شبكة انباء العراق:
2024-06-27@08:59:04 GMT

الأيدي المتوضأة

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

يجيء الإنسان الى هذه الدنيا عاريا باكيا ضعيفا، تتلقفه الأيدي الحانية، وتضمه الصدور المفعمة بشعور الطمأنينة والمحبة، ثم يتقدم في مسيرته الدنيوية، ويكبر رويدا، ويتقوى على شؤون الحياة، ويمارس دوره بطريقة ما يفهمها، أو تفرض عليه، ولعله يستسلم لمايجده من فكر، ومن عادات وتقاليد ومعايير تربية وتعليم، فينشأ كما أراده الآخرون، ومن النادر ما ينشأ إنسان بإرادته وحريته الكاملة، فيفكر وينتج ويقرر وفقا لفهمه وإدراكه للحياة، ومايواجهه فيها من تحديات، ومايكتشفه منها رويدا، حتى ينضج في عمر ماويصل لمزيد من المعارف، ويتحول من حال الى حال، ولكنه في النهاية لايستطيع تجاوز حاجاته الى الطعام والشراب والمأوى واللباس والأمن، فيتخذ لأجل ذلك تدابير قد تكون مشروعة، وربما خالطها الإنحراف، وهناك من يذهب في طريق المخالفة للقانون في سبيل الحصول على مايريد، مع تسرعه في ذلك، وعدم قدرته على تحمل المصاعب، ورفضه أن يعيش في الفقر والحاجة، وينتهز الفرص التي تمر مر السحاب، لعله أن يحصل على مايريد، ويصل الى بغيته.


في العادة يرى هذا الإنسان أن مكمن القوة في المال والنفوذ والسلطة، وهي قوى تجتمع، فتوفر له سلطان الحضور والتمكين، ولايستطيع أحد مواجهته، فيكون أقوى من غيره، وبموازاة من هم أثرياء أقوياء مثله، وعندما يكون في ظروف الحاجة والضعف، يكون قريبا من الرب، ومن الحديث عن الشرف والعفة والحرام والحلال والحكمة والتروي والإلتزام بالقوانين والتشريعات الدينية، وفي زمن الضعف لاتجد من هذا الإنسان سوى مايغريك بمحبته وصحبته، فطعامه بسيط، وملبسه خشن، وجيوبه لاتكتنز المال، ولكنه في طموح وجموح لاتعرف مداه إلا حين تختبر التحولات، وترى فيها العجب العجاب، وكما حصل في بلدان العراق فقد كان الكثير من العامة بسطاء فقراء متواضعين، لايحصلون على عمل ملائم، ولاتتوفر لهم وسائل الرفاهية والإتصال الحديث، ولايملكون البيوت، ولا االسيارات، ولا الوسائل التي تريحهم، وتطمئنهم لمستقبلهم.
الكثير من العامة في العراق ممن كانوا لايملكون من حطام الدنيا شيئا، وكانوا يتحدثون عن أيديهم المتوضئة، وعفتهم وبعدهم عن الحرام، تحولوا الى سلوك صادم ومختلف بعد ذلك، فقد حدثت الإنفراجة بسقوط نظام سياسي دكتاتوري أتاح لعامة الشعب الولوج الى المؤسسات الحكومية، والى الدوائر السياسية والخدمية، ومواقع إتخاذ القرار، وفجأة صارت الأيدي المتوضئة تملك المليارات من الدولارات والدنانير، وتحصل على المناصب الرفيعة، وصارت مافيات جبارة يخشاها بقية أفراد ومجموعات المجتمع، ووجدنا طبقة إجتماعية جديدة تظهر الى العلن لم تكن تملك شيئا من حطام الدنيا، ولكنها تمتلك مالايمكن لفرد جمعه، ولو بقي يكد ويكدح في هذه الدنيا لمئات السنين، ولكنها الصدفة الجامحة التي عبرت بناس الى نعيم الدنيا الزائلة والمال الحرام برغم أنهم يتحدثون بكلام أهل الآخرة، ولكنهم يعيشون ويفكرون ويتصرفون كما يفعل أهل الدنيا والمصرين عليها، فأكلوا الحقوق، وتعاملوا بالعقوق، فنهايتهم الشؤم، ووضوؤهم باطل.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الإيرانية.. شقيق خامنئي يعلن دعمه للمرشح الإصلاحي ضد منافسيه الـ5 المتشددين

السومرية نيوز-دوليات


أعلن هادي خامنئي، شقيق المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الاثنين، دعمه لمرشح التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الجمعة المقبل، حيث يتنافس المرشح الإصلاحي الوحيد مع 5 أصوليين "متشددين" والذين يعدون الأقرب لولاية الفقيه والحرس الثوري الإيراني.
وقال هادي خامنئي، الأمين العام لجمعية قوى خط الإمام (الخميني)، وهي جماعة إصلاحية في بيان له "مؤسسو الوضع الحالي يخافون أكثر من أي شيء آخر من صناديق الاقتراع والحضور الفعال للشعب الإيراني بالانتخابات".

وأضاف: "سأصوت للدكتور مسعود بزشكيان، أرجو من الجميع المحاولة في هذا الأمر، ولا ينبغي تفويت هذه الفرصة حتى مع أقل احتمال للتصحيح".

وعدّ شقيق خامنئي أن "المعاناة الناجمة عن المشاكل الاقتصادية وتجاهل كرامة الإنسان والعمليات الخاطئة في إدارة البلاد أبعدت الكثير منكم عن صناديق الاقتراع".

وسيتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع يوم 28 يونيو/حزيران الحالي؛ لاختيار من بين ستة مرشحين (خمسة محافظين وإصلاحي) رئيسا لخلافة إبراهيم رئيسي الذي توفي بحادث تحطم طائرة هليكوبتر الشهر الماضي.

وإلى جانب بزشكيان، يوجد خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية من التيار الأصولي المتشدد وهم كل من "سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومصطفى بور محمدي".

مقالات مشابهة

  • ضحى هادي صاحبة أعلى معدل في الباكالوريا بجهة الشمال(صورة)
  • العيد والإجازة
  • محطات أساسية لتحقيق الذات (2)
  • تزامنًا مع عرض فيلم وراء الجبل في سينما زاوية تعرف على مخرجه
  • هادي ضحى تحصل على أعلى معدل باكلوريا في جهة طنجة تطوان الحسيمة
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تستضيف جلسة حوارية حول تعزيز مشاركة المرأة في السياسة العامة
  • مصادر قضائية مغربية: النيابة العامة أغلقت التحقيق في مصرع 23 مهاجرا في اقتحام مليلية عام 2022
  • قمر ياباني يقترب من حطام فضائي ويوثق لقطة فريدة
  • الانتخابات الإيرانية.. شقيق خامنئي يعلن دعمه للمرشح الإصلاحي ضد منافسيه الـ5 المتشددين
  • قمر ياباني يقترب لمسافة قياسية من حطام فضائي ويوثق لقطة فريدة