علماء يرصدون نجما هاربا يحاول الفرار من مجرتنا درب التبانة
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
اكتشف فريق من العلماء نجما يتحرك بسرعة فائقة عبر مجرتنا، درب التبانة، والذي يبدو أنه في مسار سيجعله يغادر المجرة تماما في نهاية المطاف.
إقرأ المزيدويطلق على النجم اسم CWISE J124909+362116.0 (J1249+36 للاختصار)، هو نجم منخفض الكتلة.
وبهذه السرعة، يكون النجم سريعا بما يكفي للهروب من جاذبية درب التبانة، ما يجعله نجما محتملا فائق السرعة.
وتساعد دراسة النجوم الهاربة علماء الفلك على فهم تكوين النجوم، وتطور النجوم، وقوى الجاذبية داخل مجموعات النجوم.
ويمكن أن تؤدي حركتها عبر الوسط البينجمي أيضا إلى خلق موجات صدمية تؤثر على الغاز والغبار المحيط بها.
ولفت J1249+36 انتباه العلماء المتطوعين ضمن مشروع Backyard Worlds: Planet 9 (وهو جهد تعاوني بين العلماء والجمهور)، بسبب سرعته الهائلة. وقدّرت التقديرات الأولية السرعة المذهلة بـ 1.3 مليون ميل في الساعة، وهي سرعة كافية للتحرر من قبضة الجاذبية لمجرة درب التبانة.
ولمعرفة المزيد عن هذا النجم السريع، لجأ علماء الفلك إلى مرصد كيك في هاواي، حيث استخدموا أدواته القوية لتحليل ضوء النجم.
وكشفت النتائج أن النجم الهارب J1249+36 هو نجم قزم من نوع L، وهو نوع من النجوم صغير وبارد في نفس الوقت، ويمثل بعضا من أقدم النجوم في مجرتنا.
وخلال الدراسة ظهرت نظريتان رائدتان قد تفسران ما الذي جعل النجم يتحرك بهذه السرعة.
إقرأ المزيدوأحد هذه النظريات هو أن J1249+36 كان ذات يوم جزءا من نظام نجمي ثنائي يحتوي على قزم أبيض، وهو البقايا الكثيفة لنجم ميت.
وإذا قام القزم الأبيض بسحب الكثير من المواد من رفيقه، فمن الممكن أن يؤدي إلى انفجار مستعر أعظم، ما يسبب قذف J1249+36 إلى الفضاء بسرعة عالية.
والنظرية الثانية تنطوي على مواجهة قريبة مع ثقب أسود، حيث يُعتقد أن العناقيد الكروية، وهي أسراب كثيفة من النجوم، تحتوي على ثقوب سوداء في مراكزها.
وإذا انحرف J1249+36 بالقرب من ثقب أسود ثنائي (ثقبان أسودان يدوران حول بعضهما بعضا)، فمن الممكن أن تكون فوضى الجاذبية قد طردته من العنقود بسرعة لا تصدق.
وأوضح آدم بورغاسر، أستاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا سان دييغو والرائد: "هذا هو المكان الذي أصبح فيه المصدر مثيرا للاهتمام للغاية، حيث أظهرت سرعته ومساره أنه كان يتحرك بسرعة كافية للهروب من درب التبانة".
ولتحديد السيناريو الأكثر احتمالا، يبحث العلماء عن أدلة حول التركيب الكيميائي للنجم الهارب.
وإذا تم إطلاق J1249+36 بواسطة مستعر أعظم، فقد يحتوي غلافه الجوي على آثار لعناصر ثقيلة نشأت في الانفجار. وبدلا من ذلك، يمكن للتركيب الكيميائي للنجم أن يكشف ما إذا كان قد نشأ في عنقود كروي.
وسواء كانت رحلة J1249+36 المذهلة ناجمة عن مستعر أعظم، أو اصطدام قريب بثقب أسود، أو أي حدث كوني آخر، فإن اكتشافه يقدم رؤى قيمة حول تاريخ مجرة درب التبانة وديناميكياتها.
وهذا النجم الهارب الذي يندفع عبر الفضاء بسرعات لا يمكن تصورها، هو بمثابة تذكير باتساع وتعقيد كوننا.
المصدر: Earth.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الثقب الاسود الفضاء ثقوب سوداء دراسات علمية فيزياء مجرات معلومات عامة معلومات علمية نجوم درب التبانة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحاول ترامب تحقيقه من خلال فرض الرسوم الجمركية؟
ترجمة: بدر بن خميس الظفري -
لقد قضيت الساعات الأخيرة من يوم عيد «التحرر» مذهولة من جدول الرسوم الجمركية الجديد الذي أعلنته إدارة ترامب، محاوِلة فهم منطقه.
خذ مثلا الرسوم المفروضة على جزر هيرد وماكدونالد، التي لا يسكنها بشر، بل فقط طيور البطريق وبعض الكائنات الأخرى. لا بأس، فأنا سعيدة لأن هؤلاء «المنتهزين المتمايلين» لن يتمكنوا بعد الآن من إغراق السوق الأمريكية ببضائعهم الرديئة. لكن ما زال الأمر يحيّرني! ماذا تصدّر طيور البطريق؟ بخلاف أفلام الوثائقيات البيئية، أعني.
من الواضح أن أحد العاملين في البيت الأبيض، ربما متدرب على وشك المغادرة، استخرج قائمة بالأقاليم دون أن يتحقق مما إذا كانت مأهولة بالسكان، ثم طبّق هذا الشخص، أو آخر، صيغة جامدة، ربما أنشأها ذكاء اصطناعي. وكانت النتيجة: رسوم جمركية بنسبة 10% على البطاريق.
قد يبدو هذا مضحكًا، ولا يجب أن نولي هذه التفاصيل الطريفة اهتماما مبالغا فيه، فمعظم السياسات الكبرى لا تخلو من بعض الهفوات السخيفة. ما يثير حيرتي حقا هو الأجزاء التي تبدو متعمّدة. ما الذي تحاول الإدارة فعله بالضبط؟
الرئيس دونالد ترامب ومناصروه قدموا العديد من المبررات لفرض رسوم جمركية مرتفعة، يمكن تلخيصها في أربعة تفسيرات رئيسية.
الفكرة الأولى، أن هذه الرسوم وسيلة تفاوضية للضغط على الدول الأخرى لتقليل حواجزها التجارية.
والثانية، أنها ستعيد الحياة للقطاع الصناعي الأمريكي وتحول الولايات المتحدة إلى قوة تصديرية كبرى كما كانت في السابق. والثالثة، أنها تهدف إلى إيقاف صعود الصين كمنافس استراتيجي.
أما الحجة الأقوى، فهي أن علينا إعادة بناء قدراتنا التصنيعية في السلع الحيوية مثل أشباه الموصلات، تحسبا لوباء آخر أو حرب.
لكن الرسوم الجمركية الجديدة لا تخدم أيًا من هذه الأهداف. فلو كنت تحاول استخدام الرسوم للضغط على دول أخرى لتخفيف حواجزها التجارية، لفرضت تلك الرسوم بنسب تتناسب مع الرسوم التي تفرضها تلك الدول علينا. ومع ذلك، فإن إسرائيل، التي أعلنت مؤخرا عن إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، واجهت رسومًا بنسبة 17%، لأن النظام الجديد يعتمد على تدفقات التجارة النسبية، وليس على مستوى الحواجز التجارية. ورغم أن حجم الحواجز يؤثر على حجم التجارة، إلا أن العلاقة ليست مباشرة، فمن السهل التوقف عن استيراد النبيذ، لكن من الصعب الاستغناء عن القهوة أو أشباه الموصلات.
نأتي الآن إلى النظرية الثانية، وهي التخلص من العجز التجاري وتحقيق التوازن في الاقتصاد عبر دعم الصناعة. حتى لو افترضنا أن هذا هدف منطقي، فإن الرسوم ينبغي أن تُفرض على نطاق عالمي، لا على أساس كل دولة على حدة، تماما كما أنك لا تنفق راتبك كاملا على منتجات الشركة التي تعمل بها، أو تطالب المتجر الذي تشتري منه الطعام أن يعينك بوظيفة توازي تكلفة مشترياتك. ليس من الضروري أن تشتري من شريكك التجاري بمقدار ما يشتري هو منك. ولهذا نستخدم النقود بدل المقايضة، ونترك للأسواق مهمة تحقيق التوازن.
ثم إن كثيرا مما نستورد من الخارج هو في الأساس مدخلات إنتاج لصناعتنا المحلية. ومن الصعب بناء قطاع صناعي عالمي قادر على المنافسة دون قطع غيار أو مواد خام.
هل الهدف إذا احتواء صعود الصين؟ لو كان الأمر كذلك، لحرصت الإدارة على تعزيز علاقتها بالحلفاء الإقليميين مثل اليابان التي فرضت عليها الإدارة رسوما بنسبة 24%. وكان من المفترض أيضا، تشجيع نمو الصناعات التصديرية في دول مثل فيتنام، التي تنافس الصين، لكنها تلقت رسومًا بنسبة 46%.
أما فيما يتعلق بإعادة توطين الصناعات الحيوية، فقد استُثنيت من الرسوم بعض السلع الأشد أهمية، مثل أشباه الموصلات والصلب والألمنيوم والأدوية (حتى الآن على الأقل، فقد تفرض الإدارة لاحقا رسومًا متخصصة على هذه القطاعات). وهذا القرار يبدو ذكيا من زاوية ما، إذ إن أي نقص مفاجئ في هذه المواد سيكون كارثيا. لكن من زاوية أخرى، ما الذي نحاول حمايته بالضبط؟ مخزون الوطن الاستراتيجي من المحامص؟
ولا واحدة من هذه النظريات تفسر ما يحدث، لأن ترامب لا يملك في الحقيقة نظرية متكاملة حول الرسوم الجمركية. ما لديه هو مجموعة من الحدسيات، منها أن التصدير يمنح القوة، والاستيراد يجلب الضعف والاعتماد على الغير، وأن أمريكا كانت أفضل حالًا عندما كان التصنيع في صميم اقتصادها، وأن القطاع الصناعي كان أقوى عندما كانت الرسوم الجمركية مرتفعة. أضف إلى ذلك ميله إلى العروض المسرحية ونهجًا إداريًا فوضويًا، وأخيرا ستحصل على هذه النتيجة، ولكي تتأكد من ذاك فقط اسأل البطاريق.
ميغان ماكاردل كاتبة في صحيفة «واشنطن بوست» ومؤلفة كتاب «الجانب المضيء من الفشل: لماذا يُعد الفشل الجيد مفتاحًا للنجاح».