أمجد سمير يكتب: الأضحية والفكر البشري
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الأضحية والفكر البشري
التقرب لله بأفعال وسلوكيات مقبولة يرضي عنها ونفرح بما تقدمه للفقراء والمحتاجين
أمجد سمير شفيق حنا
ونحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك و الفكر البشري في القرب لله فقد بدأ الإنسان بعبادة الله الواحد ثم نتيجة فكره البشري وغواية الشيطان دفعه لكي يتصور الإله في صور ومخلوقات يطفي عليها صفة الإلوهية فظهرت الديانات والموروثات فنجد في مصر الفرعونية التعطش نحو التقرب للإله وظهر الإله رع إله الشمس ومتدرجا الفكر وصولا للإله آتون قرص الشمس الذي نادي بعبادته أمنحوتب الرابع وسمى نفسه إخناتون وكانت الحضارة المصرية حضارة زراعية ينمو الخير على يدي الفلاح البسيط فلم تجتاز فكرة الأضحية البشرية.
ونجد في بعض العبادات فكرة الأضحية فظهر الإله بعل(اسم سامي معناه سيد أو رب أو مالك أو زوج )ويعرف بإله الخصوبة وقد جاءت اعتقاده بأن خصوبة وإنتاج أراضيهم تعود لقوة خارقة وزوجته عشتاروث ويطلق عليها عشتار وعشيرة (معنى عشتاروث نجمة الصباح أو المساء ) وكانت عناة وعشتاروث زوجتا الإله بعل وتنطوي العبادة على ممارسة البغاء لإرضاء الإلهة وكانت العبادة منتشرة في منطقة الهلال الخصيب وكذلك ظهرت ألهة كثيرة ذكرت في العهد القديم حذر منها الله شعب بني إسرائيل ولكن في فترات ضعفوا وإنجرفوا لها ولعبادتها مثل الإله مولك أو ملكوم إله العمونيين وقد كانوا يقدمون له الذبائح البشرية ولا سيما الأطفال وكان له تمثال نحاس مجوف توضع بداخله النار التي يضعون فيها تقدماتهم وكذلك الإله رمون (إله الرعد ) وعبده السوريون وكذلك عبد قوم إبراهيم الإله سين (إله القمر) كان سيد أو رب حاران وتعددت الألهة في كنعان آلهة الأم يم (,تعنى البحر وهي إلهة الماء) الإله شم أو شميم (شاميم)(أي إله السماء)و الإله أديم (أو أدمة) (إلهة ارض) والإله إيل وهو كبير الألهة الكنعانية وهذا نتج عن تزاوج إله السماء (شاميم ) مع إلهة الأرض أدمة وإيل هو الإله الذكر والإله داجون وهو على شكل الإنسان في رأس وأما البدن فعلى هيئة سمكة وكانوا يمارسون فكرة الأضاحي لدرجة أن أحد الملوك ذبح ابنه وولي العهد على سور المدينة حتى ينفك عنه الحصار وكانوا يمارسون أبشع الطقوس تقربا للآلهة التي نتجت عن شر انسان.
ولما أراد الله أن يهذب الفكر البشري ويرفع غشاوة الجهل والظلمة وضع له ناموسا متدرجا نحو معرفته ووضع شرائع التقدمات و الذبائح في التوراة مسلما ذلك لموسي النبي ذبيحة الأثم وذبيحة الخطية وذبيحة السلامة ويوم الكفلرة العظيم وتقديم خروف الفصح.
وكان هذا ليهيئ فكرهم نحو ذبيحة السيد المسيح وكان خروف الفصح لابد أن يكون ابن سنة حمل بلا عيب ويوضع تحت الحفظ من العاشر حتى الرابع عشر من شهر نيسان ويطهى على اعشاب مرة وبه سيخين متقاطعين رمز للصليب ويأكلونه وهم أطهار وعلى عجلة وهم متمنطقين وعصيهم في أيديهم وذلك ليهيئ لهم فكرهم نحو الذبيح الأعظم السيد المسيح وتدور فكرة الذبائح في العهد القديم أنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة وكذلك تقدمات من ثمار الأرض خبز تقدمة.
قصة أبونا إبراهيم و الأضحية
هي قصة إختبار الإيمان حسب رواية الكتاب المقدس ولد إسحق بوعد إلهي وفي فترة طلب الله من إبراهيم أن يأخذ ابنه إسحق ليقدمه ذبيحة على أحد الجبال وهو جبل المرايا الذي بني عليه هيكل سليمان وعندما هم إبراهيم بذبح ابنه إسحق ربنا منعه وأرسل له خروف موثق من قرنيه وقدمه عوضا عن ابنه وكان هذا هو اختبار لايمان إبراهيم فصار خليل الله وكان فرحا وأقسم الله أن بنسل إبراهيم تتبارك جميع قبائل الأرض.
