أحمد حلمي عبد الباقي.. المصرفي الذي أسس بنوكا لمحاربة الصهيونية
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
أحمد حلمي عبد الباقي (1882-1963) من أبرز رجالات فلسطين في المجالات الاقتصادية والتجارية والمصرفية والاجتماعية والزراعية.
ألباني الأصل تركي النشأة، عروبي الهوى وفلسطيني الولاء والإيمان، تولى رئاسة حكومة عموم فلسطين التي أنشأتها جامعة الدول العربية خلال حرب 1948 لتنظيم الجيب التي تسيطر عليه مصر في قطاع غزة.
وُلد أحمد حلمي عبد الباقي عام 1882 في مدينة صيدا اللبنانية لأب ذي أصول ألبانية، كان والده يعمل ضابطا في جيش الإمبراطورية العثمانية حينها.
لأحمد حلمي 3 بنات من زوجته الأولى هن وصفية، وهي زوجة السياسي الليبي منصور قدارة، وسنية زوجة عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي في فلسطين، ونائلة زوجة عبد المجيد عبد الحميد شومان.
كما كان له ابن وحيد، وهو من زوجته الثانية واسمه محمد، وقد تزوج محمد من سعاد ابنة السياسي الفلسطيني رشيد الحاج إبراهيم.
الدراسة والتكوينتلقى أحمد حلمي عبد الباقي علومه الأولية في نابلس، ثم تابع دراسته في إسطنبول، وعاد مع والده إلى مدينته طولكرم، وهناك تلقى علومه في اللغة العربية والآداب على يد العالم سعيد الكرمي، وهو ما جعله يتميز في هذا المجال.
الوظائف والمسؤولياتشارك عبد الباقي في العمارة بحركة متطوعي أبناء العشائر العراقية لمحاربة القوات البريطانية الغازية إلى جانب الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى.
كان عبد الباقي بصفته عضوا في جمعية "العربية الفتاة" القومية السرية من أركان حزب الاستقلال العربي الذي نشأ في دمشق سنة 1919 كواجهة سياسية علنية لهذه الجمعية.
عُيّن في سنة 1919-1920 مديرا عاما لوزارة المالية في حكومة الأمير فيصل بن الحسين في دمشق.
نزح عبد الباقي سنة 1922 إلى شرق الأردن، حيث عُيّن مشاورا (وزيرا) للمالية، واختاره ملك الحجاز الحسين بن علي ناظرا للخط الحديدي الحجازي ومنحه لقب باشا.
وبعد اندلاع الثورة السورية في سنة 1925 ضد الاحتلال الفرنسي شارك في عضوية اللجنة المركزية لإعانة منكوبي سوريا.
نفته السلطات الإنجليزية إلى الحجاز بتهمة التحريض على مقاومة الانتداب الفرنسي على سوريا، وغادر بعدها إلى القاهرة، ثم توجه في سنة 1926 إلى فلسطين بدعوة من رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني، حيث عُيّن مراقبا عاما للأوقاف الإسلامية.
استقال عبد الباقي من عمله في سنة 1930 حين أصبح مديرا عاما للبنك العربي الذي أسسه مع عبد الحميد شومان، ثم أسس البنك الزراعي لإمداد الفلاحين بالقروض الزراعية، وبنك الأمة العربي و"صندوق الأمة" لإنقاذ الأراضي العربية المهددة باستيلاء الحركة الصهيونية عليها.
كما أسس مشروع الدونم الذي كان يهدف إلى تملك كل فلسطيني دونما (ألف متر مربع) من الأرض في المواقع التي تتعرض أراضيها لخطر الاستيلاء الصهيوني عليها، وأسس مدرسة أبناء الأمة العربية (كلية الأمة في القدس).
التجربة السياسيةشارك عبد الباقي ضمن مندوبي القدس في المؤتمر الإسلامي للدفاع عن حائط البراق والأماكن الإسلامية المقدسة، والذي عقد في خريف سنة 1928.
كما كان عضوا في اللجنة المركزية لإعانة المنكوبين التي شكّلها المجلس الإسلامي الأعلى عقب ثورة البراق في أغسطس/آب 1929.
شارك عبد الباقي في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بالقدس في ديسمبر/كانون الأول 1931 بصفته أمين المال في المؤتمر ومقرر لجنة السكة الحجازية فيه.
اختير أحمد حلمي عبد الباقي رئيسا فخريا للغرفة التجارية في القدس وللجمعية الخيرية الصالحية التي أنشأت معهد أبناء الأمة لإيواء أبناء الشهداء.
بعد عودته إلى فلسطين في نهاية سنة 1942 شارك عبد الباقي في المساعي الهادفة إلى إعادة تأليف لجنة سياسية مسؤولة لقيادة الحركة الوطنية، لكن تلك المساعي باءت بالفشل.
وفي أغسطس/آب 1943 أعاد عبد الباقي مع عوني عبد الهادي ورشيد الحاج إبراهيم تأسيس صندوق الأمة العربي لإنقاذ الأراضي العربية.
ومن نوفمبر/تشرين الثاني 1945 إلى مايو/أيار 1946 حاول عبد الباقي مع قادة فلسطينيين آخرين إعادة تأسيس اللجنة العربية العليا التي حلها البريطانيون سنة 1937.
ومع فشل هذا الجهد أعاد مجلس الجامعة العربية بنفسه تشكيل اللجنة العربية العليا (تحت تسمية الهيئة العربية العليا) في بلودان في يونيو/حزيران 1946، ودعا عبد الباقي إلى الانضمام.
وفي الفترة اللاحقة صمد عبد الباقي وحيدا من بين سائر زملائه في قيادة الدفاع عن مدينة القدس في وجه الهجمات الصهيونية على إثر إصدار الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين سنة 1947.
