بعد قرنين من عدم الانحياز .. برلمان السويد يفتح أبوابه للنووي الأمريكي
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
سرايا - بعد قرنين من التمسك بسياسة عدم الانحياز العسكري، فتح برلمان السويد الطريق أمام نشر أسلحة نووية أمريكية في البلاد.
وأقرّ البرلمان السويدي امس بغالبية كبرى اتفاقية دفاعية مثيرة للجدل مع الولايات.
الاتفاقية التي وقعتها ستوكهولم وواشنطن في كانون الأول أقرّت بموافقة 266 نائبا من أصل 349، وقد صوّت ضدّها 37 نائبا في حين تغّيب 46.
وفي آذار الماضي أصبحت السويد، رسيما العضو الـ 32 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع تسليمها وثائق الانضمام خلال مراسم في واشنطن.
وتتيح الاتفاقية للقوات الأمريكية الوصول إلى 17 قاعدة دفاع سويدية وتخزين معدات عسكرية وأسلحة وذخائر في البلاد، لكن معارضيها يشدّدون على وجوب أن تنص على حظر الأسلحة النووية في السويد.
وقالت النائبة عن حزب الخضر إيما بيغنغر خلال جلسة المناقشة الثلاثاء "نريد أن يحظر القانون دخول الأسلحة النووية الأراضي السويدية".
وأضافت "للأسف اختارت الحكومة التوقيع على اتفاق لا يغلق الباب أمام الأسلحة النووية، وسيصوت حزب الخضر ضد هذا الاتفاق".
وتعمل حكومة يمين الوسط بقيادة رئيس الوزراء أولف كريسترسون بدعم من الديمقراطيين السويديين (يمين متطرف) على ضمان احترام الاتفاقية للسيادة السويدية.
وأكد وزير الدفاع بال جونسون للإذاعة العامة السويدية أن "السويد دولة ذات سيادة وسيكون القرار دائما للسويد لتحديد نوع الأسلحة التي تسمح بها" على أراضيها.
"الجنون"
تبنّي الاتفاقية كان يتطلّب الموافقة عليها من قبل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع النواب المشاركين في التصويت وأكثر من نصف النواب البالغ عددهم 349.
ومع 42 مقعدا تعذّر على حزبي الخضر واليسار اللذين صوتا ضد عضوية الناتو، عرقلة النص بمفردهما.
في مقال نشر في صحيفة "افتونبلادت" الأحد وصف نائبان من حزب اليسار الاتفاقية "بالساذجة وحتى بانها ضرب من الجنون" وتجعل السويد أقل أمانا لأن "السياسة الدفاعية والأمنية الأمريكية تستند إلى الأسلحة النووية".
وكتبا "عدم طلب الحكومة أي ضمانات ضد سلاح الدمار الشامل أمر مرعب".
وذكرت جمعية السلام والتحكيم السويدية، وهي من أبرز منتقدي الاتفاقية، أن حكومتين سويديتين متعاقبتين أصرتا أثناء عملية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على أن تتبنى السويد موقف الدنمارك والنروج من الأسلحة النووية.
وكتبت كيرستين بيرجيا رئيسة الجمعية في مقال "لكن خلافا لاتفاقيات التعاون الدفاعي المبرمة مع النروج والدنمارك فإن الاتفاقية السويدية لا تتضمن أي بند ضد إدخال أو نشر أسلحة نووية في السويد".
وأضافت أن فنلندا التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل/ نيسان 2023 "لديها قانون يحظر الأسلحة النووية على الأراضي الفنلندية، واتفاق التعاون الدفاعي الفنلندي ورد على ذكر هذا القانون".
من شأن إدراج السويد مثل هذا البند "أن يعزز دول الشمال ويساهم في موقف مشترك لخفض التصعيد في مواجهة الأسلحة النووية الروسية".
زمن الحرب
وأثار رئيس الوزراء السويدي جدلا في أيار عندما مهد الطريق لنشر الأسلحة النووية في زمن الحرب.
وصرح للإذاعة السويدية العامة "في زمن الحرب يكون الأمر مختلفا تماما، فالأمر رهن بما سيحدث".
وكتب نائبا اليسار "إنه تصريح لا يصدق ويتناقض تماما مع معتقدات الشعب السويدي والمبادىء التي تدافع عنها السويد منذ زمن".
وترى بيرجيا أنه من غير المؤكد أن تتمكن السويد من رفض دخول الولايات المتحدة أو أنشطتها على أراضيها، إذا كانت هذه الأنشطة ستنتهك القانون أو المصالح السويدية.
في مايو/آيار أعلن الوزير بال جونسون في بيان أنه "بفضل اتفاقية التعاون الدفاعي يمكن للسويد أن تستفيد من دعم عسكري مبكر وسريع وفعال من الولايات المتحدة في حال تدهور الوضع الأمني".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
إنجاز جديد في مشروع محطة الضبعة النووية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار التقدم المستمر لمشروع محطة الضبعة النووية، أعلنت شركة روساتوم الروسية عن الانتهاء من لحام النصف العلوي لوعاء مفاعل الوحدة الثانية للمحطة.
جرى تنفيذ هذا الإنجاز في منشأة "آتوم ماش" التابعة لقطاع الهندسة الميكانيكية في "روساتوم"، باستخدام أحدث التقنيات العالمية، والتي تضمن أعلى معايير الجودة والسلامة.
واستمرت عملية اللحام لمدة 20 يومًا متواصلة حيث تم استخدام 3.5 طن من أسلاك اللحام و4.5 طن من المواد المساعدة. ولضمان متانة المعدن ومقاومته للتآكل،كما تم تطبيق طلاء خاص على سطح وعاء المفاعل.
وفي هذا الصدد صرح “فيكتور أورلوف” المديرالعام لمركز الأبحاث التكنولوجية للهندسة الميكانيكية قائلًا: "تمكنا من تطوير تقنيات متقدمة تزيد العمر التشغيلي للمفاعلات إلى 60-80 عامًا، ونستهدف الوصول إلى 100 عام في المستقبل القريب."
محطة الضبعة التي تُعد أول محطة نووية في مصر، ستضم أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، باستخدام مفاعلات VVER-1200 الروسية من الجيل الثالث+، والتي تستوفي أعلى معايير السلامة العالمية.
يأتي هذا الإنجاز في إطار التعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا، حيث تقوم روساتوم ببناء المحطة وتوريد الوقود النووي، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المصرية لضمان التشغيل الآمن والفعال للمحطة.