أبوظبي – الوطن:

صنَّف التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة لعام 2024 GSER، الذي أصدرته شركة الاستشارات والأبحاث العالمية «ستارت أب جينوم»، أبوظبي كأسرع منظومات الشركات الناشئة نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث سجّلت زيادة في القيمة بنسبة 28%.

ويركِّز التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة على تحليل منظومات الشركات الناشئة، التي تضمُّ ما يزيد على 4.

5 ملايين شركة موزَّعة على أكثر من 300 منظومة للابتكار في مجال ريادة الأعمال. ويقدِّم التقريرُ تحليلاتٍ مدعومةً بالبيانات، ومعرفةً معمَّقةً بتوجُّهات الشركات الناشئة في العالم، ويصنِّف أفضل 40 منظومة عالمية وناشئة، إضافةً إلى التصنيف الموسَّع بحسب المناطق في العالم.

وشملت تحليلاتُ «ستارت أب جينوم» عن أبوظبي الأنشطةَ المتناميةَ للشركات الناشئة في Hub71، وأظهر التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة لعام 2024 أنَّ أبوظبي حافظت على مكانتها كأسرع منظومة للشركات الناشئة نموّاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، محقِّقةً 4.2 مليارات دولار من القيمة في منظومة شركاتها الناشئة في الفترة من 1 يوليو 2021 إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل نموّاً سنوياً مركَّباً بنسبة 28%، مقارنةً بالفترة السابقة من 1 يوليو 2019 إلى 31 ديسمبر 2021. وتعدُّ قيمة المنظومة مقياساً للأثر الاقتصادي، حيث تُحسَب على أساس قيمة بيع الأسهم وتقييمات الشركات الناشئة.

وارتفع تصنيف أبوظبي في التقرير الحديث 15 مركزاً مقارنةً بالفترة السابقة، ليدخل نطاق مجموعة المراكز 61-70. وفي الفترة من 1 يوليو 2021 إلى 31 ديسمبر 2023، بلغ إجمالي تمويلات الشركات في مراحل التأسيس المبكِّرة 284 مليون دولار، ووصل إجمالي تمويلات رأس المال المُخاطر بين عامي 2019 و2023 إلى 1.06 مليار دولار.

واحتلَّت أبوظبي المرتبة الثانية على معيار الأداء لمنظومات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس حجم المنظومة وأداءها بناءً على القيمة التراكمية لشركات التكنولوجيا الناشئة والناتجة عن بيع الأسهم وعن التمويل. واحتلَّت أبوظبي المرتبة الخامسة على معيار التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس درجة الابتكار خلال التمويل في مراحل التأسيس، ونشاط المستثمر. وحقَّقت أبوظبي المرتبة الخامسة على معيار المواهب والخبرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس توجُّهات أهمِّ عوامل الأداء على المدى البعيد.

وصنَّف التقريرُ أبوظبي بين أفضل 10 منظومات على معيار المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس مستوى الابتكار من خلال أنشطة الأبحاث وبراءات الاختراع. وصنَّفها كذلك ضمن أفضل 15 منظومة على معيار كفاءة التكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو معيار يقيس مقدار استحواذ الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، في المتوسط، على تمويلات رأس المال المُخاطر.

وحلَّت أبوظبي في التقرير بين أفضل 15 منظومة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث المواهب معقولة الرواتب، وهو معيار يقيس القدرة على توظيف المواهب في مجال التكنولوجيا. وأشاد التقرير بقطاعات التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا النظيفة، والتكنولوجيا الزراعية والأغذية الجديدة، بسبب كثافة المواهب وموارد الدعم ونشاط الشركات الناشئة في هذه المجالات. وأشار التقرير إلى برنامج التأشيرة الذهبية وأهميته الاستراتيجية في تحفيز الشركات الناشئة للانتقال إلى المنظومة في أبوظبي.

وقال أحمد علي علوان، الرئيس التنفيذي لـHub71: «يؤكِّد تقرير (ستارت أب جينوم) مساهمة منظومة Hub71 في تحقيق رؤية قيادتنا المتمثّلة في دعم قطاع التكنولوجيا الناشئة. ويعدُّ صعود تصنيف أبوظبي كمنظومة رائدة للشركات الناشئة على مستوى المنطقة شهادةً على الفرص الاستثنائية التي توفِّرها لروّاد الأعمال، وحرصها على إتاحة البيئة الملائمة لتمويل المشاريع وتمكين قدراتها التجارية. وطوال الأعوام الماضية، نجحت Hub71 في تجسيد هذه الرؤية، حيث شهد مجتمع شركاتها الناشئة نموّاً كبيراً، مع إقبال المزيد من الشركات العالمية الناشئة على اختيار أبوظبي كمقرٍّ لإطلاق أعمالها، والتوسُّع منها نحو العالم».

ويُسلِّط التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة الضوء على الجهات الرئيسية في منظومة أبوظبي للشركات الناشئة، ومنها سوق أبوظبي العالمي، وشركة مبادلة للاستثمار و«القابضة» ADQ ومكتب أبوظبي للاستثمار ومؤسَّسة «ستارت إيه دي»، ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، التي تُسهم معاً في دعم النموِّ الإيجابي على المستويين التشغيلي والتنظيمي، وفي تقديم حوافز متعدِّدة، مثل الملكية بنسبة 100% لجذب الاستثمار الأجنبي والشركات الناشئة إلى أبوظبي. وبالاستفادة من التعاون مع تلك الجهات الرئيسية في المنظومة، توفِّر أبوظبي فرص الدخول والاستقرار الميسَّرة أمام الشركات الناشئة القادمة من مختلف بلدان العالم، ما يتيح لها الوصول إلى رأس المال والفرص التجارية. ونقلت العديد من الشركات مقرّاتها الرئيسية العالمية إلى سوق أبوظبي العالمي، ومنها «أندلوسيا لابس»، شركة أمن الأصول الرقمية ومقرّها الولايات المتحدة، و«نيوبلاي»، الكورية الجنوبية للبلوكتشين. ويضمُّ مجتمع Hub71 حالياً أكثر من 315 شركة ناشئة نجحت معاً في جمع تمويلات بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار.

وقال مارك بينزل، مؤسِّس ورئيس «ستارت أب جينوم»: «بفضل الجهود المتميِّزة لمنظومة Hub71، أصبحت أبوظبي بسرعة مذهلة أحد المواقع الاستثنائية التي يُفضِّلها الجميع لإنشاء منظومة شركات ناشئة عالمية المستوى. ومن الطبيعي أن تكون أبوظبي الآن أولوية لدى أيِّ رجل أعمال يحمل طموحات التوسُّع على نطاق عالمي، سواء في مجال الأصول الرقمية، أو التكنولوجيا النظيفة، أو غيرها من الفرص الاقتصادية في المجالات سريعة النموّ».

يُذكَر أنَّ التقرير العالمي لمنظومة الشركات الناشئة يعتمد على مجموعة واسعة تضمُّ ممثّلين عن أكثر من 40 دولة، لدراسة الوضع الحالي لأنشطة الشركات الناشئة والاستثمارات المتعلِّقة بها. ويوفِّر التقرير لقادة القطاعين العام والخاص رؤى وإرشادات عالية القيمة عن كيفية تعزيز مجتمعات الشركات الناشئة المزدهرة، وهي المحرِّك الأهم لإتاحة فرص العمل والتوظيف والنموّ الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تُسهم مشاركات القيادات الفكرية والخبراء واللاعبين الرئيسيين على المستوى المحلي في إثراء نتائج التقرير الشاملة والقائمة على الأدلة، والتي تأتي نتيجة لأكثر من على عشر سنوات من عمل «ستارت أب جينوم» المستقل في مجال الأبحاث والسياسات.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟

ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري.      وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر.   ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.
وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".   ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب.  والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
    المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • جامعة مصر للمعلوماتية تستضيف مؤتمر علوم البيانات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025
  • الإمارات.. بيئة مثالية لازدهار الشركات الناشئة وريادة الأعمال
  • ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
  • مصر القوة الداعمة لاستقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا| شراكات اقتصادية ودبلوماسية
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض
  • كيا الشرق الأوسط وأفريقيا تعلن عن عقد شراكة مع ريوت جيمز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • إلى ماذا يسعى ترامب حقا في الشرق الأوسط؟