وفي 16 يونيو/حزيران 1948 عيّنه ملك الأردن عبد الله الأول حاكما عسكريا على القدس، ثم عينه مجلس جامعة الدول العربية رئيسا لـ"حكومة عموم فلسطين" التي أُعلن تشكيلها في غزة في أواخر سبتمبر/أيلول 1948، وصار يشارك بصفته هذه في اجتماعات جامعة الدول العربية بالقاهرة حتى وفاته.
مؤلفاتهألّف أحمد حلمي عبد الباقي ديوان شعر بعنوان "ديواني"، وصدر بإعداد وتقديم من الكاتب والروائي والشاعر الأردني من أصل فلسطيني إبراهيم نصر الله.
تأسيس بنك الأمة العربيةأسس حلمي هذا البنك عام 1937 بعد أن استقال من البنك العربي، واستهدف به تقديم القروض إلى المزارعين العرب لآجال تصل إلى عام، في الوقت الذي كانت فيه المصارف التجارية تمنح قروضها لمدة لا تزيد على 3 أشهر.
وقد استمر بنك الأمة العربية في نشاطه حتى نهاية فترة الانتداب البريطاني، وبعدها استأنف من مركزه الجديد في القاهرة برئاسة أحمد حلمي باشا، وظلت له ديون كبيرة على المزارعين العرب الذين لم يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم بسبب طردهم من أملاكهم.
وفاتهتوفي أحمد حلمي عبد الباقي يوم 29 يونيو/حزيران 1963 في سوق الغرب بلبنان، ودُفن في الرواق الغربي للمسجد الأقصى بجوار الأمير محمد علي الهندي والقائد عبد القادر الحسيني وثلة من القادة العرب والمسلمين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأمة العربی فی سنة
إقرأ أيضاً:
"صحار الدولي" يتوّج بجائزة "الرئيس التنفيذي للعام في القطاع المصرفي"
مسقط- الرؤية
تُوّج أحمد المسلمي الرئيس التنفيذي لصحار الدولي، بلقب "الرئيس التنفيذي للعام في القطاع المصرفي" خلال حفل توزيع جوائزBusiness Today CXO المرموقة التي تنظمها مؤسسة القمة للإعلام، حيث تم تنظيم الحفل تحت رعاية سعادة السيد الدكتور منذر بن هلال البوسعيدي نائب رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، بمشاركة 200 من الشخصيات القيادية من مختلف القطاعات الرئيسية في سلطنة عمان، للاحتفاء بالتميز في القيادة المؤسسية.
وتأتي هذه الجائزة تقديرًا للقيادة الاستثنائية ودور أحمد المسلمي في مسيرة التحول التي شهدها البنك والتي أسهمت في تعزيز النمو والابتكار وتحقيق التميز المؤسسي. وبفضل رؤيته الاستراتيجية الثاقبة، نجح صحار الدولي في ترسيخ مكانته كثاني أكبر بنك في سلطنة عُمان وأسرع المؤسسات المالية نموًا في السلطنة، فضلاً عن تحقيقه للقب "أفضل بنك في عُمان"، ودوره البارز في تمكين التقدم الاقتصادي الوطني والتوسع الذي شهده البنك خارج حدود السلطنة.
وقال سعيد بن محمد العوفي رئيس مجلس إدارة صحار الدولي: "ندرك بأن الشخصية القيادية هي الأساس لتحقيق التقدم والنجاح، ويُجسد أحمد المسلمي الصفات القيادية الملهمة التي تجمع بين تحفيز فريق العمل، وصياغة الاستراتيجيات الفعّالة، وتحقيق النتائج الاستثنائية. فقد أسهمت رؤيته الثاقبة والتزامه بتعزيز ثقافة الابتكار والمرونة في الارتقاء بصحار الدولي إلى آفاق غير مسبوقة، وفي ظل قيادته، حقق البنك إنجازات بارزة شملت الأداء المالي المتميز، واضعًا معايير جديدة للقطاع المصرفي، والإسهام بشكل أكبر في تنويع مصادر الدخل الوطني ودعم النمو الذي تشهده سلطنة عُمان، ويعكس هذا التكريم تقديرًا مستحقًا لإنجازاته المتميزة، ويُبرز الأثر الإيجابي لقيادته المتميزة."
وأضاف: "بالنيابة عن مجلس الإدارة وكافة موظفي صحار الدولي، يسرّني أن أتقدّم بأحرّ التهاني لأحمد المسلمي على هذا التتويج المستحق، حيث أن التزامه المستمر بتحقيق التميز، وحرصه الدائم على توفير قيمة لكافة الأطراف ذات الصلة، يُعد مصدر إلهام حقيقي، ويمهّد الطريق نحو مستقبل واعد لصُحار الدولي."
ومنذ توليه المنصب، قاد المسلمي استراتيجية التحول التي شهدها البنك والتي ارتكزت على الابتكار والتميز التشغيلي والارتقاء بتجربة الزبائن، فقد نجح البنك في إعادة تعريف مفهوم الخدمات المصرفية لكافة الأطراف ذات الصلة.
وعلق أحمد المسلمي على هذا التتويج قائلاً: "تعكس هذه الجائزة الجهود والالتزام المشترك لكافة موظفي صحار الدولي، فقد كانت مسيرتنا متميزة بالعمل بروح الفريق الواحد والإبداع والالتزام الراسخ بالتميز، مستندين إلى استراتيجية ثاقبة وفهم عميق للاحتياجات المتطورة للأطراف ذات الصلة، وهذا التتويج هو ثمرة الجهود الدؤوبة لفريقنا الاستثنائي، الذي شكّل بتفانيه ومرونته وتكاتفه القوة الدافعة وراء نجاحاتنا المتواصلة".