تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

علقت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إرسال شحنة قنابل كبيرة إلى إسرائيل قبل هجومها على رفح المكتظة بالسكان.

وقالت الصحيفة على بايدن إيقاف إرسال شحنة قنابل كبيرة إلى إسرائيل قبل هجومها على رفح المكتظة بالسكان.

 وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إن هذا الانتقاد من نتنياهو ووصفه للقرار في مقطع فيديو نُشر أمس الثلاثاء بأنه "لا يمكن تصوره" يهدف إلى استمالة الحلفاء اليمينيين والجمهوريين الأمريكيين قبل خطاب مقرر له أمام الكونجرس الأمريكي.

وقال نتنياهو -باللغة الإنجليزية في مقطع فيديو بث على منصة "إكس"- إنه أجرى "محادثة صريحة" مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول هذه القضية وأنه "من غير المعقول أن تقوم الإدارة في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل.. فإسرائيل، وهي أقرب حلفاء أمريكا، تقاتل من أجل حياتها وتقاتل ضد إيران وأعدائنا المشتركين الآخرين.. أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير".

وكان القرار الذي اتخذ في أبريل الماضي بحجب 2000 رطل من ذخائر الهجوم المباشر المشترك بمثابة تحول تاريخي في سياسة الولايات المتحدة المستمرة منذ عقود لتمويل وتزويد الأسلحة لأقرب حلفائها في المنطقة.. واعتبر ذلك بمثابة توبيخ حاد لسلوك الجيش الإسرائيلي في غزة حيث قُتل ما لا يقل عن 37 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن بايدن ما قال إنها خطة إسرائيلية من ثلاث مراحل للمساعدة في إنهاء الحرب في غزة، لكنه قال بعد أيام: "هناك كل الأسباب" التي تجعل الناس يستنتجون أن نتنياهو يطيل الحرب لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "من المعقول تقييم" أن إسرائيل استخدمت في بعض الأحيان أسلحة أمريكية بطريقة لا تتفق مع القانون الدولي.

وواجه نتنياهو انتقادات داخلية كبيرة لأنه يعرض علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة للخطر بسبب احتضانه لحلفاء التحالف اليميني المتطرف وكذلك بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة.. لكنه جعل أيضًا من تحدي البيت الأبيض منصة مركزية، حيث صور نفسه أمام قاعدته اليمينية على أنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد القادر على الوقوف في وجه رؤساء الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة "نادرًا ما تستخدم الولايات المتحدة قنابل بهذه القوة التدميرية كتلك التي تستخدمها إسرائيل في غزة، وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان حالات متعددة أسقط الجيش الإسرائيلي هذه القنابل على مناطق حضرية كثيفة شمال القطاع، مما أسفر عن مقتل العشرات".

وقال بايدن لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي عندما أعلن قرار حجب هذه الشحنة: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل والطرق الأخرى التي يستهدفون بها المراكز السكانية".

وقال الجيش الإسرائيلي بعد ذلك إنه استخدم قنابل أصغر عندما سيطر على رفح جنوب قطاع غزة والتي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين، لكن مسؤولين صحيين محليين قالوا إن غارة جوية في مايو الماضي استخدمت فيها ذخيرة زنة 17 كيلوجراما على منطقة مزدحمة في رفح أدت إلى مقتل 45 شخصا على الأقل بعد أن تسبب الانفجار في اندلاع حريق في الخيام المجاورة.

وفي حديثه بعد وقت قصير من نشر فيديو نتنياهو، قال بلينكن إنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال رحلته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي أن واشنطن تعمل على تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تحتاجها لكنه رفض تقديم تفاصيل.

وأضاف أنه في حين أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة إسرائيل على مواجهة التهديدات المختلفة خارج قطاع غزة، إلا أن واشنطن لا تزال تشعر بالقلق إزاء استخدام القنابل الكبيرة في المناطق المكتظة بالسكان.

وقال "نواصل مراجعة إحدى الشحنات التي تحدث عنها الرئيس بايدن تتعلق بالقنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل بسبب مخاوفنا بشأن استخدامها.. لكن كل شيء آخر يمضي كالمعتاد.. من منظور التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد هذه التحديات المتعددة".

وقالت الصحيفة إنه "من شأن انتقادات نتنياهو لبايدن أن تعزز موقف الجمهوريين الذين هاجموه لأنه لم يفعل ما يكفي لمساعدة إسرائيل.. ويواجه الرئيس الأمريكي أيضا ضغوطا شديدة بشأن هذه القضية من اليسار في حزبه، الذي يريد منه إقناع إسرائيل بكبح جماح استخدامها للقوة في غزة".

