الثورة نت:
2024-12-21@09:03:46 GMT

اليمن.. بشائر النصر

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

ليس من قبيل التعسف الذهاب – بثقة واطمئنان – إلى أن محور المقاومة انتزع نصرًا من بين مخالب النسر الأمريكي وأنياب العدوّ الصهيوني، وأن التغير الأول في “طبيعة المواجهة” كان في تصدر شخصيات استثنائية قيادة العمل العربي، شخصيات بحجم سماحة السيد حسن نصر الله، وله في القلوب ما لا لأحد، ثمّ استكملت عقد القيادة الفريد بالسيد عبدالملك الحوثي، قائد اليمن وزعيمه، المناضل الصلد، وصاحب الانتصار المدوي على حلف الشر العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2015م.


تبقى هذه النقطة فارقة وذات دلالة، في صراع مع عدو يفتقر لقيادة لديها الحد الأدنى من الذكاء أو شجاعة المواجهة. التشتت والدسائس وألاعيب السياسة القذرة هي كلّ ما يمارسه قادة الكيان الآن، من نتنياهو إلى غانتس إلى إيزنكوت إلى المختل بن غفير. المرض العربي المزمن انتقل في هذه اللحظة إلى الجانب الآخر، وانتقلت معه كلّ أسباب الفشل والضياع وضبابية الرؤية وطغيان الفردانية والمصالح المجردة.
خطاب السيد عبدالملك الحوثي، الخميس الماضي، وبعد 251 يومًا من عملية “طوفان الأقصى” المباركة، وضع كثيرًا من النقاط على الحروف، كلمات واضحة حادة أخّاذة، وعبارات قاطعة لا لبس فيها ولا تأويل، ووعد من قائد مخلص وفارس نبيل باستمرار الإسناد اليمني المذهل لغزّة ولطوفان الأقصى، بكلّ ما يملك اليمن من عزيمة وبأس وإمكانيات.
اختار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن يطوف بجبهات القتال – بهتت كلمة إسناد منذ زمن – وأن يرصد تغيراتها العميقة والجديدة، ثمّ استعرض المراحل الشرسة التي سيقدم عليها اليمن في إطار دوره الحاسم بالنسبة للصراع العربي – الأمريكي. هذه الجملة الأخيرة هي مفتاح قراءة كلّ مواقف قادة المحور، من سماحة السيد حسن نصر الله، إلى سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وهو وعي كامل بمن نحن ومن نحارب ومن هو العدو، ولو كان يتخفى خلف ألف وجه ووجه، وهو فوق ذلك نصر مبدئي، إذ أن من يعرف عدوه فقد قطع نصف طريق النصر.
الحرب العالمية المصغرة التي استمرت ثماني سنوات، وحشد لها الأمريكي معظم العالم العربي، وفوقه حلفاؤه الغربيون، لم تزد اليمن إلا إصرارًا وعنادًا وثباتًا، والسيد عبد الملك قدم لوحة لليمن – الذي نحب – بأن خروجه من الحرب الأولى لم يكن إلى هدنة أو راحة من قتال، بل خرج بجراحه وآلامه إلى حرب جديدة، لأنه جرب ويلات ما يجري بغزّة اليوم، فكانت حكمة القرار وشجاعته في الوقوف صفًا واحدًا كأنهم بنيان مرصوص أمام الحرب الأمريكية الجديدة في المنطقة.
اليمن انتصر في حرب قبل أن يخوضها من الأساس، وربح مع “شرفه وكرامته” بالموقف الشهم مع فلسطين وتحت رايتها قيمة هائلة، حولته إلى قوة إقليمية معتبرة، وعنصر أساسي في تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديدة، لن تكون مصر أو السعودية ذيلا الأمريكي هما المنوط بهما الوظائف في خدمة سيدهما، لكن اليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران ستكون هي صاحبة الدور، والفرق بين الوظيفة والدور هو الفرق بين دولة تعبر عن مصالح غيرها، أما الدور الإقليمي فهو تعبير من أصحاب المصلحة عن أنفسهم، هو الفرق بين المستقل والتابع باختصار.
الهيمنة الأمريكية في المنطقة باتت صدى سنوات بعيدة كئيبة، انتهت الآن، فالحقائق السياسية لا تنتظر أحدًا، وإنما هي باستمرار تشق لنفسها طرقها ومجاريها، بصرف النظر عن الشعارات والأمنيات وأنصاف المواقف والسياسات المائعة، ويوم أن قررت القيادة اليمنية الشريفة استهداف درة تاج الأساطيل الأمريكية “أيزنهاور” فإن الورطة الاستراتيجية الأمريكية قد تحولت إلى فضيحة استراتيجية ومأزق مميت، فواشنطن فشلت في حماية الملاحة في البحر الأحمر، وبات ثلثا إمدادات الطاقة وفقًا لشركات الشحن البحري، وحتّى هيئة قناة السويس المصرية النائمة، يهرب من جحيم الاستهداف اليمني إلى طرق بعيدة مثل رأس الرجاء الصالح، وللمرة الأولى سقطت الراية الأمريكية على سواحلنا بالدم والنار، ولا ينتظرها إلا سقوط بعد سقوط، وخيبة بعد خيبات، فالأهداف الأمريكية من عملية “حارس الازدهار” تاهت، بينما الحصار البحري اليمني على العدوّ وعلى الدول والشركات المرتبطة به هو الحقيقة التي لا لبس فيها.
ولأن الصعود التاريخي لا يحدث فجأة، ولا يقع دون مقدمات وأسباب موضوعية، وكون التاريخ هو العلم الأكثر قدرة على تفسير ما ناخ بكلكله على أسطورة الكيان فسحقها وأضاع كلّ وساوس الشيطان حوله، ولأن الحاضر هو الأبن الشرعي للماضي القريب، لسياساته وخياراته وخطواته ورهاناته، كما أن المستقبل هو الآخر لحظة حصاد للحاضر وتضحياته وآماله العظام، ولأن التاريخ علم له أصول وقواعد منهجية، وليس مجرد أقاصيص تروى لشغل الوقت، فإننا نحاول أن نستكمل بهذا الحديث مشهدًا ناقصًا في قصّة محور المقاومة، ونفك عقدة ملغزة وموجعة، في آن، كيف استمر الكيان 75 عامًا أسودَ في قلب العالم العربي، وهو بكلّ هذا الضعف البنيوي والمجتمعي والاهتراء السياسي والفشل العسكري، ألم يكن عيبنا أننا واجهناه دون بوصلة ودون أهداف؟ وها هو لبنان واليمن يثبتان أن “الكيان أضعف من بيت العنكبوت” حقًا وصدقًا.
شيئان فقط يستحقان استفاضة في كلمة سيد اليمن وحكيمها، أولًا: أظهر الخطاب الترفع والنبل لدى قادة محور المقاومة عن الصغار وعن الإلهاء، فلم يكن وقوف كلّ النظم الرسمية العربية في صف الكيان – جهارًا نهارًا – حجة للقعود، بل تحول إلى سبب للانتفاض في وجه واشنطن، والثاني: هو أن كلمة السيد عن رجال الله في لبنان تمنحنا فكرة عن تطوّر هذه الجبهة وتضحيات أبطالها والبيئة الحاضنة فيها، قال السيد الحوثي: “جبهة حزب الله متقدمة وفعّالة، وهي الأكثر تأثيرًا في جبهات الإسناد”، هذه الفاعلية والتقدم خلقا اليأس لدى العدوّ ومؤسساته. ويضيف السيد الحوثي: “إنّ الأوساط الصهيونية تتوقّع حدوث كارثة في حال توسّعت المواجهة مع لبنان”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحوثي: لن نوقف عملياتنا إلا بوقف العدوان على غزة

أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيون" في اليمن، الجمعة، أنها نفذّت بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق، هجوما ضد أهداف "حيوية للعدو الإسرائيلي"، وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.

اقرأ ايضاًإليكم تفاصيل "ضرب اليمن" وهذا أول تعليق لإيران؟ (فيديوهات)

وقال سريع في بيان صادر عن جماعة أنصار الله، "نفذنا بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق عملية عسكرية نوعية استهدفت أهدافا حيوية للعدو الإسرائيلي في جنوب فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة وقد حققت العملية أهدافها بنجاح بفضل الله".

وأضاف سريع في بيانه "ونفذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفا عسكريا تابعا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة بطائرة مسيرة وقد حققت العملية هدفها بنجاح بفضل الله".

وضمن العمليات العسكرية التي تنفذها جماعة أنصار الله، أكد سريع أن "القوات المسلحة اليمنية ستتعامل مع أي تصعيد إسرائيلي أمريكي على اليمن بتصعيد مماثل"، مشيراً إلى أن  الجماعة "لن تتردد في استهداف المنشآت الحيوية للعدو الإسرائيلي وكذلك التحركات العسكرية للعدو الأمريكي التي تستهدف اليمن".

 

 

 

 

بيان القوات المسلحة اليمنية من #ميدان_السبعين بشأن تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين إحداهما بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفت أهدافا حيوية للعدو الإسرائيلي في جنوب فلسطين، والأخرى استهدفت هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة#لستم_وحدكم… pic.twitter.com/2HbdKQkEKU

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 20, 2024

 

 

 

وعن وقف العمليات العسكرية أكد سريع أن ذلك مرتبط باستمرار الجرائم المرتكبة بحق إخواننا في غزة، وأن استمرار العدوان الإسرائيلي "لن يؤدي إلا إلى المزيد من الضربات من خلال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والعمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق على العدو الإسرائيلي وإن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".

اقرأ ايضاًالجمعة الثانية بعد سقوط الأسد.. هذه تطورات سوريا

 

وتعرضت العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة لسلسلة غارات إسرائيلية نفذها "سلاح الجو الإسرائيلي" الخميس، ما أدى إلى "استشهاد 10 أشخاص وجرح آخرين بحسب ما ذكرت وسائل إعلام. 
 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند الحوثي: لن نوقف عملياتنا إلا بوقف العدوان على غزة 251 شهيد وجريح في 3 مجازر إسرائيلية جديدة بغزة الجمعة الثانية بعد سقوط الأسد.. هذه تطورات سوريا الشرع يطمئن.. سوريا لن تكون منصة "قلق" لأي دولة عربية 4 سناكات صحية لجوع الشتاء Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
  • المشروع الصهيوني وتحديات الأمة العربية.. رؤية السيد الحوثي للخلاص
  • جيش الكيان يوجه رسالة إلى ابنة حسن نصر الله
  • الحوثي: لن نوقف عملياتنا إلا بوقف العدوان على غزة
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد منية النصر بالدقهلية
  • السيد القائد يكشف وجهة الصاروخ اليمني داخل الكيان هدف دسم للغاية تعرف عليه
  • الحوثي: جرائم “اسرائيل” وأمريكا الارهابية لن تثني اليمن عن القيام بواجبها الإسنادي لـغزة
  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه “ممر داود” يهدف إلى التوغل داخل الأراضي السورية وصولاً إلى نهر الفرات
  • أبو عبيدة: نبارك هجوم أنصار الله الصاروخي باتجاه قلب الكيان
  • صواريخ يمنية تدك عمق الكيان الصهيوني (نص البيان)