ويتفق القصص التوراتي مع القصص القرآني ولكن يختلف في أن الذبيح في القصص القرآني هو إسماعيل، وفي المسيحية نؤمن أن الذبيحة التى قدمت لفداء البشرية هو السيد المسيح ونحن مطالبين أن نقدم ذبيحة التسبيح لله والهبات والعطايا وأن تقدم عبادتنا العقلية ذبيحة حية مرضية وكذلك ذبيحة الافخارستيا (ذبيحة الشكر في القداس الإلهي ) ففكرة أن تضحي أن تكون مستعد لبذل ذاتك وتتقرب لله بأفعال وسلوكيات مقبولة يرضي عنها الله ونفرح ونسر بما تقدمه للفقراء والمحتاجين مقدمين المحبة دامت المحبة بين الجميع فبالحب قد عرفت نفسي وبالحب قد عرفت الله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاضحية الفكر البشري الديانات الحضارة المصرية السيد المسيح
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من مسجد الشرطة| الخليل إبراهيم عرف نعمة الأمن وقدرها.. وعلينا التحقق بمقام العبودية فهو الأعلى مكانة.. فيديو
خطبة الجمعة من مسجد الشرطة
الشيخ أحمد عصام فرحات يؤكد:
إذا أراد الإنسان معرفة نعمة الأمن فلينظر إلى من فقدها
علينا التحقق بمقام العبودية فهو الأعلى مكانة
قلب الخليل إبراهيم عليه السلام قد عرف نعمة الأمن وقدرها
قال الشيخ أحمد عصام الدين فرحات، خطيب مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، إن نعمة الأمن من أجل نعم الله على عباده، والقرآن الكريم قد ألح على تحقيق الأمن في جميع مفرداته وأبعاده وجميع صناعاته.
وأضاف فرحات، خلال خطبة الجمعة من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، أن قلب الخليل إبراهيم عليه السلام، قد عرف نعمة الأمن في قوله (رب اجعل هذا بلدا آمنا) فكان لهذه الدعوة الصادقة أثر وبركة ممتدة عبر الزمان والمكان.
وأشار إلى أنه إذا أراد الإنسان أن يعرف قدر نعمة الأمن فلينظر إلى حال من فقدها، حيث لا طعام يطيب ولا شراب يروي ولا قلب يسكن ويطمئن ولا يرى إلا الدمار والخرب وضياع البلاد والعباد، فتزهق الأرواح وتسفك الدماء وتنهب الأموال وحينها يدرك الإنسان قدر البيان النبوي في قول النبي (من عاش آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).
وإن من نعم الله تعالى علينا هذا الوطن، فلنطئمن فلقد جعل الله بلادنا أم البلاد ومهبط الأنبياء وموطن الأولياء، تتابعت وتلاقت على هذه الأرض حضارات متعددة، فهي محفوظة ومجبورة ومنصورة فهي وصية النبي الكريم (إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم ذمة ورحما واتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة.
وتابع: ظل شعب مصر على طول التاريخ مصدر أمن وأمان، متسما بالحب متصفا بالود والكرم والتسامح.
وقال الشيخ أحمد عصام الدين فرحات، خطيب مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، إنه علينا أن نتحقق بمقام العبودية فهو أعلى مقام وليتواضع الإنسان بين يدي مولاه ليوضع له القبول في السماء والأرض.
وأضاف فرحات، خلال خطبة الجمعة من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، أن النبي توجه إلى ربه يحتمي بحماه ويبث إليه شكواه قائلا (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي.
وتابع: وجاء التكريم الإلهي للنبي في رحلة الإسراء والمعراج ليريه الآيات الكبري ويفيض عليه من الأسرار الكونية ويتجلى عليه بمزيد من المعارف والأنوار، فيقول تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وقال خطيب مسجد الشرطة، إن شهود الجبر الإلهي حاضر في رحلة الإسراء والمعراج، لتفتح للامة كلها أبواب الأمل والثقة في الله، وهذا ما كان يحرص النبي على غرسه وترسيخه في نفوس أصحابه وهذا ما ينبغي أن يربى عليه أبناؤنا وبناتنا، العزة والأمل والأخذ بالأسباب والصبر والرضا والتوكل على الله والتحقق بمقام العبودية.