ووفقا للصحيفة، سيتم تسليط الضوء على التوترات بين نتنياهو وبايدن في خطاب أمام اجتماع مشترك للكونجرس مقرر في الشهر المقبل.. وقال بعض المشرعين التقدميين، مثل عضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا رو خانا والعضو عن فيرمونت بيرني ساندرز، إنهم سيقاطعون الحدث.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل غزة نتنياهو بايدن شحنة قنابل الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی وقالت الصحیفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد

كابُل- انتهى عام 2024 بتدهور العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان إلى مستوى منخفض جدا على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين وأدت إلى عشرات القتلى والجرحى، ومئات النازحين.

وتصاعدت التوترات الحدودية بين البلدين منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة صيف 2021، حيث تتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة بشنّ هجمات على أراضيها انطلاقا من أفغانستان.

وقُتل 16 جنديا باكستانيا قرب الحدود الأفغانية في هجمات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب ما أفاد به مسؤولون باكستانيون، في هجوم تبنته حركة طالبان باكستان. في حين قالت حكومة طالبان إن الغارات الجوية الباكستانية في منطقة الحدود الشرقية لأفغانستان أسفرت عن مقتل 46 مدنيا، بينما قال مسؤول أمني باكستاني إن القصف استهدف "مخابئ إرهابية".

وتشعر إسلام آباد بالإحباط من حليفتها السابقة أفغانستان، في حين ترى حركة طالبان أنها تحافظ على سيادة بلدها، وأن القوات الباكستانية تجاوزت "الخط الأحمر" حيث استهدفت الأراضي الأفغانية أثناء لقاء المبعوث الباكستاني صادق خان مع وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في العاصمة كابل.

مواجهات بالسلاح الثقيل خلفت حوالي 46 قتيلا معظمهم مدنيون.. لماذا اشتعلت أزمة بين أفغانستان وباكستان؟#الجزيرة_لماذا pic.twitter.com/zYUYmu3yR1

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 30, 2024

إعلان علاقات البلدين

يقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت، إن بلاده تريد إقامة علاقات قوية وحسنة مع باكستان، "وسعينا جاهدين لذلك وندرك موقف الأحزاب السياسية والشعب الباكستاني أنه يريد علاقة جيدة معنا، ولكن هناك جهة خاصة لا تريد هذه العلاقات وتحاول الإضرار بها".

وأشار مجاهد إلى أن "دولا أجنبية تدفع إسلام آباد لتدمير العلاقات مع كابُل، وأن الغارات التي نفذتها القوات الباكستانية في بعض المناطق في أفغانستان جزء من هذه المحاولات". وأضاف "أحرزنا تقدما في المفاوضات ولكن الغارات أفسدت كل شيء، وهذا دليل على أن المواقف في باكستان تجاه أفغانستان ليست موحدة".

يرى خبراء الشأن الأفغاني أن حركة طالبان بعد وصولها إلى الحكم في أفغانستان تتعامل كدولة وليست كحركة، وتسعى للتعامل مباشرة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، دون الحاجة لباكستان كما كانت تفعل سابقا.

ولدى إسلام آباد بشكل عام والجيش الباكستاني بشكل خاص أسباب كافية للإحباط من موقف حركة طالبان تجاهها، ذلك أن الأخيرة ولت ظهرها لهم كما يعتقدون، ولا تعتمد عليهم، بل تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة.

ويقول مصدر في الخارجية الأفغانية -فضّل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت "عندما ننظر إلى علاقة طالبان مع دول المنطقة، نرى أن الأمر يختلف، إذ تراجعت العلاقة بين طالبان وباكستان، وأدركت كل من الهند وإيران الوضع الجديد في المنطقة وأقامت علاقات مع طالبان".

كما أن موقف الجيش الباكستاني من أفغانستان، كما يقول المصدر، أضر بهذه العلاقات، وهناك مطالب باكستانية لا يمكن للحكومة الحالية توفيرها لأنها تضر المصالح الوطنية الأفغانية حسب اعتقادها.

حسابات خاطئة

عندما سيطرت طالبان صيف عام 2021 على العاصمة كابل، كان من المفترض أن تصبح باكستان أسعد جيرانها. واعتقد الكثيرون أن باكستان وطالبان انتصرتا في هذه الحرب التي استمرت 20 عاما، وبإمكان باكستان تحقيق أهدافها طويلة المدى لأن العمق الأفغاني سقط في يد حليفها.

