قال الشيخ على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن زيارة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، قُربةٌ من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، ومن أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم، وهي بعض الوفاء لحقه علينا.

وأوضح «جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك» عدد من الأداب الواجبة لزيارة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وهى كالتالي:

1.

ويستحب للزائر أن ينوي التقرب إلى الله بالصلاة في مسجد النبي ﷺ لفضل ثواب الصلاة في مسجده ﷺ.

2. يُستحب أن يُكثر في طريقه إلى طَيبة «المدينة المنورة» من الصلاة على الحبيب ﷺ ولا سيما إذا بدت له معالم المدينة وأشجارها وأبنيتها، وأن يسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه.

أداب زيارة مقام النبي

3. يستحب الاغتسال قبل الدخول إلى مسجده ﷺ للسلام عليه وأن ينظف نفسه، ويلبس أحسن ثيابه ويتطَّيب.

4. على المرء أن يستشعر في قلبه أنه في أشرف بقاع الأرض بعد مكة.

5. يُستحب أن يقول عند دخول المسجد النبوي الشريف كما عند دخول المسجد الحرام: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك».

6. ويصلي في الروضة سُنّة تحية المسجد، ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ويسأله القبول، ثم يأتي المقام الشريف حيث جسد سيدنا وحبينا سيدنا محمد ﷺ، فيقف مستقبلاً المقام والقبلةُ خلفه، ناظرًا إلى أسفل المواجهة الشريفة، غاضَّ الطرف، ممتلئَ القلب إجلالاً وتعظيمًا وتوقيرًا لمنزلة مَن هو في حضرته ﷺ، ثم يسلِّم بصوت معتدل ويقول التالي: 

كلمات مستحبة في الروضة

«السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليك يا نبيَّ الله، السلام عليك يا خِيرةَ الله، السلام عليك يا خَيرَ خَلقِ الله، السلام عليك يا حبيبَ الله، السلام عليك يا نذيرُ، السلام عليك يا بشيرُ، السلام عليك يا طاهرُ، السلام عليك يا نبيَّ الرحمة، السلام عليك يا نبيَّ الأمة، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسولَ ربِّ العالمين، السلام عليك يا خيرَ الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائدَ الغُرِّ المُحَجَّلِين، السلام عليك وعلى آلِ بيتِك وأزواجِك وذريتِك وأصحابِك أجمعين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين، جزاك الله يا رسولَ الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته، وصلّى الله عليك وسلم كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل أفضلَ وأطيبَ وأكملَ ما صلّى على أحد من الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبده ورسوله وخِيرته مِن خلقه، وأشهد أنك قد بلَّغتَ الرسالةَ، وأدَّيتَ الأمانةَ، ونَصَحتَ الأمةَ، وجاهدتَ في الله حق جهاده، اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وَعَدتَه، وآتِه نهايةَ ما ينبغي أن يسأله السائلون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدِك ونبيِّك ورسولِك النبيِّ الأميِّ وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد».

وبعد السلام يتأخر إلى اليمين قدر نصف متر فيسلم على سيدنا أبي بكر الصدِّيق ويثني عليه بما هو أهله رضى الله عنه، ثم يتأخر إلى اليمين قدر ذراع فيسلِّم على سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويثني عليه بما هو أهله، فإذا انتهى تأخَّر فوقف مستقبلاً القبلة، حيث أمكنه من الروضة، والأفضل - إن تيسَّر - بين القبر والسارية، فيحمد الله تعالى ويمجده، ويدعو لنفسه ولوالديه ولإخوانه ولسائر المسلمين.

7. وليحرص على الصلاة في الروضة؛ فقد روى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». وينبغي أن يحرص على أن يصلي الصلوات كلَّها في مسجد رسول الله ﷺ ، وأن ينوي الاعتكاف فيه.

أعمال مستحبة

8. ويُسَنُّ الخروج إلى البقيع كل يوم، ولا سيما يوم الجمعة وذلك بعد أن يسلم على النبي ﷺ ، ويقول عندما يصل إلى البقيع: «السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيعِ الغَرقَدِ، اللهم اغفر لنا ولهم».

9. ويستحب زيارة قبور شهداء أُحُد، ويبدأ بسيدنا حمزة عم سيدنا رسول الله ﷺ سيد الشهداء، وكذلك يستحب استحبابًا مؤكَّدًا أن يأتي مسجدَ قُباء، والأولى أن يأتيَه يومَ السبت؛ لِما صَحَّ أنَّ رسول الله ﷺ قال: «صلاةٌ في مَسجِدِ قُباءَ كعُمرةٍ».

