هوكشتاين: لمنع توسيع العمليات ومواكبة التقدم في مبادرة بايدن.. وإشكاليات في ملف الترسيم
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
استقبل حزب الله أمس الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين استقبالاً حافلاً، فحمّله ما عاد به "الهدهد" من مسح دقيق لمناطق في شمال فلسطين المحتلة بما فيها مجمع الصناعات العسكرية لشركة رافائيل ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، ومبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة ساعر 4.
5 المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة ساعر 5.
اختار حزب الله التوقيت المناسب، فشكل "فيديو الهدهد" الحدث رغم حضور هوكشتاين، فرسم حدود ما هو ممكن وما هو غير ممكن. قال حزب الله للوسيط الأميركي أن كل التهديد الاسرائيلي ورسائل الرعب لن يغيروا من أصل مقاربة الحزب القائمة على وف اطلاق النار في غزة قبل اي حديث عن ترتيبات جديدة في الجنوب.
وبقدر ما أشارت "رسالة الهدهد" إلى أن الداتا التي تضمنها الفيديو هي مسرح عمليات المواجهة المقبلة، وأن الحزب على جهوزية للحرب، بقدر ما شكلت رسالة ردع للحرب الاسرائيلية التي تهدد بها حكومة بنيامين نتنياهو لبنان، علما أن الحزب وفق مصادره لا يتوقف ملياً عند تهديدات اسرائيل وربطها المواعيد لشن الحرب ويؤكد الربط المطلق بين الجبهتين وأنه جاهز لكل الخيارات.
ورغم ذلك، فإن الحراك الأميركي تجاه تل أبيب ولبنان يأتي في سياق سياسي وليس تقنياً. ورغم اقتناع هوكشتاين بمسألة الربط بين غزة ولبنان استناداً إلى إصرار حزب الله منذ الثامن من تشرين الأول على هذه المعادلة، إلا أنه يريد العمل على خط التهدئة وعدم انفلات الامور إلى حرب واسعة، خاصة وأنه سمع أسوة بمسؤولين أميركيين آخرين من الاسرائيليين أن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء وسوف يتم التفرغ للجبهة اللبنانية.
وبحسب مصادر مطلعة لـ"لبنان24" فإن هوكشتاين قال أمام المسؤولين إن واشنطن ضغطت على تل أبيب في المرحلة الماضية للحفاظ على انضباط النيران في جبهة لبنان، غير أنها اليوم لا تضمن المرحلة المقبلة وأنها غير قادرة في الوقت الراهن على تحصيل الضمانات نفسها من نتنياهو. واعتبر هوكشتاين أن هناك تقدماً في مسار مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن التي وافقت عليها إسرائيل وتلقى ترحيبا من مصر وقطر لوقف اطلاق النار في غزة ولا بد من التعاون لإنجاحها ومواكبتها في لبنان بعدم توسيع العمليات ووقف التصعيد، لأنها ستفتح باب التفاوض للوصول إلى حل في جنوب لبنان.
وفيما تعتبر مصادر حكومية أن الوضع قابل للتهدئة على الرغم من التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل، تشير المعلومات إلى أن هوكشتاين لم يطرح حلولاً ولم يأت على ورقته المعروفة للحل، بينما اعتبرت أوساط مطلعة على الموقف الأميركي لـ"لبنان24" أن زيارة هوكشتاين أمس تختلف عن سابقاتها لعدة أسباب:
1- الزيارة تحمل الطابع الانتخابي فهوكشتاين الذي نجح في ملف الترسيم البحري في عهد الرئيس جو بايدن، يريد أيضاً تحقيق المكاسب للرئيس الديمقراطي قبل المناظرة المرتقبة بين الاخير والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
2- لم يكن هوكشتاين في زيارته تفاؤلياً بقدر ما كان تشاؤمياً وبعث برسائل تحذير إلى المعنيين من خطورة التصعيد بين اسرائيل وحزب الله.
3- لم يأت على تفصيل اقتراحه للحل في جنوب لبنان، علماً أنه كان يعمل مع اسرائيل من أجل وقف خروقاتها للاجواء اللبنانية.
وسط ما تقدم، تطرح أسئلة كثيرة حول كيف سيكون عليه الترسيم البري في اليوم التالي لما بعد الحرب .
تنقسم الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة إلى قسمين
1- القسم الأول هي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وتمتدّ من رأس الناقورة حتى الجسر الروماني القديم على نهر الوزاني وطولها حوالي 82 كيلومترا.
2- القسم الثاني هي الحدود الدوليّة بين لبنان وسوريا في منطقة الجولان المحتلّ تمتد من الجسر الروماني القديم على نهر الوزاني إلى نقطة الإلتقاء مع الحدود اللبنانيّة السوريّة الشرقيّة، وطولها حوالي 39 كيلومترا.
3- الخطّ الأزرق هو خطّ وضعته الأمم المتحدة عام 2000 للتحقق من إنسحاب الجيش الإسرائيلي وهو ليس خطّ حدود دوليّة وقد اعترف لبنان به كخطّ إنسحاب فقط وطوله حوالي 121 كيلومترًا.
وهنا يتحدث قائد قطاع جنوب الليطاني سابقا في الجيش والخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الجميّل لـ"لبنان24" عن إشكاليّات القسم الأول من الحدود (بين لبنان وفلسطين) هي:
1- مجموعة التحفظات اللبنانيّة على الخطّ الأزرق.
2- التحفّظ على الخطّ الأزرق هو الفرق بين خطّ الحدود الدوليّة والخطّ الأزرق الذي يقضم من الأراضي اللبنانيّة في 13 منطقة ما مساحته حوالي 485 الف متر مربع في القرى الحدوديّة اللبنانيّة التالية: الناقورة، علما الشعب (3)، البستان، مروحين رميش، يارون، بليدا، ميس الجبل، العديسة، كفركلا، الوزاني.
3- مجموعة الخروقات الدائمة للخطّ الأزرق.
4- الخرق الدائم للخطّ الأزرق هو الفرق بين السياج التقني الإسرائيلي والخط الأزرق حيث عمدت إسرائيل إلى وضع سياجها التقني المعادي داخل الأراضي اللبنانيّة متجاوزة الخطّ الأزرق لجهة لبنان وقضمت وإحتلّت من الأراضي اللبنانيّة في 17 منطقة على طول خطّ الحدود اللبنانيّة مع فلسطين ما مساحته حوالي 17 الف متر مربع.
أما إشكاليّات القسم الثاني من الحدود (بين لبنان وسوريا في الجولان المحتل) فهي بحسب العميد الجميّل:
1- اشكاليّة قرية الغجر. فقرية الغجر هي قرية سوريّة تقع مباشرةً على الحدود اللبنانيّة السوريّة بالقرب نهر الوزاني للجهّة السوريّة، إحتلتها إسرائيل عام 1967 من ضمن إحتلالها للجولان السوري، ثم وخلال الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان إستغلّ سكان الغجر غياب الدولة اللبنانيّة وتجاوزوا الحدود الدوليّة وقاموا بتشييد مباني ومنشآت داخل الأراضي اللبنانيّة في خراج قرية الماري اللبنانيّة، بحيث اصبح ثلثا القرية في لبنان. وعند ترسيم الخطّ الأزرق عام 2000 تبيّن أن هذا الخطّ سيقسم القرية وعائلاتها إلى شطرين على جانبي الحدود، فتمّ تسييج القسم اللبناني من القرية من قبل اليونيفيل لأسباب إنسانيّة ووضعت حراسة أمميّة عليه وهو يشكّل خرقًا دائمًا للخطّ الازرق بمساحة حوالي 719 الف متر مربع، وبقي موضوع هذه القرية معلقًا لغاية اليوم فسكانها سوريون يحملون الجنسية الإسرائيليّة وقسم كبير منهم يسكن في أرض لبنانيّة.
2- إشكاليّة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة وهي أراضي لبنانيّة رسَّمتها خرائط الجيش الفرنسي عن طريق الخطأ عام 1920 في الناحية السوريّة وليس من ناحية لبنان، وسوريا تعترف على لسان مسؤوليها بلبنانيتها كما وأن لبنان يملك الوثائق الدامغة على ذلك ولكن الأمم المتحدة تعتبرها سوريّة وتتبع للقرار 242 وليس للقرار 425 وفي انحياز فاضح لإسرائيل التي تحتلّها منذ عام 1967 ولم تنسحب منها عام 2000 لأن الخطّ الأزرق الأممي لم يشملها.
3- الحدود بين لبنان وفلسطين مرّسمة ومثّبتة منذ عام 1923 في إتفاقيّة بوليه – نيوكمب، وأُعيد ترسيمها وتثبيتها في إتفاقيّة الهدنة بين لبنان وإسرائيل عام 1949وفق حدود 1923، وبالتالي هي ليست بحاجة لترسيم بل لإعادة تثبيت.
وعليه، يمكن القول بحسب العميد الجميّل، إنه مهما إقترح الموفدون الدوليّون والوسطاء من حلول لمسألة الحدود الجنوبيّة للبنان فهي ستكون حلولًا غير مقبولة الّا إذا عاد الخطّ الأزرق وتطابق مع خطّ الحدود الدوليّة وفق خرائط الجيش اللبناني، وأُعيدت للبنان مناطق التحفّظ المحتلّة وانسحب العدو الإسرائيلي من مناطق الخرق الدائم إلى خطّ الحدود الدوليّة، وأُعيدت إلى لبنان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة، وتمّ إيجاد حلّ لتمدّد قرية الغجر السوريّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأراضی اللبنانی ة الحدود اللبنانی ة الحدود الدولی ة ة السوری ة بین لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 3 مدنيين في جنوب لبنان
أفادت وسائل إعلام لبنانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ثلاثة مشتبه بهم في جنوب لبنان الليلة الماضية.
وأفادت صحيفة الجديد اللبنانية أن المدنيين الثلاثة اختطفوا من طريق وادي الحجير.
ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال، أمس الخميس اعتقال أربعة مدنيين إسرائيليين بعد دخولهم لبنان بشكل غير قانوني، لزيارة ضريح، بينما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان رغم الهدنة.
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية إن المشتبه بهم الأربعة، الذين لم يتم نشر أسمائهم، اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد تسللهم عبر الحدود، وفقا لما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية. وأعيد المشتبه بهم - سكان أشدود وبيت شيمش وهاتسور هجليليت - إلى إسرائيل وتم تسليمهم للشرطة للاستجواب.
وقالت شرطة الاحتلال في بيان إن القرار بشأن توجيه الاتهام إلى الأربعة ما زال معلقًا.
وفقًا للشرطة، فإن عبور الحدود بشكل غير قانوني يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات من الناحية الفنية، لا توجد حدود متفق عليها بين إسرائيل ولبنان، بل تعتمدان بدلاً من ذلك على خط وقف إطلاق النار الذي فرضته الأمم المتحدة والمعروف باسم الخط الأزرق.