إعلان

لكن سرعان ما تبين أن باكستان أخطأت في حساباتها، وواجهت علاقتها بطالبان توترا بعد فترة قصيرة من الأيام الأولى لتشكيل طالبان حكومتها الثانية في أفغانستان بسبب ملفات كثيرة أهمها "حركة طالبان باكستان"، والتوتر على الحدود، والوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.

وبرأي الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل، فمنذ 4 عقود لم تتغير إستراتيجية باكستان ضد من يحكم أفغانستان، وأثناء الوجود الأميركي بأفغانستان وفّرت باكستان كل ما يلزم حركة طالبان في قتالها ضد القوات الأجنبية والأفغانية، ولكن اختلف الأمر بعد وصول طالبان إلى السلطة، "لأنها (أي باكستان) تطالب الحكومة الحالية بأمور لا يمكن قبولها، وهناك أزمة ثقة كبيرة بين الطرفين".

لقاء سابق بين وزير الخارجية بحكومة طالبان أمير خان متقي مع المسؤول بوزارة الخارجية الهندية جي بي سينغ (مواقع التواصل) البحث عن حلفاء جدد

ويتسع الخلاف بين كابل وإسلام آباد مع سعي طالبان إلى بناء حلفاء جدد في مشهد جيوسياسي سريع التغيّر ووسط تحالفات متبدلة، ومع اعتقادها، أي الحركة، أن الحكومات المدنية تريد بناء العلاقات مع أفغانستان، ولكن المؤسسة العسكرية ومخابراتها تعرقل بناء هذه العلاقات.

في حين تبدو المصالحة بين الحلفين -طالبان وإسلام آباد- مستحيلة الآن، فتح الخلاف بينهما فرصة أمام نيودلهي لبناء علاقة قوية مع الحكومة الأفغانية الحالية. ففي السابع من يناير/كانون الثاني، انتقد المتحدث باسم الخارجية الهندية ولأول مرة الضربة الجوية الباكستانية على أفغانستان.

وفي اليوم التالي التقى نائب وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري نظيره الأفغاني أمير خان متقي في دبي لإجراء مناقشات مفصلة حول العلاقات الثنائية. ووصفت الخارجية الأفغانية نيودلهي بأنها "شريك إقليمي مهم". وكان هذا الاجتماع هو الأعلى مستوى بين أفغانستان والهند منذ وصول طالبان للسلطة عام 2021.

إعلان تحولات

يقول خبراء الشأن الأفغاني إن باكستان كانت واحدة من 3 دول اعترفت بحكومة طالبان في تسعينيات القرن الماضي، وستكون أول دولة تعارض حكم طالبان في أفغانستان حاليا، بل هناك محاولات باكستانية لإقامة علاقات مع معارضي طالبان.

ولدى أفغانستان تاريخ معقّد مع باكستان، أثبتت طالبان أنها أقل تعاونا مما كانت باكستان تأمل، حيث تتماشى طالبان مع الخطاب القومي لحشد الدعم من المجتمع الأفغاني الأوسع.

كما يحرص قادة طالبان على التحول من جماعة مقاتلة إلى حكومة، وإقامة علاقات تتجاوز الاعتماد الشديد على باكستان، وتنفي الاتهامات الباكستانية بشأن حركة طالبان الباكستانية، وتصفها بأنها مشكلة داخلية باكستانية وتنفي علاقتها بها.

عناصر طالبان بالقرب في موقع تعرض لغارات باكستانية في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان (الفرنسية)

ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجريرة نت إن "حركة طالبان باكستان شأن داخلي ولا علاقة لنا بها، وظهرت عام 2003 نتيجة السياسة التي اختارها الجنرالات في الجيش الباكستاني". وشدد على أن "إلقاء اللوم على الجانب الأفغاني ليس الحل، ونتوقع من الأحزاب السياسية في باكستان أن تلعب دورها في بناء العلاقات بين البلدين".

ويرى المحللون أن باكستان تواجه الآن صراعا دبلوماسيا كبيرا مع حليف رئيسي وسط أزمتها السياسية الداخلية واقتصادها المتعثر، وتدرك أن نفوذها تراجع في أفغانستان لصالح دول وتحالفات جديدة.

مقالات مشابهة

  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • «فاينانشيال تايمز»: ترامب يستهل عصرا جديدا من الحمائية الأمريكية
  • مختار غباشي: عملية تبادل الأسرى جعلت نتنياهو في صورة سيئة أمام شعبه
  • نتنياهو يُعين رئيسًا جديدًا لأركان الجيش الإسرائيلي .. من هو؟
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • عاجل | مكتب نتنياهو: تعيين إيال زامير رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي
  • طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد
  • مقال في فورين أفيرز: هذا ثمن سياسة القوة التي ينتهجها ترامب
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب