قبل خطاب الامين العام لـ "حزب الله" المقرر بعد ظهر اليوم، وفي اجواء التصعيد الكلامي الكبير لاسرائيل بالتوازي مع رسائل التهديد الواضحة والتي سربت عبر الاعلام الاسرائيلي والتي تقول بأن الحرب واقعة لا محالة في حال لم ينسحب "حزب الله" الى ما بعد نهر الليطاني، نشر "حزب الله" فيديو جديد هو الاطول منذ بداية الحرب قبل نحو ٩ اشهر، يعرض من خلاله مشاهد إلتقطتها طائرة مسيرة تابعة له لمدينة حيفا ومحيطها.

.

المؤشر الاول للفيديو، وقبل الخوض في تفاصيله، هو ان ما يحكى في الداخل الاسرائيلي عن تصعيد اسرائيلي تجاه لبنان والذي يشكل حربا نفسية ضد اللبنانيين والجنوبيين ويوحي بأنه فور الاعلان عن انهاء معركة رفح سيكون هناك توسيع للحرب ضد لبنان، لا يمكن ان يمر من دون رد اعلامي مضاد، خصوصا ان التهويل الاسرائيل يحصل بالتوازي مع حل مجلس الحرب وإمساك نتنياهو بالقرار الاسرائيلي العسكري والسياسي بشكل كامل، ما يفتح الباب نظرياً امام التصعيد.

من هنا كان فيديو "حزب الله" الذي ظهرت خلاله مواقع بالغة الحساسية في مدينة حيفا ومحيطها ومينائها ومطارها، اذ تمكنت طائرة مسيرة من إلتقاط كمية كبيرة من المشاهد لمصانع التطوير العسكري ولخزانات النفط والمواد الكيميائية ومخازن الدفاع الجوي والقبة الحديدية ومنصات مقلاع داوود والقبة الحديدية وسفن حربية وغواصات ومساكن الضباط اضافة الى الارصفة البحرية والطائرات والمناطق السكنية، من دون ان يتمكن اي رادار من اكتشافها وتاليا اسقاطها.

الرسالة الاولى تكمن في اظهار عجز الدفاعات الجوية الاسرائيلية عن كشف واستهداف الطائرات المسيّرة التابعة للحزب والتي من المتوقع ان تكون بالآلاف وربما بعشرات الالاف وسيكون لها دور هجومي وليس فقط استطلاعي، ما يعني ان ستصيب اهدافها في اي مكان داخل فلسطين المحتلة، وعليه فإن الرسالة الاولى هو قدرة الحزب على ارسال طائرات من دون طيار الى حيث يشاء لتقوم بدور تجسسي او هجومي "انتحاري"، وهذا بحد ذاته خطر كبير على اسرائيل.

ثانيا تقصد الحزب تصوير حيفا ومحيطها للقول ان هناك امكانية لان تكون هناك صور لتل ابيب ومحيطها ولمدن اسرائيلية اخرى، وعليه فإن استهداف بعض المواقع التي تم عرضها دفعة واحدة مع بداية الحرب سيعطل اولا قدرات اسرائيل على الدفاع الجوي وسيفتح الباب امام استهدافات كثيفة اخرى، ثانيا، ستكون هناك خسائر عسكرية هائل وعجز في اعادة صيانة الآلة العسكرية الاسرائيلية في حال تم استهداف مصانع التطوير العسكري ومناطق صيانة السفن الحربية.

من الواضح ان "حزب الله" اراد بشكل حاسم ان يوصل رسالة اعلامية ويمارس حربا نفسيا مضادة تستهدف الاسرائيليين اولا وتطمئن جمهوره ثانياً بأنه قادر على ردع اسرائيل من خلال التأكيد العملي بأن اثمان الحرب الشاملة ستكون كبيرة على تل ابيب وانه قادر على تعطيل جزء كبير من القدرات العسكرية الاسرائيلية بالضربة الاولى وهذا ما سيبعد الحرب او يؤجلها، من وجهة نظر الرأي العام اللبناني، وتاليا فإنه سيتم تعطيل فاعلية الحرب النفسية الاسرائيلية ويفرض على تل ابيب اعادة حساباتها اذا كانت نواياها في الحرب حقيقية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بسبب الحرب على غزة.. معطيات إسرائيلية جديدة

ما زال الاحتلال يدفع ثمنا باهظا من عدوانه الجاري على غزة، وآخره ما يعانيه جنوده من أزمات عقلية، إذ يتلقّون العلاج النفسي، ومع مرور الوقت فإن الموارد اللازمة لعلاجهم باتت مستنفدة، ممّا يستدعي منهم الانتظار وقتا طويلا جداً للمساعدة الصحية، لأن استمرار الحرب يُسبب صعوبات نفسية لدى الكثير من الإسرائيليين: جنودا ومستوطنين، ما أوجد تحديات غير مسبوقة لمقدمي الرعاية الصحية النفسية، في ضوء عجزهم عن التكيف مع الحياة بدون هذه العلاجات، ومواصلة إلحاق الضرر بأجسادهم، وحدوث إصابات ذات تأثير عقلي.

