المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا كنسيا من تشيلي
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الأربعاء، وفدا كنسيا من تشيلي الذين يقومون بزيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني وللمطالبة بوقف الحرب وكذلك للقاء عدد من المرجعيات الروحية وللاطلاع على أوضاع المسيحيين في هذه الأرض المقدسة، وذلك في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم ومؤكدا على أهمية مثل هذه الزيارات التي تساعد في توثيق عرى الصداقة والعلاقة ما بين شعبنا وشعوب العالم وكذلك من الأهمية بمكان أن تتعرف الكنائس المسيحية في العالم على ما يحدث في بلادنا من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل احتلال غاشم يسعى لتصفية وجود شعبنا وإلغاء قضيته العادلة وحقه المشروع في أن يعيش بحرية وسلام في وطنه وفي أرضه المقدسة .
وأضاف “حنا” بأن القدس مدينة السلام وهي المدينة التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن سلام القدس مغيب بسبب الاحتلال وممارساته واستفزازاته قد تحولت مدينة السلام إلى مدينة اضطراب وعنصرية وكراهية والاحتلال ومستوطنوه يستفزون المقدسيون في مقدساتهم واوقافهم وكافة تفاصيل حياتهم .
واستطرد “حنا” ، اما المأساة الكبرى فهي ما يحدث حاليا في غزة حيث إن هنالك حربا مستعرة لم تتوقف منذ تسعة اشهر ومن يدفع فاتورة هذه الحرب انما هو الشعب الاعزل واهل غزة بغالبيتهم هم لاجئون منكوبون منذ عام 48 وها هم يتعرضون اليوم لنكبة جديدة وتهجير جديد .
وتابع “حنا” : يجب ان يسمع الصوت المسيحي في هذا العالم بوضوح وجرأة في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم ويجب ان يصل الصوت المسيحي الى كل اولئك الذين يتحكمون بمصائر الشعوب بضرورة وقف نزيف غزة واغاثة اهلنا هناك الذين يتضورون جوعا ويعيشون اوضاعا كارثية مأساوية غير مسبوقة .
واختتم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لقائه بالوفد بتقديم تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس وضرورة العمل من اجل الدفاع عن القدس وما تتعرض له والعمل وبشكل فاعل من اجل وقف الحرب والضغط على سياسيي هذا العالم من اجل ان يلتفتوا الى الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يعاني من الاحتلال ومنذ سنوات طويلة كما واجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كنيسة القيامة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الكنائس المسيحية سلام
إقرأ أيضاً:
(الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)
خلال إحدى زياراتي للخرطوم قبل الحرب اضطررت للوقوف امام ( بنشر ) علي مدخل كبري شمبات لمعالجة احد اطارات سيارتي ، اوقفت السيارة امام مدخل البنشر و نزلت ابحث عن العامل و لم اجده ، دخلت لداخل البنشر الذي كان عبارة عن دكان صغير فوجدت العامل راقدا علي سرير صغير داخل البنشر و رافعا اقدامه علي الارفف ، القيت عليه السلام و لم يتحرك بل ظل في ذات وضعه و قال لي ( مرحب ، مالها عربيتك ؟؟ ) حبنها اندهشت حقيقة من الاسلوب و قلت له ( عايز ارخصها ) .
هذا المشهد ليس بالغريب علينا ولا نستطيع ان نقول بانه سلوك فردي ، بل هي ظواهر و سلوكيات منتشرة في جميع بلادنا ، بداية من صاحب البقالة في الحي الذي يمتلك سرير داخل بقالته مرورا بالتجار الذين ينتهجون سياسة ( يفتح الله ) و انتهاءا” بموظفين الخدمة العامة الذين يخرجون جميعا في الصباح لزيارة زميلتهم التي انجبت مؤخرا” تاركين مراجعين المؤسسة بالعشرات في انتظار عودتهم ،
هذه السلوكيات و الظواهر التي اقعدت بلادنا ردحا من الزمان لا يمكن للدولة ان تعالجها بالقوانيين و اللوائح ، فالقانون لن يخدم ثقافة البيع و الشراء او يحسن في اداءها و لن يستطيع ان يسيطر علي التسيب و الكسل عند موظف الخدمة العامة .
كذلك مشاكلنا الاجتماعية التي تسيطر علي الساحة الآن من تفكك اسري و انتشار للمخدرات و جرائم الابتزاز و الاسرة و الطفل و جرائم المعلومات ، و كذلك آثار الحرب الاخلاقية و النفسية ، كلها يا سادتي لن يستطيع اي قانون علي وجه الارض ان يحد من انتشارها او يعالجها .
الحل يا سادتي في الدراما فقط ، الدراما هي وحدها القادرة علي نشر ثقافة البيع و الشراء و تثقيف المواطن بحقوقه القانونية و واجباته ، وحدها الدراما قادرة علي تثقيفنا سياسيا و اقتصاديا” و امنيا” .
مسلسل ( بيرزون بريك ) اشهر المسلسلات الامريكية لو اجريت بحثا” صغيرا حول اهم الممولين لانتاجه ستجد ان شبكة فوكس التلفزيونية الامريكية هي اكبر منتج للمسلسل و التي تملك الحكومة الامريكية اكبر اسهمها و اذا بحثت اكثر ستجد ان اكبر داعم لهذا المسلسل هي ( السجون ) الامريكية او المؤسسات الاصلاحية ، لماذا يا تري ؟
فقط لاجل تبصير المجتمع الامريكي بخطورة الدخول للسجون الامريكية التي يمكن ان تتعرض فيها للقتل بسهولة او للاغتصاب او ان تقضي فترة عقوبتك ك ( كمريرة) لاحد زعماء السجون حتي لو كانت تهمتك سرقة محفظة فقط .
دعكم من امريكا و لننظر لاخوتنا في شمال الوادي ، سنجد ان الحكومات المصرية كلها كانت تدفع بميزانية تقارب ميزانية التعليم لمجمع ( ماسبيرو ) او هيئة الاذاعة و التلفزيون المصري و لمدينة الانتاج الاعلامي ، هل كل هذه المبالغ كانت لدعم سياسات الانظمة الحاكمة هناك ؟
بالطبع لا ، بل كانت لانتاج مسلسلات تغرز في المواطن المصري حب بلاده و التضحية من اجلها مثال ( رافت الهجان ) و لاجل تثقيف المواطن باساليب البيع و الشراء و التسويق و لاجل توعية المواطن المصري من مخاطر الجريمة و لاجل تعليمه اسس و قواعد ادارة السياحة و التعامل مع السياح و لاجل توعيتهم بمخاطر الوجود الاجنبي و رفع مستوي الحس الامني للمواطن و لتعريف المواطن بحقوقه امام الشرطة و توعية الشرطة بواجباتها و حدود تعاملها مع المواطن مثال فيلم (هي فوضي ) و .. الخ .
الدراما المصرية درست اجيال كاملة تاريخ بلادهم و جسدت لهم شخصيات بلادهم الوطنية من جمال عبد الناصر الي انور السادات و شخصياتهم الفنية من ام كلثوم الي عبد الحليم و الموسيقار عبد اللوهاب .
قبل عدة سنوات تحدثت في مقال عن محمد احمد المحجوب و عمر الحاج موسي ، فسالتني احدي الصديقات في البوست قائلة ( ديل منو ؟؟ ) لا تثريب عليها بالطبع لان المناهج التعليمية لم توفيهم حقهم و الدراما السودانية عجزت عن تخليدهم باعمال درامية ، نحتاج لمسلسل درامي يوثق لمعركة الكرامة بشهداءها و لمسلسلات توثق ثورات اكتوبر و ابريل و لافلام تعيد لنا ارواح المحجوب و الازهري و كروما و خضر بشير ، افلام توثق لقواتنا المسلحة وهي تحرر الرهائن الامريكان من جبال بوما في اشهر عملية ادهشت العالم وقتها و نوثق لشرطتنا و مباحثنا التي كشفت اشهر الجرائم في ساعات قليلة و مخابراتنا التي قامت بعملية بدر الكبري في اكبر عملية مخابراتية شهدها العالم عندما خدعت القزافي .
افلام تحكي لنا قصص ابو داؤود و عظمة الحوت و تخبر العالم كله ان بالسودان كان هناك رجل اسمه محجوب عبد الحفيظ عندما اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة و خصص لهم برنامج ( الصلات الطيبة ) بتلفزيون السودان لم يكن العالم وقتها قد قرر ان يخصص (باركنج ) للمعاقين .
نحتاج ان نوثق لفساد و عمالة احزابنا السياسية و ضلالهم في اكبر عمل درامي لنضمن ان الاجيال القادمة لن يخدعوها المعاقين فكريا” و نفسيا” من جديد .
في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول ان نعرف اسباب فشل ( الجقر ) في ( ديالا ) و نجاح ابوبكر الشيخ في ( اقنعة الموت ) فنحن من المؤمنين باهمية الدراما في المجتمع و نعلم جيداً بان الدراما ليست تسلية بل هي جزء من الحل ، فإهمال الدولة للدراما و تركها للتجار هو إهمال لا يقل خطورة عن إهمال الأمن القومي للبلاد .
نزار العقيلي