حرب حزب الله النفسية المضادة.. اثمان الحرب كبيرة على اسرائيل
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
قبل خطاب الامين العام لـ "حزب الله" المقرر بعد ظهر اليوم، وفي اجواء التصعيد الكلامي الكبير لاسرائيل بالتوازي مع رسائل التهديد الواضحة والتي سربت عبر الاعلام الاسرائيلي والتي تقول بأن الحرب واقعة لا محالة في حال لم ينسحب "حزب الله" الى ما بعد نهر الليطاني، نشر "حزب الله" فيديو جديد هو الاطول منذ بداية الحرب قبل نحو ٩ اشهر، يعرض من خلاله مشاهد إلتقطتها طائرة مسيرة تابعة له لمدينة حيفا ومحيطها.
.
المؤشر الاول للفيديو، وقبل الخوض في تفاصيله، هو ان ما يحكى في الداخل الاسرائيلي عن تصعيد اسرائيلي تجاه لبنان والذي يشكل حربا نفسية ضد اللبنانيين والجنوبيين ويوحي بأنه فور الاعلان عن انهاء معركة رفح سيكون هناك توسيع للحرب ضد لبنان، لا يمكن ان يمر من دون رد اعلامي مضاد، خصوصا ان التهويل الاسرائيل يحصل بالتوازي مع حل مجلس الحرب وإمساك نتنياهو بالقرار الاسرائيلي العسكري والسياسي بشكل كامل، ما يفتح الباب نظرياً امام التصعيد.
من هنا كان فيديو "حزب الله" الذي ظهرت خلاله مواقع بالغة الحساسية في مدينة حيفا ومحيطها ومينائها ومطارها، اذ تمكنت طائرة مسيرة من إلتقاط كمية كبيرة من المشاهد لمصانع التطوير العسكري ولخزانات النفط والمواد الكيميائية ومخازن الدفاع الجوي والقبة الحديدية ومنصات مقلاع داوود والقبة الحديدية وسفن حربية وغواصات ومساكن الضباط اضافة الى الارصفة البحرية والطائرات والمناطق السكنية، من دون ان يتمكن اي رادار من اكتشافها وتاليا اسقاطها.
الرسالة الاولى تكمن في اظهار عجز الدفاعات الجوية الاسرائيلية عن كشف واستهداف الطائرات المسيّرة التابعة للحزب والتي من المتوقع ان تكون بالآلاف وربما بعشرات الالاف وسيكون لها دور هجومي وليس فقط استطلاعي، ما يعني ان ستصيب اهدافها في اي مكان داخل فلسطين المحتلة، وعليه فإن الرسالة الاولى هو قدرة الحزب على ارسال طائرات من دون طيار الى حيث يشاء لتقوم بدور تجسسي او هجومي "انتحاري"، وهذا بحد ذاته خطر كبير على اسرائيل.
ثانيا تقصد الحزب تصوير حيفا ومحيطها للقول ان هناك امكانية لان تكون هناك صور لتل ابيب ومحيطها ولمدن اسرائيلية اخرى، وعليه فإن استهداف بعض المواقع التي تم عرضها دفعة واحدة مع بداية الحرب سيعطل اولا قدرات اسرائيل على الدفاع الجوي وسيفتح الباب امام استهدافات كثيفة اخرى، ثانيا، ستكون هناك خسائر عسكرية هائل وعجز في اعادة صيانة الآلة العسكرية الاسرائيلية في حال تم استهداف مصانع التطوير العسكري ومناطق صيانة السفن الحربية.
من الواضح ان "حزب الله" اراد بشكل حاسم ان يوصل رسالة اعلامية ويمارس حربا نفسيا مضادة تستهدف الاسرائيليين اولا وتطمئن جمهوره ثانياً بأنه قادر على ردع اسرائيل من خلال التأكيد العملي بأن اثمان الحرب الشاملة ستكون كبيرة على تل ابيب وانه قادر على تعطيل جزء كبير من القدرات العسكرية الاسرائيلية بالضربة الاولى وهذا ما سيبعد الحرب او يؤجلها، من وجهة نظر الرأي العام اللبناني، وتاليا فإنه سيتم تعطيل فاعلية الحرب النفسية الاسرائيلية ويفرض على تل ابيب اعادة حساباتها اذا كانت نواياها في الحرب حقيقية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما الدعامة .. الحرب الحرب !