الاختباء والهروب
تاني غولدشتاين، وهي مراسلة موقع "زمن إسرائيل" سلّطت الضوء على هذه الظاهرة التي تتجدد في كل عدوان يشنّه الاحتلال على الفلسطينيين، لكنها في هذه المرة تبدو أكثر خطورة، "فلا يزال آلاف الجنود والشرطة يتلقون الرعاية الصحية العقلية، ويعانون من صعوبات جمّة، ويتلقون معاملة مختلفة، بزعم أنهم مرّوا بأحداث صعبة للغاية، وانخرطوا في وقائع لم يكونوا مستعدين لها، وباتوا يشعرون بالعجز، والشعور بالذنب لعدم قدرتهم على إنقاذ بعض الإسرائيليين خلال السابع من أكتوبر".

وأضافت في تقرير مطول، ترجمته "عربي21" أن "أحداث السابع من أكتوبر كانت مختلفة عن أي حرب، فقد تُرك الإسرائيليون بمفردهم في الميدان، وأُجبروا على الاختباء والهرب، ووقعت فوضى عارمة لم يكن واضحا من يديرها، وبفضل التطورات في علم النفس والطب النفسي، يقوم جيش الاحتلال بتشغيل فرق علاجية في الخطوط الأمامية في غزة تقدم علاجًا قصيرًا وموجهًا للجنود في الميدان، لمساعدتهم على تعبئة الموارد والقوات، ودراسة الحالات التي تثير المخاوف من تدهورها، ثم يتم إرسال الجنود ممن هم في وضع أكثر صعوبة لمراكز إعادة التأهيل، حيث يتلقون المزيد من الرعاية العقلية المتعمقة". 

وأشارت أنه "منذ السابع من أكتوبر، تم معالجة ثلاثة آلاف جندي وشرطي ممن يعانون من إصابات عقلية، فقط بسبب انخراطهم في الأحداث، حيث تعرضوا لإصابات وصدمات نفسية، ويشعرون بالذنب والفشل والضعف، ولعل إطالة أمد الحرب يزيد من الصعوبات أمام علاجهم، خاصة جنود الاحتياط الذين يعانون من صعوبة إعادة التكيف مع الحياة المدنية العائلية، ممّا يجعلهم يدخلون في حالات اكتئاب حادة مجددا، وفق توصيف هداس شهرباني- سيدون، مدير قسم الصحة العقلية في جمعية "إخوة وأخوات إسرائيل لمساعدة ضحايا الحرب".

وأوضحت أننا "بدأنا للتو في رؤية نقاط الضعف العقلية للحرب، دون أن يلوح أي ضوء في الأفق، خاصة وأنها لدى الجنود غير مرئية، بل تبقى معهم، فهناك جنود شموا رائحة احتراق أصدقائهم، ولم يعودوا قادرين على شم رائحة اللحم، وتظهر العديد من نقاط الضعف بعد العودة للمنزل".

واسترسلت: "يشعر الكثيرون أن الحياة المدنية لا قيمة لها، لأنهم يغادرون منطقة يوجد فيها خطر وجودي في غزة، ثم يجدون فجأة صعوبة بالتحدث مع زوجاتهم وأطفالهم وأولياء أمورهم وأصدقائهم، ولذلك سيستغرق الأمر وقتًا حتى يتأقلموا مع الوضع، وقد يكون هناك تفاقم في العنف المنزلي، لأن العدوان لا يستمر في ساحة المعركة فقط". 

اضطراب ما بعد الصدمة
وكشفت أن "وزارة الحرب تنفق موارد كبيرة جدًا في علاج الجنود المصابين عقليًا، وتقديم الدعم الطبي والعقلي والمالي الفوري لهم، وذكر قسم إعادة التأهيل في الجيش أنه قدّم المساعدة لقرابة سبعة آلاف جندي وفرد أمن، يعاني ثلثهم تقريبًا من ردود أفعال عقلية، وأطلق تطبيق "دليل اضطراب ما بعد الصدمة"، وتم توجيه الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية إلى تسع مواقع تأهيلية؛ بما فيها النجارة والسيراميك وصياغة الذهب والتصوير الفوتوغرافي بالكمبيوتر والموسيقى بإشراف مجموعات علاجية ووحدات الطوارئ".

