تحقيق.. كيف قتل الاحتلال أجيالا من العائلات في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
استعرض تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، مجازر الاحتلال في غزة التي استهدفت عائلات كاملة حيث استشهد المئات بدءا من الجد والأب وصولا للحفيد.
وذكر التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل من 60 عائلة فلسطينية، ما لا يقل عن 25 فردا، وأحيانا أربعة أجيال من نفس السلالة، في هجمات متفرقة وقعت بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر، وهي الفترة الأكثر دموية وتدميرا في الحرب.
وأضافت الوكالة أن ربع تلك العائلات، فقدت أكثر من 50 فردا في تلك الأسابيع حيث لم يبق لدى العديد من العائلات، تقريبا، أي شخص لتوثيق الخسائر، خاصة وأن توثيق المعلومات ومشاركتها أصبح أكثر صعوبة.
ونقلت عن يوسف سالم وهو فلسطيني مقيم في تركيا قوله، إنه يملك قرصا صلبا مليئا بصور الموتى.
وأضاف أنه أمضى عدة أشهر في ملء جدول بيانات بقتلى عائلته بكامل تفاصيلهم، للحفاظ على الرابط الأخير بشبكة العلاقات التي كان يعتقد أنها ستزدهر لأجيال أخرى.
وتابع، "لقد تم القضاء على أعمامي تماما.. أرباب الأسر وزوجاتهم وأولادهم وأحفادهم قتلوا جميعهم".
وكشف، "أنه في العقدين الأخيرين، قتلت إسرائيل بغارات 10 من أفراد عائلته" مؤكدا "لا شيء مثل هذه الحروب".
وقالت الوكالة الأمريكية، إن سالم من بين آخر الناجين من عائلته في غزة، وهي عشيرة قريبة جدا لدرجة أنهم يعرفون بعضهم بعضا لارتباطهم بالدم وروابط الزواج عبر الأجيال.
وخلال العدوان استشهد 173 من أقارب سالم، في غارات جوية في كانون الأول/ ديسمبر، وبحلول الربيع، ارتفع هذا العدد ليصل إلى 270، وفق تقرير الوكالة.
وذكرت أن تحقيقها شمل مراجعة سجلات الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة في غزة حتى آذار/ مارس الماضي، وإشعارات الوفاة عبر الإنترنت، وصفحات وجداول البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالعائلة والأحياء، وحسابات الشهود والناجين، بالإضافة إلى بيانات الضحايا من شركة "Airwars" وهي منظمة مراقبة الصراع ومقرها لندن.
مآسي متكررة
وكشف تحقيق الوكالة أن الاحتلال قتل أكثر من 70 شخصا من عائلة المغربي، في غارة جوية واحدة في كانون الأول/ديسمبر، وأكثر من 50 شخصا من عائلة أبو النجا، في غارات متفرقة في تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك امرأتان حاملان على الأقل.
كما فقدت عشيرة دغمش الكبيرة ما لا يقل عن 44 من أفرادها في غارة على أحد المساجد. وبحلول الربيع، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 80 فردا من عائلة أبو القمصان.
وقال حسام أبو القمصان، الذي يعيش في ليبيا وتولى توثيق حصيلة القتلى في الأسرة إن "الأرقام صادمة".
وبينت الوكالة، أنه في حرب 2014، والتي استمرت 51 يوما، كان عدد الأسر التي فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر أقل من 150 أسرة.
وفي هذه الحرب، عانى ما يقرب من 1900 أسرة من وفيات متعددة، بما في ذلك أكثر من 300 أسرة، كانت فقدت أكثر من 10 أفراد في حرب 2014.
ونقلت عن رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، والذي يراقب حرب غزة قوله، إن عشرات من باحثيه في غزة توقفوا عن توثيق الوفيات العائلية في مارس بعد تحديد أكثر من 2500 حالة وفاة.
وأضاف "لا يمكننا مواكبة إجمالي عدد القتلى".
وقتل العائلات عبر الأجيال هو جزء أساسي من قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل، والمعروضة الآن أمام محكمة العدل الدولية، بحسب الوكالة.
كما يسعى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ويوآف غلانت وزير حربه، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل العمد للمدنيين.
وقال رامي عبده إن الفلسطينيين سيتذكرون عائلات بأكملها اختفت من حياتهم "يبدو الأمر وكأن قرية صغيرة قد تم محوها".
وبحسب التحقيق فإن الوفيات عبر الأجيال تقطع المجتمع الفلسطيني عن التاريخ وحتى عن المستقبل، إذ يتم دفن عائلات بأكملها في مقابر جماعية، أو في باحات المستشفيات، أو تحت سلالم المنازل التي قُتلوا فيها.
لذلك، يعد الحصول على صور ووثائق مفصلة أمرا صعبا حتى بالنسبة للفلسطينيين.
وقد نزح جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا، مما أدى إلى تقسيم الأسر وقطع الاتصالات بين أجزاء من القطاع الصغير.
ويروي التحقيق قصة عائلة الآغا التي استشهد أكثر من أحد عشر فردا في غارة واحدة على منزل العائلة في الأسبوع الأول من الحرب.
ووصلت آلة الموت إلى منزل خميس المنتمي هو الآخر للعائلة، حيث تلقى مكالمة هاتفية من جندي بجيش الاحتلال في عام 2021، يلمح إلى علاقاته بالجماعة المسلحة ويحذره بضرورة إخلاء منزله في خانيونس لتجنب غارة جوية وشيكة في مكان قريب.
وقام الآغا بتسجيل المكالمة ونشرها على الإنترنت، بينما لم يرحل من منزله ولم يُقتل أحد إثر ذلك، لكن في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما تم استهداف منزله، ولم يكن الرجل قد تلقى أي تحذير حينها.
واستشهد في غارة جوية 10 آخرون من عائلته، وهم، زوجته وأطفالهما الأربعة الصغار؛ وشقيقه وابنه البالغ من العمر 9 سنوات، وابنته البالغة من العمر 3 سنوات؛ وابنة عمه وابنها البالغ من العمر 18 عامًا، بينما نجت زوجة الأخ فقط.
وساعد جاسر الآغا، وهو ابن عم خميس، المسعفين في انتشال الجثث من تحت الأنقاض. وقال "لم يبق من المنزل شيء".
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الغارات الجوية، قائلا إنه أصاب أهدافا غير محددة تابعة لحماس بالقرب من المواقع التي حددتها وكالة أسوشيتد برس.
وقامت وكالة أسوشييتد برس بتحديد مواقع تعرضت لنحو 10 ضربات، من بين الهجمات الأكثر دموية في الفترة من 7 أكتوبر إلى 24 ديسمبر، ووجدت أنها أصابت المباني السكنية والملاجئ التي كانت تضم عائلات.
وقالت لم يكن هناك "بأي حال من الأحوال اي هدف عسكري واضح أو تحذير مباشر لمن هم بالداخل".
وأسفرت الغارات مجتمعة عن استشهاد أكثر من 500 شخص، بما في ذلك التفجيران اللذان قضيا على عائلة سالم، وثلاثة تفجيرات أخرى أسفرت عن مقتل 30 فردا من عائلة الآغا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مجازر الاحتلال غزة عائلات كاملة غزة الاحتلال مجازر عائلات كاملة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بما فی ذلک من عائلة أکثر من فی غارة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عشرات النواب البريطانيين يطالبون بفتح تحقيق حول دور حكومتهم بحرب غزة
وقع 37 نائبًا برلمانيًا بريطانيًا، بينهم 10 من حزب العمال، على رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر يدعون فيها إلى فتح تحقيق مستقل حول دور الحكومة البريطانية في الحرب على غزة.
وجاءت الرسالة التي بادر بها زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، مطالبة بإجراء "تحقيق شامل يتمتع بصلاحيات قانونية لكشف الحقيقة".
ومن بين الموقعين على الرسالة، التي اطّلعت عليها شبكة "سكاي نيوز"، نواب العمال الجدد بريان ليشمان وستيف وذرين اللذان فازا في الانتخابات التشريعية الأخيرة في تموز/يوليو الماضي، إلى جانب نواب اليسار داخل الحزب مثل ديان أبوت وزارا سلطانة وناديا ويتوم.
كما حظيت الرسالة بدعم نواب من أحزاب أخرى مثل الحزب الوطني الاسكتلندي وبلاد كامري وشين فين، إضافة إلى أعضاء في مجلس اللوردات.
ويأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بـ"الرقابة والمنع" بعد رفضها دخول نائبتين من حزب العمال ثم ترحيلهما، وكانتا ضمن وفد برلماني يزور الأراضي المحتلة.
وقد برر الاحتلال قراره بالاشتباه في أن النائبتين تهدفان إلى "تحريض نشطاء معادين لإسرائيل" ونشر "خطاب كراهية". بينما أكدت النائبتان أنهما كانتا في زيارة لمشاريع إغاثة إنسانية في الضفة الغربية، وحظيتا بدعم وزير الخارجية ديفيد لامي الذي وصف القرار بـ"غير المقبول".
من جهة أخرى، يواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بعد حادثة مقتل 15 عاملاً في المجال الإنساني قرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 23 آذار/مارس الماضي، ودفن جثثهم في "مقبرة جماعية"، وفقاً لمسؤول الأمم المتحدة جوناثان ويتول.
بينما أفادت تحقيقات أولية لجيش الاحتلال أن القوات أطلقت النار على مجموعة مركبات، بينها سيارات إسعاف، بسبب "شعورها بتهديد محتمل بعد مواجهات سابقة في المنطقة"، مشيرة إلى أن ستة من القتلى "تم تحديد هوياتهم كإرهابيين من حماس" دون تقديم أدلة٬ بحسب قناة سكاي نيوز البريطانية.
وفي سياق متصل، كشفت الرسالة عن انقسامات داخل حزب العمال حول موقفه من الحرب على غزة، خاصة بعد تصريحات ستارمر التي اعتُبرت داعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على القطاع، والتي تراجع عنها لاحقاً مؤكداً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فقط.
واتهم كوربين، الذي يجلس في البرلمان كمستقل بعد منعه من الترشح باسم العمال، الحكومة البريطانية بـ"التعتيم والتجاهل" في الرد على استفساراته حول استمرار مبيعات مكونات طائرات إف-35 للاحتلال ودور القواعد العسكرية البريطانية، والتعريف القانوني للإبادة الجماعية.
وحذر من أن "التاريخ قد يعيد نفسه" في إشارة إلى تقرير تشيلكوت حول حرب العراق الذي كشف اعتماد بريطانيا على "معلومات استخباراتية خاطئة" قبل غزو العراق عام 2003، وانتقد دور رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير في تلك الحرب.