*( السيدة : الدعامة مرقونا من ديارنا …. الدعامي : ما الدعامة الحرب الحرب …. السيدة : والله مرقونا هم وقتلوا زول وبشتنونا الله يضرهم …. الدعامي : حبوبة نحن الدعامة ذاتهم وقالوا ليك نحن كعبيين .. السيدة : ما شاء الله .. الله يحفظكم .. لا لا ما كعبين )*
* *هذا ملخص لحديث سيدة مسنة مع أحد جنود الميليشيا نقله فيديو وجد رواجاً واسعاً . وما قاله الجندي ليس مجرد كلمات عنَّت له عفو الخاطر، وإنما هو تعبير حرفي عما تريده الميليشيا من تحويل المسؤولية الرئيسية عن جرائمها إلى “الحرب” كشيء منفصل عنها !*
* *يلخص الحوار بدقة تامة المحاولات الفاشلة التي تقوم بها الميليشيا لنقل داء الإنكار المزمن منها إلى المواطنين، بإنكار ما رأتهم أعينهم، وما وقع عليهم من عدوان، وتحويل المسؤولية عنه إلى ( لا طرف ) إذا جاز التعبير، والنظر إلى تحميل المسؤولية إلى الطرف الفاعل “كمزاعم” من خصوم “كاذبين” : ( “قالوا ليك” نحن كعبين ) !*
* *وينقل أيضاً الحقيقة التي تحاول الميليشيا طمسها، وهي أن “الحقائق” في هذه الحرب يعرفها المواطنون مباشرةً بالمعايشة الساخنة العصية على المحو بالتنظير التدليسي البارد، وأن أي طرف يحاول جعل نفسه وسيطاً بينهم وبين الحقائق، ليعدلها، أو ليلغيها ويفرض حقائق أخرى، سيكون جهده حرثاّ في بحر !*
* *هذا التركيز من جانب الميليشيا على “الحرب”، وتجنبها الحديث عن “الحرب على المدنيين” سببه علمها بأن “الحرب على المدنيين” تحيل مباشرة إليها لأنها خصصت للمدنيين جزءاً كبيراً من عملها الحربي !*
* *كذلك يؤكد الفيديو ما هو معلوم بالضرورة، وهو أن ما تريده الميليشيا، من تحويل المسؤولية عن جرائمها إلى “الحرب” لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة الإكراه، فالإكراه هو الذي اضطر هذه السيدة، الواقعة تحت رحمة الميليشيا، إلى التراجع “اللفظي” عما رأته بنفسها و”التظاهر” باعتماد رواية الميليشيا بأن الجنود الذين أتوها في منزلها وشردوها إنما يمثلون الحرب لا الميليشيا !*
* *الطرف الوحيد الذي يتقبل هذا الاحتيال الميليشياوي للمواطنين، وحتى لنفسه ولعضويته هو “تقدم”، ولست بصدد إحصاء الأمثلة، فهي أكثر من أن تُحصى في مقال واحد، لكن تكفي الإشارة إلى مثالين عن قبولها هذا الاحتيال ومشاركتها فيه حتى ضد نفسها عند وقوع العدوان عليها : المثال الأول هو نعي حزب المؤتمر السوداني لرئيس فرعية الحزب بمحلية كرينك بغرب دارفور ( له الرحمة والمغفرة )، فرغم أن النعي قد احتوى على الاعتراف باغتياله بـ ( رصاص قوات الدعم السريع )، ورغم أن هذا يعني أنه قُتِل أثناء هجمة من الميليشيا على المدنيين لا معركة مع الجيش قد تصعٌِب معرفة مطلِق الرصاصات عليه، إلا أنه خلا تماماً من أي كلمة إدانة أو هجوم على الميليشيا، وبدلاً من ذلك لعن الحرب : ( برحيله الحزين يلتحق بآلاف المدنيين الأبرياء الذين أُزهِقت أرواحهم جراء هذه “الحرب” اللعينة )*
* *المثال الثاني : بيان “زعمت” الشهير الذي أصدره حزب الأمة القومي، فهو قد رأى الميليشيا تفعل في داره ما فعلت، ومع ذلك غالطها، وحوَّل رؤيته للجنود واعترافهم إلى مجرد ( زعم )، وأعطى قيادة الميليشيا فرصةً للنفي واتهام خصومها، وهو ما قامت به فعلاً، وهو ما لم يعلق عليه إلى اليوم !*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب