ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع شبكة CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما يُوصف نمط العمارة الوحشية بأنه صارخ أو جامد، على عكس الطريقة التي نصف بها العالم الطبيعي الخصب والأخضر.

يستكشف كتاب صور جديد علاقة الطبيعة بالعمارة الوحشية، باحثا عن الجمال في ذلك التناقض بينهما.

وأوضحت أوليفيا بروم، أمينة الكتاب ومنشئة حساب "brutalistplants" على منصة "انستغرام" الذي يضم أكثر من 30 ألف متابع، إن الكتاب الذي يحمل عنوان "Brutalist Plants" (النباتات الوحشية) يُعد "مزيجا من التطلّع إلى المستقبل والنظر إلى الماضي".

وتأمل بروم أن تلهم هذه الصور الأشخاص للنظر إلى البيئة المبنية بشكل مختلف، ورؤيتها كمكان يمكن أن يكمّل الطبيعة.

يحتوي الكتاب على 150 صورة للمباني والأعمال الفنية والمنحوتات، مثل هذه التي التقطت في بوخارست برومانيا.Credit: Bogdan Anghel

وقالت بروم: "إما أن نعيش جميعنا في وئام مع الطبيعة والخرسانة، أو أن نفسدها جميعنا بشكل سيء، لدرجة أن الطبيعة ستطغى على كل ما نبنيه".

وتُعد العمارة الوحشية، أو العمارة الخمومية، نمطا معماريا يتجلى في شكله المهيب، واستخدام الأشكال الهندسية والخطوط النظيفة، ويبرز عادة من خلال مواد بناء صريحة كالخرسانة المكشوفة، والأنظمة أحادية اللون.

وبلغت شعبية هذا النمط المعماري ذروتها بين الخمسينيات وحتى السبعينيات من القرن العشرين، وهو يرتبط عادة بالمملكة المتحدة وأوروبا الشرقية، ولكن هذا النمط له جذوره في مباني القرن العشرين المبكرة من جميع أنحاء العالم، ولا سيما تلك الخاصة بالمعماري السويسري لو كوربوزييه، الذي أعطى عمله الأولوية للهياكل الوظيفية والأشكال النحتية الضخمة.

انجذبت بروم إلى الصور بسبب التناقض بين الخرسانة الجامدة ونعومة الطبيعةCredit: Rory Gardiner

ولدت بروم في المملكة المتحدة، ونشأت في جنيف بسويسرا، ما أثار اهتمامها بالعمارة الوحشية لأول مرة، إذ قالت: "في المكان الذي نشأت فيه، كان هناك الكثير من الجبال والخرسانة"، مضيفة أنه كان هناك الكثير من المباني في جنيف من تصميم لو كوربوزييه. 

وتابعت: "حين استرجع الماضي، فإن (المباني الوحشية) تبدو وكأنها مساحة منزلية بالنسبة لي".

وبدأت بروم حساب "Brutalist Plants" على "انستغرام" كهواية، حيث تعيد نشر أعمال المصورين، ومع نمو المتابعين إلى عشرات الآلاف، يقدّم العديد من المصورين وصنّاع المحتوى أعمالهم إلى بروم.

وأشارت بروم إلى أن "الكثير منهم ينتمون إلى حركة الحداثة، وهو ما يشبه إلى حد ما المدينة الفاضلة".

تسعى بروم لإرسال رسالة من خلال الكتاب مفادها أن البشر يمكنهم أن يعيشوا في وئام مع الطبيعة.Credit: Yasushi Okano

وتتخيل بعض الصور "كيف يمكننا أن نعيش مع النباتات"، ويُظهر إدراج التصورات، والهندسة المعمارية، والمشاهد التي أُنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي رؤى مفعمة بالأمل لعالمنا الحضري الصارخ الذي يتعايش بسلام إلى جانب الطبيعة.

وعلى الجانب الآخر، تُوحي بعض الصور بإحساس أكثر قتامة. 

وأوضحت بروم: "هناك عدد قليل من الصور حيث توجد مساحات معمارية طغت عليها الطبيعة بالفعل، ولم تعد موجودة"، لافتة إلى أن الكثير من هذه الصور قدّمها مستكشفون حضريون للمباني المهجورة.

ويبرز غياب الناس بشكل ملحوظ في الصور، إذ أوضحت بروم أنه تمت إزالة البشر من بعض الصور لتركيز السرد على علاقة البيئة المبنية بالطبيعة، والتي تعتبرها بروم مشوشة بسبب الوجود البشري. 

هياكل مثيرة للجدل منحوتة للفنان كارستن فودنجر في منطقة باس-نورماندي، بفرنساتصوير: Karsten Födinger

ويضم الكتاب 150 صورة للمباني، والأعمال الفنية، والمنحوتات، ويتضمن مزيجًا من الصور التي تمت مشاركتها على حساب  "Brutalist Plants" وصور لم تكشف عنها من قبل والتي حصلت عليها من مصادر أخرى.

ومع عرض أعمال العمارة الوحشية من 41 دولة في الكتاب، فإن بروم متحمسة لإظهار الانتشار الهائل والتنوع لهذا النمط، وتأثيره على الهياكل والأعمال الفنية الأحدث.

وتتمثل إحدى "الصور الأكثر إثارة للجدل" التي شاركتها بروم مع جمهورها على منصة "إنستغرام"، والتي قامت أيضًا بإدارجها في الكتاب، في منحوتة للفنان الألماني كارستن فودنجر، وهي عبارة عن بلاطة خرسانية مائلة قليلاً، ومثبتة بأشجار الصنوبر. 

وتصفها بروم بأنها أشبه بطاولة من الخرسانة متصلة بهذه الأشجار.

وعلّق بعض الأشخاص على الصورة على منصة "انستغرام"، واعتبروا أنها بمثابة "أمر مريع بالنسبة للأشجار" وإهانة للطبيعة، في حين شعر آخرون بأن اتحاد الخرسانة والخشب يعكس أفكار المأوى، ويضيف لمسة فنية عليه.

وقالت بروم: "كان هناك الكثير من الجدل حول الأمر".

أصبح نمط العمارة الوحشية شائعا بين فترة الخمسينيات وحتى السبعينياتCredit: Alexey Bokov

وهناك الكثير من الصور التي تحمل معنى خاصًا بالنسبة لبروم، أحدها صورة لمبنى في جنيف يبعد "دقيقتين سيرًا على الأقدام" عن المكان الذي يعيش فيه والدها، وبعض المباني التي وثّقتها في ملبورن وكانبيرا في أستراليا، وهي وجهات زارتها مع العائلة والأصدقاء.

وتعيش بروم الآن في المملكة المتحدة، حيث يوجد العديد من المباني ذات نمط العمارة الوحشية لتمدّها بالإلهام، بما في ذلك مسرح باربيكان، حيث من المقرر إطلاق كتاب الصور الخاص بها.

وتؤمن بروم بأنه يجب الحفاظ على الهياكل الوحشية للمستقبل، وأن تكامل الطبيعة يُظهر قدرتها على التكيف.

المملكة المتحدةعمارةنشر الأربعاء، 19 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المملكة المتحدة عمارة هناک الکثیر من

إقرأ أيضاً:

القاصد يشيد بمشروعات تخرج طلاب قسم العمارة.. ويوجه بأهمية عمل هوية بصرية لجامعة المنوفية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية، الاجتماع الدورى للجنة المنشآت الجامعية بحضور الدكتور صبحى شرف نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور إكرامى جمال أمين عام الجامعة، والدكتور أيمن عبد الحميد مستشار رئيس الجامعة للشؤون الهندسية، واستعرض قى بداية الاجتماع بعض مشروعات تخرج طلاب الفرقة الرابعة من قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة والخاصة بعمل تصميمات ومقترحات للأرض التى تم تخصيصها لصالح توسعات جامعة المنوفية بمدينة السادات، والتى تبلغ مساحتها ٢٠٠ فدان، والتى تأتى ضمن عدد من المشروعات الهامة التى تسعى الجامعة لتنفيذها لمواكبة التطورات السريعة في جميع الميادين العلمية، وتنفيذاً لتوجهات القيادة السياسية لتطوير منظومة التعليم العالى والتوسع الأكاديمي واستحداث مسار جديد متكامل للتعليم والتدريب التطبيقي والتكنولوجي، ويقدم خدمات تعليمية وتدريبية متكاملة ذات جودة تنافس نظم الجودة العالمية، والعمل على تأهيل الخريجين لتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلبات خطط التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.

قام الطلاب بعرض تقديمى لمشروعاتهم ومقترحاتهم للتصميم العمرانى لتوسعات الجامعة والتى أشرف عليها الدكتور حسام الدين مصطفى رئيس قسم الهندسة المعمارية، والدكتورة أسماء الشامى أستاذ مساعد بالقسم، المهندس يونان نظمى مدرس، المهندس أيمن سامى مدرس مساعد، والمعيدين مهندس يوسف المراغى مهندسة آيه بدوى.

هذا وأشاد رئيس الجامعة بالأفكار التى عرضها الطلاب خاصة وأنها تشمل المعايير التصميمية المطلوبة وتقدم مقترحات لإنشاء مبانى مرنة يمكن تعديلها حسب الاحتياجات المستقبلية، ومساحات تعليمية تدعم تقنيات الواقع الافتراضى، وتصميم منشآت بحثية تطبيقية مثل ورش العمل ومعامل الاختبارات المتقدمة، بالإضافة إلى إمكانية تغطية واجهات المبانى بالألواح الشمسية والمسطحات الخضراء حول الحرم الجامعى لتعزيز الاستدامة البيئية، وتصميم سكن طلابى، وملاعب رياضية وصالات مجهزة للأنشطة الطلابية، موجها الشكر لجميع المشرفين والطلاب على هذا المجهود المشرف والذى يعكس مدى تميز طلاب جامعة المنوفية، مؤكدا على أهمية استغلال امكانيات الطلاب ومواهبهم وقدراتهم لخدمة أهداف الجامعة وتنفيذ خطتها الإستراتيجية.

ووجه رئيس الجامعة بأهمية البدء فى تقديم مقترح عن تصميم الهوية البصرية للجامعة والذى يساهم فى التعبير عن رؤية الجامعة ورسالتها، وتحقيق التميز والتفرد للصورة العامة للجامعة، مشيرا أن قسم الهندسة المعمارية يشرف على تصميم الهوية البصرية للمحافظة لما يضمه من نخبة متميزة من الأساتذة المتخصصين فى العمارة والتصميم.

وناقش رئيس الجامعة جدول الأعمال والتقرير المقدم عن المتابعة الشهرية لأعمال المنشآت الجارى العمل بها والمسندة لعدد من الشركات، وآخر مستجدات المدينة الطبية، وأرض مدينة السادات، ومعهد الأورام، والمشروعات الجديدة المطلوب إدراجها بالخطة، كما استعرض رئيس الجامعة الموقف التنفيذى لأعمال الصيانة، والموقف المالى والمنصرف حتى الآن والمستخلصات المطلوبة.

حضر الاجتماع من أعضاء اللجنة: الدكتور محمد سعفان عميد الهندسة، الدكتور محمد زيدان عميد التربية النوعية، الدكتور محمد النعمانى عميد الطب، الدكتور أحمد الخولى عميد الزراعة، الدكتور خالد الحسينى مدير مركز الاستشارات الهندسية، الدكتور علاء بشندى رئيس قسم الهندسة المدنية، والدكتور حسام الدين مصطفى رئيس قسم الهندسة المعمارية، ومن الجهاز الإدارى: أشرف النطاط أمين عام الجامعة المساعد، سعاد بيومى رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الجامعة، أمل النجار أمين عام الجامعة المساعد، رباب الدالى مدير عام الشؤون الهندسية، سهيلة ابراهيم مدير عام الصيانة، سحر النجار مدير عام الشؤون المالية، خالد النجار مدير عام الشؤون القانونية، أيمن بدر مدير عام الاستراتيجية، إبراهيم محجوب مدير عام الاحتياجات، ربيع صلاح مدير المشروعات، راندا فوزى مدير الترميمات.

مقالات مشابهة

  • هل لديك الكثير من الصور القديمة والرسائل غير المقروءة؟ قد تكون ضحية “الاكتناز الرقمي”!
  • القاصد يشيد بمشروعات تخرج طلاب قسم العمارة.. ويوجه بأهمية عمل هوية بصرية لجامعة المنوفية
  • «موانئ أبوظبي» تستكشف تطوير منطقة صناعية في بورسعيد بمصر
  • عائلة روبن نيفيز تستمتع بأجواء الطبيعة في المملكة
  • أطفال أبوظبي يتواصلون مع الطبيعة
  • ليكسل تدعم مهرجان العمارة العالمي
  • ‏400 يوم من الإبادة الوحشية.. الاحتلال الإسرائيلي يقتل «الطفولة» ‏في غزة
  • وزارة الثقافة تعقد ورشة "إعادة التفكير في التراث" بقلعة صلاح الدين الأيوبى
  • تطوير أشعة ليزر مستوحاة من الطبيعة تمد البعثات الفضائية بطاقة مستدامة
  • «قمة المعرفة 2024» تستكشف آفاق الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المحتوى الرقمي