لم تأتِ نتائج انتخابات مجلس النواب الهندي “لوك سابها” مُخالِفَة فقط لكافة التوقعات واستطلاعات الرأي التي رجَّحت فوز حزب بهاراتيا جاناتا بالعدد الأكبر من المقاعد، بل ربما جاءت كذلك لتصيب الحزب ورئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بما يشبه الصدمة، في ضوء الثقة المفرطة والتوقعات المتزايدة في اكتساح الحزب منافسيه؛ إذ لم تأتِ الرياح هذه المرة بما تشتهي السفن بَعْد عدم تمكُن الحزب من الحصول على الأغلبية المطلقة مثلما حدث في انتخاباتي 2014 و2019 حينما كان بإمكانه تشكيل الحكومة منفرداً.

ونظراً لأن الحزب سيُشكل مع حلفائه حكومة ائتلافية، فإنه لا يمكن المبالغة في ذاك الافتراض القائل إن نتائج الانتخابات سوف تعيد تشكيل المشهد السياسي الهندي خلال السنوات الخمس المقبلة، لكنها، ولا شك، تبدو مقدمة لمرحلة من التغيرات الجديدة التي قد تظهر في الانتخابات التالية في عام 2029.

ويعزى ذلك إلى أن تراجُع أداء بهاراتيا جاناتا لا يمنع من أن مودي تمكَّن من أن يصبح ثاني رئيس وزراء في تاريخ الهند يحصل على 3 ولايات متتالية، وأصبح من بين رؤساء الوزراء القلائل الذين استمروا في الحكم لأكثر من 10 سنوات، ففي نهاية ولايته الثالثة سيكون ثاني أكثر رؤساء الوزراء بقاءً في هذا المنصب بعد مؤسس الهند جواهر لال نهرو، الذي استمر 16 عاماً، ومتساوياً مع إنديرا غاندي، التي استمرت في المنصب 15 عاماً.

تحولات سياسية غير متوقعة:

تبلورت مجموعة من التحولات السياسية فور إعلان النتائج، وهي تحولات ستكون لها انعكاسات على التفاعلات الداخلية في مجملها في السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يمكن إيجازه في الآتي:

1 – إنهاء سيطرة الحزب الواحد: أول ما يلفت النظر هو تغيُر المعادلة السياسية التي أفضت إلى سيطرة بهاراتيا جاناتا في السنوات العشر الماضية على الحياة السياسية بعد تحقيقه الأغلبية المطلقة بمفرده في انتخاباتي 2014 و2019، بواقع 282 و303 مقاعد على التوالي؛ وهو ما تغيَّر في انتخابات 2024 بحصوله على أكثرية المقاعد فقط دون هذه الأغلبية المطلقة، بفوزه بـ 240 مقعداً فقط؛ أي أنه لم يستطع تجاوُز المقاعد اللازمة للفوز بالأغلبية المطلقة، وهي 272 مقعداً.

والأهم أن الحزب الحاكم فَقَدَ 63 مقعداً مرة واحدة؛ وهو ما انعكس أيضاً في تراجُع عدد مقاعد التحالف الوطني الديمقراطي الحاكم بقيادة الحزب؛ إذ حصل على 293 مقعداً، بخسارة 60 مقعداً مقارنة بانتخابات 2019، التي حصد فيها 353 مقعداً.

 

2- تضييق الفجوة بين التحالف الحاكم والمعارضة: هذه الخسارة السابقة تحولت بالطبع لمكسب عدد إضافي من المقاعد لصالح حزب المؤتمر وشركائه في تحالف “الهند” المعارض؛ فقد حصلت أحزاب التحالف على 234 مقعداً، بزيادة بلغت 143 مقعداً عن انتخابات 2019، التي حصل فيها تحالف المعارضة على 91 مقعداً فقط. كما أن حزب المؤتمر حصل منفرداً على 99 مقعداً، بزيادة وصلت إلى 47 مقعداً مقارنة بانتخابات 2019، التي لم يفز فيها إلا بـ 52 مقعداً فقط.

ولا شك في أن المعارضة حققت نتائج أفضل كثيراً مما كان متوقعاً؛ وهو ما يعود إلى تماسُك الجبهة الداخلية وتجاوز الخلافات حول توزيع المقاعد على المرشحين كما حدث في الانتخابات السابقة، فقد أفسح حزب المؤتمر المجال أمام شركائه في تقاسم المقاعد في بعض الولايات المهمة للفوز بأكبر عددٍ من المقاعد دون التصادم مع بعضهم بعضاً.

 

3 – العودة لنمط الحكومة الائتلافية ودور أكبر للأحزاب الإقليمية: أنهت انتخابات 2024 عُرفاً كاد أن يترسَّخ مجدداً في الهند، وهو هيمنة حزب واحد على المشهد السياسي لفترات طويلة، كما حدث مع حزب المؤتمر الوطني في الفترة منذ عام 1947 وحتى تشكيل أول حكومة ائتلافية في عام 1977؛ أي ثلاثين عاماً؛ ومن ثم أجبرت نتائج هذه الانتخابات حزب بهاراتيا جاناتا على ضرورة العودة إلى نمط الحكومة الائتلافية، وهو ما كان يتم طوعاً مع أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في الأعوام العشرة الماضية.

ويمنح هذا النمط الأحزاب الإقليمية والصغيرة فرصة للتأثير في المشهد السياسي، خاصة وأنها تتحول إلى كتلة مرجحة؛ إذ شهدت الانتخابات عودة ملحوظة للأحزاب الإقليمية، التي تمكنت من تحقيق مكاسب في 5 ولايات هي (بيهار، جهارخاند، ومهاراشترا، وأوتار براديش، والبنغال الغربية). على سبيل المثال، حصل حزب شيف سينا على 9 مقاعد في ولاية مهاراشترا، وتمكن حزب ساماجوادي من الفوز بـ 37 مقعداً في ولاية أوتار براديش.

ومن بين هذه الأحزاب يبرز حزبان رئيسيان يقومان بأداء دور صانعي الملوك بالنسبة لرئيس الوزراء، مودي، فهما من ضمنا له ولاية ثالثة في ظل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، ليحظى التحالف الحاكم بالأغلبية المطلقة؛ وهما: (حزب جاناتا دال المتحد، الذي حصل على 12 مقعداً من أصل 40 مقعداً في ولاية بيهار الشرقية؛ وحزب تيلجو ديسام، الذي تمكن من الفوز بــ 16 مقعداً من أصل 25 في ولاية أنديرا براديش).

في هذا الإطار، سوف يبرز دور لرئيسي الحزبين، وهما: تشاندرابابو نايدو رئيس حزب تيلجو ديسام، ونيتيش كومار رئيس جاناتا دال، في سياسة الهند الداخلية؛ إذ يشير البعض داخل الهند إلى أن الحزبين سوف يحصلان على مساحة من التأثير السياسي في ولاية مودي الثالثة في ظل احتمال حصولهما على عدد من المناصب والحقائب الوزارية المهمة في الحكومة الهندية القادمة وعلى منصب رئاسة البرلمان.

4 – تراجُع شعبية مودي في بعض معاقله الرئيسية: إحدى إشكاليات رئيس الوزراء، مودي، أنه حوَّل بنفسه هذه الانتخابات لتكون بمثابة اختبار لشعبيته، فهو من ذكر أن حزبه سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في تاريخ الهند، وأنه شخصياً تقع على عاتقه كل سياسات الهند في الداخل والخارج، وهو ما ظهر كأنه غرور سياسي أو امتلاك زائد للقوة، ولذلك ربما جاءت حملة مودي الدعائية بنتائج عكسية، أكدت أنه لا يحظى بتلك الشعبية المتصورة في المجمل؛ بل إن نسب التصويت له شخصياً تراجعت في قلب دائرته الانتخابية في مدينة فاراناسي، التي فاز فيها بفارق 152 ألف صوت فقط عن أقرب منافسيه، مقارنةً بفارق بلغ نصف مليون صوت في انتخابات 2019.

كما تأثرت شعبية مودي في ولايات تُعد معقلاً رئيسياً له ولحزبه، فعلى سبيل المثال، خَسِرَ نصف عدد مقاعده في أوتار براديش (أكثر ولايات الهند اكتظاظاً بالسكان) التي كانت أحد مفاتيح سيطرة الحزب على السياسة الهندية منذ عام 2014؛ وذلك بعد حصوله على 33 مقعداً من أصل 80 مقعداً، مقارنة بـ 71 و62 مقعداً في انتخاباتي 2014 و2019 على التوالي. كما تراجع عدد مقاعد الحزب في ولاية البنغال الغربية مع حصول الحزب على 12 مقعداً في مقابل 18 مقعداً في انتخابات 2019. ومن المفارقات التي لم تكن واردة خسارة الحزب مقعده الانتخابي في “فايز آباد” وهي الدائرة الانتخابية التي تضم معبد رام، الذي بدأ مودي حملته الانتخابية ضمنياً مع افتتاحه في شهر يناير الماضي.

الانعكاسات المحتملة على الداخل الهندي:

تشير التحولات السابقة إلى أن نتائج “لوك سابها 18” ستكون لها تأثيرات محتملة في الداخل الهندي، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:

1 – قدرة الائتلاف الحكومي على التماسك والاستمرارية: تُسلِّط تركيبة مجلس النواب الجديد، وما سوف يتم إعلانه من تشكيل حكومة ائتلافية الضوء على اختبار جديد لرئيس الوزراء، الذي اعتاد منذ عام 2014 التصرف دون حسابات معقدة، ودون الاعتماد على أحد من خارج حزبه، ودون عَقْد صفقات مع أحزاب إقليمية يمكنها الضغط ليس فقط للحصول على حقائب وزارية أو مكاسب تنموية في ولاياتها، بل يمكنها كذلك أن تؤثر في تماسُك الائتلاف الحاكم.

يعود ذلك إلى أن رئيس حزب جاناتا دال المتحد، نيتيش كومار، معروف بتغيير تحالفاته، فقد انضم في شهر يناير الماضي لتحالف الائتلاف الحاكم بعد أن كان عضواً في تحالف المعارضة. كما أن حزب تيلجو ديسام، قد انفصل سابقاً عن التحالف الحاكم في ظل خلافات مع حزب بهاراتيا جاناتا، في عام 2018، بل وقدَّم حينذاك اقتراحاً بسحب الثقة من حكومة مودي، قبل أن يعود مجدداً للتحالف قبل انتخابات 2024 مباشرةً؛ وهو الأمر الذي يُمكِن أن يسبب مأزقاً لـمودي حال تكراره، فالانسحاب من أو الانقسام داخل التحالف لم يكن مؤثراً خلال 2014 و2019 بسبب حيازة حزب مودي الأغلبية المطلقة، ولكنه سيكون مؤثراً هذه المرة.

2 – تحديات تلبية المتطلبات المعيشية: تغلبت القضايا المعيشية على السردية القومية بالنسبة للناخب الهندي، ففي الوقت الذي اعتمدت فيه حملة التحالف الحاكم الانتخابية على الاستمرار في تصعيد الخطاب القومي، نجح تحالف المعارضة في توجيه خطاب يركز على القضايا التي تمسُ المواطن، خاصة ما يتعلق بمعالجة قضية البطالة التي تصل إلى 44.49% بين الشباب من 20 إلى 24 سنة، والسياسات الزراعية، والحاجة لتطوير البينة التحتية، علاوة على قضية التوزيع غير العادل أو المتساوي للفوائد الاقتصادية بين المناطق الريفية والحضرية.

ومن المتوقع أن يدفع ذلك حكومة مودي الجديدة للتركيز على الاهتمام أكثر بالقضايا المعيشية والاقتصادية، خاصةً ما يتعلق بتوفير فرص العمل؛ إذ تحتاج الهند إلى توفير 115 مليون وظيفة بحلول عام 2030، ويُرجَّح أن يتجه مودي للإعلان عن خطة جديدة للرعاية الاجتماعية وغيرها من الإجراءات والسياسات الموجهة للفئات الأكثر عوزاً. ولكن ربما يضع ذلك قيوداً على الخطة الإصلاحية التي كان يتطلع إليها مودي، خاصة في مجال العمل واستخدام الأراضي الزراعية التي يُعتقَد أن الهند بحاجة إليها لتصبح قوة تصنيعية تجذب مزيداً من الاستثمارات بعيداً عن الصين.

3 – تقويض محدود للأجندة القومية الهندوسية: يُمكِن القول إن الناخبين صوتوا في المجمل ضد استمرار سيطرة حزب سياسي واحد على الحكم، وهو الحزب الذي يعلي في خطاباته وأفعاله القومية الهندوسية على حساب القوميات والديانات الأخرى، ومع أنه لا يمكن القول إن هذه الأجندة هي السبب المباشر في تراجُع عدد مقاعد الحزب؛ لكن ثمة قيود سوف تُوضَع على مساعي مودي لاستمرار سياسة تعزيز التفوق الهندوسي بنفس القدر الذي عرفته السنوات العشر الأخيرة.

ويشير معارضو مودي إلى أن ذلك ربما يمنعه من إجراء تعديلات على الدستور تجعل الهند جمهورية هندوسية، في ظل المتغيرات الجديدة وطبيعة تشكيل الحكومة وعدم تأييد شركائه في التحالف مثل هذه السياسات. كما ثبت من جانب آخر أن زيارات مودي للولايات الجنوبية أثمرت نتائج إيجابية في الانتخابات، فمثلاً، حصل الحزب على مقعد واحد في ولاية كيرالا، للمرة الأولى في تاريخه؛ ومن ثم فربما يقلل بنفسه من حدة استخدام الخطاب القومي.

4 – تساؤلات حول مستقبل بهاراتيا جاناتا بعد مودي: هناك عاملان يقودان للحديث عن مستقبل مودي السياسي، أو ما يشار إليه في الهند بـ “حقبة ما بعد مودي”، أولهما نتائج انتخابات 2024، وثانيهما تقدمه في العُمر، وهما عاملان قد يحولان دون توليه فترة رابعة في عام 2029، بل يُثار كذلك تساؤلٌ موازٍ حول مستقبل حزب بهاراتيا جاناتا بعد مودي؛ فقد ارتبطت شعبية الحزب بشخصية مودي الكاريزمية، وربما لا يوجد شخص قادر على شغل مكانته السياسية، ولاسيما مع تراجُع الحزب في ولاية أوتار براديش؛ وهو الأمر الذي يُقوض مكانة رئيس وزراء الولاية، يوغي أديتياناث، الذي يُنظَر إليه باعتباره خليفة مُحتَمَلاً لـمودي.

ويُضاف إلى ذلك، أن تحالف المعارضة بقيادة راهول غاندي، رئيس حزب المؤتمر، اكتسب زخماً شعبياً كان مفقوداً في الأعوام الأخيرة. وعليه، سوف يَبرُز نجم غاندي بصورة قد تجعله مرشحاً بقوة للتنافس على منصب رئيس الوزراء في انتخابات 2029 إذا ما استمر تحالف المعارضة في التماسك الداخلي، وهو ما يتوقف كذلك على قدرة حكومة مودي الجديدة على التعامل مع كافة ما أفرزته هذه الانتخابات من تحولات سياسية مفاجئة.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: حزب بهاراتیا جاناتا الأغلبیة المطلقة حکومة ائتلافیة التحالف الحاکم تحالف المعارضة رئیس الوزراء انتخابات 2024 فی انتخابات حزب المؤتمر انتخابات 2019 من المقاعد عدد مقاعد فی ولایة حصل على ن الحزب وهو ما تراج ع الذی ی فی عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

العمال البريطاني قد يفقد مقعدا مضمونا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار

من المحتمل أن يخسر مرشح حزب العمال في بيرنلي آلاف الأصوات على الرغم من كل الأبواب التي طرقها والأيدي التي صافحها خلال حملته الانتخابية، وذلك بسبب مقطع فيديو منتشر على تطبيق واتساب.

ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا للصحفي توم بول قال فيه إن مع قدوم 5 تموز/ يوليو، يريد أوليفر رايان أن يكون الرجل الذي يمثل مقعد بيرنلي الواقعة في مقاطعة لانكشاير، نظرا لأن كل المؤشرات تقول إن المقعد له بتأرجح بسيط في الأصوات للتغلب على الأغلبية الهشة التي يتمتع بها أنتوني هيجينبوثام، ممثل حزب المحافظين الحالي، والتي تبلغ 1532 صوتا. 

وبناء على ذلك، فقد أطلقت استطلاعات الرأي على بيرنلي لقب "المقعد الأكثر قابلية لفوز حزب العمال به"، كما أن أصوات أشخاص من أمثال "شمشور رحمن"، الذين خاب أملهم إزاء وعد المحافظين الذي لم فشل في سد الفجوة في المناطق الصناعية السابقة في قلب ما يسمى بالجدار الأحمر [المناطق المؤيدة تقليديا لحزب العمال]، هي التي يأمل رايان في الفوز بها. 

وبالفعل كان عبد الرحمن يخطط للتصويت لحزب العمال – حتى الأسبوع الماضي عندما تلقى رسالة عبر الواتساب فجأة من أحد زعماء الجالية المسلمة، وتضمنت مقطع فيديو يحث المتلقين على عدم التصويت لحزب العمال أو المحافظين بسبب تعاملهم مع الحرب في غزة، ودعم غوردون بيرتويستل، مرشح حزب الديمقراطيين الأحرار البالغ من العمر 80 عاما.


وقال رحمن البالغ من العمر 42 عاما ويعمل ساعيا: "لم أحدد بعد، وما زلت بحاجة إلى مناقشة الأمر مع أصدقائي، لكنني سأقول إنه كمسلم، عندما يتأذى مسلم آخر، فإنك تشعر أنه من واجبك أن تفعل كل ما في وسعك للمساعدة"، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

ويعيش في بيرنلي ما يزيد قليلا عن 13000 مسلم، وهو ما يمثل حوالي 14 بالمئة من السكان، وفقا لآخر تعداد سكاني لعام 2021، وكما هو الحال في أجزاء أخرى من البلاد التي تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين، وفقد حزب العمال دعما كبيرا في بيرنلي بسبب الانتخابات ورفض كير ستارمر إبداء أي دعم وقف فوري لإطلاق النار في غزة. 

وفي تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، استقال نصف أعضاء حزب العمال الحاكم في المجلس المحلي للمدينة، بما في ذلك رئيس المجلس أفراسياب أنور، احتجاجا على موقف الحزب.

وأكدت الصحيفة أن التغييرات الحدودية للدائرة الانتخابية، والتي ستشمل للمرة الأولى مناطق بريرفيلد إيست وكلوفر هيل إضافة إلى بريرفيلد ويست و ريدلي، قد تساعد أيضا في قلب الموازين الانتخابية ضد حزب العمال. فما يقرب من نصف سكان بريرفيلد هم من المسلمين. 

وفي أيار/ مايو، فقد حزب العمال السيطرة على كلا الجناحين لصالح المستقلين في الانتخابات المحلية.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، قامت حملة تسمى "تصويت بيرنلي برييرفيلد "(BBV)، تديرها مجموعة من قادة المجتمع الإسلامي المحليين، بما في ذلك الأئمة ورجال الأعمال والمحامين، بإحداث الكثير من الاستياء ضد حزب العمال.

وفي اجتماع ضم حوالي 300 شخص عقد في مركز بيرنلي المجتمعي في وقت سابق من هذا الشهر، اختارت المجموعة بيرتويستل كمرشحهم المختار بعد أن أخبر الجمهور أنه سيدفع من أجل وقف فوري لإطلاق النار إذا تم انتخابه، تماشيا مع الموقف الذي تبناه حزب الديمقراطيين الأحرار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وتجري الآن حملة كبيرة لحشد دعم المسلمين في المدينة خلف بيرتويستل، الذي كان عضوا في البرلمان عن المدينة خلال سنوات التحالف [بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار] من 2010 إلى 2015. 

وتُعقد اجتماعات أسبوعية في المراكز المجتمعية في جميع أنحاء المدينة ويتم الترويج لمقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقدر بيرتويستل أن هناك حوالي 50 عضوا في BBV يعملون لمساعدته في الفوز بالانتخابات، وذلك مقارنة مع ثمانية موظفين من حزب الديمقراطيين الأحرار.

وقال وهو يجلس إلى جانب زوجته كاثلين أثناء تناول وجبة الإفطار في مقهى الكنيسة الميثودية: "إذا تمكنوا من الحصول على 13 ألف صوت، فإن ذلك سيغير هذا السباق تماما. لن يفوز أحد بهذا بدون الجالية الآسيوية".


بالنسبة لرجل باعترافه الشخصي لا يعرف شيئا عن وسائل التواصل الاجتماعي، وقد حصل مؤخرا على دورة لمحو الأمية الحاسوبية للمبتدئين في محاولة لتسخير قوة منصة "تيكتوك" يمكن أن تكون حملة BBV الانتخابية عبر الإنترنت بمثابة حافز كبير لبيريتويستل.

لكن بعض التكتيكات الأكثر عدوانية التي تتبعها حملة BBV يمكن أن تكون مزعجة للمرشح الثمانيني، الذي تتميز شخصيته السياسية بحسن العِشرة.

وأظهر أحد المقاطع التي نشرتها المجموعة هذا الأسبوع رجلا يقترب من روشانارا علي، نائبة حزب العمال عن منطقة بيثنال جرين آند بو، أثناء قيامها بحملتها خارج إحدى المدارس. 

ويبدأ الرجل في توبيخ علي ومساعديها، ويطلق عليهم "الكلاب" و"الكلاب الصغيرة" وهم يبتعدون عنه.

ردا على الفيديو، أكد بيرتويستل أنه لا يؤيد الترهيب من أي نوع وأن BBV كانت تدير حملة مستقلة منفصلة عن حملة الديمقراطيين الأحرار، ورفضت قيادة BBV الطلبات المتكررة للتعليق لهذا ضمن ما ذكرته الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن "وضع نفسه كقوة للتغيير الجيوسياسي يمثل فصلا جديدا لبيرتويستل، الذي سوّق نفسه حتى الآن كبطل للقضايا المحلية".

وذكرت الصحيفة أن دعم بيرتويستل الأساسي تاريخيا كان "لمتسوقي ماركس آند سبنسر في عمر معين"، وهي الذي كان عضو مجلس محلي منذ عام 1983، وفاز بمقعده في مجلس العموم في عام 2010 على خلفية حملة لإعادة قسم الحوادث والطوارئ في مستشفى بيرنلي. 

وأضافت "في اليوم الذي التقينا فيه، كان قد أمضى الصباح واقفا خارج متجر ماركس آند سبنسر يتحدث إلى السكان المحليين حول حملته لمزيد من مواعيد الطبيب العام وجها لوجه".

ولدى سؤاله عن أي تاريخ سابق لدعم المسلمين، أجابت زوجته نيابة عنه: "لا يمكن لأحد أن يتهم غوردون بالقفز على العربة [فيما يتعلق بغزة]"، قبل أن يضيف زوجها بهدوء أنه دافع عن حقوق المسلمين أثناء وجوده في مجموعة كشمير البرلمانية التي تضم جميع الأحزاب.

وقال: "إن الجالية الآسيوية تشعر بحزن شديد بسبب الوضع في غزة. لا أحد يريد رؤية الأطفال في أكياس الموتى".


قبالة الشارع الرئيسي المخصص للمشاة في المدينة يقع المقر الرئيسي لحملة رايان، ضمن صورة كبيرة لوجهه المبتسم ملصقة على نوافذ المكتب تحيي رواد الحانة المقابلة عند مغادرتهم.

ورغم اعترافه بالحاجة إلى استعادة بعض الثقة بين الناخبين المسلمين، لا يبدو أن ريان، البالغ من العمر 29 عاما، وهو عضو مجلس محلي في مانشستر الكبرى، يشعر بقلق بالغ إزاء التهديد الذي يشكله بيرتويستل.

وقال ريان وهو يحتسي مشروب "دكتور بيبير" خلال لحظة راحة من طرق أبواب الناخبين: "الحكومة القادمة ستكون من حزب العمال أو المحافظين. هذا هو الاختيار. إنها مهمة الديمقراطيين الأحرار أن يخبروا الناس أنهم قادرون على الفوز. هذه هي خدعتهم الكبيرة، أليس كذلك".

ومع ذلك، فهو حريص بالمثل على عدم الظهور بثقة زائدة عن الحد، مشيرا إلى حقيقة مفادها أن حزب العمال نادرا ما يفوز بأغلبيات ضخمة في الدائرة الانتخابية، على الرغم من فوز مرشحي الحزب لعضوية البرلمان بشكل مستمر من عام 1935 إلى عام 2010.

وقال: "لقد كانت دائما مدينة كان على حزب العمال أن يبذل جهدا للفوز بمقعدها".

وفي الوقت نفسه، قال هيغينبوثام، 34 عاما، وهو أول نائب محافظ في المدينة منذ أكثر من قرن، إنه يعتقد أنه لا يزال في حالة من الترقب، حتى لو كانت استطلاعات الرأي تشير إلى خلاف ذلك.

وأضاف هيغينبوثام، الذي تم انتخابه في عام 2019: "أعتقد أن الديمقراطيين الأحرار فعلوا ما يكفي لوضعهم في المنافسة. إنها معركة ثلاثية الآن. لا أعتقد أن كل [أصوات المسلمين] ستذهب إلى الديمقراطيين الأحرار، ولكن حتى لو حصلوا على النصف، فلا يزال يتعين على حزب العمال العثور على 4000 صوت من مكان ما. إنها معركة صعبة بالنسبة لنا جميعا".

مقالات مشابهة

  • رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي لـ”الثورة”: المقاومة بخير وتنتصر كل يوم والموقف اليمني فاق التوقعات
  • حزب طالباني يرفض أي تأجيل لانتخابات الإقليم
  • “الاتحاد للطيران” تسير رحلاتها المباشرة إلى جزيرة بالي
  • “استعان بمنجم”.. تصريحات جدلية من اتحاد الكرة الهندي ضد مدربه السابق
  • الكرملين: زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الهندي مودي إلى روسيا
  • بعد رحيله.. اتحاد الكرة الهندي يتهم مدرب المنتخب بـ"الشعوذة"
  • العمال البريطاني قد يفقد مقعدا مضمونا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار
  • Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
  • الهندي عزالدين: هذين القائدين يمثلان خطرًا على “تمرد” الدعم السريع
  • مودي يدعو إلى التوافق مع افتتاح البرلمان الهندي