RT Arabic:
2024-06-27@08:32:44 GMT

"معجزة" إفلات جيش من الموت!

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

'معجزة' إفلات جيش من الموت!

من أكثر ألغاز الحرب العالمية الثانية غموضا ما يعرف بـ "معجزة دونكيرك"، حين حصرت القوات الألمانية أثناء هجومها لاحتلال بلجيكا وهولندا ولكسمبورغ حوالي 400 ألف في منطقة ضيقة بفرنسا.

إقرأ المزيد النيران الحارقة ودرس موسكو القاسي!

وتمكن النازيون الألمان من تنفيذ هجماتهم الخاطفة بسرعة، وبحلول 14 مايو استسلمت هولندا، في حين صمدت بلجيكا حتى 28 مايو.

هجوم القوات الألمانية النازية تواصل في 20 مايو عام 1940، ما وضع 10 فرق بريطانية و18 فرنسية و12 بلجيكية في موقف ميؤوس منه. فقد دُفع بها إلى البحر وكانت مهددة بالحصار والإبادة في منطقة ميناء دونكيرك الواقع في إقليم نورد بشمال فرنسا على مبعدة 10 كيلو مترات من الحدود البلجيكية.

وحدات الدبابات الألمانية الزاحفة كانت تستعد للانقضاض الأخير على منطقة دونكيرك حين تلقت فجأة في 24 مايو أمرا من هتلر قضى بوقف الهجوم وسحب الوحدات المتقدمة، وعدم الاقتراب من هذه المنطقة لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات، كما أمر زعيم النازيين أيضا بعدم استخدام سلاح الدبابات ضد المجموعة المحاصرة في منطقة الميناء.

هذا الامر وضع الجنرالات الألمان في حيرة تامة، ولا يزال الجدل بين المؤرخين دائرا حتى الآن حول دوافعه.

ما زاد من غرابة هذا الموقف أن أوامر هتلر بهذا الشأن نقلت إلى القوات الألمانية من دون تشفير، ما مكن البريطانيين من معرفتها على الفور.

قائد القوات البريطانية في أوروبا اللورد جون فيريكير سارع إلى مناشدة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بالبدء في عملية إجلاء تلك القوات. وبعد يومين من التردد أصدر تشرشل الأمر. كان وضع تلك القوات التي يتكون معظمها من قوات بريطانية جيدة التدريب كارثيا بكل معنى الكلمة. تردد تشرشل، ولكن بعد يومين صدر أمر الإجلاء.

كان الوضع كارثيا. ففي ذلك الوقت فقد الحلفاء ميناءي بولوني وكاليه وأصبح ميناء دونكيرك الأمل الأخير. حوله احتشدت القوات البريطانية والفرنسية والبلجيكية مع أعداد كبيرة من الآليات والأسلحة.

حينها اتصل رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو بتشرشل وصرخ في الهاتف في حالة من اليأس قائلا: "لقد هزمنا! لقد هزمنا تماما"!

عملية الإجلاء تلك أطلق عليها اسم "دينامو"، وسلمت قيادتها إلى الادميرال البريطاني بيرترام رامزي. تم استخدام كل أنواع السفن وحتى قوارب الصيد واليخوت الخاصة. في المجمل تم تجميع 693 سفينة بريطانية وحوالي 250 سفينة فرنسية.

في تلك الأثناء قامت قوات فرنسية وبريطانية بهجمات مضادة يائسة لتغطية إجلاء القوات المحاصرة عبر القنال الإنجليزي، فيما اكتفى الألمان باستهداف السفن والقوات المحتشدة على الشاطئ بالمدفعية والطيران دون استخدام القوات البرية لا سيما الدبابات.

تلك الأوضاع وصفها بدقة الجنرال الألماني فرانز هالدر في مذكراته في 30 مايو 1940 قائلا: "لقد فقدنا الوقت، لذلك تم إغلاق الحلقة حول الفرنسيين والبريطانيين بشكل أبطأ مما كان ممكنا. الشيء الرئيس أنه بسبب توقف التشكيلات الميكانيكية، لم تغلق الحلقة على الساحل، والآن علينا فقط التفكير بالآلاف من جنود العدو الذين يفرون إلى إنجلترا تحت أنوفنا".

ذلك الجسر البحري تواصل من 26 مايو إلى 4 يونيو 1940، وتم إجلاء أكثر من 338 ألف جندي من دونكيرك إلى الساحل البريطاني. فتمكن البريطانيون من إنقاذ قوة مشاتهم بالكامل تقريبا، إضافة إلى أكثر من 90 ألف جندي فرنسي وقوات بلجيكية، فيما تمكن الألمان لاحقا من أسر 15 ألف جندي فرنسي لم يتسع الوقت لإجلائهم.

خسائر البريطانيين كانت في المعدات بالدرجة الأولى، وشملت 2472 قطعة مدفعية، وحوالي 65 ألف عربة، و20 ألف دراجة نارية، و68 ألف طن من الذخيرة، و147 ألف طن من الوقود، و377 ألف طن من المعدات والأدوات العسكرية، و8 آلاف مدفع رشاش ونحو 90 ألف بندقية.

السؤال الذي لا يزال عالقا، لماذا سمح هتلر لذلك الجيش الذي يبلغ عدده حوالي 400000 بالنجاة والعبور إلى الضفة الأخرى، على الرغم من وضع قواته القوي حينها مع هزيمة فرنسا وقرب استسلامها؟

روايات عديدة حول الدوافع، تبدو إحداها أقرب إلى الحقيقة بخاصة مع عدم تشفير أوامر هتلر. كانت الخطوة تعني أن زعيم النازيين غير معني في حقيقة الأمر بغزو واحتلال بريطانيا، وأن هدفه الحقيقي هو الشرق أي الاتحاد السوفيتي لاستيطان أراضيه الواسعة بعد القضاء على سكانه. كان هتلر في ذلك الوقت يستعد لارتكاب غلطته الكبرى المتمثلة في غزو الاتحاد السوفيتي وكان يحاول بتلك الخطوة عدم خوض الحرب على جبهتين.

المصدر:  RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أدولف هتلر أرشيف الاتحاد السوفييتي الحرب العالمية الثانية النازية تشرشل

إقرأ أيضاً:

الموت فى تأشيرة الزيارة

قال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ، ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) (آل عمران الآية 97) هكذا فرض الله الحج كركن أساسى من اركان الاسلام الخمسة، وقرنه بمن استطاع إليه سبيلا بقدرة مالية وصحة بدنية. 
ورغم هذا تناسى البعض تلك التعليمات الإلهية تحت وطأة الشوق لزيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج، فلجأوا إلى السماسرة من خلال الشركات الوهمية التى تمنح تاشيرات زيارة للأراضى المقدسه برسوم مخفضة طمعًا فى أداء المناسك، بعد أن بلغت تكلفة الحج النظامية اكثر من 400 الف جنيه.
وأمام اقبال المشتاقين للحج قامت بعض شركات السياحة بمنح تاشيرات الزيارة، الى العديد من المصريين مثلما نجحت فى المواسم الماضية مع اعداد محدودة، لكنها توسعت هذا الموسم طمعا فى الربح الكبير ومنحت عشرات الالاف من تلك التاشيرات، على امل ان تفتح السلطات السعودية ابواب المناسك امام حامليها فى اللحظات الأخيرة.
وهكذا توافدت اعداد غفيرة من اصحاب هذه التاشيرات على مكة ، قبل توقيت الحج باسابيع ، واحتلوا جميع البنايات والفنادق القريبة من الحرم المكى، على امل تصعيدهم مع الحجيج الرسمى عند بداية المشاعر، ولكن خاب ظنهم امام تحذير السلطات السعودية (انه لا حج دون ترخيص)، وكذلك حذرت غرفة السياحة المصرية من تاشيرات الزيارة خوفا من وقوع ما حدث من ملاحقات ومضايقات ووفيات بعشرات الالاف، كان نصيب المصريين منها 65% على الأقل، إلى جانب مئات المفقودين والمصابين بضربات الشمس لعدم توافر
وسائل انتقال لهم، وقيامهم بالسير على الاقدام عدة 8 كيلو مترات تحت حرارة شديدة، أفقدتهم الوعى والقدرة على اداء المناسك.
والأمر هكذا فقد وجهت القيادة  السياسية بتشكيل خلية أزمة، لمتابعة وفاة الحجاج والتنسيق مع السلطات السعودية لتسليم جثامين المتوفين، وتقديم الدعم المالى لاسر الضحايا بعد كشف الشركات المتسببة فى وفاتهم. 
ولكن من المسئول من البداية عن خروج اكثر من 200 الف حاج مصرى بتأشيرات خاصة أو زيارة. بينما الحج النظامى لم يتجاوز هذا العام 50 الفًا و172 حاجا، لم يمت منهم سوى 28 حاجا فقط!
والسؤال ايضا: هل كان لعدم تنفيذ الحصة الرسمية المصرية للحج بالكامل والتى لا تقل عن 100 الف حاج، سبب مباشر فى الاتجاه إلى الشركات الوهمية ، التى تبيع برامج الحج دون تأمين للإقامة أو الاعاشة او الانتقال، حتى عاشوا اياما عصيبة قبل وقفة عرفات من اقامة جبرية شبه محبوسين فى مسكنهم.، الذى وضعتهم فيه الشركة ، مهددين بين الحين والاخر باقتحام سكنهم وطردهم خارج مكة ليعودوا اليها عبر الدروب والصحارى بتكلفة لا تقل عن ألفى جنيه لكل حاج ! 
صحيح ان الحكومة تحركت لحصر الشركات المخالفة والتى تزيد علي 100 شركة ، تم سحب تراخيص 16 شركة من بينها، مع فتح تحقيقات موسعة لاحالة المسئولين عنها الى النيابة ، والاستيلاء على اموالها لتعويض الضحايا ، ولكن حتى لا يتكرر ما حدث لابد من وضع معايير صارمة لتاشيرات الزيارة قبل ان تتحول الى تصريح بالموت للحجاج ، كما حدث خلال هذا الموسم مع ضبط الشركات التى تتلاعب بتلك التأشيرات فى غيبة رقابة وزارة السياحة!
يبقى السؤال: لماذا لا يتم وقف اصدار هذه التاشيرات قبل بدء موسم الحج ، واذا كانت ضرورة فلماذا لا يتم تقنينها مع السلطات السعودية من خلال برامج حج اقل تكلفة تناسب الامكانيات المادية لغير القادرين تحت اشراف جهات نظامية، حتى نضمن أداء الحج بطريقة آمنة بعيدا عن وقوع الالاف من الضحايا بسبب تلك التاشيرات، التى تعد تصريحا بموت الحجيج كما حدث هذا العام، ولا عزاء لأسر الضحايا.

مقالات مشابهة

  • الموت يغيب عبدالله بن صالح الحصان
  • قبضة الحزن
  • النمسا تقلب الموازين وتتصدر مجموعة الموت بفوز على هولندا
  • كرواتيا تحتاج لـ”معجزة كوت ديفوار” للتأهل إلى دور الـ16 في يورو 2024
  • بهدف قاتل في شباك كرواتيا.. إيطاليا تبعث “من الموت” وتبلغ ثمن نهائي كأس أوروبا
  • كرواتيا تحتاج لـ"معجزة كوت ديفوار" للتأهل إلى دور الـ16 في يورو 2024
  • الموت يغيب رئيس "جهاز الرقابة" الأسبق
  • إيطاليا تعود من الموت لتقتل كرواتيا
  • ”قنبلة الموت” تُحوّل صيدلية إب إلى مسرح للدمار
  • الموت فى تأشيرة الزيارة