أحمد مراد (واغادوغو، القاهرة)

أخبار ذات صلة إرهابيون يهاجمون بلدةً في بوركينا فاسو 100 قتيل في مجرزة نفذها إرهابيون في الساحل الأفريقي

تواجه بوركينا فاسو منذ 2015 أعمال عنف تنسب إلى حركات مسلحة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، أدت إلى سقوط نحو عشرين ألف قتيل، ونزوح أكثر من مليوني شخص داخل البلاد.
وتشهد بوركينا فاسو تنامياً ملحوظاً في العمليات الإرهابية خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يُضاعف من حجم المخاطر والتهديدات التي تواجه أمن واستقرار الدولة الأفريقية الواقعة في منطقة الساحل.


وبحسب تقرير مؤشر الإرهاب العالمي، فإن بوركينا فاسو تُعد أكثر دول العالم تأثراً بالإرهاب، ويرتفع فيها عدد الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية بشكل متواتر منذ عام 2014، وسجلت في عام 2023، 1907 حالات، ووصل إجمالي عدد الضحايا منذ عام 2007 إلى 5422 حالة وفاة.
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، عضو «لجنة الحكماء في الكوميسا»، السفيرة سعاد شلبي، أن بوركينا فاسو تتعرض منذ عام 2007 لهجمات إرهابية متواصلة، بسبب عوامل عدة، أبرزها إنهاء بعثة الأمم المتحدة في دولة مالي المجاورة، ما تسبب في فراغ سياسي وأمني في منطقة الساحل الأفريقي بصفة عامة، إضافة إلى توالي الانقلابات العسكرية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
وذكرت شلبي لـ «الاتحاد» أن الجماعات الإرهابية نشطت بشكل ملحوظ في المثلث الواقع بين دول الساحل الأفريقي الثلاث، مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وقد استغلت الجماعات الإرهابية ما تُعانيه هذه الدول من فراغ أمني وسياسي لتفتك بمئات الضحايا من المدنيين، لا سيما من سكان المناطق والقرى النائية.
وقالت عضو لجنة الحكماء في الكوميسا: «إن إبراهيم القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم بوركينا فاسو سبق أن أعلن أنه يهدف للقضاء على الإرهاب بصفته أكبر خطر تواجهه بلاده، وقام بتشكيل وتدريب ميليشيا تتكون من 70 ألف مقاتل من المتطوعين المدنيين، لإيفادهم للمناطق النائية التي تسيطر عليها المنظمات الإرهابية».
من جانبه، أرجع الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، تزايد العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو إلى حالة التنافس المشتعلة بين الجماعات المنتشرة في مناطق واسعة من البلاد، حيث يحاول العديد من التنظيمات استغلال الاضطرابات الأمنية وبسط سيطرتها على مناطق شاسعة عبر تنفيذ العشرات من العمليات الإرهابية. 
وتأتي جماعة «نصرة» الموالية لتنظيم القاعدة على رأس الجماعات الإرهابية المنتشرة في بوركينا فاسو، كما ينشط تنظيم «داعش» بمناطق مختلفة، إضافة إلى جماعات إرهابية مجهولة مسؤولة عن نحو 85% من الهجمات، و59% من الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية لـ «الاتحاد»، إن انسحاب القوات الفرنسية والأميركية من منطقة الساحل الأفريقي ساهم بشكل كبير في تزايد العمليات الإرهابية، في بوركينا فاسو والنيجر ومالي، وأصبحت هذه الدول مطالبة بأن تواجه التنظيمات الإرهابية بمفردها، وبالاعتماد على إمكانياتها ومواردها المحدودة، وهي بالتأكيد لا تستطيع أن تحقق النتائج نفسها التي كانت تحققها القوات الفرنسية والأميركية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية الجماعات الإرهابية الهجمات الإرهابية الاعتداءات الإرهابية بوركينا فاسو داعش تنظيم القاعدة العملیات الإرهابیة الساحل الأفریقی فی بورکینا فاسو

إقرأ أيضاً:

20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تزايد أعداد النازحين في بلدان القرن الإفريقي بشكل غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، في وقت تشتد فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعرف منطقة القرن الأفريقي التي تضم 8 دول، اضطرابات وأزمات متعددة تغذيها عوامل داخلية وخارجية وتقاطع المصالح بين القوى الدولية وتداخل الأجندات الإقليمية، وذلك نظرا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية.

وعانت منطقة القرن الأفريقي لعقود من حروب أهلية وصراعات داخلية وإقليمية، ما جعلها من بين المناطق الأقل استقرارا في العالم.

وتدقع الأزمات والصراعات بالقرن الأفريقي ملايين الأشخاص إلى النزوح بشكل مستمر، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء.


20 مليون نازح معرضون للجوع
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر قبل يومين، إن عدد النازحين في منطقة القرن الإفريقي بلغ 20.75 مليون شخص في نهاية عام 2024، وهو ما قالت إنه يمثل ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بعدد النازحين إلى غاية اكتوبر الماضي.

وأشارت المنظمة إلى أن أزيد من 68800 أسرة اضطرت للنزوح، بسبب الأزمة السودانية خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2024، وأن 15129 نازحا تعرضوا للنزوح مجددا.

وأضح التقرير أن الصومال تضم 3.5 مليون نازح، وإثيوبيا 3,2 مليون نازح، وجنوب السودان مليوني نازح.
وديسمبر الماضي قال السفير السوداني لدى تونس أحمد عبد الواحد أحمد، إن هناك نحو 13 مليون سوداني نزحوا داخليا وخارجيا نتيجة ما وصفها بـ"اعتداءات" قوات الدعم السريع في البلاد.

وأوضح الدبلوماسي السوداني -في مؤتمر صحفي - أن "هناك 10 ملايين نزحوا داخل السودان من الأقاليم ونحو 2.5 مليون أو 3 ملايين نزحوا إلى الخارج.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت إحصائيات أخرى عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية ومجاعة.

وترجع المنظمة الدولية للهجرة التزايد في أعداد النازحين في القرن الإفريقي إلى استمرار الاقتتال الدائر في السودان، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إن حوالي 67.4 مليون شخص معرضين لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة بينهم 38 مليون شخص ينحدرون من الدول الأعضاء في "إيغاد" وهي جيبوتي، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.

وتؤكد المنظمة أن النزاعات والأوبئة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب ما زالت تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي.


عوامل الأزمة
ويرى الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، محفوظ ولد السالك، أن ثلاث عوامل رئيسية وراء موجة النزوح الحالية بشرق أفريقيا.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن العامل الأول هو "عدم الاستقرار الأمني بسبب الهجمات المسلحة، وهذا يخص الصومال بالدرجة الأولى، حيث تعاني من هجمات جماعة الشباب المسلحة منذ أزيد من عقد ونصف، وفي الفترة الأخيرة أضحى في البلاد نشاط لتنظيم "داعش"، وهذا النشاط المسلح يعد سببا رئيسيا في موجات النزوح في البلاد".

وأوضح أن العامل الثاني يجمع بين عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني "وهو ما تعاني منه السودان التي تشهد منذ ابريل 2023 حربا ضارية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وهو ما سبب بالإضافة للخسائر الكبيرة في الأرواح، موجة نزوح كبيرة فاقت 10 ملايين نازح داخلي".

أما العامل الثالث – يضيف ولد السالك – فهو التغير المناخي "سواء فيما يتعلق بموجات الجفاف التي ضربت كامل منطقة القرن الإفريقي خلال السنوات المتتالية الأخيرة، أو الفيضانات التي تأثر بها أزيد من مليون و400 ألف شخص في جنوب السودان خلال العام 2024، وتسبب في نزوح كبير في البلاد".

تداعيات متوقعة
ويؤكد الباحث المختص في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، أن موجة النزوح هذه ستكون لها تداعيات كبيرة ومباشرة على بلدان الشرق الأفريقي.

وأضاف: "ستكون هناك تداعيات كبيرة فأكثر من 20 مليون نازح يعانون أوضاعا صعبة اقتصاديا، واجتماعيا، وصحيا، وتعليميا، وهذا يفاقم أزمات الدول".

ولفت إلى تحديات تأمين مناطق النزوح الجديدة، والتي في الغالب هي عبارة عن مناطق نائية وقاحلة، وتفتقر للخدمات الإنسانية.

ونبه إلى أنه "لا يوجد حضور أمني في مناطق النزوح، وغالبا ما تتركها السلطات دون تأمين وهذا يجعلها محل استهداف من طرف الجماعات المسلحة، من خلال عمليات الاختطاف مقابل الفديات المالية، أو بالقتل، وهو ما يخلق أزمات جديدة في هذه الدول".


الوجود العسكري الأجنبي
ولفت ولد السالك إلى أن الوجود العسكري الأجنبي "لا يثير إشكالات سياسية وشعبية في منطقة القرن الإفريقي، عكس منطقة الساحل الافريقي".

وقال إنه توجد في الصومال قوات عسكرية أمريكية "مرحب بها شعبيا ورسميا، تماما كما وجود قوات عسكرية إفريقية، والأمر يعتبر داخلا في إطار التصدي لنشاط جماعة الشباب".

وأضاف أنه في جيبوتي أيضا "تستغل موقعها الاستراتيجي باعتبارها تطل على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، الذي يشكل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، من أجل كسب استفادة اقتصادية أكبر، وذلك من خلال استضافة 6 قواعد عسكرية أجنبية لكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، والولايات المتحدة واليابان والصين".

وأكد أن حساسية الوجود العسكري الأجنبي لا تثار بشكل كبير في منطقة القرن الإفريقي.

ماهي منطقة القرن الأفريقي؟
هي الجزء الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن، وتشمل بمفهومها الواسع  8 دول في شرق أفريقيا، هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

وتعد بلدان القرن الأفريقي من أكثر المناطق نزاعا على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية، فموقع القرن الأفريقي يعتبر استراتيجيا وبالغ الأهمية بالنسبة للقوى الدولية، حيث تعج بلدان المنطقة بالموانئ وتعبر من خلالها حاملات النفط والغاز والسفن المحملة بالبضائع والأسلحة.

وتسعى العديد من بلدان العالم لتعزيز حضورها في هذه المنطقة، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك قواعد عسكرية هناك، وكذلك الصين والهند وتركيا التي افتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في مقديشو.

مقالات مشابهة

  • مقتل 10 من جنود النيجر في كمين قرب حدود بوركينا فاسو
  • وسط مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية.. واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا
  • مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية.. واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا
  • واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا وسط مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية
  • 20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول
  • خبراء المركز المصري يحذرون من التحولات السياسية في الشرق الأوسط وعودة صعود التنظيمات الإرهابية
  • اللواء محمد توفيق يستقبل وزير الأمن بجمهورية بوركينا فاسو لتبادل الخبرات
  • وزير الداخلية يستقبل وزير الأمن بجمهورية بوركينا فاسو
  • وزير الداخلية يستقبل وزير الأمن لجمهورية بوركينا فاسو
  • وزير الداخلية يستقبل نظيره بجمهورية بوركينا فاسو