RT Arabic:
2025-01-16@00:19:19 GMT

"معجزة" إفلات جيش من الموت!

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

'معجزة' إفلات جيش من الموت!

من أكثر ألغاز الحرب العالمية الثانية غموضا ما يعرف بـ "معجزة دونكيرك"، حين حصرت القوات الألمانية أثناء هجومها لاحتلال بلجيكا وهولندا ولكسمبورغ حوالي 400 ألف في منطقة ضيقة بفرنسا.

إقرأ المزيد النيران الحارقة ودرس موسكو القاسي!

وتمكن النازيون الألمان من تنفيذ هجماتهم الخاطفة بسرعة، وبحلول 14 مايو استسلمت هولندا، في حين صمدت بلجيكا حتى 28 مايو.

هجوم القوات الألمانية النازية تواصل في 20 مايو عام 1940، ما وضع 10 فرق بريطانية و18 فرنسية و12 بلجيكية في موقف ميؤوس منه. فقد دُفع بها إلى البحر وكانت مهددة بالحصار والإبادة في منطقة ميناء دونكيرك الواقع في إقليم نورد بشمال فرنسا على مبعدة 10 كيلو مترات من الحدود البلجيكية.

وحدات الدبابات الألمانية الزاحفة كانت تستعد للانقضاض الأخير على منطقة دونكيرك حين تلقت فجأة في 24 مايو أمرا من هتلر قضى بوقف الهجوم وسحب الوحدات المتقدمة، وعدم الاقتراب من هذه المنطقة لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات، كما أمر زعيم النازيين أيضا بعدم استخدام سلاح الدبابات ضد المجموعة المحاصرة في منطقة الميناء.

هذا الامر وضع الجنرالات الألمان في حيرة تامة، ولا يزال الجدل بين المؤرخين دائرا حتى الآن حول دوافعه.

ما زاد من غرابة هذا الموقف أن أوامر هتلر بهذا الشأن نقلت إلى القوات الألمانية من دون تشفير، ما مكن البريطانيين من معرفتها على الفور.

قائد القوات البريطانية في أوروبا اللورد جون فيريكير سارع إلى مناشدة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بالبدء في عملية إجلاء تلك القوات. وبعد يومين من التردد أصدر تشرشل الأمر. كان وضع تلك القوات التي يتكون معظمها من قوات بريطانية جيدة التدريب كارثيا بكل معنى الكلمة. تردد تشرشل، ولكن بعد يومين صدر أمر الإجلاء.

كان الوضع كارثيا. ففي ذلك الوقت فقد الحلفاء ميناءي بولوني وكاليه وأصبح ميناء دونكيرك الأمل الأخير. حوله احتشدت القوات البريطانية والفرنسية والبلجيكية مع أعداد كبيرة من الآليات والأسلحة.

حينها اتصل رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو بتشرشل وصرخ في الهاتف في حالة من اليأس قائلا: "لقد هزمنا! لقد هزمنا تماما"!

عملية الإجلاء تلك أطلق عليها اسم "دينامو"، وسلمت قيادتها إلى الادميرال البريطاني بيرترام رامزي. تم استخدام كل أنواع السفن وحتى قوارب الصيد واليخوت الخاصة. في المجمل تم تجميع 693 سفينة بريطانية وحوالي 250 سفينة فرنسية.

في تلك الأثناء قامت قوات فرنسية وبريطانية بهجمات مضادة يائسة لتغطية إجلاء القوات المحاصرة عبر القنال الإنجليزي، فيما اكتفى الألمان باستهداف السفن والقوات المحتشدة على الشاطئ بالمدفعية والطيران دون استخدام القوات البرية لا سيما الدبابات.

تلك الأوضاع وصفها بدقة الجنرال الألماني فرانز هالدر في مذكراته في 30 مايو 1940 قائلا: "لقد فقدنا الوقت، لذلك تم إغلاق الحلقة حول الفرنسيين والبريطانيين بشكل أبطأ مما كان ممكنا. الشيء الرئيس أنه بسبب توقف التشكيلات الميكانيكية، لم تغلق الحلقة على الساحل، والآن علينا فقط التفكير بالآلاف من جنود العدو الذين يفرون إلى إنجلترا تحت أنوفنا".

ذلك الجسر البحري تواصل من 26 مايو إلى 4 يونيو 1940، وتم إجلاء أكثر من 338 ألف جندي من دونكيرك إلى الساحل البريطاني. فتمكن البريطانيون من إنقاذ قوة مشاتهم بالكامل تقريبا، إضافة إلى أكثر من 90 ألف جندي فرنسي وقوات بلجيكية، فيما تمكن الألمان لاحقا من أسر 15 ألف جندي فرنسي لم يتسع الوقت لإجلائهم.

خسائر البريطانيين كانت في المعدات بالدرجة الأولى، وشملت 2472 قطعة مدفعية، وحوالي 65 ألف عربة، و20 ألف دراجة نارية، و68 ألف طن من الذخيرة، و147 ألف طن من الوقود، و377 ألف طن من المعدات والأدوات العسكرية، و8 آلاف مدفع رشاش ونحو 90 ألف بندقية.