10. وينبغي أن يكون وهو في مدينة النبي ﷺ مستحضرًا شرف هذه المدينة، وأن يتحلّى فيها بالأدب والخُلُق المطلوبَين في ذلك المقام، ويسن أن يكثر من التصدُّقِ على فقرائها، وينبغي عدمُ رفعِ الصوتِ وتركُ المشاحنات في حضرة النبي ﷺ ، فلقد أدَّب اللهُ تعالى المسلمين في كتابه العزيز بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } [الحجرات: 2، 3].

فقد نهت الآيتان الكريمتان عن رفع الصوت عند رسول الله ﷺ وأَوعَدَت مَن يرفع صوته عند رسول الله ﷺ بأن يُحبط اللهُ عملَه ويُذهِبَه ولا يُثِيبَه. وقد رُوِيَ أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه كان يقول: (لا ينبغي رَفعُ صوتٍ على نبي حيًّا ولا ميتًا)، وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا سمعت صوت وتد أو مسمار يُدَقّ في البيوت المجاورة ترسل إلى أهلها (لا تؤذوا رسول الله ﷺ)، وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه إذا أراد أن يصنع مِصراعَي بابِ بيتِه خرج إلى المناصع (أي الرومية) حتى لا يؤذي رسول الله ﷺ بما يحدث من صوت أو ضجيج.

إذًا يجب على الزائر والجالس في الروضة الشريفة التأدب بآداب القرآن والتخلق بما ندب إليه حتى يسلم من إحباط العمل، فإن سوء الأدب ورفع الصوت والمجادلة والمشاحنات والمناقشات في هذا المكان منافية لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، فاحذر أيها الزائر، واحذر أيها الجالس من مخالفة كتاب الله؛ فإن ذلك يعرضك لسخط الله، أعاذنا اللهُ وجميعَ المسلمين من ذلك.ويقول العلماء: إنّ هذا الأدب معه ﷺ كما كان واجبًا في حياته فهو واجب بجوار قبره الشريف في مسجده ﷺ ، وهكذا ينبغي التّأدب في مجالس الحديث الشريف وقراءته وسماعه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زيارة مقام النبي المسجد النبوي الروضة المدينة المنورة على جمعة السلام علیک سیدنا إبراهیم رضى الله عنه رسول الله ﷺ سیدنا محمد مقام النبی على سیدنا فی الروضة النبی ﷺ مقام ا

إقرأ أيضاً:

ما حكم تلبية الدعوة إلى الوليمة للعائد من الحج؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية مفاده: ما حكم تلبية الدعوة إلى وليمة للعائد من الحج؟ إذ ذكر السائل أن أحد جيرانه عاد من الحج بسلامة الله ويرغب في إقامة وليمة بهذه المناسبة، وقد دعاه لحضورها. ويسأل السائل عن حكم تلبية هذه الدعوة، وهل عليه حرج إذا لم يحضر؟

أجابت دار الإفتاء بأن تلبية دعوة الجار العائد من الحج إلى مأدبة الطعام، المعروفة بـ “النقيعة”، مستحبة. وذلك لما في ذلك من بر وصلة، ومشاركة في فرحة أداء الركن الأكبر من أركان الإسلام، وإدخال السرور على قلبه، وكل ذلك مما ندبت إليه الشريعة ورغَّبت فيه ورتَّبت عليه الثواب. وأكدت الإفتاء أنه لا حرج على السائل إذا تخلف عن تلبية الدعوة.

كما أوضحت الإفتاء أن الشرع حث على تلبية الدعوات إلى الولائم وبيان ثواب ذلك، مشيرة إلى أهمية مثل هذه المناسبات في تعزيز الروابط الاجتماعية وإدخال الفرح على الناس.

قد حثَّ الشرع الشريف على تلبية الدعوة إلى الولائم وإجابة الداعي؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ، فَلْيُجِبْ» أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.

وعن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ، فَلْيُجِبْ، فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ» أخرجه مسلم في “الصحيح” واللفظ له، والإمام أحمد في “المسند”.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُجِبْ عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ» أخرجه مسلم في “الصحيح”.

جريدة الدستور

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى يوضح بالفيديو آداب المصايف
  • المتحف الدولي للسيرة النبوية يساهم في إثراء تجربة زيارة ضيوف الرحمن الإيمانية إلى المدينة المنورة
  • إمام مسجد الحسين يحذر من التشاؤم في الحياة: النبي حذرنا منه (فيديو)
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: من يغش ويحتكر السلع.. ملعون
  • ما حكم تلبية الدعوة إلى الوليمة للعائد من الحج؟
  • الإمام علي صمام أمان وسط الفتن التي هي كقطع الليل المظلم
  • فعالية للهيئة النسائية في تعز بيوم الولاية وقافلة مالية وعينية للقوات البحرية
  • احتشاد جماهيري كبير في مديرية الجميمة بحجه احتفاءً بذكرى يوم الولاية
  • وكيل الأزهر يلقي محاضرة علمية في معهد دار السلام كونتور بإندونيسيا «صور»
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام