ماذا يحدث للخلايا السرطانية عندما تموت؟
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تقتل علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي، الخلايا السرطانية عن طريق دفعها إلى التدمير الذاتي والموت بهدوء في أغلب الأوقات.
ولكن، ماذا يحدث للخلايا السرطانية بعد موتها؟
عادة، يتم إعادة تدوير الخلايا السرطانية الميتة بالطريقة نفسها التي يتم بها إعادة تدوير أي خلية ميتة أخرى في الجسم.
وعندما تموت الخلايا السرطانية، تصبح أغشيتها الخارجية معرضة للخطر.
وبمجرد تفعيل المفاتيح الجزيئية التي تؤدي إلى موت الخلايا المبرمج، تنكمش الخلية المحتضرة وتنفصل عن غشاءها على شكل "فقاعات"، ما يؤدي إلى تسرب المكونات الداخلية للخلايا وجذب الخلايا المناعية البالعة المسؤولة عن التهام الحطام الخلوي.
إقرأ المزيد لماذا يعاني مرضى سرطان الرئة غير المدخنين من استجابة أسوأ للعلاجات؟وتعمل الخلايا البالعة على تقسيم الخلايا السرطانية الميتة إلى مكونات أصغر، مثل السكريات والأحماض النووية، وهي الجزيئات الشبيهة بالسلسلة الموجودة في الحمض النووي. ثم تتم إعادة تدوير الخلايا السرطانية الميتة إلى مكونات يمكن إعادة استخدامها لاحقا بواسطة خلايا أخرى.
ويتم إعادة تدوير أجزاء من الخلايا السرطانية عموما بهذه الطريقة في حالة علاج "موت الخلايا المبرمج"، بدلا من إفرازها عن طريق الجسم، في البول، على سبيل المثال.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي علاجات السرطان إلى أنواع أخرى من موت الخلايا، مثل نخر الخلايا، وهو الشكل "التفجيري" لموت الخلايا، حيث تنتفخ الأورام وتنفجر، كما تلتهم الخلايا البلعمية بكفاءة هذا النوع من الخلايا المحتضرة.
إقرأ المزيد اختراق طبي.. مزيج دوائي لعلاج الشكل الأكثر شيوعا لسرطان الأمعاءولكن بعض الدراسات تشير إلى أن إطلاق العديد من الحطام الذي يثير الالتهاب، يمكن أن يعزز أحيانا نمو الخلايا السرطانية الباقية في مكان قريب، ما قد يفسر كيفية عودة بعض أنواع السرطان بعد العلاج.
وفي الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أجريت على الفئران والخلايا في أطباق المختبر، أن الإشعاع والعلاج الكيميائي يمكن أن يؤديا إلى إطلاق السيتوكينات المسببة للالتهابات، وهي جزيئات تطلقها الخلايا المناعية ويمكن أن تدعم نمو الورم في بعض الأحيان.
ووجدت دراسة أخرى أن مراكز التحكم، أو نوى الخلايا السرطانية المحتضرة، يمكن أن تنتفخ وتنفجر في بعض الأحيان، وبالتالي تقذف الحمض النووي والجزيئات الأخرى إلى محيطها. وفي الفئران، يمكن لهذه الجزيئات أن تسرّع انتشار الورم الخبيث، ما يعني انتشار الخلايا السرطانية إلى ما هو أبعد من الورم الأصلي.
وتساعد هذه الدراسات في تسليط الضوء على كيفية مساهمة موت الخلايا السرطانية في تطور السرطان وانتكاسه.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب امراض بحوث مرض السرطان الخلایا السرطانیة إعادة تدویر موت الخلایا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عمرو فاروق يحذر من تحركات مشبوهة تستهدف إعادة تدوير الجماعات الإرهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذَّر الكاتب عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، من المخطط التخريبي المراد تنفيذه في منطقة الشرق الأوسط، مع إعادة تدوير الجماعات الدينية المتطرفة المحملة بالغضب والحقد والحراك المسلح.
وقال "فاروق" في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إن محاولات التدوير هذه انطلقت للتبشير بـ"خريف عربي جديد"، فلم تتوقف منذ الساعات الأولى لاستيلاء الفصائل الأصولية المسلحة على مقاليد السلطة في الدولة السورية، في ظل دعوات نقل العدوى أو تصديرها إلى العمق المصري عن طريق الخلايا الكامنة في الداخل، والأجنحة التي تدير المشهد من الخارج.
تحركات مشبوهةوأشار "فاروق" إلى عدة تحركات مشبوهة، وقعت خلال الأيام الماضية، بهدف صناعة حراك مسلح، أولها مثلا الإصدارات المرئية التي بثها الصادق الغرياني المعروف بمفتي ليبيا، والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، ودعا فيها للتحريض ضد النظام السياسي المصري.
وبحسب حديث "فاروق"، فإن هذه الفيديوهات التحريضية ليست بعيدة عن تصريحات ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، حول ما عرف بـ"خطة الربيع العربي" الثانية، أو "الخريف العربي الجديد"، معتبرًا أن دول المنطقة العربية مقبلة عن انفجارات قادمة، لا سيما في مصر وتونس والأردن والعراق.
ووفقا لتصريحات "فاروق"، فإن ديفيد هيرست بنى رؤيته على أن فكرة "الثورات الملونة" لم تحقق أهدافها مع الدول العربية في عام 2011، وأن قادة الحراك الثوري في مصر وتونس لم يكونوا ثوريين بما يكفي، لأنهم لم يتبنوا منذ البداية "القوة المسلحة" التي تطيح بالمؤسسة العسكرية، والدولة السرية والعميقة، وأن الظروف الراهنة تمنحهم فرصة التفكير مرة أخرى في تنفيذ الحراك الثوري وفق أجندة الفصائل السورية، بعد التأكد من أن تفعيل "الثورة المسلحة" أضحت بديلًا لا مفر منه.
تنظيم القاعدةوهكذا فإن عدوى السيناريو السوري الذي طرحها هيرست، كانت مسبوقة بمطالبات شبيهة من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث وردت الفكرة في وثائق زعيم التنظيم سيف العدل، نشرتها إحدى المنصات الإعلامية التابعة لتنظيم "القاعدة" في سبتمبر 2020، وفقا لما يوضحه "فاروق".
وشرح الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن وثيقة سيف العدل تمثل كتالوج نفذته الفصائل المسلحة في سوريا بقيادة أحمد الشرع "الجولاني"، من خلال الأطر العامة التي طرحتها الوثيقة، عبر بناء جيش عقائدي مسلح قائم على الأدبيات الأصولية، بعيدًا عن عقيدة واستراتيجية الجيوش النظامية، التي تعتمد على التجنيد الإجباري، خاصة في ظل التحولات الجوهرية الأخيرة التي تجريها "الحكومة المؤقتة" من "أدلجة" للمناهج التعليمية، وتحويلها إلى برامج فكرية تعبر عن منهجية أصولية، وبعيدة تمامًا عن مفاهيم "الدولة الوطنية".
وأكد "فاروق" أن منظرو "القاعدة" يؤمنون أنه لا توجد ثورات بيضاء أو سلمية، وأن التغيير لن يحدث دون دماء أو أشلاء، وأن كلمة "بيضاء" سوف تضاف فقط للتنويه إلى أن نسبة الدماء فيها كانت محدودة، وأن التحول إلى النظام الإسلامي (المزعوم) لا يمكن أن يحدث دون ثورة مسلحة.
استغلال الأزمات والميدياورأى "فاروق" أن تطبيق رؤية تنظيم القاعدة تقوم على تأسيس كيان تنظيمي، يتحرك في إطار خطة استراتيجية وتكتيكية، يتم تطبيقها وفق آليات ووسائل معتمدة على الميديا الحديثة، لصناعة الحراك الثوري، مع ظهور النماذج المعبر عنه بـ"ارتداء الأقنعة"، واستثمار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، واتباع فرضيات "العصيان المدني"، وصولًا إلى نقطة "الانفجار"، التي تتولد عندها ضرورة التخلي عن الحل السلمي، والإيمان بالحراك المسلح.
ولفت "فاروق" إلى أن أهمية وثيقة مُنظر تنظيم "القاعدة"، تبرز في تحليل نشاط اللجان الإخوانية على النيوميديا التي اشتعلت منذ هيمنة الفصائل المسلحة على الحكم في سوريا، وتقاطعها مع رؤية ديفيد هيرست حول ضرورة تفعيل الحراك المسلح في العمق المصري، والتي ترسم في النهاية ملامح التجهيز والتعبئة لـ"الخريف العربي الجديد"، من خلال التصعيد والترويج لما يعرف بـ"ثورة المفاصل"، فضلًا عن ارتداء مروجيها لأقنعة تخفي "ملامح الوجه"، مع تبنيهم خطابًا محملًا بالدعوة للعصيان المدني، وتركيزهم على مفردات "عدوى الثورة"، لاستنساخ ما تم تنفيذه في العمق السوري، رغم عدم وجود أية مقارنات أو متشابهات بين كل من الوضع المصري والحالة السورية.