السؤال الذي لا يزال عالقا، لماذا سمح هتلر لذلك الجيش الذي يبلغ عدده حوالي 400000 بالنجاة والعبور إلى الضفة الأخرى، على الرغم من وضع قواته القوي حينها مع هزيمة فرنسا وقرب استسلامها؟

روايات عديدة حول الدوافع، تبدو إحداها أقرب إلى الحقيقة بخاصة مع عدم تشفير أوامر هتلر. كانت الخطوة تعني أن زعيم النازيين غير معني في حقيقة الأمر بغزو واحتلال بريطانيا، وأن هدفه الحقيقي هو الشرق أي الاتحاد السوفيتي لاستيطان أراضيه الواسعة بعد القضاء على سكانه. كان هتلر في ذلك الوقت يستعد لارتكاب غلطته الكبرى المتمثلة في غزو الاتحاد السوفيتي وكان يحاول بتلك الخطوة عدم خوض الحرب على جبهتين.

المصدر:  RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أدولف هتلر أرشيف الاتحاد السوفييتي الحرب العالمية الثانية النازية تشرشل

إقرأ أيضاً:

وفاة غامضة جديدة في "جزيرة الموت" في تايلاند

عثرت الشرطة على سائح أيرلندي ميتاً في فندق بـ "جزيرة الموت" في كوه تاو بخليج تايلاند، لينضم إلى الوفيات الغامضة التي شهدتها الجزيرة.

وقالت الشرطة، وفق "ديلي ميل"، إنه عثر على روبي كينلان، 21 عاماً، على سريره بالغرفة، بينما لا يزال ممسكاً بهاتفه، الذي كان متصلاً بمقبس الحائط ويشحنه، دون تأكيد سبب الوفاة.
وقال المقدم ثيرافات سانجاي، إن السلطات تتطلع إلى إرسال الجثة للتشريح لمعرفة سبب الوفاة، لكن الأمواج العالية أعاقت الجهود للوصول إلى المستشفى في البر الرئيسي.


ومنذ ذلك الحين، أنشأ أصدقاء روبي في أكاديمية الغوص في إنشمور، حملة تبرعات جماعية للمساعدة في إعادة الجثة إلى منزل والدته "الحزينة".
وكتبت والدته تريسي كينج في رثائها: "ارقد في سلام يا ابني العزيز روبي، إنه يستريح الآن في هذا المعبد الجميل في كوه تاو بتايلاند قبل إعادته إلى أيرلندا".
وذكرت التقارير أن أحد أصدقاء روبي قرر البقاء مع الجثة في كوه تاو حتى لا يكون "وحيداً"، في الوقت الذي تُبذل فيه الجهود لإعادة الغواص المتحمس إلى وطنه.

وفق ما قاله مفتش الشرطة، فقد عثروا على الشاب ميتاً بشكل مأساوي، لكن الغرفة لم يظهر عليها أي علامات الاقتحام أو التفتيش أو الاعتداء، ما يُعني أنه قد توفي وحيداً.

يشير أصدقاء روبي، إلى أنه سافر إلى تايلاند، حيث يعيش في المكان الذي جعله سعيداً باعتباره يحب الغوص، وجاء في رسالة حملة جمع التبرعات: "روبي لم يكن مجرد صديق، بل كان من النوع الذي ينير كل غرفة بلطفه ودفئه".

جزيرة الموت

بحسب الضباط، فقد كان روبي يُقيم في منتجع قريب لشاطئ سايري، حيث تعرض شخصين هما: هانا ويذريدج، وديفيد ميلر للضرب المُبرح حتى الموت في سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهو الحادث الذي أدى إلى ظهور لقب "جزيرة الموت".
خلال العقد الماضي وحده، كانت هناك أكثر من 12 حالة وفاة سياحية غير مبررة أو مشبوهة على الجزيرة.
ويعتقد كثيرون أن القضايا يتم التستر عليها أو عدم التحقيق فيها بشكل صحيح لحماية المصالح المحلية القوية في الجزيرة، التي لديها تاريخ طويل من العنف والفساد.

مقالات مشابهة

  • عندما تكون النجاة أسوأ من الموت.. كيف عاش الغزّيون سنة تحت الأنقاض؟
  • معجزة بحرائق لوس أنجلوس.. كيف نجت هذه المنازل في حين تفحّم كل ما حولها بالنيران؟
  • شاطئ اسطيحات يلفظ جثة شاب من ضحايا قوارب الموت
  • استثمار النفس
  • القوات المسلحة تدين التجاوزات الفردية ببعض المناطق بالجزيرة وتؤكدحرصها على محاسبة مرتكبيهابالقانون
  • وفاة غامضة جديدة في "جزيرة الموت" في تايلاند
  • مع كُلِّ نصر.. تسبيحٌ وتحميد
  • ميلة.. إنقاذ 5 أشخاص من الموت اختناقا بالغاز
  • معجزة طبية.. بريطانية تصبح أول امرأة حامل بفضل الذكاء الاصطناعي
  • هذه قصة المنزل الوحيد الذي نجا من حرائق لوس أنجلوس