وصفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ردود الفعل التي أثارتها في العواصم الغربية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحالية إلى كوريا الشمالية، بأنها "هستيرية".

إقرأ المزيد بوتين: نكافح سياسة الهيمنة الإمبريالية التي تحاول واشنطن وتوابعها فرضها على روسيا منذ عقود

يأتي ذلك بعد أن قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في وقت سابق إن تعميق التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية "يجب أن يكون مصدر قلق كبير للجميع" فيما أشار الأمين العام لـحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ إلى أن زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ تؤكد أهمية الشراكة مع الدول الآسيوية بالنسبة للحلف.

وقالت زاخاروفا في برنامجها الخاص في إذاعة "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء إن كل ما تفعله روسيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ "سيثير هستيريا في واشنطن ولندن والولايات المتحدة"، وأضافت: "السؤال المطروح الآن هو: هل لدينا الحق في السياسة الخارجية (المستقلة) والمشاركة بنشاط في العلاقات الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟ بالطبع نعم، فنحن جزء مهم" من هذه المنطقة.

وأشارت زاخاروفا إلى أن دول آسيا تظهر مواقف أكثر مسؤولية بكثير من دول حلف "الناتو" نفسها، وأن هناك كثيرا من التجمعات التكاملية التي تمكنت من إنشاء تحالفات جيدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضم دولا تتباين أنظمتها وتقاليدها السياسية و"مستويات الديمقراطية فيها، كما يسميه الأمريكيون".

إقرأ المزيد كيم جونغ أون يشيد بدور روسيا في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي العالمي

وتابعت: "هذه تجربة رائعة وكانت روسيا تولي الاهتمام بهذا الأمر دائما.. ولذلك هناك رد فعل هستيري (في الغرب)".

ولفتت زاخاروفا إلى أن هناك سببا آخر لرد الفعل "المتشنج" في الولايات المتحدة على زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ، وهو يعكس "الكراهية التاريخية التي تكنها الولايات المتحدة لكوريا الشمالية لأنها لم تستسلم".

وأجرى الرئيس الروسي في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها إلى بيونغ يانغ، محادثات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون اليوم الأربعاء، ووقع معه على اتفاقية تعاون استراتيجي شاملة بين البلدين، وصفها بوتين بأنها "ستشكل أساس العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ لسنوات عديدة قادمة".

المصدر: "سبوتنيك"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آسيا المحيط الهادي بيونغ يانغ حلف الناتو فلاديمير بوتين كيم جونغ أون ماريا زاخاروفا واشنطن وزارة الخارجية الروسية

إقرأ أيضاً:

مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين

محمد الموشكي

ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟

حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟

هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.

وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.

ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.

أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.

ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،

مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.

إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.

بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.

إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.

مقالات مشابهة

  • منتخب روسيا يختبر جاهزية أحمر الناشئين لأمم آسيا.. غداً
  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • بوتين: روسيا شريك رئيسي لطاجيكستان
  • السقوط الحتمي
  • المسيحية الصهيونية.. كيف تحولت إلى أداة سياسية؟
  • نتائج قرعة ربع نهائي دوري أبطال آسيا.. مواجهات قوية للفرق العربية
  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • ارتفاع حصيلة القتلى والمصابين بانفجار اللاذقية وتوضيح حول سببه
  • كيف زيِّفت أوروبا ذاتها الحضارية؟!