقافة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، وكذلك الشركات المعنية بعملية الإنتاج ومنها الشركة المتحدة، بالإضافة إلى نخبة من المتخصصين في هذا المجال، وكذلك أساتذة الجامعات والكتاب والمؤلفين والمخرجين والمتخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس؛ حتى يتسنى وضع تصور علمي وموضوعي لمستقبل الدراما المصرية.
في هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن هذا الأمر لن يُقيد بأي حال من الأحوال حرية الإبداع والفكر، فليس هذا هو المقصود على الإطلاق، لكن كل ما ننشده أن تكون هناك دراما تُعبر عن الواقع المصري وتُعالج قضايا المجتمع بحرفية، وتُعزز القيم وتُكرس الانتماء للدولة المصرية، وتعكس الهوية الحضارية الحقيقية للمجتمع المصري، وهذا أمر اعتقد أننا سنكون جميعًا متفقون عليه.
واختتم حديثه قائلاً: أود أن أسترجع الأعمال شديدة التميز للدراما المصرية التي مضى عليها سنوات، وعندما نُشاهدها اليوم نتمنى إعادتها أكثر من مرة، وهذا هو هدفنا أن تظهر أعمال درامية على أعلى مستوى من التميز تعبر بصورة حقيقية عن المجتمع المصري، مُجددًا التأكيد أن هذا لن يصاحبه أي تقييد للفكر أو الإبداع، لكن لابد أن يكون هناك ثوابت أخلاقية وحضارية واضحة للدراما المصرية.