” الحرب المحدودة “
مهند أبو فلاح
يشغل التصعيد في جنوب لبنان و شمال فلسطين المحتلة بين الكيان الصهيوني و حزب الله اللبناني تفكير العديد من المراقبين و المحللين في منطقة الشرق الأوسط و إمكانية تحوله إلى حرب ضروس واسعة النطاق تتجاوز قواعد الاشتباك المرسومة و التي حكمت العمليات العسكرية في هذه البقعة الجغرافية المتوترة .
التوتر على الجبهة اللبنانية الفلسطينية ليس بالجديد فقد بدأت المناوشات المسلحة بين الطرفين المذكورين أعلاه منذ الثامن من اكتوبر الماضي بعد أقل من 24 ساعة على انطلاق عملية طوفان الأقصى من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الباسل و كان العنوان الرئيس المحرك لاشتعال هذه الجبهة الحدودية مفهوم وحدة الساحات التي روجت له الماكينة الإعلامية الدعائية لمحور المقاومة كدليل على التناغم و التنسيق و الانسجام بين أطرافه في مواجهة العدو الصهيوني .
وحدة الساحات في مواجهة العدو الصهيوني بدا للوهلة الأولى أنها عملية محدودة لن تاخذ وتيرة تصاعدية في ظل حجم الإرهاب و القتل الصهيوني الممنهج ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة المقاومة و الجهاد و الارقام المهولة من الشهداء المدنيين الذين قضوا نحبهم ضحايا للعدوان الصهيوني الغاشم و التي تجاوزت حتى هذه اللحظة السبعة و الثلاثين الفا ناهيك عن المفقودين تحت أكوام من الأنقاض و هو الأمر الذي جعل بعض المتابعين للأحداث من أهل الخبرة و الاختصاص يشككون في جدية المشهد القائم على محور جنوبي لبنان و شمالي فلسطين .
حملات التشكيك تراجعت رويدا رويد بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات في هذه الجبهة و التي اتخذت شكلا من أشكال حرب الاستنزاف المحدودة من خلال سياق العمليات العسكرية المتبادلة على جانبي حدود التجزئة المصطنعة المرسومة بين القطرين العربيين الشقيقين اي لبنان و فلسطين و التي اضطرت كثيرا من المحللين إلى الأخذ بعين الاعتبار و لفت الإنتباه إلى تعقيدات التركيبة الطائفية للمجتمع اللبناني المتنوعة المتعددة .
مقالات ذات صلة اللي ما بقدر ع الحمار بعض في البردعة 2024/06/18التركيبة الطائفية للمجتمع اللبناني شكلت إحدى القيود الرئيسة التي جعلت من حزب الله اللبناني الموالي لنظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران غير مطلق اليد في تصعيد الموقف على الجبهة الجنوبية من بلاد الارز خشية الصدام مع مكونات أخرى من المجتمع اللبناني لا توافقه بالضرورة فيما يخص خيار الصدام المسلح مع العدو الصهيوني .
إن تعقيدات المشهد اللبناني التي بدت حتى الأمس القريب عاملا محددا لقدرة حزب الله على المناورة و الذهاب الى ما هو أبعد من مجرد حرب استنزاف محدودة محكومة بقواعد اشتباك مرنة فضفاضة مع الكيان الصهيوني تتراجع أهميتها في ظل مسعى حكام تل أبيب و على رأسهم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو للهروب إلى الأمام و افتعال حرب أوسع و أشمل نطاقا على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع بلاد الارز في محاولة مكشوفة منه للتهرب من محاكمة قضائية له على خلفية الفشل و الإخفاق الذريع بتهم فساد متعددة و تصاعد المعارضة الداخلية له على خلفية سوء إدارته الأوضاع العسكرية في حربه العدوانية الغاشمة على شعبنا البطل في قطاع غزة مما يجعل التوقعات تذهب إلى إمكانية حدوث حرب محدودة بين الكيان الصهيوني و حزب الله على المدى المنظور توظف من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في تل أبيب كطوق نجاة و خشبة خلاص من مستقبل اسود ينهي المسيرة السياسية لكثير منهم .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الكيان الصهيوني يعتقل شابين شمال سلفيت مساء اليوم
استمرارًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، شابين من بلدة كفل حارس شمال سلفيت، وفقًا لـ"وفا".
الاحتلال يأمر سكان مناطق بالضاحية الجنوبية بإخلاء منازلهم الاحتلال يُصدر تحذيرًا جديدًا إلى سكان الضاحية الجنوبية لبيروتوذكرت مصادر محلية لـ"وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت كفل حارس واعتقلت الشابين أمير جابر بوزية، وأحمد زكريا بوزية، واقتادتهما إلى البرج العسكري المقام على مدخل البلدة.
استشهد وأصيب عشرات المواطنين اللبنانيين، مساء اليوم الخميس، جراء عدوان الاحتلال الاسرائيلي المستمر على لبنان، وسط دمار واسع في المباني والمنشآت والبنية التحتية.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، باستشهاد 8 مسعفين من الدفاع المدني و9 مدنيين جراء غارات استهدفت مدينة بعلبك، في حين استشهد 4 مسعفين و11 مدنيا جراء غارات على النبطية وبلدتي عربصاليم وجويا جنوب لبنان.
كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، مستهدفة منطقتي الشياح والغبيري. وقصفت طائرات الاحتلال الحربية، ومدفعيته، مدينتي صور والنبطية وبلدات جباع، سرعين، زيتا، طورا، معركة، حانين، الطيري، تمنين التحتا، شمسطار، بوداي، دورس، شتورة، شبعا، طاريا، البياضة، رسم الحدث، البزالية، المنصوري، بنت جبيل، قناريت، شقرا، حومين الفوقا، حبوش، قانا، صير الغربية، بنعفول، ميفدون، دير عامص وعيتيت في جنوب لبنان والبقاع.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 21 شخصا جراء غارات الاحتلال يوم أمس الأربعاء، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في الثامن من أكتوبر 2023، إلى 3386 شهيدا، بالإضافة إلى 14417 جريحا.