الثورة نت:
2024-11-17@02:56:17 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

 

منذ انضمام جمهورية الصين الشعبية للأمم المتحدة ودخولها التلقائي في عضوية مجلس الأمن، أقرت الأمم المتحدة مبدأ «الصين الواحدة» وأمريكا تعترف بمبدأ الصين الواحدة.. ولكن!
أمريكا تشجع على انفصال تايوان وتدعم الانفصاليين بالسلاح، غير الدعم السياسي، وهي بكل هذا تدفع تايوان إلى الرفض القاطع للوحدة مع الصين، ورفض مبدأ الصين الواحدة المقر أممياً.


وحين تضمن أمريكا هذا الموقف من تايوان الرافض للوحدة ولمبدأ الصين الواحدة فحينها تقول: إنها لا تعارض مبدأ «الصين الواحدة»، ولكنها ترفض ضم تايوان للصين بالقوة، بل وتؤكد أنه في حال استعمال القوة صينياً لضم تايوان، فأمريكا ستتدخل عسكرياً لمنع توحيد الصين كحرب ومواجهة عسكرية مع الصين، وأياً كانت نتائج وعواقب هذه الحرب.
أمريكا – وليس تايوان- هي من يرفض مبدأ الصين الواحدة، وتهدد بحرب مع الصين وهي حرب عالمية إذا سعت الصين لتطبيق مبدأ الصين الواحدة من طرفها!.
من المعروف أن أشرس وأطول حرب خيطت في أمريكا كانت حرب الحفاظ على الوحدة الأمريكية، وكانت عدد من ولاياتها قد شرعت بل وشرعنت للانفصال، فتصوروا لو أن الصين أو غير الصين تدخلت لتشجيع أو التهديد بحرب من أجل إبقاء انفصال كان فعلاً قد تحقق، فهل من أحد في العالم يذكر أمريكا بهذا؟، وهل تعرف أمريكا أن الصين هي أمة وهي حضارة ولم يستوطن أبناؤها أرض غيرهم، وأن الوحدة الصينية كتاريخ وحضارة وأرض وجغرافيا وأصالة ومعاصرة هي ذات قدسية ومقدسة أكثر من الوحدة الأمريكية وهي بين لفيف من البشر، وهي فرضية استعمارياً أساساً وتأسيساً!.
الموضوع ليس في فرض الوحدة بالقوة صينياً، ولو أن أمريكا لم تتدخل بكل السبل والوجوه وتركت الشعب الصيني للتعاطي مع هذه المسألة، لكانت الصين توحدت منذ زمن وأصبحت تايوان أهم مرتكزات التوحد والوحدة.
المشكلة هي في القوة الأمريكية الداعمة للانفصال والرافضة واقعياً لمبدأ الصين الواحدة، بل وهي تهدد بالحرب إن تحققت وحدة الصين، أو أريد تحقيقها.
هل تثق أمريكا في الانتصار إن وصلت التطورات إلى الحرب التي تهدد بها الصين؟
أجزم أن أمريكا تدرك أنها ستنهزم في حرب كهذه، ولكن نقطة ضعف الصين هي أنها لا تريد الحرب لتحقيق وحدة الصين وتراهن على سلمية تحققها، وأمريكا تضغط على نقطة الضعف –التي ليست ضعفاً- لتمنع تحقق الوحدة الصينية إلى أي مدى، أو بأي سقف زمني ممكن.
أمريكا إذاً بيدها وبمقدورها تعطيل التنفيذ لمبدأ الصين الواحدة، كما بيدها وبمقدورها التهديد بالحرب في حال استعمال القوة لضم تايوان، كما تزعم.
ولكن قرار الحرب لضم تايوان أو لمواجهة أمريكا في آسيا وبحر الصين الجنوبي هو قرار صيني يراقب التطورات، وقد يؤخذ أو يتخذ على ضوء هذه التطورات، وبالتالي فالاستراتيجية وحتى التكتيك الصيني غير الحالة والآلية الأمريكية بابتزاز وخداع واستعمال أوراق.
وبالتالي فالصين لا تنفعل ولا تمارس مجرد ردود أفعال بقدر أمريكا التي تمدد أو تمطط السقف الزمني لإبقاء هذا الانفصال في الصين والتلاعب بمبدأ الصين الواحدة، فالصين في تقديري قد حسمت أمرها في تحقيق سقف زمني لتحقيق الوحدة سلمياً أو بالقوة، وهذا السقف سيظل سراً غير ما يقال سياسياً وإعلامياً حتى وإن من قبل مسؤولين صينيين، ولا أتصور أن الصين تستطيع تحمل هذا التمديد والتمطيط أمريكياً ربطا بتهديد الصين في البحر الجنوبي وعبر أدوات أمريكية، كما الفلبين والمسألة بضع سنوات وقبل انتهاء العقد الحالي تكون وحدة الصين.
ليس أمام أمريكا إلا أن تنسحب من بر الصين وبحرها، أو تنهزم في بر الصين وبحرها، وعلى كل من يعنى بالتطورات أن يستحضر ويتذكر بسقف بضع سنوات وكما يقال: “من عاش خبر”.
الصين معروفة ومشهورة بالحكمة والحلم والصبر، والمثل يقول: “احذر من صبر الحليم إذا نفد”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شهادات “مروعة” لناجيات من الحرب في السودان

السودان – نشر صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص في صحة الأم والطفل، أمس، سلسلة من شهادات “مروعة” لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حربا منذ أكثر من عام.

وأشار الصندوق الأممي في بيان إلى مقتل ما لا يقل عن 124 مدنيا وفرار نحو 135 ألفا من ولاية الجزيرة في وسط السودان إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، وذلك بعد الهجوم الكبير الذي شنته قوات الدعم السريع على الولاية منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول.

خريطة ولاية الجزيرة

وأورد الصندوق، نقلا عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، معلومات “أولية” من 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و60 عاما تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيرا إلى أن هذه الحالات تشكل “جزءا صغيرا من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع”.

وتجنب الصندوق الإشارة إلى مصدر تلك الهجمات، بيد أن كل المعلومات التي يتم تداولها من ولاية الجزيرة تؤكد تورط الدعم السريع الذي يسيطر على المنطقة في تلك الهجمات بعد أن صعد من هجماته الانتقامية مؤخرا في أعقاب انشقاق أحد قادته وهو من أبناء ولاية الجزيرة وانضمامه للجيش.

ونقل البيان عن ماريا، وهي أم لولدين، قولها “لقد اضطهدونا (المسلحون) وضربونا وصوبوا أسلحتهم نحونا وفتشوا بناتنا”.

وروت فتيات أن إخوتهن وأعمامهن وآباءهن وفروا لهن سكاكين، وأضفن “قالوا لنا إن علينا قتل أنفسنا إذا هددنا المقاتلون بالاغتصاب”.

وقالت ناجيات في شهادات أخرى “إن نساء رمين بأنفسهن في النهر لعدم التعرض لهجوم من رجال مسلحين”، بينما “فرت أخريات واختبأن لأن عائلاتهن هددتهن بالقتل بداعي غسل العار”

وقالت فاطمة، وهي أم لـ6 أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها “لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء ولا حتى خبز. سرنا 7 أيام تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أن نأكل شيئا. وماتت بعض النساء في الطريق”.

وكانت أمينة (27 عاما) ضمن مجموعة من 21 امرأة حاملا في المرحلة الأخيرة جمعهن طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهن على الولادة قبل الفرار، وتعين إخضاعها لعملية قيصرية، وقالت “كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جدا لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية”.

وأوضحت أنه “بعد 6 ساعات فقط” من الخضوع للعملية القيصرية، ورغم “الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة”، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيرا على الأقدام، ثم في “عربة يجرها حمار” لأيام عدة.

وقد وقعت أفظع هذه الانتهاكات في مناطق مثل مدينة الهلالية وأزرق والسريحة وقبل ود النورة في ولاية الجزيرة.

وكانت الأمم المتحدة قد أعربت أمس  عن قلقها حيال الهجمات التي أودت بحياة مدنيين مؤخرا في ولاية الجزيرة، و”معلومات عن فظائع صادمة يتعلق آخرها بمجازر مروعة وعنف جنسي” وفي هجمات الدعم السريع على المنطقة.

وحذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام أمام مجلس الأمن من تفاقم الحرب في السودان وقال إنه بعد أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي “لا يوجد أي مؤشر على التهدئة”.

كما أشارت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو إلى أنه “مع اقتراب نهاية موسم الأمطار، يواصل الطرفان زيادة عملياتهما العسكرية وتجنيد مقاتلين جدد وتكثيف هجماتهما” حيث إن الطرفين “مقتنعان بقدرتهما على تحقيق النصر في الميدان”.

المصدر : الفرنسية

مقالات مشابهة

  • ضجة في “لاهاف 433” الإسرائيلية على خلفية قضية “مساعدة العدو في زمن الحرب”
  • واقع الهزيمة يحاصِرُ أمريكا من ميدان المواجهة إلى فضاء السردية.. “اليمن مخيف”
  • “الخضاب”… ملاذ اليمنيات الباحثات عن مهنة في زمن الحرب
  • قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء “الكنز الثمين” للمضادات الحيوية للأجيال القادمة
  • نفي حكومي لصدور قرار حديث بتأسيس “إدارة الآداب”
  • شاهد بالصور.. الناشطة السودانية خديجة أمريكا تخطف الأضواء بــ”العباية” و “النسر” الخليجي
  • رئيس مجلس الشؤون الدفاعية الروسي: قد نضطر لتفعيل سلاحنا النووي.. وأمريكا تتراجع
  • لافروف يحدد سبب “السخط الأمريكي المسعور” تجاه الصين
  • شهادات “مروعة” لناجيات من الحرب في السودان
  • الصين.. “دمى بشرية” تعرض الملابس على منصة متحركة (فيديو)