وقدر منتدى منظمات علم النفس أن "الخدمة العامة تفتقر لخمسة آلاف وظيفة للأخصائيين النفسيين التربويين، وقد اضطر 60 في المئة من الجنود المصابين بأمراض عقلية للانتظار بين شهر وثلاث أشهر للحصول على طبيب نفساني في الخدمة العامة، مما أثار الموضوع خلال مناقشة أخيرة للجنة الصحة في الكنيست".


إلى ذلك، كشف رئيس المجلس العام للصحة العقلية، تسفي فيشيل، أن الحمل كبير جدًا، ولذلك ستكون فترات الانتظار طويلة، لأننا أمام نوعين من المساعدة: طارئة وأولية، وأخرى طويلة الأمد، فيما منحت مؤسسة التأمين الوطني تعويضات لأكثر من 65 ألف إسرائيلي، منهم عشرات الآلاف مصابون عقليا، العديد منهم أصيبوا بإصابات نفسية خطيرة، رغم أنهم لم يكونوا حاضرين في القتال، وآخرون ليسوا من الدائرة القريبة للجنود المصابين".

وأوضحت أن "هناك العديد من الإسرائيليين لديهم ردود أفعال ما بعد الصدمة، ممن تأثروا بالحرب، ولذلك هناك زيادة في طلبات الإغاثة النفسية، وبالتالي فإن إطالة أمد الحرب يجعل الوضع أكثر صعوبة، لاسيما على صعيد النازحين من مستوطنات الشمال والجنوب، ممن تم إجلاؤهم من منازلهم إلى واقع لا يزال فيه إطلاق الصواريخ، ومن انتقلوا واستأجروا شقة في المدينة، أو انتقلوا مع الكيبوتس الخاص بهم لمكان آخر، أو من بقوا في الفنادق حتى يومنا هذا، ما زالوا يعيشون الوضع الأكثر صعوبة منذ ثمانية أشهر، والنتيجة أن ثلث مستوطني غلاف غزة يحتاجون لعلاج صحي نفسي ودوائي  لفترة قصيرة".


وفقا لبيانات وزارة الصحة، فإن "نحو 3200 إسرائيلي يدخلون مستشفيات الطب النفسي، وفي بداية الحرب، كان آلاف المرضى يعالجون بالعلاجات النفسية يوميا دون دخول المستشفى، ويتلقى اليوم 170 منهم العلاج في الرعاية النهارية، مع العلم أن معظمهم عرضة للانتحار، رغم عدم توفر معلومات دقيقة حول الظاهرة، لكنهم يحتاجون لدخول المستشفى، ويعانون أمراضا عقلية حادة، تنشأ من عالمهم الداخلي، وكوارث في العالم الخارجي، تبدو صعبة على معظمهم، مما يزيد من الصعوبات العقلية الناجمة عن الوضع". 

لعل أهم الأسباب التي تؤدي لزيادة أعداد الإسرائيليين المصابين بأعراض ما بعد الصدمة، من الجنود والمستوطنين على حد سواء، أن الحرب الحالية لا أحد يعرف متى ستنتهي، وبالتالي فإن إطالة أمدها، وحقيقة عدم وجود نهاية لها تلوح في الأفق، يعتبر حافزا يزيد من التوتر والضعف العقلي، وبات الشعور الاسرائيلي العام أن هذه حرب تخدم المصالح الذاتية السياسية التافهة، بدليل الانخفاض الحاد من 200 في المئة إلى 60 في المئة في الإبلاغ عن الخدمة الاحتياطية، ومغادرة الدولة.

مقالات مشابهة

  • لا تطمينات باطفاء جبهة الجنوب قبل غزة: قواعد الاشتباك نافذة الى إشعار آخر
  • كلاب اسرائيل تنهش لحم الفبسطيني لماسنده ضحايا التعدذيب
  • ما لا تراه تل أبيب
  • الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بين جنود الاحتلال بسبب الحرب على غزة
  • الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بسبب الحرب على غزة.. معطيات إسرائيلية جديدة
  • 5 نقاط أساسية في الحرب
  • الاسرائيليون يتدافعون لشراء مولدات كهرباء تعمل على الديزل
  • القوى المضادة للثورة السودانية والذين يقفزون على حبال فرلمتها
  • بينهم عراقيون.. آلاف المقاتلين يستعدون للانخراط في معركة حزب الله مع اسرائيل
  • قيس الخزعلي يهدد أمريكا: سنستهدف جميع مصالحها إذا ما دعمت هجوم اسرائيل على حزب الله