يمتلك نحو 130 ألف صاروخ قادرة على ضرب أكبر المدن.. هذه سيناريوهات الحرب بين إسرائيل والحزب
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه تمت الموافقة على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان لوقف هجمات "حزب الله".
مع هذا الإعلان تبرز العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الحرب والخسائر المترتبة عليها، واحتمالات امتدادها.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، أنه "في حالة حرب شاملة، سيتم تدمير حزب الله وسيتعرض لبنان لضربات قاسية.
وسلط تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الضوء على السيناريوهات المحتملة للحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، حيث قال إن "الحزب" أقوى بكثير من حركة "حماس".
وأضافت المجلة بناء على تقديرات مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أنه يعتقد أن "حزب الله" يمثل الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن "حزب الله" قام ببناء ترسانة متطورة من الأسلحة بمساعدة إيران وروسيا وسوريا.
ونقلت المجلة عن مايكل أورين، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة خلال إدارة باراك أوباما، قوله إن "حزب الله يشكل تهديدا استراتيجيا لدولة إسرائيل".
أسلحة "حزب الله" ونقاط قوته
قدّر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية امتلاك "حزب الله" لنحو 130 ألف صاروخ وقذيفة، قادرة على إرباك أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وضرب أكبر مدنها، حسبما نقلت "فورين بوليسي".
وحول هذا الرقم، قال أورين: "قرأت تقديرات مروعة لما يمكن أن يفعله حزب الله بإسرائيل خلال ثلاثة أيام. نتحدث هنا عن تدمير بنيتنا التحتية الأساسية ومصافي النفط والقواعد الجوية وموقع ديمونة النووي".
ومن نقاط القوة التي يتمتع بها "حزب الله" حسبما نقلت "فورين بوليسي" عن محللين إسرائيليين، امتلاكها مثل "حماس" لشبكة أنفاق تحت لبنان.
كذلك يخشى مراقبون من أنه خلافا لغزة المعزولة جغرافيا عن إيران، فقد أنشأت طهران طرق إمداد برية وجوية للبنان عبر العراق وسوريا، يمكن اللجوء إليها عند نشوب حرب شاملة.
ولفت تقرير "فورين بوليسي" أيضا إلى اكتساب مقاتلي "حزب الله" لخبرة قتالية في سوريا، كما أنها طورت ترسانة أسلحتها منذ العام 2006 بشكل متسارع.
وإلى جانب قوته العسكرية، فإن انتشاره بين صفوف المدنيين والمواقع غير العسكرية أمر قد يدفع إسرائيل إلى التفكير مليا قبل ضرب منشآت تابعة لـ"حزب الله" يحتمل أن يكون متواجدا فيها، تجنبا لانتقادات دولية.
ووفق ما نقلت "فورين بوليسي" عن جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قوله إن خطة إسرائيل سيكون هدفها تدمير كل مظاهر وجود "حزب الله" في لبنان، الأمر الذي سيترتب عليه أضرار كبيرة.
ما دور إيران؟
بحسب الأستاذ في معهد الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، دانييل بايمان، فإن الطريق إلى تخفيف تصعيد الأزمة على الحدود الشمالية لإسرائيل قد يمر على الأرجح عبر غزة.
وأوضح بايمان أنه: "إذا وافقت حماس على وقف إطلاق النار، فإن حزب الله سيحترم ذلك أيضا".(سكاي نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فورین بولیسی حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟
بيروت- صعَّدت إسرائيل عملياتها العسكرية على لبنان، ووسعت رقعة الاستهداف لتطال مجددا قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي قلب مدينة صيدا (عاصمة الجنوب اللبناني)، وذلك بعد أيام من استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي عملية اغتيال جديدة، استهدفت مسيَّرة إسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، القائد بكتائب عز الدين القسام -الجناح المسلح لحركة حماس- حسن فرحات "أبو ياسر"، ونجليه حمزة وحنين، داخل شقة سكنية بحي الزهور، الأكثر "اكتظاظا" في صيدا، وأدت الغارة التي استخدم بها صاروخان -حسب مصادرة أمنية للجزيرة نت- لاندلاع حريق كبير في الشقة المستهدفة امتد لمنازل مجاورة وأحدث رعبا بين السكان.
ويعد هذا الاغتيال الثاني الذي تنفذه إسرائيل داخل صيدا منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ اغتالت يوم 17 فبراير/شباط 2025 القيادي بالقسام محمد شاهين بواسطة طائرة مسيرة عند المدخل الشمالي للمدينة.
وتكشف المعلومات أن الشهيد حسن فرحات عم الشهيد محمد بشاشة، صهر القيادي البارز في حماس الشهيد صالح العاروري، اللذان اغتالتهما إسرائيل في الضاحية الجنوبية مطلع يناير/كانون الثاني 2024، كما أن الشهيد فرحات هو شقيق الشهيدة هيام فرحات زيدان وخال ابنها الشهيد الطفل عمر زيدان اللذين استهدفتهما غارة جوية في بلدة الوردانية بجبل لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجاءت الغارة الإسرائيلية على صيدا في سياق تصعيد سياسي وأمني متسارع تشهده الساحة اللبنانية. فعلى المستوى السياسي، تتزامن العملية مع زيارة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت مساء اليوم الجمعة، حاملة في جعبتها مقترحات، يقول خبراء إنها ترتبط بنزع سلاح حزب الله، في وقت يتمسك فيه لبنان الرسمي بالقرار 1701 ويؤكد التزامه الكامل به، مقابل خروقات إسرائيلية متواصلة.
أما على المستوى الأمني، فقد نفذت إسرائيل خلال الأيام الماضية غارتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، الأولى بزعم استهداف مستودع للطائرات المُسيَّرة عقب إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني، والثانية فجر الثلاثاء الماضي، حين استهدفت قياديا في حزب الله يدعى حسن علي بدير، وأدى ذلك لاستشهاد 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة.
إعلانوهكذا، يتضح أن إسرائيل تمضي في سياسة الاغتيالات والتصعيد المنهجي متجاوزة الخطوط الحمراء ومجازفة بدفع لبنان لمواجهة مفتوحة، في وقت يسود فيه الترقب الحذر داخليا، وتتكثف المساعي الدبلوماسية لوقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
الأمر الواقعيقول المحلل السياسي إبراهيم حيدر إن ما يجري يعكس مرحلة جديدة تنذر باحتمالات خطيرة ستترك تداعياتها على اتفاق وقف إطلاق النار، سواء في لبنان أو غزة، حيث استأنف الاحتلال حربه كاشفا عن خطته لتهجير سكان القطاع وتدمير ما تبقى من مظاهر الحياة فيه.
ويضيف حيدر للجزيرة نت أن الاعتداءات الإسرائيلية يوم 28 مارس/آذار التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق شمال خط الليطاني، ثم اغتيال القيادي في حزب الله حسن بدير بالأول من أبريل/نيسان بقلب الضاحية، تلتها عملية صيدا، مما يؤكد أن إسرائيل تجاوزت خطوط وقف إطلاق النار، خاصة أنها قصفت الضاحية للمرة الأولى منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما شكّل تحولا نوعيا في مسار التصعيد.
وتسعى إسرائيل -وفق حيدر- لفرض أمر واقع جديد عبر تعديل اتفاق وقف إطلاق النار من خلال وضع شروط جديدة تستند إلى تفسيراتها الخاصة، مستفيدة من ضمانات أميركية غير معلنة، تتيح لها حرية التحرك لضرب أهداف تزعم أنها تهدد أمنها.
كما أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة وما رافقها من خروقات تعكس وجود خطة تحظى بتغطية من الإدارة الأميركية، هدفها زيادة الضغط على لبنان ونزع سلاح حزب الله عبر تثبيت احتلال النقاط الخمس في الجنوب، وإبقاء المنطقة الحدودية غير قابلة للحياة، ومنع أي إعادة إعمار قبل فرض شروطها التي تتضمن التوصل لاتفاق شامل يتيح لإسرائيل مواصلة تحكمها وإطلاق يدها بلبنان والمنطقة.
إعلانويتابع حيدر أن هذه "الاندفاعة" الإسرائيلية لا تستهدف حزب الله وحماس فحسب، بل مرشحة لمزيد من التصعيد، ولها امتدادات إقليمية واضحة، خصوصا في سوريا، إذ تعمل إسرائيل على احتلال مواقع إستراتيجية بالجنوب السوري قرب أبواب دمشق، وربطها بجبل الشيخ وصولا للحدود اللبنانية.
ويرى أن تصريحات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط التي اعتبرت فيها أن الحكومة اللبنانية "مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله" تعكس المسار الذي تسعى إليه أميركا اليوم، ويتمثل في الدفع نحو مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، تسبقها عملية نزع شامل لسلاح الحزب الذي تعتبره واشنطن تهديدا لاستقرار لبنان والمنطقة.
رسائل الاغتيال
من جانبه، يعتقد الباحث والسياسي الفلسطيني محمد أبو ليلى أن "هذه الاغتيالات تعكس مأزقا إستراتيجيا يعيشه الكيان الصهيوني، الذي بات يخشى حتى ظلال المقاومين خارج حدود فلسطين، وتمثل تجاوزا خطيرا لكل الخطوط الحمراء، وتعكس استعداد الاحتلال -بدعم غربي واضح- لخرق سيادة الدول من أجل تنفيذ أجنداته الأمنية".
ويؤكد أبو ليلى للجزيرة نت أنه "بدلا من أن تُضعف هذه السياسات المقاومة، فإنها تزيدها شرعية وقوة وحضورا وثباتا وتماسكا".
ويبعث الاحتلال -وفق أبو ليلى- رسائل بأكثر من اتجاه عبر هذه الاغتيالات، أولها، للمقاومة: بأنه قادر على الوصول إلى أي شخص، بأي وقت ومكان، ويحاول فرض معادلة أمنية جديدة بتعامله مع حركات المقاومة بالمنطقة.
ورسالة أخرى للجبهة الشمالية في لبنان: بأنه مستعد لتوسيع دائرة المواجهة والذهاب إلى أقصى درجات التصعيد، خاصة بعد استهدافه أحد قادة حزب الله بقلب الضاحية الجنوبية قبل أيام، واستمراره بسياسة الاغتيال بحق كل من يرتبط بخيار المقاومة.
ويشدد أبو ليلى على أن المقاومة الفلسطينية لا تضعف باستشهاد قادتها، بل تزداد صلابة وتماسكا، ويرى أن "العدو يظن أن اغتيال الأفراد قد يوقف المشروع المقاوم، لكن التجربة تثبت العكس؛ فكل شهيد يخلّف طاقة جديدة، ودماء القادة لا تذهب سدى، بل تروي طريق التحرير وتعمّق الإصرار على العودة إلى فلسطين".
إعلان